يمكن أن يكون الحمل مرهقاً، خاصة مع اقتراب موعد ولادتك. إذ ستكونين بحاجة إلى النوم حينها أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، فإن العثور على وضعية نوم مريحة يمكن أن يمثل تحدياً حقيقياً، خاصة عندما تكون لديك مخاوف بشأن الوضعيات الآمنة، والتي يجب تجنّبها.
إذا كنت تنامين على ظهرك، فربما سمعت أن النوم على ظهرك محظور أثناء الحمل. بطبيعة الحال، قد تشعرين بالقلق، خاصة إذا استيقظت لتجدي نفسك وقد قضيت معظم الليل على ظهرك.
تبيّ أن النوم على الظهر أمر جيد خلال الثلثين الأول والثاني من الحمل، ولكن النوم على الظهر ليس آمناً خلال الثلث الثالث من الحمل. لأن الاستلقاء على ظهرك يزيد من خطر تقليل تدفق الدم إلى الرحم، ما قد يسبب مضاعفات خطرة، بما في ذلك ولادة جنين ميّت.
مخاطر النوم على الظهر أثناء الحمل
أشارت دراسات سابقة إلى أن النوم على ظهرك أثناء الحمل يعرّضك لخطر الإصابة بتسمم الحمل، كما يعرّض طفلك لخطر انخفاض الوزن عند الولادة، وانخفاض نمو الجنين، وولادة جنين ميّت. مع ذلك، تشير أحدث الأبحاث إلى أن وضعية النوم ليست مشكلة خلال الأسابيع الـ 28 الأولى من الحمل.
عندما يصبح وزن الطفل والمشيمة وسائل الرحم أثقل، تصبح وضعية النوم أحد الاعتبارات المهمة. ومع اقترابك من الثلث الثالث من الحمل، قد يضغط هذا الوزن على الأوعية الدموية الرئيسية، ما يؤدي إلى مشاكل، لك ولطفلك.
لذلك، فإن وزن ما يوجد في الرحم هو ما يحدد متى يصبح النوم على الظهر غير آمن. قد يختلف هذا الأمر من امرأة حامل إلى أخرى، لذلك يجب عليك دائماً التحدث إلى طبيبتك لفهم متى بالضبط، وما إذا كان النوم على الظهر آمناً، لك ولحالتك.
في الأسبوع 28 من الحمل تقريباً، اختاري وضعية نوم غير الاستلقاء. ولكن إذا استيقظت وكنت على ظهرك، فما عليك إلا أن تعدلي وضعيتك، وتستقري على جانبك، أو بطنك.
ونؤكد من جديد، أن كل حمل مختلف. تأكدي من استشارة طبيبتك حول ظروفك، إذا كانت لديك أي أسئلة حول النوم على ظهرك أثناء الحمل.
لماذا لا ينبغي عليك النوم على ظهرك بعد مرور 28 أسبوعاً من الحمل؟
عندما تكونين في وضعية الاستلقاء، يقع وزن الرحم على وريد يسمى الوريد الأجوف السفلي. ويقوم الوريد الأجوف السفلي بإرجاع الدم من البطن إلى القلب. وقد يؤدي الضغط على هذا الوريد إلى انخفاض الوزن عند الولادة، وتسمّم الحمل، وانخفاض نمو الجنين، وولادة جنين ميّت.
مخاطر النوم على ظهرك بعد الأسبوع 28 من الحمل
تسمّم الحمل
الضغط الزائد على الوريد الأجوف قد يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. ومع تسمم الحمل، قد تعانين من الصداع، أو آلام في البطن، ويكون طفلك معرّضاً لخطر الولادة المبكرة، أو يولد الجنين ميّتاً.
انخفاض نمو الجنين وانخفاض الوزن عند الولادة
النوم على ظهرك بعد مرور 30 أسبوعاً من الحمل، يمكن أن يضغط على الوريد الأجوف السفلي، ما قد يحدّ من تدفق الدم، فيؤدي بالتالي إلى انخفاض نمو الجنين. وقد يؤدي انخفاض نمو الجنين أيضاً إلى انخفاض الوزن عند الولادة، والذي يُعرف بأنه أقل من 5 أرطال، 8 أونصات. ويواجه الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض عند الولادة مخاطر متزايدة، بما في ذلك مشاكل التنفس، واليرقان.
ولادة جنين ميّت
وجدت الدراسات زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف لخطر ولادة جنين ميّت عندما تنام الحامل على ظهرها بعد 28 أسبوعاً من الحمل. إذ يزيد النوم على الظهر من خطر تقييد نمو الجنين، وإجهاد الجنين، وكلاهما يساهم في خطر ولادة جنين ميت. وإذا كانت هناك أمراض مصاحبة، فإن هذه العوامل تزيد من خطر ولادة جنين ميّت.
