03 يوليو 2024

د. حسن مدن يكتب: الناس أمزجة والأمزجة أوقات

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"، صدرت له مجموعة من الكتب بينها: "ترميم الذاكرة"، "الكتابة بحبر أسود"، "للأشياء أوانها"، &a

د. حسن مدن يكتب: الناس أمزجة والأمزجة أوقات

يقال إنّه يمكن تصنيف أمزجة الناس إلى ثلاثة، على الأقل: المزاج الجيد، المزاج السيئ، والمزاج المحايد. حتى من مجرد النظر في عيني شخصٍ ما، تستطيع تخمين ما إذا كان مزاجه سيئاً، أم جيداً، أم «بين البينين»، كما يقولون، أي محايد، لا هو جيد، ولا هو سيئ، وهو المزاج اليومي الشائع عند أغلبية الناس، ذلك أن الفرح والحزن حالتان لا تأتيان في أي وقت، فالمزاج، أيّ مزاج، هو حال مؤقتة قابلة للتبدل السريع، فليس بوسع الإنسان أن يكون سعيداً أو فرحاً دائماً، وفي المقابل، ليس بوسعه أن يتحمل الحزن أو الكآبة طويلاً. إن الناس في الأغلب يقعون في المنطقة الوسطى، منطقة الحياد.

ويدخل الوقت في أحايين كثيرة في تكوين مزاج الفرد، هناك مزاج صباحي، أو نهاري، ومزاج ليلي. بعض الناس يبدون مشرقين ومتفائلين في النهار أكثر من الليل، والبعض الآخر على العكس تماماً، تتوهج أفئدتهم في الأمسيات والليالي، وتخبو علائم هذا في الصباح. ثم إن الصباح نفسه يفرض عليك مزاجاً آخر في تلقّي الأمور يختلف عن تلك التي يفرضها الليل. لا يمكن، والحال كذلك، سماع أغنية من أغاني السيدة أم كلثوم في الصباح الباكر، كأن الأمر أشبه بوجبة دسمة لا يتحملها الصباح، ولكن سماع فيروز في الصباح متعة لا تضاهى، إنّ صوتها، وطبيعة أغانيها تقترح عليك تحديداً، مزاجاً صباحياً، أما أم كلثوم فهي لليل، حين ينتصف الليل العربي، أينما كان، يهيمن عليه صوت أم كلثوم.

وطالما وزّعنا الأمزجة على ثلاث خانات، الجيد والسيئ والمحايد، فدعونا نقرأ عن ثلاث خطوات مقترحة لتحسين المزاج السيئ، مقدّمة من مختصين يهمهم أن يساعدوا من تسيطر عليهم فكرة الوحدة، والبعد عن الجميع، بسب ضغوط الحياة اليومية، سواء على المستوى العملي، أو الاجتماعي.

يرى هؤلاء المختصون أن التواجد في الطبيعة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج، وحتى تهدئة الجهاز العصبي، وينسبون ذلك إلى دراسة ترى أنّ بيئات الغابات تعزز زيادة النشاط، لذلك سيكون مناسباً زيارة الحدائق، والأماكن المفتوحة، والطبيعة الخلّابة، بل ومحاكاة بيئة الطبيعة، بأن يجلب المرء إلى منزله نباتات وزهوراً، قد يكون لوجودها أمام مرأى عينيه أثر طيب في نفسه.

خطوة ثانية يراها هؤلاء المختصون، تتمثل في الاستماع إلى الموسيقى، كوسيلة للتغلب على المزاج السيئ، عبر الاستمتاع بالإيقاعات التي تحبّها، لأنها ستشعرك بالارتياح، وتنسيك ما أفسد مزاجك، أو تخفف من أثره، وينصح بأن تكون هذه الموسيقى من النوع المبهج والهادئ، ومرة أخرى يحيل هؤلاء إلى دراسة تقول إنّ الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية لمدة 10 دقائق فقط، يقلل من الحالة المزاجية السلبية.

الخطوة الثالثة هي اللجوء إلى الصمت، والدخول في ما يشبه المونولوغ مع الذات، فتسأل «الجزء غريب الأطوار من نفسك عن سبب الانزعاج»، ومفاد هذه النصيحة هو النأي عن إيغال المرء في محاسبة نفسه، لأنه أتى بفعل سبّب له المزاج السيئ الذي يشكو منه، وعندما يسعى المرء للتغلب على ذلك بغية تحسين مزاجه، فقد يجد الأمر بسيطاً، أو ليس بالصعوبة التي تخيّلها، فالأمر قد لا يتطلب أكثر من خلوة مع نفسه، أو الحصول على مزيد من النوم، أو طلب المساعدة في شيء ما.

اقرأ أيضاً: 3 عادات ستساعدك على تحسين مزاجك في الصباح