تشير جينيفر وهي معلمة مختصة في تعليم الطفولة المبكرة في نيويورك، إلى أنها خلال 17 عاماً، حاولت قراءة كتاب إلكتروني لطلابها، ولكنها واجهت فشلاً ذريعاً. تتحدث عن السبب وراء هذا الفشل، ودعمتها دراسة جديدة توضح الفارق بين الكتاب الورقي والإلكتروني من ناحية تأثيراته في الطفل.
تقول جينيفر إنها وجدت بعد الانتهاء من قراءة الكتاب الإلكتروني أن الأطفال لم يحتفظوا بالمعلومات، كما يفعلون عند قراءة كتاب ورقي لهم. طرحت عليهم الأسئلة بعد الانتهاء من القراءة فلم يجيبوا عنها، وهذا أمر لا يفعلونه مع الكتاب الورقي. كما تشير إلى أن الأطفال كانوا على الدوام متحمسين للانتقال إلى الصفحة التالية، وهذا يدل على أنهم لم يكونوا يتفاعلون معها على الإطلاق، لذلك اعتبرت أنها إشارات إلى ضرورة العودة إلى الكتاب الورقي.
كيف يؤثر وقت الشاشة في وقت القصة؟
لم تكن تجربة جينيفر الوحيدة المثيرة في هذا المجال، بل أكدت دراسة أن انطباعات جينيفر عن الفارق بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني كانت في محلها. وشملت الدراسة 37 من الآباء والأطفال الصغار، قرأوا في ثلاث مجموعات: قراءة إلكترونية معززة (مع مؤثرات صوتية أو رسوم متحركة)، وإلكترونية فقط، وورقية، ثم راقب الباحثون عدد وأنواع التفاعلات أثناء القراءة، ثم تمت ملاحظة هذه الأزواج من حيث عدد وأنواع التفاعلات التي شاركوا فيها أثناء القراءة. وتبين أن:
- الآباء يشاركون أكثر في القراءة عند قراءة كتاب ورقي، وأنهم يكونون قادرين على الغوص أكثر في القصة في فترة زمنية قصيرة.
- الصغار يتحدثون أكثر عن الكتاب المطبوع الذي يقرأونه، وكان لديهم مزيد من التفاعلات غير اللفظية بينهم وبين آبائهم.
- قراءة الكتاب المطبوع ترسّخ رابطاً أقوى بين الوالدين والأطفال، وتعد نشاطاً مهماً يمكن للعائلة كلها المشاركة فيه.
ولكن عندما ظهرت الكتب الإلكترونية تغير الحال، لماذا؟ وكيف؟
الآباء وأطفالهم يعرفون كيفية قراءة كتاب ورقي، ولكن إذا ما كان الكتاب إلكترونياً، فإن فوائد القراءة تنحرف عن تجربة القراءة المشتركة، ويعتقدون أن ذلك يعود إلى التشتت بسبب القراءة الإلكترونية. فهناك مزيد من الألوان الساطعة ومزيد من الموسيقى والضوضاء، كما أن الصغار سيرغبون في حركة الأحداث بسرعة أكبر وتمرير القصة إلى الأمام دون استيعاب المعلومات.
ظهور الكتاب الإلكتروني
وتأتي هذه النتائج متماشية مع دراسة أجريت عام 2014، وجاء فيها أن البالغين الذين يقرأون عبر جهاز kindle كانوا يستوعبون قدرا أقل مما يقرأونه، مقارنة بنظرائهم ممن يقرأون كتاباً ورقياً.
ومع ذلك، تزداد القراءة الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين، حيث وجدت دراسة أجريت في عام 2013 أن عدد الأطفال والمراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، ويقرأون كتباً إلكترونية، قد تضاعف على مدار ثلاث سنوات تقريبا. ويبدو أن هذا الاتجاه له تأثيرات إيجابية، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن الكتب الإلكترونية تساعد الطفل على فهم أصوات الأحرف، وأنها يمكن أن تساعده على تعلم القراءة.
يظل الكتاب الورقي هو الأفضل
يعلم الكثيرون أنه لا يوجد شيء يضاهي أن يمسك الوالدان بكتاب ورقي لمشاركة أولادهم القراءة، ويرى الخبراء أن فوائد قراءة الكتاب الورقي نابعة من:
- الاهتمام المشترك وطبيعة التفاعل والاستجابة بين الوالدين والأولاد.
- من خلال هذا النوع من القراءة، يمكن للوالدين إدخال أفكار وآراء حول محتوى الكتاب، ومفاهيم أعم وأشمل على نطاق واسع جدا.
- تعزيز القدرات اللغوية والتعبيرية للطفل، من خلال تشجيعه على التحدث عما هو موجود في الكتاب.
التفاعل هو الأساس في القراءة للطفل
ويمكن لهذا التفاعل أن يحدث عند استخدام أجهزة القراءة الرقمية، ولكن بشرط أن يوقف الشخص البالغ ميزات اللعب المستمر، من أجل التحكم في السرعة، وكذلك إيقاف تشغيل ميزات السرد، بحيث يكون الشخص البالغ هو القارئ، إذ لا تستطيع البرامج أن تؤمن لطفلك هذا التفاعل، فالتفاعل هو الجزء المهم الذي يكسبه الأطفال من القراءة، فهو نشاط عاطفي قائم على سماع صوت الشخص والوجود على مقربة شديدة منه، والشعور بالراحة معه، كل ذلك يجعل قراءة الكتاب الورقي تجربة إيجابية للغاية، تؤدي إلى سلسلة من الاستجابات العاطفية للقراءة في المستقبل.
