قد تتساءلين لماذا لا يستطيع طفلك التكيّف مع بيئته الاجتماعية والمدرسية، وقد تلاحظين أنه يتبع إيقاعاً مختلفاً عن غيره من الأطفال، وأنه يتمتع بقدرات إدراكية متقدمة، وأنه حسّاس تجاه كل ما يدور حوله، ولا يجد صعوبة في إجراء حوار مع شخص بالغ.
إلى ذلك، قد تدركين أنّ لديه قدرة كبيرة على التعلّم، وأنّ لديه تصرفات تجعله بعيداً، إلى حدٍّ ما، عن عالمه الطفولي.. اطمئنّي، فقد يخفي طفلك وراء هذه العلامات موهبة وذكاء غير اعتياديّين.
ليست الإمكانات العالية لدى الأطفال المبكّرين ظاهرة جديدة، ولكنها أصبحت موضوعاً مطروحاً للنقاش بشكل شبه يومي، وعلى مستويات طبية، ونفسية، واجتماعية، خصوصاً بسبب الصعوبات التي يواجهها الأطفال المتقدمون ذهنياً عن سواهم، سواء في المدرسة، أو في المجتمع، لدرجة أنهم يعانون، وذووهم، بسبب فرط الذكاء الذي يتجاوز أعمارهم.
ولكن، ما هي خصوصيات الطفل ذي الإمكانات العالية؟ وكيف تعرفين ما إذا كان طفلك معنيّاً بهذا الطرح؟
في هذا المقال، سنتناول، بالتفصيل، علامات اليقظة التي يجب مراعاتها، كآباء وأمّهات، لدى أطفالنا، من أجل فهم مشاعرهم بشكل أفضل، ودعمهم ليكونوا ناجحين، ونافعين لمجتمعاتهم.
صفات يتميّز بها الطفل الذكي
1- القدرة على تحليل المشاعر والتعبير عنها:
يستطيع الطفل شديد الذكاء، وفي مرحلة مبكرة، أن يقرأ في وجوه الآخرين ما يشعرون به من حب، وغضب، وحزن، كما أنه يستطيع التعبير عن عواطفه بكل يُسر، وهذه مهارات تساعده على التفاعل مع محيطه أكثر. وقد تتجلى حساسية الطفل العاطفية في البكاء عندما يشاهد الأفلام، أو عندما يقرأ قصة.
2- قوة الملاحظة والانتباه لأدق التفاصيل:
الطفل الذكي يكون عادة طفلاً مراقِباً، يبدي اهتماماً بأدق التفاصيل، وينتبه لما لا ينتبه له الأطفال الآخرون. لديه ذاكرة قوية، ويستطيع أن يسترجع تفاصيل الأحداث الماضية، يهتم بكل ما يحيط به، ويلاحظ معظم ما يجري حوله.
3- القراءة في سِن مبكرة والاهتمام بالكتب:
يُعدُّ الاهتمام بالقراءة، وتصفح الكتب في مرحلة الطفولة المبكرة، علامة أخرى من علامات الذكاء المفرط. والطفل الذكي لا يكتفي بالمعلومات التي تحويها الكتب، بل يطالب بمعرفة التفاصيل فيها، ويركّز على الصور والشخصيات، ثم يبتكر على أساسها، في خياله، صوراً وحكايات، ويطرح الكثير من الأسئلة حولها.
4- القدرة على التعلّم الذاتي:
يظهر الطفل شديد الذكاء قدرة فوق العادة على تعليم ذاته، ومعرفة الأشياء أكثر من غيره من الأطفال في مثل سنّه. وهو يحاول أن يتعلم منفرداً، ومن دون إشراف شخص كبير، كأن يحاول مثلاً العزف على آلة موسيقية، أو يكتشف مسار لعبة في الحاسوب، أو يتصفح الكتب، وينتقل بين الفيديوهات، ويركّز عليها.
5- فضول كبير ورغبة في المعرفة:
عادة يكون الطفل الذكي فضوليّاً، يسأل كثيراً عمّا يراه، ويعايشه، ودائماً نسمعه يقول: «لماذا؟ وكيف؟»، فهو يحاول أن يغوص في عمق الأشياء. ولا يقتنع بالأجوبة السطحية، والسريعة.
6- حساسية كبيرة تجاه الأصوات والروائح وملمس الأشياء:
غالباً، يكون الطفل خارق الذكاء حسّاساً تجاه الروائح، والأصوات، وملمس الأشياء، ويستطيع تمييزها، ومعرفتها بين الكثير من الأشياء المماثلة.
7- حلّ المسائل الإبداعية بسهولة:
عندما يجد الطفل نفسه أمام تحدٍّ مع الأطفال في مثل سنّه، أو حتى مع الكبار، يبدأ بالتفكير خارج الصندوق، ويستطيع أن يقترح حلولاً للمسائل المطروحة أمامه بشكل إبداعي يفاجئ مَن حوله.
8- التركيز والاهتمام بأمور بعينها:
غالباً، يُمضي الطفل الذكي فترة طويلة في التركيز على شيء أثار انتباهه، فينسى بذلك كل الأشياء، العادية واليومية، التي تدور حوله، ويمضي وقتاً طويلاً وهو يتأمل ذلك الشيء، ويحلّله.
9- امتلاك حسّ أخلاقي متطور للغاية:
يتميز الأطفال الموهوبون بحسّ أخلاقي عالي المستوى. فهم يهتمون بمبادئ أساسية مثل العدل، والمساواة، والصدق، والتعاون، ولا يمكنهم تحمّل الظلم، لا تجاه أنفسهم، ولا تجاه الآخرين. وهذا بالفعل مؤشر على ذكاء عاطفي كبير.
10- الشعور بالملل في البيت والمدرسة:
الشعور بالملل في المدرسة صفة شائعة بين الأطفال ذوي القدرات الذهنية العالية، وهو علامة على ذكائهم الشديد. لكنّ هذا لا يعني أن كل الأطفال الذين يشعرون بالملل في المدرسة موهوبون. لذا، احرصي على ألّا تسمحي له بالملل طوال الوقت، وعلّميه أن هذا الشعور قد يتيح له الفرصة للتفكير، والملاحظة، والتنظيم، لكنه يجب ألا يحتل كلّ وقته.
