البيت الياباني في رأس الخيمة.. رحلة لاستكشاف الثقافة اليابانية وتذوق الشاي التقليدي
في منطقة الدقداقة ووسط الطبيعة الهادئة في رأس الخيمة، يبرز البيت الياباني كوجهة فريدة تجمع بين التراث الياباني القديم وأحدث وسائل الراحة والتكنولوجيا.
بمعماره وأجوائه، لا يعتبر البيت الياباني مجرد مزرعة أو فيلا عادية، بل هو تجسيد للتناغم بين الأصالة والحداثة لكون الزبائن الذين يزورون هذا المكان يبحثون عن الراحة والهدوء والخصوصية، وهي العناصر التي يحرص البيت الياباني على توفيرها.
اختيار مكان «بيت الشاي الياباني» في رأس الخيمة
اختيار موقع البيت لم يكن عشوائياً من قبل «يريدج ريتريتز»، بل جاء نتيجة لتوافر عنصرين أساسيين أولهما الأجواء الهادئة وثانيهما الحفاظ على الخصوصية، ما يتماشى مع الثقافة اليابانية التي تقدّر الهدوء والتقاليد العريقة.
وضمن هذه التقاليد، خصّص «بيت الشاي الياباني» للاحتفاء بطقوس الثقافة اليابانية، وهي طقوس تظهر جوانب ثقافية وفلسفية حيث تتم احتفالات الشاي في اليابان في غرفة تقليدية مخصصة تسمى «تشاشيتسو» تكون مزينة بأعمال فنية تقليدية.
تمّ استحضار «بيت الشاي الياباني» لتقديم تجربة فلسفية تجسد التقاليد اليابانية، كما تبرز أهمية هذا الطقس في المنظومة الثقافية اليابانية وما تتسم به من بساطة وانسجام وهدوء روحي وتقدير الأشياء البسيطة.
إذ إن «بيت الشاي الياباني» يتماهى مع المباني المعمارية المستقلة التي بناها محاربو الساموراي القدامى أو التجار الذين اعتادوا احتساء الشاي في جو هادئ، يقع هذا البيت في الحديقة ويعّد كمكان للاسترخاء بعيداً عن ضوضاء الحياة اليومية وإعادة ترتيب الأفكار.
يقع بيت الشاي التقليدي في قلب حديقة زن اليابانية ويحيط به حوض سمك يحتوي أسماك الكوي اليابانية، ما يضفي لمسة طبيعية ساحرة على المكان، داخل البيت..
تم تجهيز المجلس بنظام يشمل مختلف الألعاب التقليدية والحديثة مثل نينتيندو سويتش، البولينغ، الشطرنج، وألعاب أخرى يابانية وغير يابانية مثل الـ«مونوبولي» والأونيتاما وغيرها، كما تمّ توفير تلفاز كبير وجلسات داخلية متعددة لتلبية احتياجات الزوار.
تستقطب الحديقة جمهوراً متنوعاً سواء من العائلات، أو محبي اليوغا والثقافة اليابانية. ويتنوع الزوار بين من سبق لهم زيارة اليابان ومن يخططون لزيارتها..
وفي هذا الصدد يرصد عبدالله ويشو، المشرف على البيت الياباني، رد فعل الزوار بالقول «من سبق لهم زيارة اليابان أو يخططون لذلك، يقرون بأن التجربة تعيدهم إلى اليابان، ومن لم يزر اليابان، يرى أن التجربة تغنيه عن السفر بفضل التفاصيل الدقيقة والتصميم الأصيل للبيت الياباني..
حيث كثير من الزوار يعبرون عن إعجابهم بالتجربة ما يدفعهم للعودة ثانية والتوصية بالمكان للآخرين، خاصة وأن المكان يقدم تجربة متكاملة، بما فيها خدمة الشاي الياباني التقليدي والحلوى اليابانية، وذلك بالتعاون مع مطاعم يابانية».
هندسة معمارية يابانية.. بين التراثي والحديث
وتمثل الهندسة المعمارية للبيت الياباني مزيجاً أنيقاً بين التراث الياباني وأحدث وسائل الراحة التي توفرها الفنادق الفاخرة، هذا التوازن بين التقليدي والحديث يجعل من البيت الياباني وجهة مثالية لأولئك الذين يرغبون في تجربة ثقافية يابانية أصيلة.
وترتكز بنيته المعمارية على عدّة قواعد استقيت من مميزات العمارة اليابانية لجهة التكامل مع الطبيعة واندماج المكان مع البيئة المحيطة والمزاوجة بين التكنولوجيا المتقدمة (تحكم ذكي بالإضاءة، شاحن للسيارات الكهربائية وغيرها من الخدمات) والتصميم الجمالي، بما يشكّل تجربة متكاملة تنقلك إلى أجواء من الألفة غير المتناهية.
يمتدّ البيت الياباني على مساحة 100 متر مربع ويتألف من أربع غرف، ثلاث منها داخلية متجاورة ومصممة خصيصاً للعائلات ولغير العائلات، بالإضافة إلى مجلس خارجي للاستمتاع بالهواء الطلق ومكان للشواء (باربكيو)..
وصمّمت الغرف بما يتماشى مع التقاليد اليابانية حيث لا تحتوي الأبواب على أقفال، وهي ثقافة مستوحاة من المبادئ الاجتماعية القوية القائمة على الثقة والأمان المجتمعي في اليابان.
الغرفة الأولى: تحتوي على سريرين (واحد كبير وآخر فردي) وتناسب ثلاثة أشخاص.
الغرفة الثانية: مخصصة للأطفال، وتحتوي على سريرين مزدوجين في الأسفل وسريرين فرديين في الأعلى.
الغرفة الثالثة: الغرفة الماستر، تتميز بمساحة أكبر وديكور ياباني مميز.
الغرفة الرابعة: تتميز بإطلالة خاصة على الحديقة، ما يضيف لمسة من الرفاهية والاسترخاء.
كما يتميز البيت الياباني بمسبح كبير للكبار وآخر للصغار، ما يجعله وجهة عائلية بامتياز، ويوفر المكان مجموعة من آلات البيع الذاتي أو ما يسمى «الفيندينغ ماشين»، وماكينات البوبكورن، والكوتن كاندي، وماكينات مخصصة للمشروبات والشوكولاتة اليابانية.
أما حديقة زن اليابانية، فهي تروي حكاية أخرى بحيث تبلور تجربة البحث عن السلام النفسي في قلب الطبيعة، وهي تتميز بتصميم فريد وديكور ياباني تقليدي وبمساحات خضراء واسعة تحاكي فلسفة المساحة المفتوحة التي توسع الرؤية وتحسن المزاج.
ويتيح البيت الياباني للزوار فرصة استكشاف الثقافة اليابانية بعمق، ويجذب فئات مختلفة من الزوار الباحثين عن تجربة يابانية متكاملة في قلب رأس الخيمة.
فإذا كنت من الراغبين باستكشاف الثقافات والعمارة وباحثاً عن السكون، فقد يشكّل اختيار تلك الوجهة خياراً يقودك في رحلة إلى قلب الثقافة اليابانية وسط طبيعة رأس الخيمة بأصالتها وهدوئها.
* الصور: من المصدر