هل أستخدم حقنة الـOzempic لإنقاص الوزن؟.. إليك 10 أسئلة وأجوبتها ترشدك لاتخاذ القرار
عندما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة (FDA) على عقار Ozempic في عام 2017؛ لاستخدامه من قبل البالغين المصابين بداء السكّري من النوع 2، كان ذلك إيذاناً بعصر جديد من أدوية سكّر الدم.
ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح الجميع يتحدث عن هذا العقار لسبب آخر وهو الإقبال الواسع عليه من قبل المشاهير وعدد متزايد من الأشخاص؛ لغرض بعيد عن علاج السكّري 2، هو إنقاص الوزن، كما وافقت إدارة الغذاء والدواء بعدها على دواءي مونجارو وزيباوند، وهما عقاران يُحتمل أن يكون لهما آثار صحيّة أكبر.
تنتمي أدوية إنقاص الوزن هذه إلى فئة خاصة بها، وقد استحوذت على انتباه الجمهور وعيادات الأطباء وعلى وسائل التواصل الاجتماعي على حدٍ سواء، وعلى الرغم من الوعي المتزايد بهذه الحقن، إلا أن العديد من الأسئلة لا تزال قائمة حولها..
كيف تعمل؟، ما هي الأعراض الجانبيّة؟، هل يجب عليك البقاء عليها إلى الأبد؛ للاحتفاظ بفوائدها المحتملة؟
فيما يلي إجابات لأسئلة شائعة مثل هذه، من مجموعة من الخبراء:
1- كيف تعمل أدوية Ozempic وغيرها من أدوية إنقاص الوزن الشائعة؟
Ozempic عقار يحاكي عمل أحد هرمونات الجسم، من ناهضات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 (GLP-1)، الذي يحفّز البنكرياس على إنتاج المزيد من الإنسولين.
يساعد المزيد من الإنسولين على دخول المزيد من السكّر في الدم إلى الخلايا، مما يخفض مستويات السكّر في الدم، يقول الخبراء إن Ozempic لديه ميزة إضافية تتمثل في منع الكبد من إنتاج وإطلاق الكثير من السكّر.
إلى جانب تأثيره على نسبة السكّر في الدم، فإن GLP-1 هو الفاعل الرئيسي وراء تأثيرات Ozempic في فقدان الوزن، حيث يزيد GLP-1 من الشعور بالشبع ويقلل الشهيّة، بينما يبطئ عملية الهضم أيضاً.
مما يؤدّي بدوره كذلك إلى كتم الشهية، الدواء يؤخّر خروج الطعام من المعدة، مما يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول.
يشعر بعض الأشخاص بتأثيرات تثبيط الشهية خلال 24 إلى 48 ساعة، لكن فقدان الوزن والسيطرة على نسبة السكّر في الدم سيستغرقان وقتاً أطول، حيث نرى الناس يفقدون الوزن ويحقّقون السيطرة على نسبة السكّر في الدم على مدى عدة أشهر، وتستمر هذه الفوائد على مدى عام.
2 - من الذي يحقق أكبر قدر من الاستفادة من الـOzempic؟
تمّ التوصل إلى صيغة Ozempic لأول مرة من قبل شركة الأدوية Novo Nordisk في عام 2012، وهذا يعني أن عمره 12 عاماً فقط، على الرغم من عمره «القصير»، تشير العديد من الدراسات إلى أنه يعمل بالفعل على التحكم في نسبة السكّر في الدم.
على سبيل المثال، وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين تناولوا الدواء خفّضوا مستوى A1C لديهم بمتوسط 0.77 نقطة على مدى ستة أشهر، الـ A1C يقيس متوسط مستويات السكّر في الدم على مدى شهرين إلى ثلاثة أشهر، وهو علامة للسيطرة على مرض السكّري.
مرة أخرى، يعمل الـ Ozempic أيضا على تعزيز فقدان الوزن، وجدت إحدى الدّراسات أن أكثر من 1900 شخص تناولوا Ozempic لمدة 68 أسبوعاً فقدوا ما متوسّطه 14.9% من وزن الجسم.
ولكن ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت بعض المجموعات السكّانية قد تكون قادرة على إدارة نسبة السكّر في الدم بشكل أفضل أو فقدان المزيد من الوزن عند تناول الدواء أكثر من غيرها، يبين الخبراء أنه ليس لديهم هذا القدر من التفاصيل حتى الآن.
ولكن هناك اتجاهات عامّة من دراسات أخرى تشير إلى أن التدخل المبكّر أفضل (بسبب انخفاض عدد سنوات الإصابة بمرض السكّري غير المنضبط)، والأشخاص الذين لديهم وزن أساسيّ أعلى، يميلون إلى فقدان المزيد من الوزن.
3- من لا ينبغي عليه تناول Ozempic؟
لا يُنصح باستخدامه في هذه الحالات:
- أثناء الحمل.
