تحظى العاصمة أبوظبي ببحر من الكنوز، والمعالم البارزة، والصروح الهندسية العملاقة، التي تعبّر عن تاريخها، وتراثها العريق، وإبداعاتها الخارقة للعادة، ليس هذا فحسب، بل وتُعد مقصداً للسيّاح والزائرين، من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جعلها تحرص على ضمان راحة المسافرين أثناء مجيئهم، أو مغادرتهم.. ومن هنا كانت نقطة التميز التي تمتعت بها مطاراتها الاستثنائية.
وتكريماً لإرث الوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واحتفاء بذكرى قائد أسس لدولة طموحة فتيّة، تمكنت من تصدّر قوائم التنافسية العالمية في شتى المجالات، بما في ذلك مجال السياحة والسفر، أعيدت تسمية مطار أبوظبي الدولي ليحمل اسم «مطار زايد الدولي» والذي يتخطى كونه مجرد مطار، ليصبح بوابة عالمية تربط الإمارات بالدول والمجتمعات المختلفة، ورمزاً لروح الانفتاح والتواصل التي تميّز شعب الإمارات.
تحتفي الهويّة الجديدة للمطار، التي تم الكشف عنها مؤخراً، ضمن عملية إطلاق المسمى الجديد، بالعديد من السمات المميزة لإمارة أبوظبي، كما تشمل عناصر وأشكالاً مستوحاة من مناظرها الطبيعية، وتاريخها، وتصميم المطار نفسه، إذ تم توظيف القارب الشراعي التقليدي، وشجرة النخيل، وشمس الصحراء، وقلعة قصر الحصن، ومبنى المسافرين (A) الجديد، لتكون ضمن المصادر الإبداعية للشعار الجديد، الذي يعرض هُوية أبوظبي الفريدة، ويدعو المسافرين إلى صياغة قصص تجاربهم في مختلف أرجاء ومرافق المطار.
استقبل مطار زايد الدولي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، ما يزيد على 6.8 مليون من المسافرين، الذين استمتعوا بالمرافق والخدمات المتميزة في المبنى الجديد، والذي يصل إجمالي عدد شركات الطيران التي تسيّر رحلات منتظمة من خلاله إلى أكثر من 30 شركة، لتربط الركاب بأكثر من 120 وجهة عالمية. وشيدت مرافق المطار، الذي يُعد أحد أكبر مباني المطارات في العالم، على مساحة بناء تبلغ 742,000 متر مربع، فيما تصل طاقته الاستيعابية إلى 45 مليون مسافر، سنوياً.
وبين أركان هذا الصرح العملاق والذي بدا شامخاً شاهداً على تاريخ هذه الدولة حديثة العهد قديمة الجذور، يتوقف المسافر أمام كثير من التفاصيل التي تبرز جمال وروعة تصميمه:
(أيه) ونظام السفر الذكي - مبنى المسافرين في مطار زايد الدولي
يعد مبنى المسافرين (A)، أهم ما يميز مطار زايد الدولي، إذ يمكنه التعامل مع 79 طائرة في وقت واحد، بإجمالي 11000 مسافر في الساعة، ويضم نظام السفر الذكي، الذي يشمل إتمام إجراءات السفر وتحميل الحقائب ذاتياً، والتسجيل الآلي، والبوابات الإلكترونية لمراقبة الجوازات، وكذلك البوابات الذكية المخصصة للصعود على متن الطائرة، وبفضل تصميمه على شكل الحرف (X)، يساعد المبنى على تحسين الكفاءة التشغيلية وحركة المسافرين بسلاسة، إذ يضم 4 أرصفة بطابع خاص مستوحى من المناظر الطبيعية في أبوظبي، وبحرها، ومدنها، وواحاتها، كما تمت خلال تصميم المبنى مراعاة عوامل الاستدامة والتي تعكس حرص الإمارات على اتّباع أفضل الممارسات في مجال الاستدامة، والحفاظ على البيئة، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، إذ تعد الاستدامة ركيزة أساسية في تصميم المسافرين (A) الذي يوفر حالياً نحو 5300 طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، سنوياً.
