تعتبر الخطوات الأولى نحو رياض الأطفال من أهم المراحل التي تسهم في إكساب الطفل المهارات الاجتماعية والعاطفية والعقلية، ولأهميتها يقع على الوالدين مسؤولية توفير بيئة داعمة ومحفزة في المنزل وتفعيل وسائل التواصل والحوار مع المدرسة لتوسيع آفاقه التعليمية وبناء علاقات اجتماعية متوازنة مع أقرانه يحافظ فيها على تقديره لذاته.
تكشف المستشارة الأسرية والمرشدة المجتمعية همسة يونس خطورة وأهمية البيئة التي ينشأ فيها الطفل ومدى امتلاك الوالدين الوعي والإلمام الكافي بالمفاهيم والأساليب التربوية الناجحة لتسهيل مسألة انتقال الطفل لمرحلة رياض الأطفال «إن حرص الوالدين منذ وقت مبكر على استخدام أساليب التنشئة الوالدية الإيجابية في التربية، يعد الخطوة الأولى والأهم في تهيئة الطفل لمرحلة رياض الأطفال، فالطفل الذي ينشأ في بيئة داعمة تعزز استقلاليته وثقته بنفسه، وتشبع حاجاته النفسية من حب وأمان وتقدير، يكون تعلقه بوالديه تعلقاً آمناً، وهو أثمن ما يمكن أن يقدمه الأهل لأطفالهم، فهم بذلك يضعون بذرة الأساس ليصبحوا قادرين على الانطلاق بعيداً عنهم ينمون ويتطورون دون عائق نفسي يعيقهم ويعطلهم عن الانخراط في المجتمع، فأول مجتمع يواجه الطفل بعد مجتمع الأسرة هو مجتمع رياض الأطفال الذي عليه أن يتعلم الانخراط فيه والتكيف مع قوانينه وأنظمته».
فيما توضح يونس خطورة استخدام الأساليب السلبية التي يكون من نتائجها خلق علاقة غير آمنة وطفل اعتمادي مع الكثير من المشكلات السلوكية والاجتماعية والنفسية التي تحرمه من الوصول لمرحلة رياض الأطفال بسلام وتمنعه من الانفصال عنهم، ترصد بعضها:
ماذا تفعل ليصبح طفلك جاهزاً لمرحلة رياض الأطفال؟
تؤكد المستشارة يونس «من المهم جداً تدريب الطفل ومنذ وقت مبكر على الاعتماد على الذات في تلبية احتياجاته الشخصية والقيام ببعض المهام الخاصة، أولها قضاء حاجته والتعامل مع دورة المياه في كافة المواقف..
وترجع أهمية ذلك لسببين:
كما أن تدريب الطفل على البقاء بعيداً عن الوالدين لفترات تتدرج بازدياد يساعده ووالداه أيضاً على تقبل فكرة الانفصال في مرحلة رياض الأطفال، فوجود مشاعر الخوف والرفض الداخلية لدى الوالدين أو أحدهما يسهم بشكل خطير في عدم تقبل الطفل لانفصاله عنهما، وبالتالي يزيد من الفترة المطلوبة لتدريبه على تقبل مرحلة رياض الأطفال فتتسبب بإنهاكه نفسياً وزعزعة ثقته بنفسه، بشكل خاص عندما يجد من حوله من الأطفال مندمجين مع المجتمع الجديد قادرين على تقبل غياب الوالدين والتعامل مع مشاعر الخوف من غيابهما بطريقة إيجابية».
كما تشير يونس للأبعاد السلبية للتعلق غير الآمن عند الطفل «يصبح سبباً رئيسياً في لجوء الطفل للكثير من أساليب التحايل ورفض الذهاب للروضة، وكثيراً ما تتحول مشاعر الخوف والرفض إلى أعراض جسمية كالقيء والغثيان والصداع وآلام البطن واضطرابات في النوم، إذ يترافق ذلك مع بكاء يومي صباحي متواصل مما يشكل معاناة حقيقية للطفل ووالديه. وهذا ما يتطلب من الأهل التعامل بهدوء وحكمة وتجنب استخدام أسلوب العقاب أو الضغط أو اتهامه بالتمثيل والكذب، أو تهديده بالحرمان من الأشياء التي يحبها، ويفضل في هذه الحالات اللجوء لطلب المساعدة من المرشد النفسي في الروضة ليتمكن الوالدان من فهم الحالة النفسية لطفلهما والعمل على مساعدته لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والحساسة في حياته بالتعاون مع المعلمة المسؤولة عن الطفل».
تلفت يونس لمهارات أخرى من المهم أن يتقنها الطفل قبل دخول مجتمع الروضة:
وتنصح الأهل:
«على الوالدين التحلي بمرونة عالية في التعامل مع أي مشكلة يمكن أن تواجه الطفل في مرحلة الروضة، كي لا يخلقا ضغطاً نفسياً مباشراً أو غير مباشر يعطل بالتالي الوصول إلى حلول حقيقية وفعالة تمكنه من تطوير مهاراته في حل المشكلات التي تواجهه بشجاعة وثقة عالية بالنفس، فيما يسهم تعامل المدرسة مع بعض النقاط المهمة عن شخصية الطفل بعد تبليغ الوالدين أو الإخطار عن أي ظروف اجتماعية على تقبله للمدرسة وتقدمه فيها معرفياً ونفسياً واجتماعياً».