- العمر أقلّ من 18 عاماً.
- وجود تاريخ من اعتلال الشبكيّة السكّري أو مشاكل في البنكرياس أو الكليتين.
- كما يجب ألا يتناوله الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من سرطان الغدة الدرقيّة النخاعي أو متلازمة أورام الغدد الصماء المتعدّدة 2.
4- هل يجب أن أبقى على الـ Ozempic إلى الأبد؟
بالنسبة لمعظم الناس، لن يكون Ozempic حلاً قصير المدى، حيث يوضّح الأطباء أنه عقار يجب تناوله لفترة طويلة، وليس مؤقّتاً، وذلك لأن السمنة مرض مزمن، والدواء لا يعمل إلا عند تناوله، وعندما يتوقف الناس عن تناول أوزيمبيك، فمن المحتمل أنهم سيستعيدون الوزن المفقود.
إذن إلى متى يمكنك أخذ الـ Ozempic؟، لم يتم تحديد حد زمني بعد، وينطبق الشيء نفسه على أدوية إنقاص الوزن الأحدث الأخرى.
5- هل هناك آثار سلبيّة من تخفيض الوزن بواسطة الـ Ozempic؟
عندما تحتاج إلى التخلص من الوزن الزائد، قد يكون دواء فقدان الوزن السريع مناسباً لك، ومع ذلك فإن فقدان الوزن بسرعة يمكن أن يكون له جوانب سلبيّة.
إن فقدان الشهية وانخفاض استهلاك السعرات الحراريّة يمكن أن يعزّزان فقدان الوزن، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى نقص التغذية المتوازنة وزيادة خطر نقص المغذّيات، وربما يكون لأوجه القصور المحتملة هذه عواقب دائمة.
على سبيل المثال، إذا كنت لا تتناول ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين (د) في نظامك الغذائي، فقد تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، يمكن أن يؤدّي فقدان الوزن السريع أيضاً إلى انخفاض كتلة العضلات، مما قد يقلّل من عملية التمثيل الغذائي والقوة والتوازن بشكل عام بمرور الوقت.
قد يكون للـ Ozempic وأدوية إنقاص الوزن الأخرى أيضاً بعض الآثار السلبيّة على مظهرك، فقد أبلغ الكثير من الناس عما أسموه بـ«وجه Ozempic»، وهو مظهر مجوّف للوجه، يأتي من فقدان الدهون بسرعة.
لسوء الحظّ، لا يمكننا التحكم في أي أجزاء من أجسامنا تفقد الدهون بشكل أسرع أو بشكل ملحوظ، حتى إن بعض مستخدمي Ozempic يشكون من «مؤخرة Ozempic»، وينطبق نفس المبدأ هنا مع انخفاض الوزن بسرعة، حيث يمكن أن يترك الأرداف تبدو مترهّلة أو مجوّفة.
6- ماذا عن الآثار الجانبيّة المزعجة جدًا لدواء الـOzempic؟
معظم الأدوية الموصوفة، لها آثار جانبيّة محتملة، وأوزيمبيك ليس استثناءً، الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لـ Ozempic هي: الغثيان، التقيّؤ، الإمساك، الإسهال وآلام البطن، في حالات أقل شيوعاً، يعاني بعض الأشخاص من التعب، تساقط الشعر ومشاكل أكثر خطورة في المعدة.
وفقاً لدراسة، ارتبطت منبهات GLP-1 لفقدان الوزن بزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس وخزل المعدة وانسداد الأمعاء.
بالنسبة لمعظم الناس، فإن الآثار الجانبيّة لأدويّة فقدان الوزن الجديدة ليست منهكة وتنتهي بسرعة، بشكل عام تظهر هذه الآثار الجانبيّة في الأسابيع القليلة الأولى من العلاج وكذلك عند زيادة الجرعات.
يوصي الأطباء بتجنّب الوجبات الكبيرة أو الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون للمساعدة في تقليل أعراض الجهاز الهضمي.
7- ما هي الآثار الصحيّة طويلة المدى للـOzempic؟
نظراً لأن الأدوية مثل Ozempic جديدة نسبيّاً، لا يوجد حتى الآن مجموعة كبيرة من البيانات حول آثارها الصحيّة على المدى الطويل، ومع ذلك فقد أثارت بعض الأبحاث إمكانيّة وجود عدد قليل من النتائج الصحيّة على المدى الطويل.
فقد وجدت دراسة نشرت عام 2023 وجود صلة بين هذه الأدوية ومشاكل الجهاز الهضمي الخطيرة مثل: انسداد الأمعاء، التهاب البنكرياس، خزل المعدة، لهذا السبب، في سبتمبر 2023، أضافت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحذيراً بشأن هذه التأثيرات المحتملة على ملصق Ozempic.