«سنا النور» أيقونة الإضاءة في مطار زايد الدولي
يعد «سنا النور» أحد أكبر المعالم الإبداعية الداخلية في منطقة الشرق الأوسط، بارتفاع 22 متراً وعرض 17 متراً، ويسهم في توزيع الإضاءة والتهوية بين طوابق صالات المغادرة والوصول، في المطار، كأحد الوسائل الفعّالة الموفرة للطاقة.
خدمات ومرافق متنوعة مخصصة للعائلات في مطار زايد الدولي
يعزز مطار زايد الدولي من مكانة الإمارة السياحية عالمياً، وبما يحقق نمواً في عدد الزوار، والذي بدوره يحقق التنوع الاقتصادي المنشود، إذ يقدم 10 خدمات ومرافق مخصصة للعائلات، لمساعدتها على قضاء تجربة سفر ممتعة ومريحة، تتنوع ما بين تقديم خيارات طعام صديقة للأطفال، وأماكن للراحة وللجلوس، إضافة إلى خدمة عربات الأطفال، لتسهل حركة المسافرين وتجوّلهم داخل المطار، بجانب توفير شركات الطيران الأولوية للعائلات عند الدخول للطائرات، ما يسهل ترتيب أنفسهم، والجلوس مع أطفالهم، في مقاعدهم قبل دخول المسافرين الآخرين، كما للمسافرين مع عائلاتهم وأطفالهم الأولوية في إجراءات السفر، وإنهاء إجراءات الجوازات، والتفتيش الأمني، والوصول للطائرة، إضافة إلى خدمات واي فاي مجانية، ومحطات لشحن الأجهزة الإلكترونية، والهواتف، وسيارات مناسبة للعائلات الكبيرة، وشاشات بمحتوى عائلي ترفيهي، أما الباحثون عن قسط من الراحة والاستمتاع فيجدون ضالتهم في فندق المطار الذي يوفر إقامة فاخرة في غرف راقية ومريحة، وتشمل خدمات متنوعة لضمان أعلى مستويات الإقامة.
مطار زايد الدولي.. أفضل مطار في تجربة القادمين
تم تصميم المطار لتوفير تجربة تعد الأكثر ابتكاراً وسلاسة بين المطارات العالمية، في هذا القطاع، كما أنه يتوافق مع أعلى معايير الجودة، ويتجاوز توقعات المسافرين، وفاز مطار زايد الدولي بجائزة أفضل مطار في العالم من حيث تجربة المسافرين القادمين، بعد إعلان مجلس المطارات العالمي جوائز جودة الخدمات لعام 2023، التي تصنف أفضل المطارات من حيث جودة الخدمات، وتجربة المسافرين، ما جعل الإمارات تتفوق عالمياً بمطاراتها، وناقلاتها الوطنية، وقطاعها السياحي.
التكنولوجيا البيومترية في مطار زايد الدولي
يضع مطار زايد الدولي تجربة المسافرين في صميم جميع عملياته، ما دفعه إلى تبنّي أحدث الابتكارات التكنولوجية، مثل الخدمة الذاتية، والحلول البيومترية، للارتقاء بتجربة المسافرين في كل نقاط التفتيش الرئيسية في المطار، ويتميز المبنى الجديدة بوجود مجموعة من المرافق الحديثة المصممة لتوفير أفضل مستويات الراح،ة والتجارب الاستثنائية للمسافرين، بما في ذلك صالات الضيافة الفاخرة، وغيرها من المناطق المخصصة للاسترخاء التي يستفيد منها المسافرون للشعور بالراحة والحيوية أثناء تواجدهم في المطار، إذ يستضيف على مساحة 35,000 متر مربع، 174 منفذاً من محال التجزئة، والمطاعم، والمقاهي، والمرافق الترفيهية، لتوفر للمسافرين مجموعة واسعة من خيارات التسوق، والاستمتاع بتناول المأكولات والمشروبات أثناء تواجدهم في مبنى المطار.