11 أغسطس 2024

كيف يؤثّر الحمل على الصدفيّة.. وبالعكس؟ وكيف تحمين الجنين من علاجاتها؟

محررة ومترجمة متعاونة

كيف يؤثّر الحمل على الصدفيّة.. وبالعكس؟ وكيف تحمين الجنين من علاجاتها؟

يمكن أن يؤثّر الحمل بشكل كبير على العديد من الحالات الصحيّة المزمنة؛ في ما يخص الصدفيّة، يمكن أن تتحسّن هذه الحالة مع التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث أثناء الحمل، لكن كيف يمكن أن يؤثّر الحمل على الصدفيّة؟ وما هي العلاجات الآمنة والفعّالة أثناء الحمل؟ وكيف تحمين الجنين من الآثار الضارة للعلاجات أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعيّة؟

الصدفيّة هي حالة جلديّة مزمنة حيث تتشكّل لويحات جافة ومتقشرة ومؤلمة في كثير من الأحيان عبر الجسم، صحيح أنها حالة لا تُشفى، لكن تتوفر العديد من العلاجات لها.

تأثير الحمل على الصدفيّة

في الولايات المتحدة الأمريكيّة على سبيل المثال، أكثر من نصف البالغين المصابين بالصدفيّة، والذين يقدر عددهم بنحو 7 ملايين شخص، هم من النساء، ومعظمهن في سنوات الإنجاب، تشير هذه الإحصائيّة إلى أن العديد من النساء المصابات بالصدفيّة قد يحتجن إلى التعامل بشكل صحّي وصحيح مع كل من الصدفيّة والحمل.

على الرغم من أن أمراض المناعة الذاتيّة مثل الصدفيّة ترتبط بمشاكل أثناء الحمل، فإن العديد من المصابات بالصدفيّة يبلغن عن تحسن في أعراض الصدفيّة لديهن وبشكل عام أثناء الحمل، تقدر إحدى الدراسات أن 60% من النساء يلاحظن تحسناً في مرض الصدفيّة لديهن أثناء الحمل، و20% لا يلاحظن أي تغيير، و20% يرين أن حالتهن تزداد سوءًا.

هناك عدة أسباب لهذا الاختلاف، بشكل عام، يُعتقد أن الصدفيّة تؤثر على عدد أكبر من النساء لأن الأنثى لديها أجهزة مناعيّة أكثر حساسيّة للتحفيز الهرموني.

يمكن أن تؤثر السيتوكينات (بروتينات صغيرة تساعد في الإشارة إلى نشاط الخليّة) بشكل إيجابيّ على التهاب المناعة الذاتيّة الذي تسبّبه الصدفيّة، خلال فترة الحمل، تتقلّب مستويات السيتوكين بسبب هرمونات الحمل، ما يساهم في تقليل أعراض الصدفيّة لدى البعض منهن.

هل يمكن أن يسبّب الحمل الصدفيّة؟

تركّز معظم الأبحاث التي تصف الصدفيّة أثناء الحمل على حالات الصدفيّة الموجودة مسبقاً، لكن هذا لا يعني أنه من المستحيل تطوير حالة مناعة ذاتيّة جديدة أثناء الحمل.

من المعروف أن العديد من حالات المناعة الذاتيّة تنجم عن الحمل، بما في ذلك:

  • التهاب المفصل الروماتويدي
  • مرض الذئبة
  • الوهن العضلي الوبيل
  • متلازمة الفوسفوليبيد، نقص الصفيحات المناعيّة

لا يؤدي الحمل عادةً إلى الإصابة بالصدفيّة، باستثناء شكل واحد محدّد من حالة جلديّة معروفة باسم "الصدفيّة البثريّة للحمل".

كيف يؤثّر الحمل على الصدفيّة.. وبالعكس؟ وكيف تحمين الجنين من علاجاتها؟

الصدفيّة البثريّة أثناء الحمل

الصدفيّة البثريّة أثناء الحمل، هي حالة نادرة تؤثّر بشكل أساسيّ على المرأة الحامل في الثلث الثالث من الحمل، تعرف أيضاً باسم القوباء حلقيّة الشكل، ويمكن أن تسبّب ظهور آفات ملتهبة أو مثيرة للحكة أو متقشرة على الجلد، خاصة في طيّات الجلد.

إذا تركت هذه الحالة دون علاج، فقد تؤدّي إلى مشاكل أثناء الحمل للأم والطفل. يمكن أن تتطوّر لدى النساء اللواتي لديهن أو ليس لديهن تاريخ عائلي من الصدفيّة. على الرغم من أن هذا النوع من الصدفيّة يختفي عادة خلال أيام من الولادة، إلا أنه يمكن علاج الحالات الشديدة أثناء الحمل بأدوية مثل الستيرويدات والمضادات الحيويّة.

