خلود النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات
تأخذ على عاتقها تحمل مسؤوليتها تجاه مجتمعها ووطنها الغالي، تعمل بكل طاقتها لتحفيز السلوك الإيجابي المجتمعي الأكثر استدامة، تسعى من خلال منصبها إلى تطوير الاستراتيجيات والمبادرات التنموية والمجتمعية التي تعود بالنفع على الدولة لإيجاد مجتمع مرن قادر على الاستجابة للتحديات والتعامل معها بكفاءة، تركز طاقتها لتحقيق أهداف المبادرة الوطنية «نعمة» للحد من فقد وهدر الغذاء، والتي تهدف إلى تغيير السلوكيات الحالية في تعاملنا مع الغذاء والعودة إلى سلوك آبائنا وأجدادنا في ترشيد الاستهلاك والحفاظ عليه..
هي خلود النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات، التقيناها لنتعرف أكثر إلى طبيعة عملها، ونكشف عن جانب من طموحاتها الشخصية:
خلود النويس
انطلقت في مارس الماضي مبادرة «نعمة»، حدثينا عن تفاصيلها.
«نعمة» مبادرة وطنية للحد من فقد وهدر الغذاء في الإمارات، وقد انطلقت كمبادرة شاملة لتوحيد وتحفيز الجهود الوطنية للحد من هذا السلوك، وتعكس هذه المبادرة الرؤية الهادفة إلى الحد من فقد الغذاء وتشجيع المسؤولية المجتمعية وتعزيز مبدأ الاستدامة، تماشياً مع هدف الدولة المتمثل في خفض نسب النفايات الغذائية إلى النصف بحلول عام 2030 وانسجاماً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وجاءت هذه المبادرة بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة، ومؤسسة الإمارات، وديوان ولي عهد أبوظبي، ونريد من هذه المبادرة تغيير سلوكيات أفراد المجتمع المتعلقة بالغذاء والمسببة للفقد والهدر وتبني ثقافة الترشيد والسلوكيات الأكثر إيجابية واستدامة.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يشهد إطلاق مبادرة "نعمة"
ما أهداف هذه المبادرة، ومن هم المستهدفون منها؟
تسعى المبادرة إلى تحفيز جميع أفراد المجتمع على تبني السلوكيات الإيجابية للمساهمة في استدامة مواردنا وتغيير السلوكيات المتعلقة بالغذاء، كما تسعى المبادرة إلى التعاون من أجل تحقيق أهدافها مع مختلف المؤسسات المعنية عبر سلسلة الإمداد الغذائية والتي تشمل المزارع، الشركات، الموزعين، بائعي التجزئة حتى أفراد المجتمع، لوضع الحلول المناسبة لتقليل نسب فقد وهدر الغذاء التي تحدث أثناء عمليات الإنتاج والتوزيع والنقل والبيع والاستهلاك.
تشير منظمة الزراعة الغذائية التابعة للأمم المتحدة بأنه يتم هدر ثلث الغذاء المنتج في العالم، أي ما يقارب مليار طن من الطعام سنوياً
هل لك أن توضحي لنا الفرق بين فقد وهدر الغذاء؟
بالطبع هناك فارق كبير بينهما وهو أن فقد الغذاء يشير إلى الأغذية التي فُقدت قبل وصولها إلى المستهلك بسبب سوء الحصاد أو النقل أو التخزين، أما هدر الغذاء فيشير إلى الجزء من الغذاء الذي يُهدر من قِبل المستهلك أو خلال عمليات البيع في التجزئة.
ما حجم مشكلة وتأثير فقد وهدر الغذاء؟
الأرقام والإحصائيات التي تتحدث عن هدر الغذاء صادمة وتحتاج إلى وقفة، ونحن كدولة متقدمة ورائدة في مختلف المجالات على الصعيد العالمي يجب أن نتنبه لذلك، إذ تشير منظمة الزراعة الغذائية التابعة للأمم المتحدة بأنه يتم هدر ثلث الغذاء المنتج في العالم، أي ما يقارب مليار طن من الطعام سنوياً، كما يهدر كل شخص حوالي 95 كيلوجراماً من الغذاء سنوياً أو أكثر، وفي الإمارات تقول أرقام وزارة التغير المناخي والبيئة أنه يتم هدر ما يعادل قيمته 6 مليارات درهم بسبب هدر الغذاء.
