مجلة كل الأسرة
01 نوفمبر 2023

سفراء "COP28".. شباب إماراتيون يواجهون تحديات المناخ بالابتكار والتوعية

فريق كل الأسرة

سفراء

يستنفر السفراء اليافعون للتغير المناخي لعام 2023 جهودهم لتمثيل الإمارات في مؤتمر الأطراف للتغير المناخي «COP 28».. فكيف يرصدون أبعاد دورهم في هذا المؤتمر العالمي؟ وما الملفات التي يحملونها؟ وكيف يستشرفون التغيير؟

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» عيّنت 7 سفراء من اليافعين واليافعات وذلك بدعم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات).

حاورت زميلتنا في «كل الأسرة» المحررة سلام ناصر الدين 4 من الشباب السفراء اليافعين لـ «COP 28» لنتعرف منهم على إنجازاتهم وبصماتهم في مجال البيئة والاستدامة ومشاركتهم في هذا المؤتمر العالمي:

سفراء

غاية الأحبابي: نحو رؤية مستدامة للمستقبل

تشارك «الفتاة الخضراء» غاية سعد الأحبابي في «COP28» كسفيرة لليافعين، حيث إنها ناشطة بيئية تركت بصمتها في مجال البيئة وفي إطلاق عدّة مبادرات لتعزيز مبدأ الحفاظ على البيئة ومفهوم الاستدامة..

ترى غاية الأحبابي اختيارها لأن تكون سفيرة لـ«COP28» هو الإنجاز الأكبر لها في مسيرتها، وتضيف «أعتبره محطة كبيرة في حياتي ونقطة انطلاقة لي في مجال القيادة والبيئة، حيث يأخذ مساراً جاداً ومحورياً في حياتي نحو الاهتمام بكوكب الأرض»، موجهة الشكر إلى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «حيث إن اختياري كسفيرة لليونيسيف جاء ضمن مبادرة أم الإمارات حفظها الله بالتعاون مع اليونيسيف لاختيار 7 سفراء لـ «COP28».

رغم عمرها اليافع، تناقش الأحبابي قضايا الاستدامة والتغير المناخي بالعمق علمياً وبيئياً، ويساعدها في ذلك البيئة المحيطة بها، توضح «أستمد معلوماتي من مدرسة ليوا الدولية للبنات التي تطبق معايير الاستدامة منذ نشأتها عبر حصص العلوم، وانضمامي لنادي المدرسة البيئي، وعضويتي في مجلس الطلبة حيث أناقش مع الإدارة مواضيع مختلفة منها الاستدامة، وأواكب الورش والمؤتمرات التي تختص بالبيئة، كما أستقي المعارف من الإنترنت والكتب الإلكترونية».

عبر «COP28»، تطلّ الأحبابي على أبعاد انعقاده في الدولة «ما يميّز انعقاد «COP28» في الإمارات وفي «إكسبو دبي» هو استدامة إنجازات دولتنا، حيث تعدّ مدينة إكسبو مثالاً للاهتمام بمعايير الاستدامة، واستضافة الحدث في إكسبو تتماهى مع رسالة الدولة في تعزيز مفهوم الاستدامة».

كما تستند إلى تصريح وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان الجابر، حيث قال إن «الإمارات تسعى لتحقيق التزامات بيئية قوية، وتعزيز فرص تبادل الأفكار والابتكار لمعالجة التحديات البيئية»، وتتجه توقعات الأحبابي نحو «رؤية مستدامة للمستقبل، وجهود مشتركة لتحقيق تغيير إيجابي في ملف التغير المناخي»، آملة أن تترك مشاركتها في «COP28» أثراً إيجابياً عبر «مساهمتي في نقل معلومات إيجابية وتحفيز الناس لتحقيق أهدافهم».

توجه سفيرة «COP28» رسالتها للأطفال ولليافعين والشباب «أحثهم على الاستمرار في تطوير ذاتهم، والتفاؤل في تحقيق أهدافهم. وأذكرهم بأن يكونوا أكثر وعياً في اختياراتهم وقرارتهم اليومية، بأن يجعلوا المحافظة على البيئة هي أساس إنجازاتهم».

