02 يناير 2022

ابني متوتر دائمًا.. كيف أساعده؟

محررة في مجلة كل الأسرة

ابني متوتر دائمًا.. كيف أساعده؟

ما يشغل بال الآباء والأمهات وجود أحد الأبناء متوتر باستمرار ولا يقدر على تحمل صدمات الحياة، مثل تلك المتعلقة بفقد عزيز أو حادث أصاب أحد الأقارب أو حتى خلاف بين الوالدين، لتكون الإصابة بالأزمات النفسية هي وسيلته للتعبير عما بداخله، وغيرها من المواقف التي فسرها البعض بأنها ربما تكون عائدة إلى وجود خلل في التربية لم يتم تداركه.

فتحنا باب النقاش لنتعرف من المختصين في المجال التربوي إلى كيف يمكن إعداد مثل هذا الابن نفسياً لمواجهة أزمات الحياة.

ينبغي تحفيز ثقة الأطفال بأنفسهم من خلال نصحهم بالنظر إلى عيني الأشخاص من حولهم أثناء الحديث معهم، والقيام بعمل ما يحبونه، وعدم التركيز على الأمور التي لا يستطيعون فعلها

تؤكد أميرة عبدالله، مستشار نفسي سلوكي ومدرب معتمد واختصاصي علم النفس التربوي، «يعاني بعض الأبناء قلة الثقة بالنفس، وخاصة عند التعرض للضغوط والمشكلات بحيث يصعب عليهم المواجهة بشكل نفسي سليم، ولكي نقوي شخصيتهم على الوالدين اتباع عدة خطوات أهمها:

  • تحفيز الأبناء على تطوير أنفسهم، إذ يساعد ذلك على اكتسابهم المهارات المختلفة وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
  • حثهم أيضاً على خوض غمار تجربة أشياء جديدة، لأن ذلك يساعدهم في القدرة على اختيار ما يجدونه مناسباً لهم، كما يسهم في استيعابهم بأن بعض الأشخاص يكونون قادرين على أداء مهام معينة بشكل أفضل من غيرهم.
  • عند القيام بأي فعل خطأ، فإنه يجب تحفيزهم على المحاولة مراراً وتكراراً، وتعليمهم بأن جميع الأشخاص يقعون في الخطأ.
  • يجب على الآباء مشاركة الأبناء بقصص متعلقة بعدد المرات التي وقعوا فيها بالفشل وكيف قاموا بالتعامل مع الأمر، وأيضاً على الآباء أن يكونوا مثالاً يحتذى.
  • ينبغي تحفيز ثقة الأطفال بأنفسهم من خلال نصحهم بالنظر إلى عيني الأشخاص من حولهم أثناء الحديث معهم، والقيام بعمل ما يحبونه، وعدم التركيز على الأمور التي لا يستطيعون فعلها.
  • احترام خصوصية الأطفال لما في ذلك فائدة كبيرة في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقوية شخصيتهم، بالإضافة إلى تقدير مشاعر الأبناء، وعدم محاولة تهميش أو تصغير المشكلة التي يمرون بها.

via GIPHY

مساحة الحرية التي يتمتع بها الطفل هي ما تجعل منه شخصاً مسؤولاً وقادراً على حسن التصرف في حال واجهه موقف خارج المنزل

تقول د. أسماء الدرمكي، دكتوراه في علم الاجتماع،«هناك حاجة ملحة يجب أن يستوعبها الوالدان، وهي احترام شخصية الطفل بغض النظر عن النقص الذي لديه، كونه مثل أي من أقرانه يملك بعض المهارات ويفتقد البعض منها، وعوضاً عن شكوى الوالدين من نقص شيء لديه، فعليهما أن يكونا أسوة حسنة لطفلهما حتى يكتسب سلوكيات ومهارات وأفكاراً تشكل شخصيته في مراحله الأولى، كما أن إمداده بالأمان من أساسيات التربية حتى تصبح لديه قدرة على التصرف في أصعب المواقف، كما يجب تجنب لومه على اقتراف الخطأ لأنه وارد وبديهي أو تعنيفه عند التهرب من موقف ما لأنه ربما لم يستطع مواجهته. وهنا تأتي أهمية توجيهه بطرح تساؤلات فكرية غير مباشرة مثل:

  • ما سبب الفعل؟
  • وما سيعود عليه من ضرر في حال تكراره

بالإضافة إلى غرس شعور التنبؤ بالخطر في المواقف، لا النهر أو الضرب، لأن ذلك يخلق شعور الخوف والاضطراب النفسي والاجتماعي لدى شخصيته، فالشعور بالأمان مطلب أساسي في تربية الطفل، ومساحة الحرية التي يتمتع بها هي ما تجعل منه شخصاً مسؤولاً وقادراً على حسن التصرف في حال واجهه موقف خارج المنزل وبعيداً عن أسرته».

وتتابع «كما يجب إعطاء الطفل بعض المهام لتأديتها وعدم التصرف معه على أنه ما زال صغيراً لا يقدر على كثير من الأمور، ثم يأتي بعد ذلك تحليل ردة فعله من خلال ملاحظته وتعديل بعض سلوكياته من خلال الحوار والمناقشة، لتجنبها وتجاوزها ومعرفة كيفية التصرف إذا ما تكررت وذلك من خلال سماع وجهة نظره حول تلك المواقف، فعلى سبيل المثال على الوالدين تهيئته للذهاب إلى المدرسة وفي حال تعرضه لمضايقات عليه التصرف وعدم السكوت بإبلاغ المعلم أو إدارة المدرسة وأحد والديه، فمناقشة الطفل حول المواقف الصعبة أو الأزمات التي من الممكن أن يتعرض لها كافية لحمايته نفسياً، وهي دور كبير، وعلى الأسرة أن توجه طفلها دائماً، فالتربية ليست فقط اهتمام ورعاية بل مسؤولية نصنع من خلالها أفراداً نعزز دورهم لخدمة هذا الوطن الغالي».

اقرأ أيضًا: هل يعاني ابنك المراهق من القلق المفرط؟ إليك الأعراض والحلول