ماذا يحدث حقاً إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم؟ يكشف الخبراء عن 6 مشاكل صحية ناتجة عن رد فعل جسمك عندما لا تكون مرتاحاً جيداً لأنك لا تنال قسطاً كافياً من النوم.
النوم هو أحد أهم الأشياء التي يمكننا القيام بها لجسمنا، جنباً إلى جنب مع ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن بالكامل، فهذا كله جزء لا يتجزأ من ضمان بقائنا بصحة جيدة وسعداء. ومؤخراً كشف خبراء الصحة عن أن قلة الراحة تؤثر في الغدد الصماء بعدة طرق. فنظام الغدد الصماء هو الذي يصنع الهرمونات التي تسمح للخلايا بالتواصل مع بعضها بعضاً، وهي مسؤولة تقريباً عن كل خلية وعضو ووظيفة في الجسم. والمسألة برمتها مرتبطة، فعدم التوازن الهرموني يسبب قلة النوم، وقلة النوم تسبب أيضاً خللاً في توازن الهرمونات.
نستعرض فيما يلي ما توصل إليه الخبراء بشأن ما يحدث لك بسبب قلة نومك:
1- نقص النوم يزيد التوتر
قلة النوم يمكن أن يرفع مستويات الكورتيزول. فعندما تنام تنخفض مستويات الكورتيزول، لذلك عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم سيرتفع لديك الكورتيزول الذي هو هرمون التوتر، والمستويات المرتفعة المزمنة للكورتيزول ضارة جداً بالجسم ويمكن أن تضع الجسم في حالة طبية تدعى الحالة التقويضية، أو حالة الهدم.
2- قلة النوم تضر العضلات
الكورتيزول المرتفع سيؤدي إلى انهيار أنسجة العضلات، وهذا يجبر الجسم على استخدام الجلوكوز والأحماض الأمينية التي تتكون منها عضلاتك. فالأحماض الأمينية هي أساس الأنسجة العضلية لذلك يصعب على الجسم تعويضها عند انهيارها. وبما أننا نستخدم الكورتيزول لمنع الالتهاب، لذلك، فإن الارتفاع المزمن للكورتيزول سيجعل جسمك في حالة التهاب.
3- النوم السيء يعكر المزاج
تذكر كيف أن ليلة واحدة من قلة النوم أو النوم السيئ تجعلك تشعر بعدم الراحة وسرعة الانفعال في اليوم التالي. فالمستويات المرتفعة للكورتيزول تؤثر في الدماغ، الأمر الذي يحدث تغيرات في الناقلات العصبية في الدماغ، بحيث يمكن أن تعاني خللاً في هرمون السيروتونين، وهو هرمون السعادة. وهنا أيضاً التأثير تبادلي، فقلة النوم تؤثر في مزاجك، ومزاجك المتعكر يؤثر في جودة نومك.
4- الحرمان من النوم يقلل الرغبة الجنسية
يؤكد الخبراء أنه عندما يكون في جسمك مستويات عالية من الكورتيزول، يمكن أن تنخفض الهرمونات المنشطة مثل هرمون التستوستيرون ومستوى DHEA، هرمون الذكورة الذي ينتجه جسمك بشكل طبيعي. ويساعد هذا الهرمون على إنتاج هرمونات أخرى، بما في ذلك هرمون التستوستيرون والأستروجين. تبلغ المستويات الطبيعية لهذا الهرمون ذروتها في مرحلة البلوغ، ثم تنخفض ببطء مع التقدم بالعمر. كما يمكن أن تؤدي المستويات العالية للكورتيزول إلى اختلال توازن الغدد الكظرية وتقليل كمية التوبتيرون وبالتالي تقل الرغبة الجنسية.
5- نقص النوم يزيد الجوع
الحرمان من النوم يمكن أيضاً أن يقلل مستويات اللبتين الذي يؤثر في شهيتك؛ إذ يثبط اللبتين الشهية ويتيح لجسمك معرفة الوقت المناسب للتوقف عن الأكل، لذلك عندما تحرم من النوم الجيد غالباً ما ستشعر برغبة أكبر للأكل. وفي نفس الوقت، فإن هرمون الجريلين، الذي يفرز في المعدة، هو الآخر يتأثر بقلة النوم أو نقصه. فحينما تنخفض مستويات اللبتين بسبب قلة النوم، ترتفع مستويات الجريلين، وهذا يجعلك تشعر بالجوع لأن وظيفة هذا الهرمون هي إبلاغ الدماغ أنك جائع.
6- قلة النوم سبب لتساقط الشعر
يمكن أن يؤثر قلة النوم أيضاً في الغدد الدرقية، ما يزيد من هرمون TSH، هرمون تحفيز الغدة الدرقية، الذي يبطئ عملية التمثيل الغذائي ويمكن أن يسبب قصور نشاط الغدة الدرقية. وقصور الغدة الدرقية هي الحالة التي لا تنتج فيها الغدة الدرقية (غدة صغيرة في رقبتك) ما يكفي من الهرمونات، ويمكن أن تشمل أعراض هذه الحالة التعب والشعور بالبرد وفقدان الشعر وزيادة الوزن والاكتئاب.
الركض.. حل جديد للأرق
لا تزال الأبحاث جارية بكثرة على قلة النوم أو الأرق بشكل عام الناجم عن أسباب عديدة، وأحد الحلول المبتكرة التي بدأ العلماء يركزون عليها هي ما توصلت إليه دراسة حديثة من أن ممارسة الجري في الصباح الباكر، وممارسة التمارين الرياضية بشكل عام، يمكن أن يعود بفائدة كبيرة للحيلولة دون مواجهة خطر الموت المبكر بسبب قلة النوم. فالنوم القليل جداً أو حتى الطويل جداً مرتبط بقصر العمر. فقد وجد الباحثون في جامعة غوانزهو الصينية، من خلال فحص الآثار المشتركة للنشاط البدني وقلة النوم، أن النوم أقل من 6 ساعات أو أكثر من ثماني ساعات يزيد من فرص الوفاة المبكرة بنسبة 16%.