19 مايو 2022

أسرار في حياة ناتاشا آرتشر.. مستشارة المظهر الخاصة لكيت ميدلتون

كاتبة صحافية

كاتبة صحافية

أسرار في حياة ناتاشا آرتشر.. مستشارة المظهرالخاصة لكيت ميدلتون

الصورة، أو «الإيماج» بالإنجليزية، هي السر الذي يسعى كل المشاهير لامتلاك مفاتيحه. وهي تعني المظهر، وما يتبع ذلك من طريقة في الحركة والتصرف والكلام. وهناك خبراء وخبيرات في علوم النفس والاتصال والموضة يحملون مفاتيح «الإيماج»، وهم يقدمونها لنجوم الفن والرياضة وللزعماء ومشاهير السياسة مقابل أجور باهظة.

ومن هؤلاء خبيرة بريطانية هي ناتاشا آرتشر، تعمل مستشارة تهمس في أذن كيت ميدلتون فتسمع كلامها وتتبع نصائحها.

أسرار في حياة ناتاشا آرتشر.. مستشارة المظهرالخاصة لكيت ميدلتون

فن ترويج المظهر أو الصورة؟

إنهم باعة مثل غيرهم من تجار السوق. لكنهم لا يبيعون غسالات الثياب والشامبو والأثاث أو حتى السيارات الغالية، فوظيفتهم هي أن يبيعوا الزعماء والأميرات لشعوب باتت تشتري الصورة قبل أي شيء.

فمن المعروف أن المجتمعات الحديثة هي مجتمعات شاشات، ولكل فرد شاشة صغيرة في هاتفه عدا عن شاشات أكبر في بيته ومكان عمله، وهو يحكم على المظهر، أي الشكل، قبل أن يكتشف المخبر، أي المضمون.

وكان خبير الدعاية الفرنسي الشهير جاك سيجيلا يتباهى بأنه «باع» الرئيس فرانسوا ميتران للفرنسيين. لقد قاد حملته الانتخابية ونصحه بتغيير خياط ثيابه وباعتماد تسريحة جديدة. كما أرشده إلى طبيب أسنان كان له دور في تحسين ابتسامته. ولولا نصائح سيجيلا لربما بقي المرشح الاشتراكي بعيداً عن «الإليزيه».

اليوم بلغ سيجيلا الثمانين وتقاعد من مهنة بيع الزعماء. أما ميتران فقد حكم 4 أعوام ثم فارق الحياة عام 1996.

أسرار في حياة ناتاشا آرتشر.. مستشارة المظهرالخاصة لكيت ميدلتون

من هي ناتاشا آرتشر؟

وجاء جيل جديد من الخبراء والباعة منهم هذه الشقراء البريطانية ناتاشا آرتشر. إنها المستشارة الخاصة لكيت ميدلتون، الزوجة الشابة للأمير وليام، حاملة لقب «دوقة كامبريدج». وكيت لا تحكم، لكن زوجها يأتي في المرتبة الثانية في قائمة ولاية العهد، بعد والده الأمير تشارلز.

وبهذا فإنها تملك فرصة كبيرة لأن تصبح في المستقبل ملكة لبريطانيا. وسواء جلست على العرش أو لم تجلس فإن الحكم لن يكون بيد زوجها بل بيد رئيس الوزراء، حسب الدستور.

لذلك فإن السياسة ليست ما يشغل كيت بالدرجة الأولى بل الحفاظ على صورة مقبولة ومحترمة ومحبوبة بين أبناء الشعب في الداخل، وبين نظرة الشعوب الأخرى لها. إنها المرأة التي ستحمل اللقب الذي أثقل كاهل الملكة إليزابيث الثانية طوال سبعين عاماً.

خلال رحلة «دوقة كامبريدج» إلى الهند في عام 2016
خلال رحلة «دوقة كامبريدج» إلى الهند في عام 2016

ناتاشا آرتشر بقيت في الظل لأنها بطبعها متكتمة. والتكتم من ضرورات مهنتها لأنها مثل الطبيب الذي يقسم على أن يحفظ أسرار زبائنه وألا يكشف علل مرضاه.

