بات الكثيرون يدركون أهمية فيتامين D لصحتهم، وتشير التقارير أن 75% من البالغين في أمريكا يتناولون مكملاً غذائياً غنياً بهذا الفيتامين.. ولكن، هل من الضروري إعطاء الأطفال والمراهقين فيتامين D؟
مع مجيء فصل الشتاء وبرودة الجو، من الطبيعي ألا يتعرض أفراد العائلة للكثير من أشعة الشمس، فيكون من الصعب عليهم الحصول على كمية كافية من فيتامين D. ويعرف البالغون الذين تعرضوا لكسر في العظم مدى أهمية فيتامين D والكالسيوم لترميم العظم.
يحرص الكثير من الأهالي على أن يحصل أولادهم على ما يكفي من العناصر الغذائية عن طريق الحمية الصحية، ولكن يشتكي البعض أن أطفالهم من النوع صعب الإرضاء فيما يتعلق باختيار الطعام ويتساءلون فيما إذا كان بالإمكان تعويض نقص العناصر الغذائية المهمة عن طريق المكملات الغذائية. من البديهي أن يواجه الأهل صعوبة في معرفة الفيتامينات التي تنقص في أجساد أطفالهم، كما ينبغي عليهم الحذر من احتمالية تعرض أولادهم لجرعات زائدة.
وهناك أيضاً الأهل الذين يتعرض أحد أطفالهم لكسر في العظم، إذ يتساءلون فيما إذا كان السبب في ذلك نقص الكالسيوم، خاصة عند الأطفال الذين لا يتحملون اللاكتوز.. هل من المنطقي إعطاؤهم مكملاً غذائياً بفيتامين D طوال العام؟ وكيف يمكن للوالدين تقدير متوسط الكمية اللازم تناولها؟
كسور العظام عند الطفل والحمام الشمسي
اتضح من خلال الدراسات أن كسور العظام شائعة للغاية، خاصة في الأطراف. ووجدت دراسة أن الأطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه ربما يواجهون خطر كسر عظم أكثر من أقرانهم بمرتين. لهذا فإن جهود تحسين الحمية والنشاط لها آثار إيجابية حقيقية على تقوية العظام أثناء نمو الطفل. ففي دراسة أجريت على أطفال مصابين بكسور، تبين أن ثلثي الأطفال المصابين بكسر منخفض الطاقة يعانون من نقص فيتامين D، ونصفهم يعاني نقص الكالسيوم. لذلك يحرص الباحثون اليوم على تكثيف جهودهم في سبيل تقييم نقص العناصر الغذائية الرئيسية لدى الأطفال وتحديد طرق بناء عناصر غذائية مهمة على أساس مستمر.
يعتبر فيتامين D أحد الهرمونات المبكرة التي تتشكل طوال حياتنا عن طريق التعرض للشمس، فهو يلعب دوراً أساسياً في تأيض العظام ووظائف خليوية أخرى. ومنذ عام 1889 لاحظ الباحثون العلاقة بين التعرض للشمس والكساح (عظام طرية وضعيفة)، واتضح أن الأطفال في الدول الصناعية كانوا أكثر عرضة للخطر من أولئك في الدول الأقل تقدماً. والحل؟ الحمام الشمسي. ويعود السبب إلى أن فيتامين D مهم في عملية تنظيم الكالسيوم، ويجب أن يتم تصنيعه من قبل الجلد عن طريق تفاعل كيميائي يتحفز من خلال التعرض للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، وأفضل وقت هو عندما تكون الشمس عالية في السماء.
من هنا تأتي أهمية التجول تحت أشعة الشمس وظهرنا وأذرعنا وسيقاننا مكشوفة، إن أمكن ذلك، لمدة 15 دقيقة يومياً.
فيتامين D والعلاقة مع الكالسيوم
العظم هو خليط من خلايا غير ثابتة، تخضع لعماية إعادة تشكل طوال الحياة فتتيح للعظام النمو وأن يحصل الجسم على الكالسيوم الذي يحتاجه من مستودعاته في الهيكل العظمي. ويرتبط فيتامين D بصحة العظام لأنه، كما أشرنا، يلعب دوراً حيوياً في تنظيم الكالسيوم وأيضاً في إشارات الخلايا داخل جهاز المناعة.
والكالسيوم مهم أيضاً ليس فقط لنمو العظام ولكن أيضاً للوظائف الخليوية، مثل تقلص العضلة. هذه العلاقة التي تجمع أشعة الشمس مع فيتامين D والكالسيوم أدت إلى ظهور أغذية معززة بالكالسيوم مثل الحليب، الخبز، النقانق.. وغيرها.
هل يحتاج طفلك لمكمّل غذائي؟
منذ ظهور جائحة «كورونا» ازداد تناول فيتامين D بشكل كبير في أغلبية دول العالم، ولكن لا يزال هناك أهال يجهلون أن أطفالهم يعانون نقص فيتامين D. فقد وجدت دراسة أجريت في بوسطن بأمريكا أن واحداً بين كل أربعة أطفال يعاني نقص فيتامين D. كما أن ربع الأطفال يظهر عندهم النقص أكثر في الشتاء.
يوصي الخبراء بمكمل يحتوي على 600 وحدة من فيتامين D للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم أقل من 70 عاماً، والحد الأعلى الآمن هو ما بين 2000 إلى 4000 وحدة يومياً. تحتوي معظم مكملات فيتامين D على 2000 وحدة، ولكن ربما تحتوي مكملات الفيتامينات المتعددة على 1000 وحدة فقط.
ومن الضروري معرفة أن احتمالية السمية واردة بما أن فيتامين D، وفيتامين A، E و K هي فيتامينات تذوب في الدهون، وهذا يعني أن الكمية المفرطة التي تتجاوز الحاجة اليومية للجسم لا يتم طرحها في البول.
نصل إلى النقطة الأهم، وهي أن الطفل بين 9 إلى 18 عاماً يحتاج إلى 1300 ملغرام من الكالسيوم يومياً، وهذا يعني حوالي 4 أكواب كبيرة من الحليب. ولكن معظم المراهقين، خاصة البنات، لا يحصلون على ما يكفي من الكالسيوم يومياً، والكثير من الأطفال لا يشربون كمية كافية من الحليب، والبعض منهم لديه حساسية من الحليب. وتشمل المصادر الأخرى للكالسيوم السلمون، الأجبان الصلبة، السردين، اللوز والخضراوات الورقية الخضراء.
أفكار جيدة لمنح طفلك الكالسيوم
نادراً ما يتناول المراهقون ثلاث وجبات من الطعام يومياً، ولكن ترى أغلبيتهم يلتهمون وجبات سريعة مرتين أو أكثر. لذلك يجب على الأهل استغلال هذا الأمر وجعله فرصة جيدة لإدخال عناصر غذائية أساسية في نظامهم الغذائي. ويمكن في هذا الوقت تناول مكمل فيتامين D.
أما الأطفال الذين يعانون حساسية تجاه الحليب، فإن منتجات حليب الماعز أو الغنم أو العصير المعزز بالكالسيوم ستكون مقبولة لديهم. على سبيل المثال، هناك الجبنة المحضرة من حليب الغنم التي توفر 300 جرام من الكالسيوم في كل أونصة.
ويبقى الأساس أن نكون تحت أشعة الشمس لمدة 10-30 دقيقة أسبوعياً، حيث يساعد ذلك على زيادة فيتامين D وتحشيد الكالسيوم لترميم العظام.