سفراء

أحمد المطوع: الذكاء الاصطناعي يحسّن إدارة الموارد والاستدامة

أحمد سالم المطوع، شاب مبتكر، وهو سفير لجائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي، وأصغر مؤسس لمتحف ذكي يسرد ذكريات الإمارات.

المطوع، الذي يركز على ابتكار تقنيات في مجال التكنولوجيا، الطاقة، النقل والبيئة، يراهن على مشاركته في مؤتمر الأطراف «COP28» لكونها «فرصة لا تقدّر بثمن للمساهمة بشكل فعّال في جهود مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة ضمن المحيط المحلي والعالمي»، كما يقول.

سبق لأحمد المطوع أن قدم العديد من الورش التوعوية في مجال البيئة، ويلخص لنا أبعاد مشاركته في «COP28»، «نسعى إلى تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة وتقديم اقتراحات ملموسة للتغيير ونعمل مع الأطفال واليافعين والمجتمع الدولي لتحقيق أهدافنا المشتركة».

كما يتوقف المطوع عند أهمية الذكاء الاصطناعي في حل مشكلات بيئية وتغير المناخ «يمكن استخدام التكنولوجيا والبيانات لفهم تأثير الأنشطة البشرية على البيئة وتطوير حلول فعّالة. بمساعدة الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين إدارة الموارد وتوفير طاقة وتحسين الاستدامة. بالإضافة إلى ذلك، مشروع المتحف الذكي يسهم في توثيق تاريخ الدولة بشكل مبتكر».

ويتوقع المطوع اتخاذ قرارات مهمة في «COP28» تتعلق بتغير المناخ والحفاظ على البيئة، مع الأمل «أن تساهم هذه القرارات في تحقيق تقدم ملموس نحو استدامة أفضل».

سفراء

مريم الغافري: 8 أفكار لمدينة مستدامة صديقة للبيئة

لدى مريم حسن الغافري بصماتها الخاصة في مجال الابتكار والبرمجة والاستدامة، حيث تحمل إلى «COP28» مشروعها «مدينة صديقة البيئة» لتشرحه بالتفصيل، كما تحمل الكثير من ابتكاراتها المتوجة بالجوائز والأفكار الخلاقة.

مشاركتها كسفيرة اليافعين في «COP28» يعني لها الكثير، وهذا ما أكدته لنا «هذا الحدث يجسّد المسؤولية والعمل لقضية تغير المناخ وصنع التغيير والقدوة الإيجابية في غرس بذور لعادات جديدة لدى اليافعين والأطفال عبر نشر الوعي بينهم في مجالات البيئة وتغير المناخ والاستدامة ليكونوا قادرين على حماية البيئة ومواجهة تبعات التحديات المناخية».

تعرض الغافري مشروع «مدينة صديقة للبيئة» خلال انعقاد «COP28»، وتشرح لنا بعض تفاصيله «هذا المشروع يجسد الاستدامة والابتكار، فالمشروع هو شهادة مقنعة على الإمكانات اللامحدودة لمستقبل أكثر خضرة واستدامة بدءاً من مصابيح الشوارع التي تعمل بأجهزة الاستشعار لمراقبة وتتبع حركة السير، وأنظمة تتبع الشمس في الألواح الشمسية، وآبار جمع مياه الأمطار.. وغيرها، حيث تشمل هذه المدينة المستدامة 8 أفكار، ولن أصرح بها بالكامل إلا بعد أن أحصل على الملكية الفكرية من وزارة الاقتصاد حفاظاً على حقوقي الملكية».

وتوضح الغافري ميزة إضافية لهذا المشروع «المشروع لا يعبر فقط عن التزامنا بحماية البيئة، وإنما يشكل مخططاً لعالم يجمع بين التكنولوجيا والطبيعة بانسجام، حيث طبقت منحى STEAM تكاملي بالمشروع».