لماذا تركزت عليها الأضواء فجأ؟

تركزت الأضواء عليها فجأة في الفترة الأخيرة بسبب شائعة تقول بأن زوجة الأمير وليام تبحث عن مستشارة جديدة. وظهرت في صحف العالم صور مسز آرشر وهي تهبط من الطائرة في مطار «وايتهورس» في كندا، تجرجر بيديها حقائب الثياب التي سترتديها دوقة كامبريدج في رحلتها الخارجية.
كان ذلك في اليوم الرابع لجولة دوق ودوقة كامبريدج إلى شمال القارة الأمريكية، وهو مشهد تكرر في مطارات داخلية أخرى. وجاء في العناوين العريضة «المرأة التي تقف وراء أناقة كيت ميدلتون».

أسرار في حياة ناتاشا آرتشر.. مستشارة المظهرالخاصة لكيت ميدلتون

ليس هناك فستان أو بدلة أو معطف مما ترتدي كيت يفلت من رقابة ناتاشا. وإذا كانت أناقة الدوقة البريطانية قد لفتت أنظار نساء العالم فإن القلة تعرف أن «عرابة» هذا المظهر المميز هي مستشارة تعمل منذ ثماني سنوات في خدمتها.

نجحت كيت، بفضل ناتاشا، في أن تقدم لعموم المراقبين صورة شابة ذات مظهر مرسوم بدقة شديدة، لا إفراط ولا تفريط. إنها الثياب التي تعكس شخصية لطيفة محافظة تقدّر المسؤولية. وهو بالضبط ما تتمناه الملكة إليزابيث لزوجة حفيدها، أي المرأة التي يمكن أن تجلس مكانها وترتدي مجوهراتها ذات يوم، إذا سمحت الأقدار.

وإذا كانت كيت تحرص، في بعض المناسبات، على ارتداء فساتين وتاييرات تعيد التذكير بوالدة زوجها الراحلة ديانا، فإن ذلك لا يأتي من باب التشبه بأميرة القلوب بل تيمناً بها وبشعبيتها في نفوس الإنجليز. فالفارق كبير بين المرأتين، وكثيراً ما ارتدت ديانا ثياباً جريئة مع فتحات واسعة عند الصدر والكتفين، وهي من النوع الذي لا تميل إليه كيت، أو قد تميل لكنها تحسب حساب مركزها وموقع زوجها.

أسرار في حياة ناتاشا آرتشر.. مستشارة المظهرالخاصة لكيت ميدلتون

لم تكن مهمة ناتاشا سهلة. إنها العين التي تختار الثياب الموصوفة بالملكية، وهي وظيفة نادرة في مسيرة أي مصممة أزياء. لقد اختيرت لتقوم بهذه المهمة في عام 2014، ومنذ ذلك التاريخ وهذه البريطانية البالغة من العمر 35 عاماً تحرص على الحفاظ على وظيفتها التي تمارسها بعيدة عن الأعين، أي عملاً بالمثل الشعبي القائل «داري شمعتك تقيد».

ولهذا فإن الصحفيين والفضوليين لا يعرفون الكثير عنها. إنها لا تملك حساباً في «إنستجرام»، ولا تدلي بمقابلات وتصريحات للمجلات، ونادراً ما تحضر المناسبات والحفلات الاجتماعية. مع هذا تمكنت بعض الصحف في لندن من اقتناص بعض المعلومات عنها.. منها أنها متزوجة من كريس جاكسون، المصور في وكالة «جيتي»، ولها منه طفلان. إن زوجها مكلف من وكالته بتغطية تنقلات العائلة المالكة البريطانية.

الأمير ويليام دوق كامبريدج فى بريطانيا يكرم ناتاشا آرتشر
الأمير ويليام دوق كامبريدج فى بريطانيا يكرم ناتاشا آرتشر

والخلاصة هي أن الكل يجمع على أن مستشارة كيت ميدلتون لشؤون «الإيماج» هي شخصية متكتمة وحافظة للأسرار، الأمر الذي سمح لها بالمكوث كل هذه السنوات في مدار دوق ودوقة كامبريدج.