إذا ظهرت عليكِ هذه الحالة في حمل واحد، فمن المرجح أن تتكرّر لديك مع حالات حمل أخرى.

ما هي الأدويّة الآمنة التي يمكن تناولها لعلاج الصدفيّة أثناء الحمل؟

هناك معلومات محدودة حول سلامة بعض الأدوية أثناء الحمل، ويعود ذلك ببساطة إلى أن اختبار تأثيرات الأدوية الجديدة على النساء الحوامل وأجنتهن النامية يعتبر أمراً غير أخلاقي.

عادةً ما يتم تحديد سلامة الأدوية أثناء الحمل بناءً على مدى سهولة نقل الدواء من جسم المرأة الحامل إلى الجنين عبر المشيمة، والتأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه الأدوية على الجنين في طور النمو.

تحتوي أدوية معيّنة، مثل المنشّطات ومثبّطات المناعة، المستخدمة لعلاج حالات مختلفة وموجودة منذ فترة طويلة، على أكبر قدر من البيانات، تُستخدم هذه الأدويّة أحياناً أثناء الحمل ولكنها تحمل خطر انخفاض نمو الجنين، ويوصي مقدمو الرعاية الصحيّة عادةً بأقل جرعة ممكنة.

يمكن استخدام بعض أدوية الصدفيّة أثناء الحمل، على الرغم من أنها ربما تؤثّر على الجنين.. تحدثي إلى طبيب الأمراض الجلديّة وطبيب التوليد الخاص بك حول الفعاليّة والمخاطر المرتبطة بأدوية الصدفيّة قبل استخدامها أثناء الحمل أو أثناء الرضاعة الطبيعيّة.

ما هي الأدوية التي يجب عليك تجنّبها أثناء الحمل؟

في حين أن بعض الأدوية تُستخدم في الحالات الشديدة من الصدفيّة تحت إشراف مقدّم الرعاية الصحيّة، لا تزال هناك العديد من أدوية الصدفيّة الأخرى التي لم تتم دراستها أثناء الحمل أو من المعروف أنها تشكّل خطراً كبيراً لحدوث تشوهات خلقيّة.

الأدوية البيولوجية هي فئة أحدث من الأدوية المستخدمة لعلاج الصدفيّة وأمراض المناعة الذاتيّة الأخرى، على الرغم من فعاليّتها في علاج بعض الأمراض، إلا أنه لم تتم دراسة المواد البيولوجيّة وإثبات أنها آمنة أثناء الحمل.

في حين تشير الأبحاث إلى أن بعض الأدوية البيولوجيّة من المحتمل أن تكون آمنة للاستخدام أثناء الحمل دون خطر على المرأة الحامل أو الجنين، إلا أن مقدمي الرعاية الصحيّة لا ينصحون حالياً باستخدام هذه الأدوية أثناء الحمل.

أدوية أخرى غير موصى بها أو محظور تماماً استخدامها أثناء الحمل:

  • الميثوتريكسيت
  • الريتينويد
  • التازاروتين
  • الأسيتريتين
  • قطران الفحم
  • حمض الساليسيليك
  • العلاج بالضوء

هذه القائمة ليست شاملة، ثبت أن هذه الأدوية، وغيرها، تسبّب أو من المحتمل جداً أن تسبّب تشوّهات خلقيّة خطيرة، أو ولادة مبكرة، أو حتى وفاة الجنين، إذا تناولت أياً من هذه الأدوية وأصبحتِ حاملاً أو تخططين للحمل، فتحدثي إلى الطبيب لتعرفي متى تتوقفين عن تناولها، متى يكون من الآمن استئنافها بعد الولادة.

خيارات العلاج الآمنة للصدفيّة أثناء الحمل

قد تساعد العديد من العلاجات غير الصيدلانيّة أو التي لا تستلزم وصفة طبيّة في تخفيف أعراض الصدفيّة أثناء الحمل دون تعريضك أنت أو الجنين للخطر:

الحد من التوتّر

الإجهاد يمكن أن يؤدّي إلى الصدفيّة ويسبب تفجرها، الحد من التوتّر يمكن أن يساعدك على السيطرة على الصدفيّة. هناك العديد من الطرق لتخفيف التوتر، بما في ذلك التأمل أو التدليك أو الوخز بالإبر.

