من المحتمل أنك تستهلك الكثير من الملح من خلال تناول الأطعمة المملحة، كما قد تكون من الذين يضعون الملح على مائدة الطعام ليضيف المزيد منه للطبق، وهي عادة شائعة يقوم بها الكثيرون.
إليك ما تحتاج إلى معرفته حول المشكلات الصحية التي يتسبب بها الإفراط في تناول الملح وكيف أنه يدخل بكميات كبيرة إلى جسمك دون أن تشعر بذلك، لتكون أكثر وعيًا وتتمكن من تقليله.
زيادة الوزن
في عام 2015 أظهرت دراسة من جامعة كوين ماري بلندن أدلة تشير إلى وجود صلة بين الصوديوم والسمنة. من خلال قياس مستويات الصوديوم في أكثر من 1200 عينة البول من المشاركين في الدراسة وتسجيل كمية الطعام التي يتناولونها خلال فترة أربعة أيام، وجد الباحثون أن من كانت لديهم مستويات عالية من الملح كانوا أكثر عرضة لاكتساب الوزن حتى في حال لم يتناولوا سعرات حرارية تفوق ما تناولها أفراد مجموعة تناولت القليل من الملح.
أمراض الكلى
ليس من الواضح سبب ذلك، ولكن الصوديوم يحب أن يرتبط بالكالسيوم قبل أن يخرج من الجسم عن طريق البول. يمكن أن يتشكل الكالسيوم الزائد في البول على شكل بلورات ويؤدي في النهاية إلى حصوات الكلى. ووفقًا لدراسة أجريت عام 2012 ونشرت في مجلة جراحة المسالك البولية فإن النساء اللائي كان نظامهن الغذائي يحتوي على نسبة عالية من الصوديوم كن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بنسبة تتراوح بين 11 و61 في المئة.
ووجدت دراسة أخرى صغيرة أن اتباع نظام غذائي قليل الملح أدى لانخفاض الكالسيوم في البول لدى كلٍ من الرجال والنساء المعرضين للإصابة بحصوات الكلى.
تقطع النوم
إذا وجدت نفسك تذهب إلى الحمام مرات متكررة ليلاً فقد يكون الملح هو السبب. وجدت دراسة أوروبية أُجريت في عام 2017 أن الرجال الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا والذين قللوا من تناول الملح بنسبة 25 في المئة انخفض عدد المرات التي استيقظوا فيها للتبول في الليل من 2.3 إلى 1.4 مرة في المتوسط.
احتمال قصور القلب
وجدت دراسة فنلندية أجريت عام 2017، والتي تابعت أكثر من 4600 شخص لأكثر من 12 عامًا، أن من كانت لديهم أعلى مستويات من الملح في البول في بداية الدراسة كانوا أكثر عرضة للإصابة بفشل القلب مقارنة بمن كانت لديهم أدنى المستويات. ظهر هذا الارتباط حتى لدى من لم يكن لديهم ارتفاع في ضغط الدم.
نقص البوتاسيوم
كما أن الصوديوم بكميات معقولة يفيد الجسم كذلك البوتاسيوم معدن مهم. بينما يزيد الصوديوم الزائد من ضغط الدم فإن البوتاسيوم يخفف من التوتر في جدران الأوعية الدموية ويساعد في السيطرة على ضغط الدم. يساعد هذا المعدن أيضًا في إفراز الصوديوم بحيث لا يلتصق الزائد منه ويسبب مشكلات.
يمكن أن تؤكد فحوص الدم ما إذا كنت تعاني نقصاً في البوتاسيوم، ولكن طالما أنك تتناول الفواكه والخضراوات فلا داعي للقلق، ومن المصادر الأخرى الغنية به الفاصوليا البيضاء والسبانخ والموز والأفوكادو والبطاطا الحلوة والزبادي.
إذا كنت فوق الـ50
تشير الدراسات إلى أن الصوديوم يتسبب في ارتفاع ضغط الدم بشكل أكبر لمن تجاوزوا مرحلة الشباب، فكلما تقدمنا في العمر نصبح أكثر حساسية تجاه الملح. السبب وراء ذلك أن الجسم في المراحل العمرية المتقدمة يصبح أقل كفاءة في التخلص من الصوديوم. يعتبر ارتفاع ضغط الدم بعد تناول وجبات غنية بالصوديوم أمراً ضاراً في حالة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ومرضى السكري، على الرغم من أن العلماء لم يوضحوا سبب ذلك.
* علاقته بسرطان المعدة
قدر الصندوق العالمي لأبحاث السرطان أنه يمكن تجنب 14 في المئة من حالات سرطان المعدة كل عام إذا استمر الناس في تناول الملح بكمية تقل عن 2400 ملليجرام في اليوم. الكميات المعقولة فحص استطلاع عام 2013 نُشر في المجلة الكندية للصحة العامة 20 مطعمًا و 65 كافتيريا للوجبات السريعة، ووُجد أن الطبق المتوسط يحتوي على 1455 ملليجرام من الصوديوم.
ووجدت الدراسة ذاتها أن 40 في المئة من عناصر القائمة في المطاعم تحتوي على ما لا يقل عن 1500 ملليجرام من الصوديوم (مقابل 18 في المئة من عناصر قائمة الوجبات السريعة).
ربما لم يخطر ببالك من قبل أن تناولك لطبق واحد في أحد المطاعم أو لسندويتش من الكافتيريا يدخل إلى جسمك كل كمية الملح التي لا يوصى بتجاوزها خلال اليوم.
يعني هذا أن تناولك لوجبة أخرى في المنزل أو لعبوة من «الشيبس» تعني تجاوز المدخول اليومي.
الصوديوم ضروري لتقلص العضلات وإرخائها، ونقل الإشارات العصبية، والحفاظ على مستويات السوائل الكافية، لكننا لسنا بحاجة إلى الكثير منه لهذه الوظائف المهمة. على سبيل المثال توصي وزارة الصحة الكندية من تتراوح أعمارهم بين 51 و 70 عامًا بتناول 1300 ملليجرام يومياً، و 1000 ملليجرام يوميًا لمن هم فوق 70 عامًا.