وعلى صعيد أهم البصمات التي طبعتها في مجال الحفاظ على البيئة، تلفت الغافري إلى موهبة أخرى تتمتع بها وسخرتها لصالح البيئة والاستدامة «قمت بتأليف قصتين في المجال البيئي، الأولى بعنوان (نحن طاقة متجددة )، والقصة الأخرى بعنوان (2071)، وأشكر أمي «أم الإمارات» التي دعمتني في نشر هذه القصص والتوقيع على أكثر من 100 نسخة في معرض أبوظبي الدولي2023، وبإذن الله سيتم نشرهما في مؤتمر الأطراف «COP28».

وتتوقف الغافري عند ابتكار مشروع P.V-Panel Cleaner «عرضته في الهاكثون البيئي، كما نفذت ورشاً عديدة مثل التنمية المستدامة في القرآن والسنة، وأطلقت مبادرة بعنوان HSE «لنا الحق أن نعيش في بيئة صحية وآمنة ومستدامة»، كما نشرت على مستوى العالم بالتعاون مع اليونيسيف مقالة بالإنجليزية بعنوان Tit -for -tat relationship between climate change and mental health».

تتوقع أن تثمر جهود «COP28» عن حلول تسهم في التنمية المستدامة وتدعم الاقتصاد الأخضر وتقاوم ظاهرة التغير المناخي «فالإمارات عاصمة عالمية لاستدامة الكوكب، ورسالتي للشباب هي النهوض بالوعي البيئي للتصدي للمشكلات والأخطار البيئية التي تؤثر في صحتهم وأمنهم، وشعاري الذي أردده دوماً «فكرة صغيرة تخدم الوطن».

سفراء

يوسف محسن: أهدف لنشر الوعي حول استدامة البيئة البحرية

ينصبّ شغف يوسف عبدالله محسن على البيئة البحرية، وترسخ هذا الشغف جراء مرافقته لوالده في رحلات مع فريق دبي للغوص التطوعي، تم تكريمه كأصغر غواص في مبادرة تنظيف الشواطئ والموانئ في أم القيوين، وكذلك لمشاركته الفاعلة في العديد من المبادرات التي تهدف إلى حماية البيئة وأنشطة تواجه استنزاف الثروة السمكية.

يمثل يوسف محسن اليافعين في«COP28» في عمر لا يتجاوز 16 عاماً، حيث يؤكد «تمثيلي هو لفئة الشباب للحث على العمل التطوعي الميداني لنشر الوعي البيئي لاستدامة الحفاظ على البيئة البحرية من خلال الغوص في أعماق البحار».

من خلال شغفه بالبيئة البحرية ومشاركاته العملية لتحقيق مفهوم الاستدامة، يحاول شرح المخاطر التي تتعرض لها الثروة السمكية وإيصالها إلى صناع القرار، كما توضيح رؤيته للحلول المقترحة في الحفاظ على الثروة السمكية، يقول «كوني مهتماً بمجال البيئة البحرية وما أراه بعيني في القيعان (الأعماق)، لما تتعرض له البيئة البحرية والتي تؤثر سلباً في الثروة السمكية، ينصب دوري على نقل هذه الآثار للجمهور والمعنيين بعدستي لكي يكون الموضوع واضحاً ومتخماً بالمعلومات لكون المعرفة بالواقع تساهم بشكل فعال في دفع أصحاب القرار والخبراء في البيئة البحرية لإيجاد حلول وتنظيم عملية استغلال الثروة السمكية بشكل أمثل».

وحول توقعاته من مؤتمر «COP28» على صعيد إرساء تغيير حقيقي في منظومة علاقتنا مع ملف التغير المناخي وتماسه مع الحفاظ على البيئة، يستشرف يوسف محسن «كون المؤتمر يضم نخبة من الخبراء والناشطين البيئيين والعديد ممن لهم باع في هذا المجال، أرى أن ما سوف يتم طرحه سيكون، بلا شك، ذا أثر إيجابي للتفاعل الجاد والعملي في التغير المناخي، وأنا على يقين بأني سوف أتعرف إلى الكثير من الشخصيات لتبادل الخبرات والاستفادة من تجاربهم لخدمة وطني والبيئة بشكل عام والبيئة البحرية بشكل خاص كونها مجالي الذي أسعى إلى الحفاظ عليه».

* تصوير: السيد رمضان