كيف استطاعت ناتاشا آرتشر تغيير مظهر الدوقة البريطانية كيت ميدلتون؟

بدأت ناتاشا العمل مع كيت في عام 2007 كمساعدة شخصية. كان ذلك قبل أربع سنوات من العرس الملكي الذي تابعه الملايين عبر الشاشات. وكانت إنجلترا، في ذلك الوقت، شغوفة بتلك الشابة التي خطفت قلب الأمير وليام، محبوب جميع المراهقات الحالمات. كانت كيت جسداً بدون نتوءات، ذات نمط محايد في الثياب وتميل للسراويل الضيقة بخصور واطئة مع قمصان ضيقة من قماش مطاطي ومعطف عادي.

ولما تزوجها وليام عام 2011 أطلقت الصحافة على المناسبة تسمية «عرس القرن». مع هذا ذهب كثير من المراقبين إلى القول إن فخامة الحدث لم تنعكس على مظهر العروس. وهو ما كتبته صراحة جيس كارتنر مورلي، محررة صفحة الموضة في صحيفة «الجارديان»، بعد أشهر من الحفل الباذخ، وجاء في المقال «كيت ليست أنيقة بشكل خاص، وأسلوبها في اللبس يفتقر للإبداع والأصالة. ومن الواضح أنها لا تهتم برأي رئيسة التحرير الشهيرة آنا وينتور وإنما تتوجه للقراء العاديين».

ولعل الزوجة الشابة كانت في حاجة لمظهر يتقبله الجمهور العريض طالما أنها كانت محرومة من إلقاء الخطب والتحدث مع الناس في جولاتها خارج القصر. وهو أمر يفرضه عليها البروتوكول.

مع ناتاشا راح مظهر كيت يتغير ويتطور بالتدريج. كانت مسز آرتشر مجرد مساعدة يناديها العاملون في القصر باسم «تاش» اختصاراً لناتاشا، لكنها سرعان ما ارتفعت في المقام وأصبحت مستشارة لدى كيت. كانت تشجعها، في الظل، على اتخاذ خطوات دبلوماسية وعلى إطلاق عبارات ذات مغزى لطيف.

أسرار في حياة ناتاشا آرتشر.. مستشارة المظهرالخاصة لكيت ميدلتون

وبدل من اتباع الاتجاهات السائدة فإنها ساعدت العروس الشابة في تكوين دولاب للثياب المختلفة والمعقدة، دون أن تكون مخالفة لقواعد البروتوكول. وأهم نصائحها هي الابتعاد عن الألوان الفاتحة والقوس قزحية التي كانت كيت تهواها، واعتماد ألوان أكثر أناقة وتعكس شخصية ناضجة. وبهذا فإن المستشارة لم تطلق ثورة في مظهر كيت ولم تقلبه رأساً على عقب بل قامت بتحسينه.

ويقال إن الملكة هي من نصحت الكنة الصغيرة الآتية من خارج طبقة النبلاء باعتماد مظهر أكثر «ملوكية». وحالما أخذت العروس موقعها الرسمي بعد الزواج، فإنها نجحت في التأثير على عموم الناس الذين وجدوا فيها وجهاً محبباً يدعم الأمير وليام ويمسح عنه أحزان فقدان والدته في حادث مأساوي.

أسرار في حياة ناتاشا آرتشر.. مستشارة المظهرالخاصة لكيت ميدلتون

في الرحلات الخارجية، وحفلات الاستقبال، صار المراقبون يلاحظون أن كيت ترتدي ثياباً للسهرة تبرز دقة خصرها واعتدال قامتها. وهو أمر لفت انتباه الصحافة البريطانية التي استقبلته بالمديح ومقالات الإعجاب.

والحقيقة أن ناتاشا آرتشر لم تكن مهيئة للقيام بدور مصممة أزياء لكنها كانت تحضر عروض الموضة بانتظام وشوهدت تجلس في الصفوف الأمامية، بجوار رئيسات تحرير المجلات الكبرى. كان واضحاً أن لها دورها وقدرتها على الاختيار والشراء.

لقد شجعت كيت على التعامل بالدرجة الأولى مع المصممين البريطانيين مثل ألكسندر ماكوين وإل. كي. بينيت وإميليا وكستيد وجيني باكهام وتمبرلي لندون. إنهم المفضلون لدى دوقة كامبريدج حالياً. لكنها لا تتورع عن ارتداء ثياب من علامات أجنبية ذائعة الصيت بين عموم النساء، مثل زارا وتوبشوب وهوبز. من قال إن الديمقراطية ليست مطلوبة في عالم الموضة؟

 

مقالات ذات صلة