الكتاب الإلكتروني والكتاب المطبوع.. مزايا وفوائد
1- قابلية حمله:
- الكتب الإلكترونية خفيفة الوزن وسهلة الحمل؛ إذ بإمكانك حمل آلاف الكتب في جهاز واحد. كما أنه من السهل الوصول إليه، حيث كل ما تحتاج إليه هو الاتصال بالإنترنت، وحينذاك تكون قادراً على تنزيل مكتبة كاملة من الكتب والاستمتاع بقراءتها.
- في المقابل، لا يمكنك حمل سوى عدد قليل من الكتب المطبوعة في وقت واحد. ونظراً لأن الكتب المطبوعة لا تتطلب طاقة، فلا داعي للقلق بشأن شحنها مراراً وتكراراً.
2- ميزات مفيدة:
- يرى محبو الكتب المطبوعة أنه من الأسهل بكثير التعامل معها؛ إذ يمكنك طي الصفحة للرجوع إليها لاحقاً، أو تمييز المقاطع أو كتابة الملاحظ، ومن الأسهل أيضاً تتبع الصفحات في الكتب المادية؛ لأنها لا تتغير أبداً. وإلى جانب ذلك يشعر بعض الناس بأن القدرة على حمل الكتاب المطبوع أو تقليب الصفحات بالأصابع، يوفران تجربة قراءة أكثر إرضاء.
- مع تقدم التكنولوجيا، تم إدخال العديد من الميزات في الكتب الإلكترونية لتزويد المستخدمين بتجربة قراءة مفيدة. يمكنك الآن إضافة إشارات مرجعية وكتابة وملاحظات على الكتب الرقمية أيضاً. وإضافة إلى ذلك، تحتوي العديد من الكتب الإلكترونية على قاموس مدمج، بحيث يمكنك البحث بسرعة عن الكلمات الصعبة دون تشتيت انتباهك، ولا تنس ميزة البحث التي تمكنك من تتبع كلمة أو عبارة واحدة من آلاف الصفحات؛ الأمر الذي يجعل الكتب الإلكترونية مناسبة بشكل أفضل للعالم الحديث سريع الخطى.
3- التوافر:
- الجدول الزمني لشراء الكتب عبر الإنترنت إلى تسليمها وأخيراً القدرة على قراءتها، طويلاً ومملاً.
- هل سمعت يوماً عن نفاد مخزون الكتاب الإلكتروني؟ لا؛ لأن هذا لا يحصل أبداً. كما لا يوجد وقت انتظار عند شراء الكتب الإلكترونية.
- يمكنك تنزيل وقراءة الكتب الإلكترونية بمجرد شرائها. يمكنك أيضاً طباعة الكتب الدراسية الإلكترونية إذا كنت تريد الاحتفاظ بنسخة ورقية منها.
4- التخصيص:
- الكتب المطبوعة لها تصميم محدّد لا يمكن تغييره.
- الأمر ليس كذلك مع الكتب الإلكترونية. يمكنك تغيير حجم الخط وتباعد الأسطر، وضبط التنسيق من الوضع الأفقي إلى الوضع العمودي، أو العكس. كما تتيح لك بعض الكتب الإلكترونية تغيير نمط الخط ولونه، بدلاً من الالتزام بالتنسيق الافتراضي. هذه الجودة المتدفقة للكتب الإلكترونية هي سبب آخر وراء الارتفاع الهائل في مبيعاتها.
5- سهولة التعلم:
- هناك مواقف معيّنة يمكن أن يتفوق فيها أداء الكتب الإلكترونية على الكتب المطبوعة في سهولة التعلم. على سبيل المثال، يمكن للقراء المعاقين بصرياً أو الأشخاص الذين يعانون عسر القراءة وصعوبات التعلم الأخرى، الاستفادة من الميزات التفاعلية التي توفرها الكتب الإلكترونية. ويمكنهم تكبير الخط وتعيين التخطيط المريح لهم. الكتب الإلكترونية أسهل أيضاً في الاندماج مع الصوت. باستخدام ميزات القراءة بصوت عالٍ في معظم الكتب الإلكترونية، يمكنك الاستماع إلى الكلمات المكتوبة، وإكمال قراءة كتاب حتى أثناء القيام بالأعمال المنزلية الأخرى.
- ومع ذلك، ليس كل شخص يتمتع بالدهاء التكنولوجي. فقد يجد بعض الأشخاص صعوبة في استخدام ميزات الكتب الإلكترونية ويفضلون البساطة التي توفرها الكتب المطبوعة. هذا هو الحال عادة مع الجيل الأكبر سناً. حتى مع الصغار، قد تؤثر الانحرافات المحتملة للروابط والإعلانات في الكتب الإلكترونية في تعلمهم.
6- إجهاد العين:
- لا تدعم الكتب الإلكترونية القراءة المطولة؛ لأن قضاء كثير من الوقت على الشاشة يمكن أن يجهد عينيك بسهولة. لذا فإن قراءة كتاب على جهاز رقمي يتطلب منك أن تأخذ فترات راحة متكررة. فحتى مع التكنولوجيا المضادة لوهج النور، لا يزال بإمكانك الشعور بالتعب البصري بعد جلسات قراءة طويلة.
- هذا الأمر لا يحصل مع الكتب المطبوعة. إذا كانت لديك إضاءة جيدة، يمكنك قراءة الكتب المطبوعة طالما أردت دون الإضرار بعينيك.
7- التكلفة:
- يمكنك عموماً الحصول على كتب إلكترونية بسعر أرخص بكثير من الكتب المطبوعة، نظراً إلى عدم وجود تكاليف الطباعة، لذلك إذا كنت تفضل شراء الكتب بدلاً من استعارتها، يمكنك توفير كثير من المال من خلال التحول إلى الكتاب الرقمي.