لإنقاذ نفسك أو غيرك.. تعرّف إلى أبرز علامات وأعراض نوبة الرّبو الشديدة
إذا كنت أنت، أو أحد من المقربين منك، مصاباً بمرض الرّبو، فمن المهم للغاية أن تعرف كيف تميّز نوبة الرّبو الشديدة عند، أو قبل حدوثها، ولكن حذارِ، لا يعاني الجميع أعراض الربو بالطريقة نفسها.
يؤكد الأطباء المختصون أنه يتم تصنيف تشخيص الرّبو على أنه حالة خفيفة، أو متوسطة، أو شديدة، بناء على شدة الأعراض، وعدد مرات ظهور الأعراض، ومدى استجابتها للعلاج.
وبالنسبة إلى أي فئة من فئات الرّبو، يمكن أن تكون الأعراض إما متقطعة (بمعنى أن الشخص يعاني الأعراض أحياناً، وفي أحيان أخرى لا يعانيها)، وإما مستمرة (يعاني الأعراض دائماً).
ولكن عموماً، أي شخص مصاب بالرّبو معرّض لخطر الإصابة بنوبة الرّبو (تسمى أحياناً «تفاقم الربو»)، وهي عندما تنقبض العضلات المحيطة بالممرات الهوائية وتنتج المسالك الهوائية المزيد من المخاط، ما يؤدي إلى تضيّق القصبات الهوائية التي تمر عبرها عملية التنفس. وتميل أعراض الربو الأخرى (مثل السّعال والصّفير وضيق التنفس وضيق الصدر) إلى التفاقم أثناء نوبة الرّبو.
قد تعتبر نوبة الرّبو طفيفة إذا تحسنت الأعراض مع العلاج المنزلي. ولكن إذا لم تخفّ هذه الأعراض، حينذاك يعتبر الهجوم شديداً.
يمكن لأي شخص مصاب بالرّبو أن يتعرّض لنوبة ربو حادة، حتى لو كان الشخص يعاني حالة ربو خفيف في الأساس، ويتم التحكم فيها بشكل جيد جداً، لكن من الممكن أن يعاني فاقم الحالة، أو نوبة حادة. وتكون النوبة شديدة إذا كان من الصعب السيطرة عليها، وإدارتها بالعلاج المنزلي.
العناصر الرئيسية لنوبة الربو
يشير الخبراء إلى ثلاثة عناصر رئيسية لنوبة الرّبو:
- تقلّص العضلات الملساء التي تبطن المسالك الهوائية.
- انتفاخ الشعب الهوائيّة والتهابها.
- زيادة إنتاج المخاط في الشعب الهوائيّة.
وهناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى نوبة ربو حادة. وبشكل عام، فإن نفس أنواع المحفزات التي تؤدي إلى نوبات الربو الحادة تؤدي إلى نوبات أخف. كما أن هجوم الرّبو على المصاب يمكن أن يكون رد فعل على التعرّض لشيء ما، أو وجود شيء في البيئة المحيطة به. إذ يمكن للمهيجات، مثل العطور الثقيلة، أو وقود التدفئة، أو مواد التنظيف الكيميائية، أن تؤدي إلى نوبة الرّبو. وبالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون الربو الناجم عن ممارسة الرياضة، فإن الجهد المبذول يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان، إلى حدوث ذلك.
أما بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون لحساسية، إذا كانوا موجودين في مكان من حوله محفزات، مثل قطة، أو كلب، أو حبوب اللقاح، فإن ذلك يمكن أن يسبب لهم نوبة ربو. وأخيراً، يمكن أن يؤدي الطقس البارد أيضاً إلى حدوث نوبة ربو، فالعدوى الفيروسية، أو عدوى الجهاز التنفسي العلوي يمكن أن تؤدي إلى نوبة ربو حادة.
ويمكن للعديد من الأشخاص المصابين بالربو ممارسة أنشطتهم اليومية بشكل طبيعي، ولكن إذا حدث تفاقم شديد في الحالة، فقد يتطلب الأمر دخول المستشفى، أو يتحول إلى حالة طوارئ تهدّد الحياة.
عندما يتم تشخيص إصابتك بالرّبو، يجب على طبيبك إنشاء ومراجعة خطة عمل للرّبو معك، بشأن ما يجب فعله إذا اشتدت الأعراض، مثل استخدام جهاز الاستنشاق، أو البخاخات. وإذا لم تختف الأعراض قريباً، أو ازدادت سوءاً، فيجب عليك طلب العناية الطبية الفورية.
