بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.. كيف نحقق الاستقرار النفسي للصغار؟
20 نوفمبر 2023

بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.. كيف نحقق الاستقرار النفسي للصغار؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.. كيف نحقق الاستقرار النفسي للصغار؟

غالباً ما يعاني الطفل الذي يعيش في ظروف أسرية غير مستقرة مشاكل كثيرة يجني المجتمع في المستقبل ثمارها غير الإيجابية، الأمر الذي يتطلب من الأهل، بجانب توفير متطلبات الحياة العادية من مأوى ومأكل وملبس، مراعاة الجوانب الأخرى التي لا تقل أهمية عن غيرها، مثل تحقيق الاستقرار النفسي للصغار، ما يدفع المعنيين بالطفولة إلى لاهتمام بتربية جيل معافى في بدنه، ومعافى في صحته النفسية.

وبمناسبة اليوم العالمي للطفولة الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام، نناقش مع الدكتورة مارينا حكيميان، أخصائية نفسية في العلاج الفردي للأطفال والكبار في مركز ثرايف للصحة النفسية، طرق تنشئة طفل سويّ نفسياً.

بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.. كيف نحقق الاستقرار النفسي للصغار؟

تقول الدكتورة مارينا حكيميان «تربية الأطفال ليست مهمة سهلة، فهي تتطلب معرفة، والتزاماً، وصبراً، وإدراكاً من جانب الوالدين لعوامل عدة، تسهم في تنشئتهم بطريقة مثالية، مثل تاريخ العائلة، وتوافر البيئة التربوية الآمنة، والصحة النفسية للأبوين، وسوف نستعرض هنا التفاصيل:

استراتيجيات يجب على الوالدين تطبيقها لتنشة طفل سليم نفسياً:

  • لابد من توفير ضروريات الحياة والاحتياجات الأساسية، ولكن من دون الإفراط في تلبية كل شيء.
  • دعم الطفل من دون التغافل عن تعزيز الفرص لممارسة الاستقلالية.
  • الاستثمار في تطوير ثقته بنفسه وتقدير الذات من خلال الاستماع إليه بشكل تام من دون أيّ تشتت.
  • توفير بيئة منزلية آمنة يتم فيها تشجيع الانفتاح وتقدير التواصل، إذ يساعد هذا على الشعور بالقيمة والأمان، وإفساح المجال للتعبير عن مشاعره.
  • إشراك الطفل في أشغالهما اليومية، وإعطائه مهام ومسؤوليات وتشجيعاً، لنمو خياله وقدراته الحياتية.
  • لا تتمحور حياة الطفل حول المرح واللعب فقط، فهناك من يواجه الكثير في حياته، ويبذل مجهوداً كبيراً للتأقلم مع واقعه، ما يتطلب انتباه الوالدين لتلك النقطة.

بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.. كيف نحقق الاستقرار النفسي للصغار؟

وتكمل د. مارينا حكيميان «لا يعرف أحد جيداً ماذا تعني الأبوّة والأمومة إلى أن يُرزق بطفل، لذا فمن المهم من البداية مناقشة أسباب رغبة الأزواج في الإنجاب، وأن يراقبوا الآخرين وهم يمرّون بمراحل الأبوّة والأمومة، للاستفادة من تجاربهم، بجانب قراءة الكتب، أو استشارة الخبراء في هذا المجال. ومما لا يدع مجالا للشك أن الانتباه من البداية للصحة النفسية أمر حاسم، فالطفل ذكي بالفطرة، ويعرف جيداً ما هو آمن، وغير آمن، وما يُطمئنه ويوفر له احتياجاته الأساسية، وما يُشعره بعدم الاطمئنان، وهو يعتمد إلى حد كبير على الراعي الأساسي الذي يوفر له كل ذلك».

عندما يُثنى على الطفل بشكل غير متوقع لسلوك إيجابي فإنه سيكرره من دون أن يشعر

تعلّق الدكتورة مارينا حكيميان على الوسيلة الأكثر فعالية لتعليم الطفل الصواب والخطأ، قائلة «استخدام عقوبة الضرب للردع ليست سوى وسيلة لمساعدة البالغ على التهدئة، ما قد يقوده في كثير من الأحيان إلى الشعور بالذنب والندم، إذ يمكننا تعريف الطفل بالسلوك المقبول من أجل تعزيزه بالثناء عليه، وهي خطوة مهمة، فعندما يُثنى عليه بشكل غير متوقع لسلوك إيجابي، فإن هذا السلوك سيتكرر دائماً من دون أن يشعر، أو يبذل مجهوداً».

كما توضح د. مارينا حكيميان، كيفية تهيئة الطفل لاستقبال التغيير الذي تفرضه الحياة «الأطفال يمرّون بدورة معقدة، من الولادة إلى البلوغ، ويمكن أن تكون هذه التحولات صعبة ومعقدة للغاية بالنسبة إليهم، وبلا شك، فإن الاستعداد المبكّر لها يقلل من قلق المجهول، ويساعد كلاً من الأطفال والكبار، على التنقل بثقة خلال هذه التغيّرات، فعند دخول الأطفال المدرسة، يتم وضع العديد من التوقعات عليهم، مثل التعرف إلى الأصدقاء، والتفاهم مع المعلمين، وتحقيق النجاح الأكاديمي، والأهم من ذلك الاندماج، ما يستدعي دعماً من جميع الأطراف المعنية: الآباء وفريق المدرسة، كما أنهم في أمسّ الحاجة إلى التعبير عن آرائهم بحرية ومن دون قيود، كل ذلك يساعد في تخفيف عملية التحول والتنقل منها بسلاسة ونجاح».

بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.. كيف نحقق الاستقرار النفسي للصغار؟

وتختتم د. حكيميان، حديثها موجهة نصيحة لأهمية الشراكة في التربية وتبادل الأدوار بين الأبوين «أؤمن بأن كلاً من الوالدين له دوره الرئيسي في دورة حياة الأسرة، وهما المعنيان بمناقشة كل ما يتعلق بطفلهما، وصولاً به إلى بناء شخصية قوية، جسدياً ونفسياً، فالأمهات هنّ المعنيات بحل المشاكل النفسية، بينما الآباء هم من يقدّمون الرؤية العملية في بعض المسائل الشائكة، وهذا ما يحتاج إليه الطفل بالضبط.. شخصيتان تُسهمان بشكل كبير في بناء ثقته بنفسه وتطوير شخصيته وعلاقاته مع الآخرين».

 

مقالات ذات صلة