متى يكون تأجيل قرار الطلاق ضرورياً؟
30 أكتوبر 2022

متى يكون تأجيل قرار الطلاق ضرورياً؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

متى يكون تأجيل قرار الطلاق ضرورياً؟

الطلاق قرار مصيري لا يتعلق بحياة الزوجين فقط إنما تتوقف عليه حياة أشخاص آخرين، فهو قرار مصيري يحدد المستقبل وشكل الحياة القادمة، قرار مصيري يترتب على إصلاحه عواقب وأضرار غير سهلة، فما بني في سنوات يمكن أن يمحى في دقائق.

فما هي المشاكل التي لا ينفع معها حل غير الطلاق؟ وما هي الخلافات التي يمكن أن نمنحها فرصة أخرى للعلاج؟

أسباب تأجيل قرار الطلاق

1- الحفاظ على المكانة الاجتماعية

يجد الدكتور المحامي يوسف الشريف أن وراء تأجيل بعض الأزواج خطوة الطلاق أسباب متعددة ومتباينة، «يتراجع بعض الأزواج بعد اتخاذ قرار الطلاق نتيجة عدم قناعتهم بالخلافات والمشاكل أو لإدراك تسرعهم بأخذ هذه الخطوة، أو لاعتبارات أخرى منها اجتماعية وأسرية، مادية أو أخلاقية»

يشير «التأجيل في حد ذاته هو قرار إيجابي، لكنه في بعض الأحيان قرار سلبي شأنه في ذلك شأن الطلاق».

يرى الشريف أن العامل الاجتماعي والأسري من أكثر العوامل تأثيراً في هذا القرار، يقول «يمكن أن يؤجل الشخص قرار الطلاق لاعتبار اجتماعي معين، كوضعه ومكانته الاجتماعية، أو أن يكون التأجيل من المرأة خوفاً على مظهرها الاجتماعي، أو خوف الأهل من حديث الناس كما يقال وما يرد على شاكلتها، أو لاعتبارات أخرى منها نجاحه المهني أو العملي».

2- حماية الأبناء

يرصد الشريف دور العامل الأسري «يحوز على النسبة الأكبر في قرار التأجيل، يصبر أحد الزوجين على معيشة لا تناسبهما فيؤجلان قرار الطلاق ليس لشيء سوى حماية الأبناء. وجود البنات يفرض على الزوجين البقاء حفاظاً على الشكل العام وإن كان أي طرف منهما لا يلبي طلبات الآخر»

3- الأعباء المادية

يكمل «يلجأ بعض الرجال لتأجيل القرار خوفاً من تحمل الأعباء المادية التي تفرضها المحكمة للزوجة من نفقة وسكن وحضانة ومتعة، بينما تسعى بعض النساء للتأجيل بسبب عدم وجود مكان تلجأ له ومورد مادي تعيش منه بعد الطلاق لذلك تعول على الصبر طمعاً وأملاً بتغييره»،

4- التعرض لمشكلة خطيرة

عوامل أخرى يكشفها المحامي «قد يستغرب البعض أن يكون العامل الإنساني وراء تأجيل هذا القرار، وغالباً ما يتفق الطرفان فعلياً على الطلاق لكن تعرض أحدهما لمشكلة أو طارئ خطير كالمرض أو فقدان المورد المادي أو الثروة، فيكون التروي بأخذ هذه الخطوة والبقاء بجانب الشريك هو القرار حفاظاً على سنوات العشرة».

متى يكون تأجيل قرار الطلاق ضرورياً؟

قرار تأجيل الطلاق.. إيجابي أم سلبي؟

يوضح الشريف «تنتج عن قرار التأجيل آثار مثلها مثل الطلاق، فهو بلا شك سيؤدي إلى نتائج قد يكون أثرها إيجابياً، وربما تكون ذات أثر سلبي في متخذ القرار. عندما يكون قرار التأجيل مستنداً لاعتبار اجتماعي على سبيل المثال، تكون عواقبه أسوأ من القرار المستند لاعتبار أسري أو مادي، والعكس صحيح، وكل حالة لها من الخصوصية ما يحيط بها».

