نجحت الأعراس الجماعية التي تنظم في الدولة في مواجهة منظومة الإسراف والمغالاة في التكاليف، وأرست لنمط من التعاطي الرشيد تجاه الحياة الزوجية المستقرة والآمنة، بعيداً عن دوامة الاستدانة والدخول في مشكلات مالية.
تنضوي الأعراس الجماعية تحت مظلة وزارة تنمية المجتمع التي تقيم بدورها أعراساً جماعية لشباب مواطنين بدعم ومساهمة من بعض شركات القطاع الخاص في الدولة، سعياً منها إلى توفير التكاليف عليهم، في ظل الغلاء المعيشي والبذخ من قبل البعض. كما تتعاون الوزارة مع جهات عدة لإقامة أعراس جماعية لمواطنين شباب تتسم بالرفاهية وتتوفر فيها كل صور الفخامة ولا تقل شأناً عن حفلات الزفاف الخاصة.
وكان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الداعم الأول لفكرة الزواج الجماعي عبر دعم الشباب المواطن للانخراط في حفلات زواج جماعية من باب تخفيف العبء المادي عن كاهلهم ومساندتهم في بداية حياتهم الزوجية.
أول عرس جماعي في الدولة
الكثير من الجهات تتعاون مع وزارة تنمية المجتمع لإقامة أعراس جماعية تساند فيها الشباب المواطن. جمعية الشارقة الخيرية تواكب هذه المنظومة داخل وخارج الدولة، ويحسب لها المساعدة على تيسير الزواج، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، «جمعية الشارقة الخيرية» منذ عام 1989 وباشرت بمبادرة الأعراس الجماعية منذ 1990 وهو تاريخ أول عرس جماعي تم تنظيمه في منتزه الجزيرة في الشارقة وبرعاية حاكم الشارقة.
وكانت جمعية الشارقة الخيرية، احتفلت العام الماضي بتنظيم أكبر عرس جماعي في تاريخها، وتزويج 132 عريساً من أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، وصرّح آنذاك الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، أن «مشروع العرس الجماعي هو مبادرة حسنة لمساعدة بعض الحالات الأكثر تعسراً على إتمام مراسم زواجهم من خلال إعانتهم مادياً بما يدعم استقرارهم الأسري والاجتماعي».
نموذج من الأعراس الجماعية التي تنظمها جمعية النهضة النسائية في دبي
أعراس جماعية في غاية الفخامة
وهذه حال الكثير من الجمعيات في الدولة التي تشارك في تحقيق أهداف الاستقرار الزوجي. فجمعية النهضة النسائية في دبي مثلاً تنظم سنوياً عرساً جماعياً يضم عدداً كبيراً من العرسان ويقام في أجواء فاخرة، حيث سبق ووصفت عفراء الحاي، المشرفة على المبادرة ومديرة مركز الاستشارات في الجمعية، لـ«كل الأسرة» العرس الجماعي بـ«فرح مضاعف بعشرة أفراح، حيث تعيش كل عروس الجو كأنها العروس الأوحد، لدرجة أن بعض الأهالي يذهلون لما يتسم به الحفل من تنظيم وفخامة وتوفير كل متطلبات الزفاف»، آملة إرساء قناعة لدى فئة المقبلين على الزواج بأهمية المشاركة في الأعراس الجماعية.
وهذا الدعم نجده من قبل الشيوخ والحكام الذين يحضرون العديد من الأعراس الجماعية وحتى يتم تنظيمها تحت رعايتهم في مختلف إمارات الدولة.
ومن المعلوم أن منح الزواج لا تقتصر على الدعم المادي؛ بل ثمة شبكة اجتماعية تشكلها وزارة تنمية المجتمع مع مؤسسات اجتماعية في الدولة، منها مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي وهيئة تنمية المجتمع في دبي، تقدم العديد من المبادرات والبرامج الاجتماعية التي تختص ببرامج موجهة للمرأة والرجل والأسرة ككل وإتاحة الفرصة للحصول على خدمات الإرشاد قبل الزواج وبعده، وذلك تماشياً مع استراتيجية الدولة للارتقاء بالأسرة، ومع مقولة أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «إنني أرى صورة مستقبل المرأة في بلادي.. أراها وقد أصبحت أكثر وعياً وفهماً لكل ما يحيط بنا من ظروف».
جهات تدعم مبادرة العرس الجماعي
لمن يرغب في التقديم للمشاركة في العرس الجماعي، لا بد أن تتوفر فيه شروط عدة يمكن الإطلاع عليها من الموقع الإلكتروني لوزارة تنمية المجتمع مع الوثائق المطلوبة، بيد أن الشرط الأهم الذي تركز عليه الجهات المنظمة للأعراس هي عدم إقامة حفلات زفاف خاصة إلى جانب العرس الجماعي، كون هذا التوجه لا يتناسب مع أهداف الأعراس الجماعية في تخفيض تكاليف الزفاف.
كما تم الربط مع عدة جهات في الدولة لتسهيل الخدمة ومنها بعض الوزارات الاتحادية والدوائر المحلية في إمارات الدولة.
وفي هذا الصدد، نورد بعض الجهات التي تنظم أعراساً جماعية في الدولة:
- دواوين الحكام وممثلي الحكام في بعض إمارات الدولة.
- وزارة الداخلية.
- جمعية الشارقة الخيرية.
- جمعية النهضة النسائية في دبي.
- القيادة العامة لشرطة دبي.
- مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة.
- الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي.
- بلدية مدينة أبو ظبي.
- مجالس أبو ظبي.
إلى جانب العديد من مؤسسات القطاع الخاص التي تقدم مساهمات جليلة في تنظيم الأعراس الجماعية، ومؤسسات حكومية اتحادية ومحلية تقيم لموظفيها أعراساً جماعية، بهدف تقديم الدعم لهم في بداية حياتهم الزوجية.