متى يمكنك استئناف النوم على ظهرك وأنت حامل؟
إذا كنت تفضّلين النوم في وضعية الاستلقاء، فلا بأس من استئناف القيام بذلك بعد الولادة. عندما تقومين بولادة طفلك وتخرج المشيمة، فإن الأغلبية العظمى من الوزن الموجود في الرحم تخرج من جسمك. بعد ذلك، لن يعود لديك مشكلة ضغط الوريد الأجوف التي تقلقك. وبمجرد أن يغفو طفلك في السرير، فلن يؤثر وضع نومك في نموه.
البدائل الآمنة لوضعية النوم أثناء الحمل
هناك بعض الأوضاع المريحة الأخرى التي يمكنك النوم فيها بأمان، غير وضعية النوم على الظهر:
وضعية النوم على البطن أثناء الحمل
النوم على بطنك لا يضغط على أي أوعية دموية رئيسية ويعتبر آمناً لطفلك. وقد يساعدك استخدام وسادة على شكل كعكة لتستقرّي بشكل مريح في هذا الوضع.
وضعية الاستلقاء الجانبي أثناء الحمل
إذا كنت تنامين بشكل أفضل على ظهرك، فقد يكون النوم على ظهرك تقريباً، ولكن ليس تماماً، هو الخيار الأكثر راحة لك خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
ويشير الأطباء إلى أن الوضع الجيد للنوم أثناء الحمل هو ما يسميه المجتمع الطبي، وضعية الاستلقاء الجانبي، فهذا الوضع يقع في المنتصف بين الاستلقاء على ظهرك والاستلقاء بالكامل على جانبك. وقد تساعدك الوسائد والمساند على الوصول إلى هذه الوضعية، والبقاء فيها أثناء النوم..
النقطة المهمة هنا هي ألا تكوني على جانبك بالكامل، أو على ظهرك بالكامل.
وضعية النوم على الجانب الأيسر أثناء الحمل
بعد الأسبوع 28 من الحمل، قد يكون للنوم على جانبك الأيمن مخاطر مماثلة للنوم على ظهرك لأن هذا الوضع يمكن أن يضغط على الشريان الأورطي، وهو شريان رئيسي. لذلك فإن النوم على جانبك الأيسر هو بديل آمن.
لماذا النوم على الجانب هو الأفضل أثناء الحمل؟
يمتد الوريد الأجوف قليلاً إلى يمين عمودك الفقري، ولهذا السبب قد تسمعين أن الاستلقاء على جانبك الأيسر هو الخيار الأفضل أثناء الحمل. الكبد أيضاً على الجانب الأيمن، لذا فإن النوم على الجانب الأيسر يساعد أيضاً في منع الجنين من الضغط على هذا العضو المهم في الجسم.
وإذا كنت تفضلين الجانب الأيمن، فهذا ليس مشكلة كبيرة. في حين أن الأطباء ينصحون كثيراً بالجانب الأيسر، إلا أن العديد من النساء الحوامل ما زلن ينتقلن من جانب إلى آخر، طوال الليل.
إذن، ماذا يحدث عندما تستيقظين في منتصف الليل وتجدين نفسك مستلقية على ظهرك أو بطنك؟ لا تشدّدي على ذلك. كل ما عليك فعله هو التدحرج على جانبك، أو دعم جسمك بوسادة لتحويلك إلى اتجاه آخر.
وضع الوسادة بين ساقيك للنوم أثناء الحمل
استخدام الوسائد بين ساقيك أثناء النوم يمكن أن يكون أكثر راحة، ويساعد على منع آلام الظهر الناجمة عن الضغط الواقع على ظهرك أثناء النوم. يمكنك أيضاً استخدام وسادة خلف ظهرك كتذكير بعدم التقلب؛ إذا شعرت بذلك أثناء الليل، فمن المحتمل أن تتوقفي عن التدحرج.
أي وسادة ستكون مناسبة، ولكن هناك وسائد خاصة للنساء الحوامل اللاتي ينمن على جانبهن. قد تأتي بأشكال وأحجام مختلفة، اختاري الوسادة التي تناسبك، حتى لو كانت مجرد وسادة عادية. يمكن أن يساعد الدعم الإضافي خلف ظهرك في توفير دعم إضافي لظهرك ووركيك.
اقرأ أيضاً:
- هل تؤثر قلة النوم في الحياة الزوجية؟
- 7 معتقدات خاطئة عن فترة الحمل