يُعد السكّري من أخطر الأمراض العصرية التي تصطحب معها العديد من الأمراض الأخرى، مثل أمراض القلب والشرايين، وأمراض الكلى، والبنكرياس، وكذلك السكتة الدماغية. ولمرض السكّري مقدمات على من يصاب بها أن يتعامل معها على أنها مرض فعلي، ويتصرف كما يفعل مريض السكّري.
مقدمات السكّري
إذا اكتشفت أن معدل السكّر في الدم لديك يرتفع من حين لآخر، وبشكل متكرّر، فربما كنت تمرّ بمرحلة ما قبل السكّري والتي تعرف بمقدمات السكّري. وفي مثل هذه الحالة، عليك الإسراع بتغيير نظام حياتك، واتّباع حمية غذائية تجنّبك الوقوع في شرك المرض.
تغيير ضروري وحتمي
لا تقلّ مخاطر مقدمات السكّري عن المرض بحد ذاته، لذا لا بد من تدارك الأمر قبل الإصابة بالمرض فعلياً. قد يتطلب ذلك بعض المجهود، ويحتاج إلى صبر وقدرة على التحمّل، لكنه يقي من مرض تفيد الإحصاءات بأنه يجعل العمر أقصر بمعدل عشر سنوات، على الأقل.
السّمنة
تُعد زيادة الوزن أحد أكثر العوامل الرئيسية للإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني خطورة، ويساعد التخلص من الكيلوغرامات الزائدة على التحكم بنسبة السكّر في الدم، وله نتائج إيجابية ملموسة.
أطعمة يجب تجنّبها
ثمة أطعمة سيئة تزيد من تفاقم حالة مقدمات السكّري، وزيادة فرص الإصابة بالمرض، لذا حاول أن تستبعدها من نظامك الغذائي:
1- السكّريّات
يحتوي جسم المصاب بالسكري على معدلات عالية من سكر الغلوكوز الذي لا يتحول إلى طاقة يستفيد منها الجسم. وقد تبلغ هذه المعدلات مستويات خطرة تفاقمها المأكولات المشبعة بالسكّر، مثل الحلوى، والصودا، والمخبوزات السكّرية. ولأن أجسامنا تحتاج إلى السكّر في جميع العمليات الحيوية، فإننا لا نستطيع إلغاءه كلياً من طعامنا.
وعلى سبيل المثال، يمكن تناول الفاكهة من أجل الاستمتاع بطعم السكّر اللذيذ فيها، فهي تحتوي على ألياف تخفف من امتصاص السكّر فلا يتراكم الفائض منه في مجرى الدم. كما يساعد تناول وجبة خفيفة غنية بالبروتين مع الفاكهة، على الاستفادة بشكل أفضل من السكّر الموجود فيها.
لكن ماذا عن عصير الفاكهة؟ على الرغم من أن الفاكهة هي الخيار الأفضل للحصول على طعم حلو، فإن عصيرها يضر بمرضى السكري، لخلوه من الألياف التي تساعد على امتصاص السكر.
من ناحية أخرى، لا يعطي العصير إحساساً بالشبع، لذا نُقبل بعد تناوله على الطعام غير عابئين بما قد يحتويه من سكّر.
2- الأرز الأبيض، الخبز والطحين
حتى الأطعمة التي لا يكون طعمها حلواً يمكن أن تتحلل إلى سكّر في نظامك الغذائي، وهذا ما يحدث مع السكّريات المتعددة، كالنشويات التي تتفكك وتتحول إلى سكّر الغلوكوز، خصوصاً أن الدقيق الذي نتناوله معالج بطريقة تنزع منه الألياف والمعادن، ولا يكون سوى حشو غير نافع للمعدة. ولهذا السبب من الضروري تجنب الأطعمة مثل الخبز الأبيض، ومعظم المعكرونات، والطحين، وتفضيل الأرز الأسمر، وخبز الحبوب الكاملة عليها. وفي كل الأحوال، لا بد من توخي الحذر؛ فالإفراط في تناول الكربوهيدرات عموماً، يرفع معدل السكّر في الدم.
3- الألبان كاملة الدسم
يصاحب مرض السكّري زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، لذا يشكل ارتفاع الكوليسترول في الدم أحد عوامل الخطر الرئيسة لأمراض القلب، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأضرار التي يسببها السكّري. و هذا ليس كل شيء، فقد أظهرت الدراسات أن اتّباع نظام غذائي غني بالدهون المشبّعة يمكن أن يؤدي في الواقع إلى تفاقم مقاومة الأنسولين، وتفاقم حالة ما قبل السكّري.
لذا من الأفضل تجنّب منتجات الألبان كاملة الدسم، مثل الزبادي، والقشدة، والجبن الكريمي، والزبدة، والآيس كريم. ولحسن الحظ، أن هناك منتجات قليلة الدسم يمكن تناولها باعتدال. ويعد الأفوكادو، وحليب جوز الهند، من الأطعمة البديلة التي توفر ملمساً ناعماً للدهون في الفم مع تجنب الإفراط في تناولها.
4- الأطعمة المقليّة
الأطعمة المقلية مشبّعة بالدهون والسعرات الحرارية، وهي تساهم في زيادة الوزن بسرعة. ويختلف تأثيرها في ارتفاع نسبة السكّر في الدم حسب نوعها، فعلى سبيل المثال، ترفع البطاطا المقلية معدل السكّر أكثر من الدجاج المقلي، لأنها تحتوي على كمية عالية من الكربوهيدرات، بينما يحتوي الدجاج على البروتين الذي يبطئ عملية امتصاص السكّر، لكن ليس كما تفعل الألياف، فنسبة الدهون العالية فيه قد تؤدي إلى ارتفاع غير متوقع ومفاجئ في معدل السكّر.
5- اللحوم المعالَجة
تحتوي بعض اللحوم الحمراء المعالجة، مثل المارتاديلا والببروني والهوت دوغ، على نسب عالية جداً من الدهون المشبّعة. وتشير الدراسات إلى أن المكونات الموجودة في اللحوم الحمراء والمعالجة، خصوصاً الصوديوم، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكّري لأنها تتسبب بمقاومة الأنسولين. ومن المعروف أن أملاح النترات الموجودة في اللحوم المصنّعة، على وجه التحديد، تؤثر في البنكرياس، العضو الذي ينتج الأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لتحويل السكّر إلى طاقة.
الوقاية بالاعتدال
للوقاية من مرض السكّري، ليس من الضروري أن نحرم أنفسنا من طعام نحبه، ولكن علينا تناول ما نحب باعتدال. على أن نتخلى عن الأطعمة التي تسبب مشكلات صحية، وليست لها قيمة غذائية.