11 يناير 2024

هذا ما يحدث لجسمك بسبب ليلة واحدة بدون نوم.. فماذا عن ليلتين وأكثر؟

محررة ومترجمة متعاونة

هذا ما يحدث لجسمك بسبب ليلة واحدة بدون نوم.. فماذا عن ليلتين وأكثر؟

أيّ شخص لم يحصل على نوم جيّد في الليل سوف يعاني في اليوم التالي من صعوبات وآثار وخيمة، من بينها الارتباك العاطفي، والهذيان، وبالكاد يكون قادراً على العمل. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الآثار الجانبية لقلّة النوم غثياناً وصداعاً، وهذا ليس مفاجئاً، نظراً إلى سلسلة الأضرار التي تتدفق داخل الدماغ، والجسم، أثناء بقائك مستيقظاً طوال الليل.

قامت مجموعة من الخبراء مؤخراً، بتفصيل العمليات البيولوجية المثيرة للاهتمام التي تحدث عندما لا تستطيع النوم، سواء كان ذلك في وقت متأخر من الليل، أو البقاء مستيقظاً لمدة 24 ساعة، أو عدة أيام من دون أن نغمض أعيننا. ويصفون هذه الفوضى بأنها «تأثير مضاعف»، حيث يؤدي عطل واحد إلى حدوث عطل آخر، يليه آخر.

وأظهرت الدراسات منذ فترة طويلة أن النقص المزمن في النوم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمجموعة من المشاكل الصحية، مثل السمنة، وفقدان الذاكرة، والسكّري، وأمراض القلب، وانخفاض الاستجابة المناعية، ما يجعلك عرضة للإصابة بالعدوى.

لكن الآن، كشف المتخصصون أن ليلة واحدة فقط، من دون نوم كافية للتسبب بأضرار، وهو أمر ينبغي توقعه، نظراً لأن النوم ضروري لكل وظائف الجسم تقريباً، مثل تنظيم الهرمونات، وإصلاح الأنسجة، والحفاظ على وزن صحي.

هذا ما يحدث لجسمك بسبب ليلة واحدة بدون نوم.. فماذا عن ليلتين وأكثر؟

ليلة واحدة فقط من السهر ترفع ضغط الدم

يقول الخبراء إن آثار عدم النوم تبدأ بالظهور بعد 18 ساعة من البقاء مستيقظاً، وهذا يعادل الذهاب إلى السرير في الساعة الثانية صباحاً، إذا كنت مستيقظاً في الساعة الثامنة صباحاً في اليوم السابق.

ثماني عشرة ساعة من دون نوم هي الفترة التي يبدأ فيها ضغط الدم بالارتفاع، ما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر، ويضع ضغطاً إضافياً على هذا العضو المهم للغاية.

وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض قلبية كامنة، قد يزيد هذا من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية. ووجدت دراسة أجريت عام 2014 أن النوبات القلبية ارتفعت بنسبة 25 في المئة يوم الاثنين (في إنجلترا) بعد التوقيت الصيفي، عندما تتقدم الساعة للأمام ويفقد الناس ساعة من النوم. كما أظهرت الأبحاث أنه في يوم الاثنين، بعد عودة عقارب الساعة، تنخفض النوبات القلبية بنسبة 21 في المئة.

وفي موازاة ذلك، يؤدي البقاء مستيقظاً لأكثر من 18 ساعة أيضاً إلى انخفاض هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الجنسي الذكري. كما تنخفض مستويات الطاقة، وكذلك دفاعات الجهاز المناعي. وتبين أنه في أسبوع واحد فقط، من النوم أقل من خمس ساعات في الليلة، أو الاستيقاظ لمدة 19 ساعة، شهد انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الشاب بنسبة 10 إلى 15 في المئة، مقارنة بالمعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 1 إلى 2 في المئة سنوياً.

إذ يلعب النوم دوراً رئيسياً في تنظيم الهرمونات، وعندما لا يحصل الجسم على القدر الكافي منه، لا يتمكن من القيام بوظائفه الطبيعية بشكل صحيح. وفي هذا الوقت أيضاً، سيبدأ الجهاز المناعي ببناء البروتينات الالتهابية المرتبطة بأمراض القلب، والأمراض المزمنة، وتصبح خلايانا «المقاتلة» الطبيعية التي تقاوم البكتيريا والفيروسات أقل فعالية.

البقاء مستيقظاً لليلة كاملة يجعلك تلتهم أطعمة غير صحية

أربع وعشرون ساعة من دون نوم قد تؤدي إلى تقليل رد الفعل، والتلعثم في الكلام، والبطء في التفكير. وتشمل الأعراض الأخرى التهيّج، وزيادة التوتر، وضعف التركيز، والرغبة الشديدة في تناول الطعام.

وتبيّن الدكتورة كارولين ويليامز، اختصاصية تغذية مسجلة ومؤلفة كتاب «Meals That Heal»، أن الحرمان من النوم يؤثر أيضاً في قدرتك على اختيار طعام صحي. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2015 أنه مقابل كل ساعة يفقد فيها المراهقون النوم، يتناولون 210 سعرات حرارية إضافية في اليوم التالي، معظمها من الدهون والكربوهيدرات. كما كان المراهقون الذين يعانون من أنماط نوم غير متناسقة أكثر عرضة لتناول الوجبات الخفيفة.