تحدثي إلى الطبيب حول الاستراتيجيات الأخرى الآمنة أثناء الحمل لإدارة التوتّر، إذا كنت تستخدمين التدليك أو الوخز بالإبر، فتأكدي من أن المعالج مدرّب على علاج الحوامل.

حمام من دقيق الشوفان أو ملح البحر الميّت

يُعدُّ الاستحمام طريقة ممتازة لتوصيل التقشير والرطوبة للجسم، يتم إنتاج العديد من منتجات الاستحمام خصّيصاً للتقشير والترطيب، لكنكِ لا تحتاجين إلى منتجات عالية الجودة لتتمتعي بالراحة من الصدفيّة أثناء الاستحمام.

تساعد أملاح البحر الميّت ومنقوع الشوفان الغروي في تخفيف أعراض الصدفيّة، مثل التقشر والحكة، تعتبر آمنة أثناء الحمل وتوجد على نطاق واسع في محتويات بعض المنتجات.

كيف يؤثّر الحمل على الصدفيّة.. وبالعكس؟ وكيف تحمين الجنين من علاجاتها؟

استخدام المرطّبات بعد الاستحمام

يمكن أن تساعد المرطّبات أيضاً على تهدئة البشرة المتهيّجة أو الملتهبة، حتى بدون أدويّة إضافيّة، يستخدم الكثيرون الكريمات والمراهم الموضعيّة التي تحتوي على مكونات مثل الفازلين أو الزيوت المعدنيّة، أو الكريمات التي تحتوي على دقيق الشوفان، للمساعدة في تخفيف أعراض الصدفيّة.

يمكن أن تساعد هذه العلاجات الموضعيّة في أي وقت، ولكنّها قد تكون فعّالة بشكل خاص بعد الاستحمام لأنّها تساعد على حبس الرطوبة في الجلد.

حدّدي المنتجات بعناية

ليست كل الحمّامات والمستحضرات متساوية عندما يتعلق الأمر بالصدفيّة، يمكن أن يؤدي الماء الساخن جداً إلى تهيّج الجلد، كما هو الحال مع المستحضرات أو الكريمات المعطرة، اختاري الماء الدافئ والمنتجات الخاليّة من العطور، خاصة أثناء تفاقم الصدفيّة.

هل سيصاب الطفل بالصدفيّة أيضا؟

ليست كل حالات الصدفيّة وراثيّة، ولكن يمكن أن تنتقل عبر العائلات، إذا كنت أنت أو شريك حياتك مصابين بالصدفيّة، فمن المرجّح أن يصاب طفلك بهذه الحالة في مرحلة ما.

كيف تحمين طفلك من الصدفيّة؟

لا يمكنك تغيير جيناتك الوراثيّة، ولكن يمكنك المساعدة في حماية جنينك وهو في طور النمو من التأثيرات السامة لبعض علاجات الصدفيّة، تحدثي إلى طبيب الأمراض الجلديّة وطبيب التوليد حول أفضل خيارات العلاج للصدفيّة أثناء الحمل.

إذا لم تكوني مصابة بالفعل بالصدفيّة قبل الحمل، فناقشي أي حالات جلديّة جديدة مع الطبيب.

تتفاقم الصدفيّة بعد الولادة مباشرة

إذا لاحظت تغيّراً في مرض الصدفيّة أثناء الحمل، خاصة إذا تحسنت الأعراض، فمن المحتمل جداً أن هذه التغيّيرات لن تستمر لفترة طويلة بعد الولادة، قد تعود الصدفيّة إليك عندما يعود جسمك إلى وظيفته الأساسيّة بعد الولادة.

إذا أصبت بالصدفيّة أثناء الحمل ولم تكوني مصابة بها من قبل، فمن المحتمل أنها حالة الصدفيّة البثريّة أثناء الحمل، وسوف تتعافين بعد إنجاب طفلك.

مراجعة سريعة

الصدفيّة هي مرض مناعيّ ذاتيّ مزمن يسبّب بقعاً متقشّرة ومؤلمة في بعض الأحيان على الجلد، أكد العديد من النساء أن الصدفيّة تتحسّن أثناء الحمل، لكنّها لن تختفي تماماً.

إذا كنتِ تستخدمين أدويّة موصوفة طبيّاً لعلاج الصدفيّة، عليك التحدّث إلى الطبيب حول سلامة هذه الأدوية أثناء الحمل، قد تكونين قادرة على الاستمرار في تناول بعض أدوية الصدفيّة طوال فترة الحمل، ولكن البعض الآخر يمكن أن يكون شديد السميّة أو حتى مميتاً للجنين.

اقرئي أيضاً: هل العلاجات التجميليّة آمنة لمن تعاني الصدفيّة؟