وتنقسم تأثيرات تلك المشكلة إلى ثلاثة محاور أساسية على المجتمعات، وهي الأثر الاقتصادي المتمثل في فقدان القيمة الاقتصادية للغذاء، وكذلك الأثر الاجتماعي المتمثل في تهديد الأمن الغذائي الوطني والابتعاد عن القيم والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة في حفظ الغذاء باعتباره نعمة من الله عز وجل، والأثر البيئي الذي ينتج بسبب هدر الموارد الوطنية المستخدمة في سلسلة إنتاج ونقل الغذاء مثل المياه والطاقة، وزيادة البصمة الكربونية عبر إنتاج غاز الميثان.. وبالتالي التأثيرات كبيرة ويجب مواجهتها من أجل مستقبل أفضل
خلود النويس مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد
ما آلية عمل مبادرة «نعمة»؟
تعمل المبادرة من خلال نهج وطني تشاركي يتضمن التعاون مع كافة القطاعات بما في ذلك: الفنادق ومتعهدو الأطعمة والمطاعم والموردون والموزعون ووكلاء المنتجات الغذائية ومرافق التخزين والمزارع المحلية والمنتجون والمستوردون، وذلك بحسب دور لكل منهم، وستقوم المبادرة بتطوير العديد من مسارات العمل ذات الأولوية مثل التوعية المجتمعية ونشر الوعي بحجم المشكلة وفهم أهمية الحد من الفقد والهدر، بما يعود بمكاسب على جميع القطاعات والمؤسسات والأفراد وتبني السلوكيات الإيجابية والمستدامة للحد من الفقد والهدر، وكذلك استحداث خط أساس لمؤشر استراتيجي لقياس معدلات فقد وهدر الغذاء على المستوى الوطني بما يمكننا من تحديد نقاط الفقد والهدر ومعرفة حجم المشكلة وتمكين اتخاذ القرارات القائمة على المعطيات.
ما أهمية توحيد الجهود بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية في تحقيق الأمن الغذائي في الدولة؟
بالطبع يشكل توحيد الجهود عاملاً أساسياً في التحفيز على ابتكار الحلول التقنية، للحد من فقد وهدر الغذاء، ويعد هذا التحدي مشكلة تواجه المجتمع ككل، لذا يجب على جميع الأطراف العمل يداً واحدة لمواجهته وتبني السلوكيات الإيجابية للحد من فقد وهدر الغذاء، كما أن انضمام القطاع الخاص إلى المبادرة يسهم في تكوين تحرك وطني تشترك فيه مختلف المؤسسات للمساهمة في التصدي لهذه المشكلة وتحقيق الفوائد الاقتصادية والبيئية المرجوة والاستدامة لمواردنا الغذائية.
مبادرة "نعمة"
حدثينا عن جائزة الإمارات للسيدات التي حصلتِ عليها.
حصلت على الجائزة من قبل مجموعة دبي للجودة، وهي من الجوائز التي أعتبرها وسام فخر وشرف في مسيرتي المهنية التي أسعى دوماً إلى تطويرها، وكل هذا بفضل قيادتنا الرشيدة التي تشكل دوماً القدوة في العمل والإنتاج، كما تتيح للمرأة الفرص الملائمة للمشاركة وتطوير ذاتها والوصول إلى المراتب التي تستحقها من خلال تمكينها وتطوير قدراتها وإمكاناتها العلمية والعملية، وأتمنى أن أواصل العمل بجد واجتهاد لخدمة وطني.
ما النصيحة التي تقدمينها للمرأة الإماراتية للحفاظ على تميزها في أي مجال عمل تختاره؟
أنصح كل إماراتية أن تعمل في مجال تحبه ويتعلق بشغفها، وتسعى إلى تحقيق حلمها وطموحها حتى تشعر بأنها تحقق ذاتها، وهو ما يمكن أن ينعكس إيجاباً على أسرتها الصغيرة وحتى عائلتها الكبيرة.