كما تشير الدكتورة ويليامز ألى أن قلة النوم تغيّر وظائف المخ، وتؤثر في الأطعمة التي تشتهيها، وكيفية تنظيم الجسم للهرمونات، وكيفية معالجة الجسم للأطعمة، ما يجعلك تشتهي الأطعمة التي لا ترغب فيها عادة. وتضيف أنه مع قلة النوم الجيّد، يتم تحفيز مركز المكافأة في دماغك بشكل أكبر عن طريق الطعام. كما أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص المتعبين يتفاعلون أكثر مع الأطعمة السريعة، وهم على استعداد لإنفاق أموال أكثر عليها مقارنة بالبدائل الصحية.

هذا ما يحدث لجسمك بسبب ليلة واحدة بدون نوم.. فماذا عن ليلتين وأكثر؟

36 ساعة من دون نوم تبطئ عمل الدماغ

بعد 36 ساعة من عدم النوم، ستتفاقم أي أعراض تعاني منها. وقد تواجه أيضاً نوبات قصيرة من النوم، وهي فترات قصيرة من النوم اللاإرادي تستمر لمدة تصل إلى 30 ثانية. وخلال فترات النوم القصيرة هذه ستبدو مستيقظاً، وعيناك مفتوحتين، لكن دماغك «ينطفئ»، حيث أظهرت الدراسات أن نشاط الدماغ يتباطأ، ما يمنعك من معالجة المعلومات.

ومن دون النوم، يحاول الدماغ التأقلم من دون أن يكون لديه الوقت الذي يحتاج إليه لإصلاح نفسه، ما يؤدي إلى التوتر الشديد وضعف الأداء. وعند الاستيقاظ لمدة 36 ساعة، تواجه أجزاء مختلفة من الدماغ صعوبة في التواصل مع بعضها بعضاً. وهذا يعني أن الذاكرة، والتعلّم، واتخاذ القرار، ورد الفعل، كلها تصبح مهام صعبة.

هذا ما يحدث لجسمك بسبب ليلة واحدة بدون نوم.. فماذا عن ليلتين وأكثر؟

48 ساعة من دون نوم قد تصيبك بالهلوسة

12 ساعة أخرى من دون نوم سوف تأخذك إلى ما يعتبر حرماناً شديداً من النوم.

من المحتمل أن يزداد عدد مرات نوبات النوم القصيرة. بعد 48 ساعة من الاستيقاظ، قد تهلوس، وتعاني من زيادة التوتر، وتبدد الشخصية، والقلق، وزيادة التهيج. كما ستعاني اللوزة الدماغية التي تساعد على تنظيم المزاج والذاكرة، وقشرة الفص الجبهي، التي تتحكم في الوظيفة التنفيذية والتحكم في النبضات، من ضعف شديد.

وبعد 72 ساعة من عدم النوم، يكافح الدماغ بشدة للتأقلم مع الإرهاق، ما قد يؤدي إلى الهلوسة، والأوهام، والتفكير المضطرب.

هذا ما يحدث لجسمك بسبب ليلة واحدة بدون نوم.. فماذا عن ليلتين وأكثر؟

أربعة أيام من دون نوم يمكن أن تكون قاتلة

عند الحرمان من النوم لمدة 96 ساعة، يرتفع خطر الإصابة بالذهان. يحدث هذا عندما تواجه تصوراً بعيداً عن الواقع، وقد تعاني من أوهام شديدة، إضافة إلى تقلبات مزاجية حادة.

وعادة ما يتم التخلص من ذهان الحرمان من النوم بمجرد الحصول على قسط كافٍ من النوم. ومع ذلك، فإن الحرمان الشديد والمتكرر من النوم يمكن أن يكون قاتلاً.

ويُعد التعب الشديد عاملاً رئيسياً في حوادث المرور، فضلاً عن الأخطاء القاتلة في مكان العمل.

هذا ما أصاب البريطانية جيسيكا تابيا

قالت جيسيكا تابيا، البالغة من العمر 29 عاماً، وهي أم لخمسة أطفال تراوح أعمارهم بين 10 سنوات إلى ثلاثة أسابيع، إنها ظلت طوال عقد من الزمن تنام ما يقرب من أربع إلى خمس ساعات فقط، في الليلة الواحدة.

ويقول زوجها إنها غالبا ما تكون سريعة الانفعال، وغاضبة جداً، وتعاني أحيانا من الدوخة، وضباب الدماغ، وصعوبة اتخاذ القرارات.

أما السيدة تابيا، صاحبة وكالة للتسويق الرقمي، فقد أكدت أن «الحرمان من النوم أمر حقيقي، ويمكن أن يجعلك تشعر بالجنون، ففي بعض الأحيان، أستيقظ وأشعر بالدوار الشديد، والدوار لدرجة أنني لا أستطيع التحرك... وكان على زوجي أن يأخذ ابننا ويطعمه. والشيء الأكثر رعباً هو أنني أشعر بأنه في يوم من الأيام لن أكون على دراية بما يحدث».

اقرأ أيضاً:
- هذه الأطعمة والمشروبات ستساعدك على النوم
- هل تؤثر قلّة النوم في الحياة الزوجية؟