قد تشير علامات عدّة إلى إصابتك بنوبة ربو حادة. تذكّر أن نوبات الرّبو يمكن أن تبدو مختلفة من شخص إلى آخر، ويشعر بها كل شخص بشكل مختلف عن الآخر، وقد لا يعاني كل شخص، كل الأعراض.
الأعراض الأكثر شيوعاً لنوبة الرّبو الشديدة:
1- الصفير الشديد
الأزيز غالباً ما يكون صوتاً لا يمكنك سماعه، فهو أقرب إلى الضجيج الذي يلتقطه الأطباء باستخدام سماعة الطبيب. إذا كان الشخص يصدر صفيراً مسموعاً، فهذا يعني أنه يمكنك سماع الضجيج في جميع أنحاء الغرفة، وهذه علامة على نوبة ربو حادة. وعادة، يحدث الصفير عندما يقوم الشخص بالزفير، ولكن في حالة نوبة الرّبو الشديدة، يمكن أيضاً أن يصدر هذا الضجيج عند الشهيق. وينتج هذا الضجيج عن التهاب وتضييق المسالك الهوائية.
2- نوبة سعال لا تتوقف
في نوبة السعال الناجمة عن نوبة ربو حادة، لا يستطيع الشخص التقاط أنفاسه، بل يستمر في السعال، فهو لا يستطيع تنظيف حنجرته كي يكون تنفسه أفضل، لذلك يستمر السعال. هذا نوع من السعال المتقطع الذي يمكن أن يبدو حاداً وجافاً.
3- تنفس سريع
يمكن أن يصبح التنفس أكثر سرعة عندما تصبح نوبة الرّبو أكثر شدّة. وعندما يحدث هذا الأمر، لا يستطيع الشخص التحكم في معدل تنفسه، فتراه يحاول فقط التنفس بسرعة للتعويض. والمعدل السريع لتنفسه هو نتيجة رغبة الشخص في استنشاق الهواء.
التنفس السريع مع تراجع الصدر يمكن أن يكون حالة طبية طارئة، وفقاً لمؤسسة الرّبو والحساسية الأمريكية. ويظهر تراجع الصدر بسرعة للأطباء عندما يتم رفع قميص المريض إلى الأعلى، حيث يمتص الجلد بين، أو حول الصدر وعظام الضلع، عندما يستنشق المريض الهواء.
4- مشاعر الذعر أو القلق
عندما يصبح التنفس أكثر صعوبة، يمكن أن يبدأ القلق. فحينما يفتقر المصاب بنوية ربو إلى الأوكسجين في دماغه، فمن الطبيعي أن يبدأ الشعور بالذعر. ويُعد التوتر والقلق أيضاً من المسبّبات الشائعة لنوبة الربو.
5- ضيق الصدر أو الضغط عليه
يشعر المريض أحياناً، بضغط شديد على صدره أثناء نوبة الربو الحادة. وبالنسبة إلى بعض الناس، يمكن أن يشعروا كما لو أن هناك من يقف على صدورهم.
6- صعوبة في التحدث
في نوبة الرّبو الشديدة، يمكن لصعوبة التنفس والسعال المستمر أن يجعل من الصعب على الشخص نطق جملة كاملة. قد يتعرض لضغط الكلام أثناء محاولته إخراج الكلمات لأنه لا يستطيع التنفس.
7- الشفاه أو الأظافر الزرق
في حالة حدوث نوبة شديدة للغاية، قد تتحول شفاه الشخص المصاب أو أظافره إلى اللون الأزرق. وعندما يجد صعوبة في الحصول على كمية كافية من الأوكسجين، فإن الأوكسجين سيذهب أولاً إلى الأعضاء الحيوية للحياة. ولا يزال القلب والرئتان والدماغ تحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من الأوكسجين. يمكن أن تبدأ الأظافر والشفتين بالتحول إلى اللون الأزرق لأنها لا تحصل على الأوكسجين كما يفترض. إذا حدث هذا، فهذه علامة خطرة على أن الشخص ليس على ما يرام، فهو لا يحصل على ما يكفي من الأوكسجين في أطرافه.
8- وجه شاحب ومتعرّق
إذا بدا وجه شخص ما شاحباً ومتعرّقاً أثناء نوبة الرّبو الحادة، فقد يكون ذلك مرتبطاً بحقيقة أنه لا يحصل على كمية كافية من الأوكسجين، ونتيجة لذلك، يختفي اللون الطبيعي من وجهه.
اقرأ أيضاً: في يومه العالمي.. ما أسباب الرّبو؟ وكيف يمكن تجنّب الإصابة به؟.. مع د. شريف فايد