1 سبتمبر 2022

سحر العوبد: الإنسان عندما يحب مكاناً يعطي فيه دون مقابل

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

سحر العوبد: الإنسان عندما يحب مكاناً يعطي فيه دون مقابل

رغبتها بالعطاء دفعتها إلى خوض غمار العمل التطوعي منذ بواكير شبابها، لترسم معالم شخصيتها الطامحة للتميز والنجاح، التي لم تتوقف عند العمل التطوعي في مجال محدد، وتكون بذلك أول امرأة تترأس جمعية نفع عام في الإمارات واتحاد رياضي على مستوى الدولة.

هي سحر أحمد العوبد، رئيس «جمعية الإمارات للتطوع» وعضو منظمة الشباب العربي الإفريقي، التي حمل عملها في المجالين الكثير من الإبداع نالت على أثره جائزة الشارقة للعمل التطوعي في المجال الرياضي، وتكريم سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، وجائزة خليفة في المجال الرياضي مرات عدة.

في حوارنا مع العوبد أطلت بنا على أهم محطات عملها:

سحر العوبد: الإنسان عندما يحب مكاناً يعطي فيه دون مقابل

ما العوامل التي عملت على بلورة شخصية سحر العوبد القيادية؟

لا أخفي كانت هذه الشخصية غائبة حتى أيام المدرسة، فلم أمتلك من الصديقات الكثير «كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة»، لكن الوضع تغير كثيراً بعد أن التحقت للدراسة في جامعة الإمارات، وأثناء مشاركاتي مع منتخبات الجامعة والحفلات والأنشطة التي تقام بدأت شخصية أكثر جاذبية واستقلالية بالظهور وأصبحت أمتلك شبكة من العلاقات وحصيلة من الأصدقاء مازلت أتواصل معهم إلى هذا الوقت.

عملت بجهد على نشر ثقافة العمل التطوعي بمختلف الأساليب سواء عن طريق وسائل الإعلام أو من خلال الـ«سوشيال ميديا»

تمتلكين مسيرة عملية حافلة، هل لكِ أن تطلين بنا على أهم محطاتها؟

وجدت في متحف التاريخ الطبيعي في الشارقة فرصة للعمل لأنه مجال قريب من تخصصي، حيث عملت بوظيفة مسؤول إداري وكنت معنية باستقبال ضيوف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، واصطحابهم في جولة داخل أروقة المتحف، كما كنت ضمن مجموعة من المتطوعات تعمل تحت إدارة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في نادي سيدات الشارقة، نادي «فتيات الشارقة سابقاً»، في تنظيم فعاليات النادي واستقبال الضيوف، ما شجعني على إثبات نفسي كشخص مسؤول وتقديم أفضل ما عندي لإثبات قدرتي على إنجاز أي مهمة توكل لي، وهذا منحني ثقة وجرأة كبيرة وساعدني على صقل شخصيتي، ورغم أنه عمل تطوعي إلا أنه حمل في طياته الكثير من الإبداع.

انتقلت بعد ذلك للعمل في مؤسسة الإمارات للاتصالات وعملت بدايةً في القسم التجاري وخدمة العملاء، انجرفت وشغفت في هذا المجال، وبعد ست سنوات من العمل في المؤسسة والعمل في المجال التطوعي قررت الانتقال للعمل في المجال الرياضي في هيئة الرياضة والشباب.

سحر أحمد العوبد تتسلم جائزة الشيخ عيسى بن علي لرواد العمل التطوعي العرب
سحر أحمد العوبد تتسلم جائزة الشيخ عيسى بن علي لرواد العمل التطوعي العرب

ترأسين مجلس إدارة جمعية الإمارات للتطوع، ما هي العوامل التي أرست لانخراطك في هذا المجال؟

بعد انضمامي للعمل كمتطوعة في نادي سيدات الشارقة أردت أن أنتمي لمجال أكثر احترافية، لذلك قررت الانضمام إلى «جمعية الإمارات للتطوع»، «جمعية متطوعي الإمارات» سابقاً، حيث وجدت ترحيباً كبيراً من قبل موظفي الجمعية، وفي أول اجتماع أحضره ترشحت للعضوية وحصلت حين ذاك على أعلى الأصوات. كما ساعدني على العمل في المجال بشكل أكبر شبكة العلاقات التي كونتها والقبول الذي حظيت به بفضل علاقات والديّ، إذ كانت أمي لطيفة الدوخي أول ممرضة إماراتية ورئيسة هيئة التمريض في منطقة دبي الطبية في وزارة الصحة ومتطوعة في الهلال الأحمر الإماراتي وآخر مشاركة لها كانت في مخيمات اللاجئين في الأردن، ووالدي أحمد راشد العوبد، نائب مدير منطقة الشارقة الطبية، كان ضمن الممرضين المشاركين في حرب أكتوبر 1973.

وفي عام 2006 فزت برئاسة الجمعية وكنت أول امرأة تترأس جمعية نفع عام في الإمارات، جاء ترشحي نزولاً عند رغبة أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وفي ظل وجود 140 جمعية نفع عام شعرت بمسؤولية كبيرة، عملت بجهد على نشر ثقافة العمل التطوعي وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال بمختلف الأساليب سواء عن طريق وسائل الإعلام أو من خلال الـ«سوشيال ميديا» أو توزيع منشورات عن أهمية العمل التطوعي في الأماكن العامة.