مصدر قلق آخر هو التأثير المحتمل لـ Ozempic على خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقيّة، فقد وجدت بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، مثل تلك التي أُجريت عام 2012، وجود علاقة بين الدواء وسرطان الغدة الدرقيّة لدى الفئران، لكن حتى الآن، لم يتمّ إثبات هذا الارتباط في البشر.
وفقاً لبحث أجرته وكالة الأدوية الأوروبيّة، فإن الأدلة المتاحة لا تدعم وجود علاقة سببيّة بين منبّهات GLP-1 وسرطان الغدة الدرقيّة.
ومع ذلك، يشجع الخبراء على توخّي الحذر إذا كان لديك عوامل خطر معيّنة، فالتاريخ الشخصي أو العائلي لسرطان الغدة الدرقيّة النخاعي يعد من موانع استخدام Ozempic لأن هذا النوع من السرطان كان مرتبطا بـ Ozempic في الدراسات على الحيوانات، ومع ذلك، من المهم مناقشة هذه المخاوف مع طبيبك، الذي يعرف ظروفك الفرديّة بشكل أفضل.
8- كيف يؤثر الـ Ozempic على الصحة العقليّة؟
يقول بعض الخبراء: إن قضايا السمنة والصحة العقليّة، لها علاقة ثنائيّة الاتجاه، ما يعني أنه من الصعب في كثير من الأحيان معرفة أيّهما يأتي أولاً، على سبيل المثال وجدت الأبحاث التي أجريت عام 2021، أن السمنة كانت عامل خطر لكلّ من القلق والاكتئاب.
ووفقاً لبيانات المسح الصادرة عن المراكز الأمريكيّة للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن نسبة البالغين الذين يعانون من السمنة ترتفع مع زيادة شدة أعراض الاكتئاب.
من المهم إذن أن نفصّل كيف يمكن أن يؤثّر أوزيمبيك على الصحة العقليّة، إذ هناك تقارير حالة تشير إلى وجود علاقة بين الأوزيمبيك والاكتئاب.
ففي تقرير صدر في عام 2023، على سبيل المثال، تمّ تسجيل حالتين من أعراض الاكتئاب، عندما توقّف الشخصان المصابان بالاكتئاب عن تناول عقار الأوزيمبيك، اختفت أعراضهما.
إذا شعرت أن الدواء يسبب أعراضا نفسية أو يزيدها سوءاً، تحدّث إلى طبيبك، فمن المهم مراقبة الحالة المزاجيّة للشخص عن كثب وإجراء التغييرات إذا لزم الأمر.
9- كيف تستخدم الـOzempic؟
Ozempic هو دواء قابل للحقن مرة واحدة في الأسبوع، أما عن كيفية حقن أوزيمبيك، فهي في الواقع بسيطة، يأتي الدواء في قلم مملوء مسبقاً يتم حقنه تحت الجلد، أما مكان وضع الحقنة فمتروك لك إلى حدّ كبير.. يمكنك استخدامها على بطنك أو فخذك أو ذراعك (الزند).
قبل الاستخدام الأول، يجب عليك تخزين Ozempic في الثلاجة، بعد استخدامه يمكنك تخزين قلمك لمدة 56 يوماً في درجة حرارة الغرفة بين 59 و86 درجة فهرنهايت أو في الثلاجة بين 36 و46 درجة فهرنهايت. لا تقم بتجميد Ozempic، وتأكّد من إبقاء الغطاء على القلم عندما لا تستخدمه.
10- ماذا يحدث عندما تتوقف عن تناول الـOzempic؟
تأثيرات Ozempic تستمر فقط أثناء تناولك له، لذا فإن التوقف عن الدواء يؤدي عموماً إلى زيادة الوزن مرة أخرى، المشكلة هي أنه نظراً لأن السمنة مرض مزمن، فإن أجسامنا تقاوم التغيرات في الوزن، وستبدأ في العمل على العودة إلى نقطة التحديد الأعلى.
هذا هو المكان الذي تساعد فيه الأدوية المضادة للسمنة على منع زيادة الوزن إذا واصلت تناولها، وفي إحدى الدراسات، في غضون عام، استعاد الأشخاص الذين توقفوا عن تناول الدواء ثلثي الوزن الذي فقدوه.
بشكل عام، استعادة الوزن بعد التوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن أمر وارد دائماً، ومن المهم ملاحظة أن هذه الأدوية هي أداة عندما يتعلق الأمر بإدارة الوزن، وليست علاجاً.
حتى لو توقّفت عن تناول أدوية إنقاص الوزن، يمكنك دائماً الاستمرار في اتخاذ خيارات صحيّة تعزز فقدان الوزن، للمساعدة في تقليل زيادة الوزن، يمكن للناس مواصلة تغييرات نمط الحياة التي من المؤمّل أن يتعلموها أثناء تناول عقار الأوزيمبيك.