الارتباط الشديد الذي ينشأ بين الوالدين وطفلهما يلعب دوراً كبيراً في حياة أهل ونمو الطفل معاً، فقد يجعل الأبوين لا يشعران بالراحة والطمأنينة إلا في وجوده أمامهما، وبدلاً عن الشعور بالانزعاج من شغبه ربما يجدان المتعة في ذلك.
لا يزال العلماء يدرسون تلك الرابطة الفريدة من نوعها، والتي تنعكس بدرجة كبيرة على الطفل في تعزيز شعوره بالأمان واحترام الذات، ويمكن أن تؤثر استجابة الوالدين لإشارات الرضيع في التطور الاجتماعي والمعرفي له.
أهمية الرابطة
الترابط مع الوالدين أمر مهم للطفل، وذلك ما تبين من خلال الدراسات الحديثة. ففي إحدى الدراسات التي أجريت على القرود حديثي الولادة قُدمت لهم عند الولادة أمهات دمى (تماثيل عرض الملابس بالمحلات) وقارنوا ما يقومون معها مع قرود لها أمهات حقيقية. وجد الباحثون أن القرود الصغيرة كانت أكثر تفاعلًا اجتماعيًا عندما كانت لهم أمهات حقيقيات للتفاعل معها، أما مجموعة قرود الأمهات التماثيل، بالرغم من أنها كانت مصنوعة من مادة ناعمة وتقدم الحليب الصناعي لتلك القرود، كان يبدو عليها اليأس والإحباط يعتقد العلماء أن نقص الترابط بين الأطفال يمكن أن يسبب مشاكل مماثلة.
يكون المواليد جاهزين للارتباط على الفور ولكن قد يكون لدى الآباء مزيج من المشاعر حيال ذلك. يشعر بعض الآباء بارتباط شديد خلال الدقائق أو الأيام الأولى بعد ولادة طفلهم، البعض الآخر قد يستغرق معه الأمر وقتًا أطول قليلاً.
طرق التواصل
تعتبر كل من الرضاعة الطبيعية والرضاعة من الزجاجة أوقاتًا طبيعية للترابط. يستجيب الرضع لرائحة ولمسة أمهاتهم، لذلك في حالة الولادة الطبيعية يحاول مقدمو الرعاية الاستفادة من فترة تنبيه الرضيع بعد الولادة مباشرة وتشجيع الأم على حمله وإرضاعه. ومع ذلك هذا ليس ممكنًا دائمًا، وعلى الرغم من أنه مثالي إلا أن الاتصال الفوري بين الأم والمولود ليس ضروريًا للارتباط المستقبلي بينهما حيث يمكن للأم بناء رابطة قوية مع طفلها بعد أن تمر الفترة الصعبة بأمان.
عندما تكونين أماً لأول مرة فقد لا تعرفين الطرق الطبيعية التي قد تزيد الرابطة بينك وبين وليدك، من تلك الطرق:
عوامل تضعف الرابطة
هنالك بعض العوامل التي تؤثر في الارتباط بينك وبين طفلك، بعضها قد يكون خارجاً عن إرادتك وبعضها قد يكون بمحض إرادتك ولكن لا تدركين تأثيره السيئ في الطفل.
الترابط بين الأم والطفل تجربة شخصية معقدة تستغرق وقتًا. لا توجد صيغة سحرية ولا يمكن فرضها ولكنها تنشأ كأمر فطري في الطبيعة البشرية بل وحتى في الحيوانات.
لن يعاني الطفل الذي يتم تلبية احتياجاته الأساسية إذا لم تكن الرابطة قوية في البداية ولكن يجب تعويضه في وقت لاحق لأنها توجه حياته مستقبلاً وتضع اللبنة الأولى في شخصيته ما يجعله شخصاً سوياً مؤهلاً للتعامل مع الآخرين في مستقبل أيامه.