يبحث أصحاب الشركات عادة، عن موظفين يملكون مهارات معيّنة، لتعيينهم في مناصب قيادية وإدارية، فليس كل موظف قادراً على الإدارة وتنظيم العمل، واتخاذ القرارات الصعبة في الوقت المناسب، والتواصل الجيد مع الزملاء، وإن كان يملك خبرة ومهارات علمية.
والموظف المسؤول القادر على التكيّف في بيئة العمل، يُسعد أصحاب الشركات ويريحهم، لأنه يستطيع حل المشكلات الطارئة في ظروف غير متوقعة بكل مرونة، وبالتالي السير وفق خطة العمل المتفق عليها من دون إضاعة الوقت.
التكيّف مع متغيّرات العصر
تطالعنا التطورات التكنولوجية كل يوم بابتكارات وتحديثات، لا يستطيع أي موظف التأقلم معها، والاستفادة منها، لمواكبة المتغيرات التي تفيد الشركة وتضعها في موضع المنافسة مع الشركات الأخرى، خصوصاً إذا كانت الشركة مؤسسة على النمط التقليدي القديم، فمع ما يحدث من متغيرات في عالم عصري يعتمد على التطور والذكاء الاصطناعي، لا بد من اختيار موظفين قادرين على التكيف وتعلم مهارات جديدة في كل يوم، ويستطيعون إيجاد حلول ومخارج لا يستطيعها الآخرون.
صفات الموظف المتكيّف
الموظف المرن والمتكيّف مع متغيرات العصر، يتمتع عادة بصفات تميّزه عن الآخرين، فهو غالباً ما يكون شخصاً مبدعاً، مبتكراً، مبادراً، وقادراً على حلّ المشكلات بسرعة وبمهارة.
من ناحية أخرى، يتميّز الموظف المتكيف بفضول وحب للاستكشاف، ولا ينزعج من كونه مختلفاً عن الآخرين، بل على العكس، تراه مندفعاً للقيام بمهارات جديدة تثبت قدراته، وتظهر مهاراته، كما أنه يتحمّل ضغط العمل، ونادراً ما يشكو، لأن ضغط العمل والمثابرة عليه، يشكّلان بالنسبة إليه تحديّاً ممتعاً، يدفعانه إلى المواصلة لاكتشاف المزيد من قدراته، وليس إلى الاستسلام.
إلى ذلك، يتميز الموظف المتكيّف بقدرته على القيادة، وحب العمل الجماعي، كما يكون لديه ذاكرة قوية، وقوة ملاحظة، وقدرة على المثابرة، والتحليل، والخوض في التفاصيل الصغيرة، ونقد العمل والزملاء، بشكل إيجابي يعينهم ويشجّعهم على المواظبة.
تعزيز مهارات التكيّف والمرونة
العمل عن بعد، الاجتماعات الافتراضية، الدروس والدورات التدريبية عبر الإنترنت، كلها لم تكن موجودة تقريبا قبل جائحة "كوفيد-19" التي بدأت مصيبة، وانتهت بأن تعلّمنا منها الكثير من المهارات التي جعلت العمل سلساً ومرناً أكثر، في ظروف اجتماعية وصحية مختلفة، وكذلك الحال بالنسبة إلى المتغيرات الأخرى التي تؤثر في بيئة العمل، وحسن التواصل مع العملاء والزملاء، ومواكبة التطورات وتعلّم المهارات.
خطوات تساعدك لتكون مرناً ومتكيّفاً مع بيئة العمل
- عزّز مهارات حلّ المشكلات الخاصة بك، إذ يمكن أن يواجه الموظف في العمل مشكلة تتعلق به شخصياً، فيصعب عليه إيجاد حل لها. في هذه الحالة، يجب تحديد المشكلة بشكل واضح، والتفكير في كل الحلول الممكنة والمتاحة لتطبيق الحل المناسب.
- كن قادراً على الإصغاء، والأخذ بآراء الآخرين، فالبشر بطبيعتهم يستمعون، ولكن معظمهم يتمسّكون بآرائهم، ولا يكون لديهم مرونة تقبل آراء الآخرين، والعمل بها.
- تقبَّلْ التغيير والتكيّف مع فريق العمل، خصوصاً إذا كنت موظفاً جديداً.
- كن قادراً على التكيّف مع المواقف الصعبة، والطارئة، وحاول السيطرة على النتائج باعتماد استراتيجية عمل تساعدك على التفكير بشكل إبداعي، وعلى المبادرة في طرح الأفكار.
- كن إيجابياً وابتعد عن الاستسلام واليأس، فليس كل ما تريده، سواء في مكان العمل أو في الحياة الشخصية، تجده على الصورة التي خططت لها.
- التزم الهدوء وتقبّل أخطاء الآخرين وقدّم المساعدة للزملاء في أوقات الضغط الكبير.