كنا من أكثر جمعيات الوطن العربي تنظيماً من حيث الفعاليات التي كنا نقيمها في الداخل والخارج وعدد ساعات العمل التطوعي، دعم سفارات ومسؤولي الدولة في الخارج أعطانا دافعاً أكبر للعمل في تمثيل الدولة في المحافل الخارجية، سواء على مستوى الاتحاد العربي للعمل التطوعي أو على مستوى منظمة الشباب العربي الإفريقي الذي انضممت لعضويته وأصبحت المسؤولة فيه عن منطقة الخليج العربي واليمن.

كلي فخر أن طلبت لتمثيل دولة الإمارات كمستشارة للعمل على وضع النظام الأساسي لصيغة العمل التطوعي في الخليج العربي بالتعاون مع مجلس التعاون الخليجي، والى الآن ما زلت أدعى لتقديم المحاضرات وطلب الاستشارات في مجال العمل التطوعي. كنت وما زلت محط فخر العائلة سواء من قبل الوالدين والإخوة والأخوات، وأشعر أني قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وأصبح اسمي مرتبطاً بالعمل التطوعي، فالإنسان عندما يحب مكاناً يعطي فيه دون مقابل.

تجاوزت نسبة المشاركة في العمل التطوعي في الإمارات 90%

ما طبيعة الأعمال التطوعية التي تقدمها الجمعية؟

تنحصر أعمالنا التطوعية الداخلية في مجال مساعدة المؤسسات الحكومية أثناء تنظيم الفعاليات والمشاركة في توزيع الإفطار خلال شهر رمضان وزيارة المستشفيات ودور المسنين لتقديم المساعدة، أما الخارجية فهي في الغالب فعاليات عملية كحملات التشجير التي شاركنا فيها في أماكن مختلفة من مصر ولبنان والسودان والبحرين.

كيف ترصدين المشاركة المجتمعية في العمل التطوعي على مستوى الدولة، وما هي أبرز التحديات التي تواجهها؟

بعدما تجاوزت نسبة المشاركة في العمل التطوعي في الإمارات 90% لا أتصور وجود تحديات تعيق العمل التطوعي إنما يشهد تنافساً كبيراً، والدليل على ذلك إعداد المتطوعين في إكسبو 2020 دبي.

مشاركة الجمعية في إحدى حملات التشجير
مشاركة الجمعية في إحدى حملات التشجير

هل هناك آليات عمل محددة تسعى من خلالها الجمعية إلى تفعيل دور الشباب للمشاركة في تعزيز دورها المجتمعي؟

لا توجد آليات محددة أو شروط، وأبوابنا مشرعة لكل من يرغب بالمشاركة وتقديم خدمة للمجتمع.

رفضت الترشح لرئاسة اتحاد ألعاب القوى بعد أن أحدثت فارقاً كبيراً وحققت الكثير من الإنجازات على مستوى الرياضات المنضوية تحت مظلته.

لم يلبِ طموحي منصب أمينة السر المساعدة ورئيس اللجنة النسائية في اتحاد الإمارات العربية المتحدة لألعاب القوى، الذي شغلته عام 2008، لذلك في عام 2018 قررت خوض غمار تجربة جديدة بالترشح لرئاسة اتحاد ألعاب القوى للعمل بشكل تطوعي، حيث كانت أول دورة انتخابية تشهد مشاركة نسائية، كانت تكريمات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، للعنصر النسائي في اتحاد ألعاب القوى في السنوات العشر الأخيرة دليلاً على نجاحي في هذا المجال، كنت أتوقع أن يفسح لي المجال في رئاسة الاتحاد للعمل بصورة أكبر إلا أني قوبلت بالرفض على الرغم من جميع الإنجازات التي حققتها، قررت ترك المجال لأني أضعت الكثير من وقتي وجهدي.

ما الإنجاز الذي تفخرين به؟

كوني أول امرأة ترأس جمعية نفع عام واتحاد رياضي في دولة الإمارات هو إنجاز كبير، أؤمن بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «لا نرضى بغير المركز الأول»، ولو وجدت ما يمكن أن أكون فيه في المركز الأول لن أتردد وسأسعى إليه بكل قوة.

ماذا تحدثنا سحر العوبد عن أسرتها؟

أملك عائلة تفخر بما قدمت، حصلت وعلى طول مسيرة عملي في المجالين التطوعي والرياضي على دعم والدي ووالدتي وإخوتي، وهذا ما أعطاني دافعاً معنوياً كبيراً للاستمرار بالعمل والإبداع.

كيف تنظرين لواقع المرأة الإماراتية بعد التمكين والدعم الذي نالته على مختلف الأصعدة؟

حصلت المرأة الإماراتية على الدعم في العمل الوزاري والسلك الدبلوماسي ومجالات أخرى مختلفة.

التكريم الأقرب لقلبك؟

جائزة الشارقة للعمل التطوعي في المجال الرياضي، كوني كرمت من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لإقامة أول دوري سيدات في اتحاد السلة، وتكريم سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، وجائزة خليفة، العرس الرياضي السنوي الذي حرصت أن أكون ضمن الموجودين على منصتها في كل عام أثناء تواجدي في المجال الرياضي.

 

مقالات ذات صلة