يروي «العديد من الحالات اطلعت عليها، منها قصة شاب عربي أحب فتاة وتقدم لخطبتها وشاءت الظروف أن يفترقا ويتقدم لأخرى، أثناء التجهيز لحفل الزفاف تم تعيينه في وظيفة مرموقة، ما إن علمت الفتاة الأولى بالخبر حتى بدأت في معاودة التواصل معه مرة بعد أخرى بحجج مختلفة، وبعد فترة من الخلافات قرر أن يطلقها إلا أنه قرر تأجيل الأمر بعد إصابتها بمرض شديد، وبعد اكتشاف خيانة خطيبته الأولى عاد لبيته يجر أذيال الخيبة نادماً لسان حاله يقول (مرضت زوجتي، وتأجل قرار الطلاق ليردني الله إلى رشدي).

وقصة أخرى لرجل عمل في أحد القطاعات الحكومية، وقد تزوج بامرأة، وبعد فترة بدأت تأخذ من ماله دون علمه، بالرغم من أنه لم يبخل عليها يوماً، حاول معها كثيراً أن تتوقف عن السرقة إلا أنها لم تفعل، ورفض أن يطلقها لأجل أولاده وسمعته، لكن الطامة الكبرى عندما سرقت من زوجة ابنه بعض أدوات التجميل الخاصة بها، عندها خشي أن يفتضح الأمر ويخرج عن نطاق البيت فيعلم القاصي والداني بأمرها، فيعزف الناس عن الزواج ببناته بسبب أمهن السارقة، والحقيقة إن قرار تأجيل طلاق مثل هذه المرأة مدمر بالنسبة لهذه الحالة، فمن الأولى المبادرة لإصلاحها، وإن امتنعت فطلاقها أفضل والتأجيل في هذه الظروف لا يعلم عقباه إلا الله».

متى يكون تأجيل قرار الطلاق ضرورياً؟

المرأة الأكثر تأثرا بقرار الطلاق

توضح الأخصائية الأسرية ومدربة تطوير الذات شيخة النعيمي الأبعاد النفسية التي تصيب المرأة كونها الطرف الأكثر تأثراً بهذا القرار «احتياجات المرأة النفسية من الحب والاحتواء والأمان العاطفي ستتعطل تغذيتها بمجرد فرزنة العلاقة مخلفةً وراءها توتراً داخلياً شديداً يعبر عنه العقل اللاواعي من خلال ميكانيزمات دفاعية لاشعورية، فتبدأ شخصية المرأة تتغير في هذه المرحلة وتدخل مرحلة اللاشعور حيث تندفع لاشعورياً إلى تصرفات وسلوكيات لا واعية من أجل مواجهة التهديد والخطر الذي يهدد احتياجاتها. ونستطيع أن نصور حالة الزوجة في هذه المرحلة بالشخص المشرف على الموت بسبب العطش في جوف صحراء ملتهبة حيث يسعى الإنسان متلهفاً لسد حاجة عطشه بأي شي حتى لو كان ماء مستنقع غير صحي، كذلك هي الحال بالنسبة لنفسية المرأة التي قد تنضب احتياجاتها لتبدأ في البحث عن البدائل لإشباعها وتتشبث بطوق النجاة الذي يعتري طريقها من أجل حاجة البقاء والرجوع إلى دائرة الأمان».

الآثار الإيجابية لتأجيل قرار الطلاق

يقف مدرب التنمية البشرية والعلاقات الأسرية الدكتور شافع محمد النيادي عند الآثار الإيجابية لتأجيل قرار الطلاق:

  • يحفظ الأسرة والأبناء كما يحفظ الزوجين ويكشف عدم تمكنهم من رؤية بعض الأشياء بنظرة صحيحة.
  • يمنح التريث الفرصة لاكتشاف وفهم بعضهم ومعرفة إيجابيات وسلبيات كل طرف منهم كما يقوي الروابط الأسرية.

 

مقالات ذات صلة