في يوم الأم.. مؤثرات في الـ"سوشيال ميديا" يروين قصصهن الملهمة وينقلن تجاربهن للأمهات
في عصر التكنولوجيا الحديثة بات بعض مشاهير الـ«سوشيال ميديا» من النساء، مصدر قوة وإلهام في المجتمع. ينقلن دروساً قيّمة في الإيجابية، والحب، وقوّة الأمومة، ويشجّعن النساء على تحقيق التوازن عبر قصص وتجارب ناجحة في تربية الأبناء، والحفاظ على الأسرة. في اليوم العالمي للأم، كان لنا لقاء مع مجموعة من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي من الأمهّات، لمعرفة سبب اختيارهنّ هذا النوع من المحتوى، وأهم الوسائل والاستراتيجيات التي يتّبعنها في الوصول لأكبر عدد من المتابعين، وكيفية إحداث التأثير المطلوب، وما هي طموحاتهن وأمنياتهن للأم في يومها.
رشا أبو حمزة: محتواي رسائل ملموسة لتجارب وصعوبات
لم تتوقف رشا أبو حمزة عند تقديم نفسها كصانعة محتوى في مجال الموضة والأزياء، بل ابتعدت أكثر من ذلك، وراحت تتناول الكثير من المواضيع الاجتماعية والتربوية، والحلول لبعض مشاكل المرأة ،بشكلٍ مسلٍّ، اعتماداً على موهبتها في التمثيل الكوميدي، لتقتحم الكثير من المنازل..
عن تفاعل الأمهّات تجاه القضايا التربوية، تكشف رشا أبوحمزة «يمكني أن أقول إن جمهوري الأول والداعم الأكبر لمسيرتي على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي، هو من الأمهّات، وبشكل خاص الأصغر عمراً، فهن يشعرن بأن وراء كل ما أقدّمه، سواء كان فيديو أو قصة، هدف، وليس من باب التسلية فقط، وأن ما يصل هو رسائل ملموسة تعبّر عن تجارب وصعوبات حقيقية تمرّ بها الكثير منهن، فيها دعم وتشجيع على إيجاد الوقت الكافي لعمل ما يُحببنه، بخاصة عندما أطلقت «روت» علامتي التجارية للأزياء التي وصلتني عقبها كمية كبيرة من رسائل التشجيع، وأنها حمستهنّ للبدء بمشاريعهن الخاصة، ما ساعدني على الاستمرار في هذا الطريق، وتقديم كل ما هو جديد في كل مرة».
لإحداث التأثير، ثمة أدوات واستراتيجيات لابد من حضورها، توضح رشا «أحاول دائماً تشجيع الأمهات الأخريات عن طريق مشاركة تجاربي، وإظهار إمكانية تحقيق الأهداف، رغم الظروف الصعبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأتمكن من تحفيز النساء اللاتي قد يواجهن تحديات مماثلة. كما أسعى، وبشكل مستمر، لتقديم الدعم النفسي، والتشجيع الدائم لهنّ، من خلال تقديم نصائح واستراتيجيات تساعدهن على تحقيق أهدافهن، فالإلهام، والدعم المتبادل بين الأمهات يمكن أن يكون محفزاً قوياً لتحقيق النجاح وتحقيق الأحلام».
كصانعة محتوى، توجّه حمزة رسالتها للأمهات في يوم الأم «شكراً لكل أم عظيمة تعمل بجد وإخلاص لتربية أطفالها بأفضل طريقة ممكنة. لا توجد كلمات قادرة على وصف تضحياتها وعطائها اللامحدود، أنتِ قوام الأسرة والركن الأساسي في بناء المجتمع، ودورك لا يمكن تقديره بالكلمات فقط، مهما كانت التحديات التي تواجهينها، استمري في النضال، والسعي لتحقيق أحلامك وأهدافك. تذكّري دائماً أن أولادك هم مصدر القوة والإلهام، وأنكِ صانعة الفرح في حياتهم. كل عام وأنتِ بألف خير».
ميرا خليف: أشارك حلولاً واقعية ومسليّة لتحديات مختلفة
وجدت ميرا خليف نفسها أمام مسؤولية كبيرة بعد أن أصبحت أمّاً، وقررت أن تترك مجال الهندسة والتصميم الذي درسته، وتتفرغ لتربية أبنائها بالاعتماد على مهاراتها في خلق وسائل سهلة، ومسليّة لتربية الأطفال شاركتها على الـ«سوشيال ميديا»، تقول ميرا «التفاعل الإيجابي الذي لاحظته على صفحتي على وسائل التواصل كان الدافع الرئيسي الذي حفّزني للتعمق في دراسة محتوى الطفل، واستكشاف أساليب التربية الحديثة، المتناسبة مع عصرنا الحالي، بعد أن تمكنت من مشاركة بعض الحلول، الواقعية والمسلية، لتحديات واجهتها مع أطفالي، سواء في الأكل، أو النوم واللعب، هذا التشجيع، والحماس دفعني لإنشاء محتوى طبيعي وبسيط، يرتبط بالقيم الأساسية التي نحتذي بها، وبأسلوب ممتع ومرح».
