05 نوفمبر 2022

الأمومة والأنوثة.. كيف أتصالح مع الأنثى بداخلي وأحقق التوازن؟

محررة في مجلة كل الأسرة

الأمومة والأنوثة.. كيف أتصالح مع الأنثى بداخلي وأحقق التوازن؟

تحدثنا الكوتش جواهر خليفة النعيمي، مدربة حياة واستشاري اجتماعي معتمد، عن عوالم الأنوثة والأمومة وتشرح آلية تحقيق التوازن بين الطاقتين، تفادياً لخلل قد يرافق المرأة في كل مراحل حياتها.

لماذا غابت طاقة الأنوثة؟

تتطرق الكوتش النعيمي إلى التغيرات الطارئة على طاقة الأنوثة «قديماً، كانت أمهاتنا يتولين مسؤوليات البيت والأسرة في وقت كان الرجال يبحثون عن الرزق لأشهر عدّة، ورغم ذلك لم تتخل المرأة عن طاقة الأنثى لأن العلاقة مع الرجل لم تكن تحدياً بين الطرفين، إذ عندما يعود رب الأسرة يجد المرأة تمارس دورها الأنثوي وتتخلى عن دور الرجل في وجوده».

في وقتنا الحالي، تأثر الوضع بالدعوة إلى المساواة وغيرها من شعارات رنانة «اليوم، بات التحدي بين طاقة الأنوثة وطاقة الذكورة، وهناك حالات كثيرة تبلور هذا التوجه، فحتى لو كان هناك رجل يقوم بمهامه كرجل ويؤدي مسؤولياته، شرعت المرأة بسحب بعض الأدوار منه لترتفع طاقة الذكورة عندها وتقل طاقة الأنوثة، ما يسبب خللاً في علاقتها الأسرية والزوجية».

تلفت النعيمي «عندما لا تهتم المرأة بطاقتها الأنثوية وتشرع بالقيام بمسؤوليات وأدوار شتى، ترتفع طاقة الذكورة عندها فيكون صوتها عالياً وتتسم بحدة الطباع وهذه ليست من صفات المرأة التي خلقها الله سبحانه وتعالى هينة ولينة، وبالتالي تبدأ تتذمر من طاقة الأنوثة غير المشبعة وتحتاج إلى إعادة توزيع أدوار».

من هنا، تتبدى حاجة المرأة إلى «إعادة التوازن»، «من المهم أن تعود الأنثى لممارسة أنوثتها والتي تؤثر في لبسها، مشيتها، شكلها، طريقة كلامها ومخارج الحروف ونبرة الصوت.عندما تأخذ المرأة دور الرجل بشكل كامل فهي تهدم رحلتها الأسرية مع زوجها وأبنائها، وكبشر لدينا طاقة الأنوثة والذكورة ومن المهم أن تستخدم المرأة طاقة الذكورة في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة لأنه في حال اختل استخدامها، يختل توازنها الداخلي».

الأمومة والأنوثة.. كيف أتصالح مع الأنثى بداخلي وأحقق التوازن؟

توازن طاقة الأمومة وطاقة الأنوثة

يحدث التوازن عندما تشعر الأنثى بقيمة دورها كأم، ولكونها أنثى استحقت كرامة الأمومة «شعور الأم بأهمية أعضائها وتكوينها الجسدي بشكل عام يجعل منها حاضنة لكائن ينمو في أحشائها ويتغذى من غذائها ومشاعرها وأفكارها، يشكّل نقطة ومرتكزاً لاهتمام المرأة بإعادة توازنها الأنثوي تفادياً لأي خلل في المشاعر يصيبها مستقبلاً».

كيف تحقق المرأة هذا التوازن؟

  • مسامحة الأنثى لذاتها إن أهملتها.
  • عدم المبالغة في الأدوار على حساب أدوار أخرى.
  • تقبل أنها في مرحلة تركيز على هذا الكائن الجديد (المولود) مع الاعتناء بذاتها وأخذ فترات راحة واستجمام تشحن فيها طاقتها من جديد.
  • توظيف طاقة الأمومة في تعزيز طاقة الأنوثة.
  • إدراك أن الجمال أن تكون أنثى ولو بملامح عادية.
  • التصالح مع الأنثى

لرفع طاقة التشافي والتصالح مع الأنثى داخلي:

  1. في حال كانت المرأة ذات مسؤوليات ضخمة تتوجب استخدامها لطاقة الذكورة، فإنّ الأمر يجب ألا يقودها إلى خلع طاقتها الأنثوية.
  2. إعادة ممارساتها الأنثوية لطبيعتها لجهة الانتباه لطريقة الكلام، نبرة الصوت وغيرها والاهتمام بمظهرها، بعيداً عن المغالاة.
  3. أقبل أني أنثى وأمتّن وأستشعر بأهمية الأدوار التي لا يستطيع الرجل القيام بها وأمارس حياتي كأنثى.
  4. إيلاء الاهتمام لنظامها الغذائي، طريقة الأكل ونوعه يؤثران في هرمونات المرأة بحيث تحتاج لأن تنتبه إلى الممارسات التي تكون قريبة للأنوثة من الذكورة.
  5. عدم تقليد المرأة لنساء أخريات والتماهي مثلاً مع شخصية صديقتها القوية (قصة شعر هجينة أو استخدام عطر رجالي) والبحث عن قدوة أنثى في حياتي.
  6. الشعور بالمسؤولية لا يتنافى مع استدعاء مشاعر الأنثى من حنان وحكمة ولين.
  7. مشاركة الأم لأبنائها في بعض الأنشطة كفيل برفع طاقة الأمومة.
  8. تنظيف مراحل الطفولة التي تكون عززت الجانب الذكوري في المرأة وإدخال بعض الممارسات كتغيير قصة الشعر، نمط اللبس وغيرها.
  9. تفهم الاختلاف مع الرجل وإدراك أن الخلل بين طاقتي الأنوثة والذكورة يؤدي إلى عدم الاستقرار.
    وفي بحثهن عن التوازن، توجه النعيمي رسالة «لكل الإناث في العالم، أقول: أنتنّ رائعات كما أنتن. أحببن أنفسكن لأن الكون يحتاج لوجودكنّ بطاقتكنّ الأنثوية».

الرجل يبحث عن أنثى

ولكن هل عمليات التجميل ترفع طاقة الأنوثة؟ تجيب النعيمي «عمليات التجميل قد تساعد لكن المبالغة في إظهار جمال مصطنع يكون لامرأة تبحث عن لفت النظر ويكون الخلل في نظرتها لنفسها وعدم الرضا الداخلي، والرجل يبحث عن امرأة تكمله وعن أنثى تحتويه وبالتالي قد يبحث عن امرأة غير جميلة ولكن طاقة أنوثتها عالية تعرف كيف تتدلل وكيف تترك له القيام بأدواره، مما يؤكد أهمية استرجاع المرأة لأنوثتها لأنها حاجة ملحة لها مهما بلغت من مناصب».