نجوى كرم: أحمل «لبنان» في صوتي وأجول به في العالم عبر أغنياتي
19 يوليو 2022

نجوى كرم: أحمل «لبنان» في صوتي وأجول به في العالم عبر أغنياتي

فريق كل الأسرة

فريق كل الأسرة

نجوى كرم على غلاف مجلة كل الأسرة
نجوى كرم على غلاف مجلة كل الأسرة

نجوى كرم باتت علماً من الأعلام اللبنانية التي لا ينفصل مسارها الفني عن مسارها الوطني والإنساني، فهي ترى بأن مهمة الفنان لا تنحصر في الوقوف على المسرح وحسب، بل بإيصال رسائل إنسانية وطنية واجتماعية، وهي لطالما حاولت تطبيق هذه القاعدة في حياتها العملية.

في حوار حصري لـ"كل الأسرة" أجرته معها الصحفية هدى الأسير، نجوى كرم تكشف لنا تفاصيل أغنيتها الجديدة «حلوة الدني»، والتي سيليها إطلاق أغنية أخرى خلال أيام:

نجوى كرم: أحمل «لبنان» في صوتي وأجول به في العالم عبر أغنياتي

فاجأت نجوى كرم الجمهور بأغنية «حلوة الدني»، والتي تدعو للتفاؤل في وقت كان الجمهور فيه في أمس الحاجة لجو من الإيجابية والفرح، ولأن نجوى كرم بطبيعتها محبة للحياة علقت على اختيار اسم الأغنية قائلة "حتى في أحلك الظروف يجب أن نتمسك بالأمل مهما كان خيطه رفيعاً، فلبنان بتكوينه، ومنذ أن وعينا على هذه الدنيا، ومن قبل، كما يُخبرنا أجدادنا، أنه معرّض للنكسات كل فترة، فهو على قدر جماله مُخيف للآخرين الذين يحاولون العبث به دائماً".

لم تكن تلك الأغنية المرة الأولى التي تنادي فيها نجوى كرم بتأمل جمال الحياة، فقد أطلقت سابقاً مبادرة إنسانية بعنوان «لبنان الحياة»، وعن هذا الحرص على نشر الأمل، أكدت لنا نجوى" يجب أن يكون الفنان قدوة، لا يُغني فقط على المسرح ويسمع تصفيق الناس قبل أن يعود إلى بيته، بل يجب أن يحمل رسالة تخدم إنسانيته ووطنه في أزماته قبل أيامه الحلوة".

أغنية «حلوة الدني»


ولأن حسها الفني لا يقف عند الغناء، ألهمتها عزلة كورونا في كتابة الخواطر التي صرحت أنها ستجمعها في كتاب بعنوان «رحلة جميلة في لبنان»، عن تاريخ طرحه وحبها للكتابة، تقول "لبنان هو الكتاب الوحيد الذي كلما قرأت فيه لا أجد إشباعاً لنهمي، فأعيده دائماً لكي لا يفوتني من جمالياته شيئاً ولو سهواً، لذلك وجب علينا قراءته دائماً ليبقى إيماننا به، وأنا لم أكتب كتاباً عنه، لأن كتاباً واحداً لا يكفيه، أما بالنسبة لملكة الكتابة فلطالما قلت بأنها ستبقى في إطار الموهبة التي تعينني على ترجمة خواطري والتعبير عن مكنوناتي الداخلية ليس إلا".

لا أحب الأغنية المنفردة أبداً، وسأظل متمسكة باللهجة اللبنانية

بينما يتوجه النجوم نحو الأغنية المنفردة بقوة، لا ترغب نجوى كرم أن تشاركهم هذا الشغف الجديد، موضحة السبب "أنا لا أحب الأغنية المنفردة أبداً، لأنه لا بُد وأن نحاول أن نُدخل فيها كل الأشكال والألوان لإرضاء الجمهور، وإذا حاولنا أن نجدّد فيها قد يأتي هذا التجدد على حساب اللون الذي نقدمه، لذلك أحاول اعتماد سياسة إطلاق الأغنيات تباعاً، بحسب الظروف التي نعيشها ليس فقط في لبنان، بل في العالم".

نجوى كرم: أحمل «لبنان» في صوتي وأجول به في العالم عبر أغنياتي

ولأنها الأكثر تمسكاً باللهجة اللبنانية، أبدعت وأتقنت بها أجمل أغانيها، وتبين "اللهجة اللبنانية هي لهجتي التي وعيت عليها، وكبرت معها، لذلك أقول دائماً بأني أحمل بلدي في صوتي، وأجول به في العالم عبر أغنياتي، ولذلك أنا متمسكة بها دائماً، مع احترامي وتقديري لكل اللهجات في العالم، والتي أؤمن بأن أصحابها هم الأولى بغنائها لأنهم أكثر إتقاناً وإبداعاً في مجالها مني، وأنا أُفضل عدم التعدي على مجال قد أُخطئ فيه، في الوقت الذي يُمكنني أن أُبدع في مجالي".

كما تؤكد لنا نجوى كرم "الفن الحقيقي هو الذي يصل الفنان بالجمهور في كل العصور، وإنه الجسر الذي يصله بهم. لا شك بأن الذكاء يلعب دوراً كبيراً في هذا الإطار، لأن الفنان يجب أن يتجدد دائماً، ويجب أن يعرف متى يكون موجوداً ومتى يغيب، وعلاقة الفنان بجمهوره إذا بُنيت على أساس سليم لا يُزعزها شيء، لأنه يكون مستنداً على أرض صخرية وليس على أرض رملية".

لم أنتظر الـ«سوشيل ميديا» لتقرّبني من جمهوري الحبيب فالفنان والجمهور واحد

وحين سألناها عما إذا كانت الـ«سوشيال ميديا» قد قربت المسافة بينها وبين جمهورها، كان ردها "أنا أعتبر أن الفنان وجمهوره واحد، لا يُمكن فصلهما، وإلا ما كان هناك فنان، وأنا لم أنتظر الـ«سوشيل ميديا» لتقرّبني من جمهوري الحبيب، خصوصاً وأن هناك بعض الأشخاص الذين يلفتون انتباهي بأدبهم ولياقتهم وحبهم غير المزعج، ولذلك أحاول أن أحقق لهم ما يُفرح قلوبهم، وإذا كان وجودي من بين أمنياتهم، لا أتوانى عن التواجد بينهم".

حبها لوطنها لبنان ظهر جلياً على حساباتها الخاصة في مواقع التواصل في تعليقات وصفها البعض بالهجوم على الفساد لكنها أوضحت لنا أن الدافع لم يكن هجومًا بقدر ما هو دعوة للتوحد أمام الأزمات، تشرح "صحيح أني هاجمت الفساد، ولكني في الوقت نفسه أطلقت أغنية لبيروت التي انتفضت وقامت من تحت الركام في اليوم الثالث للانفجار.. لا شك بأن الجو العام يؤثر في رد الفعل، وأتمنى أن يبقى الشعب اللبناني موحداً، لا يأكل بعضه البعض ولا يستغل الفرص، بل يعمل على مساعدة بعضه ليخرج من المحنة التي يعيشها".

*نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1501) بتاريخ 19 يوليو 2022

 

مقالات ذات صلة