تتحدث ميرا خليف عن أهم الأساليب التي اتبعتها في إلهام ودعم الأمهات «اعتمدت على تطبيق أساليب ترتكز على عاملين في تربية أطفالي، هما: العلمي والتجريبي، فمن الناحية العلمية، اعتمدت على أساليب موثوقة ومدروسة، مبنية على المعرفة العلمية التي اكتسبتها من دراستي لتخصص تطوير عقل الطفل، أما الناحية التجريبية، فكنت أتابع العفوية والمنطق في التفاعل مع طفليّ اللذين يبلغان من العمر 7 و5 سنوات، وأدركت حينها عدم إمكانية مقارنة تجاربهما ومواقفهما بشكل عام، لذا أتعامل مع كل طفل منهما وفقاً لمشاعره، واحتياجاته الفريدة، في كل موقف، مدركة أن لكل طفل منهما تجربته الفريدة».
في يوم الأم توجه ميرا رسالتها لكل امرأة «أطفالك يريدون الأفضل منك، لا ما تبقّى منك، الوقت الثمين الذي نقضيه مع أطفالنا يشبه (زرع البذور) في الحديقة. واجبنا، كأهل ومربّين، استثمار الجهود في السنوات الأولى الحيوية من حياة الطفل، فنحن نسهم في نمو أدمغتهم، وتشكيل شخصياتهم. كلما راعينا البذور التي زرعناها، وقدمنا لها الرعاية والمناخ المناسب، كلما نضجت وأعطت ثمارها. وهكذا هي تربية الأطفال، استثمار في الوقت والجهد، واستخدام الأدوات النوعية لبناء جيل واعٍ ومتطلع».
ريناد فتحي: كأم تمكنت من طرح محتوى يناسب كل أفراد العائلة
استغلت «التيك توكرز» ريناد فتحي، موهبتها في الإلقاء والتقديم في كسب جمهور كبير، وتمكنت كأم من طرح محتوى يناسب كل أفراد العائلة، تقول «كأم كنت أطمح أن يجد أبنائي محتوى مفيداً ومناسباً، لذلك عملت على تقديم أفضل ما يمكن حتى يتمكن الجميع من مشاهدة المحتوى، أو مشاركته مع أسرته، وأبنائه من دون حرج، أو خوف.
وجدت نفسي أمّاً في سِن مبكّرة، وعشت مرحلة مميزة مع بناتي، أردت أن أكون معهن دوماً، وفي جميع الأوقات، وفي مختلف تفاصيل حياتهن، أثناء الدراسة، ووقت النزهات الخارجية مع صديقاتهن، ومع مرور الوقت بدأت اسأل نفسي لماذا لا أدوّن كل هذه التفاصيل، واحتفظ بها في صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي!!، وما فاجأني أنه مع الوقت أصبح المتابعون يرغبون في مشاهدة المزيد من المحتوى وبذلك أصبحنا عائلة واحدة نتبادل الفرح، والهموم، ونعيش التفاصيل من خلال تجاربنا الحياتية، بسعادتها، وتعبها، وألمها، ونجاحها».
وعن تحديات طرح مواضيع الأمومة عبر الـ«سوشيال ميديا» وأهمية إحداث الأثر الإيجابي، توضح ريناد فتحي «تبذل الأم مجهوداً كبيراً في تربية أبنائها بخاصة عندما يكونوا في سن صغيرة، لذلك أحرص على ألا أفرض آرائي الشخصية في الجانب التربوي للأمهات، وما أحرص عليه هو توفير محتوى، مفيد ومتنوع، يعكس حاجات جميع الأمهات، ويعزز من علاقتهن بأبنائهن، من خلال مشاركة يومياتي مع بناتي، وتقديم ومشاركة أي معلومة جديدة لعلها تكون نافعة، مثل مكان، أو مطعم جديد، أو مكان لألعاب الأطفال، لا أحبذ فكرة التنظير على الأم وكيف تتصرف مع أطفالها، وبرأيي إما أن نوجه لها مديحاً وشكراً، أو نلتزم الصمت أفضل».
في يوم الأم توجّه ريناد فتحي كلمتها الأولى لأمّها «أدعو الله أن يحميكِ، ويطيل بعمرك، وتكوني دائماً بصحة جيدة، أشكر الله على نعمة وجودك، وللأمهات: أنتنّ الأمل والحياة.. السند والأمان، ابقينَ قويات دائماً، مهما كانت الظروف، لأنكن مصدر الإلهام والإيمان لأسركّن».