9 خطوات وأفكار لـ "إعادة إعمار" البيوت بالحب وإحياء جذوة الرومانسية بين الزوجين
هل إعادة إعمار العلاقة الزوجية أمر ممكن؟ وكيف يمكن إحياء الرومانسية من جديد بعد أن يقع الزوجان ضحية الروتين وأعباء الحياة اليومية والمسؤوليات المتراكمة؟
هذه القوة والإيمان بـ «إعادة الإعمار» تزودنا بأسسها اللايف كوتش ومدربة مهارات الحياة ريفين دياب، بعد أن طفت إلى السطح مؤخراً أسباب طلاق لا ترقى إلى أن تكون دوافع أساسية للطلاق.
تتوقف دياب أولاً عند عوامل نجاح الزواج:
- تطبيق تعاليم ديننا الإسلامي، وهو ما أوصى به كتاب الله وسنة نبينا محمد بالنساء، مستخدماً كلمة عامة شاملة، جامعة باستخدام كلمة خيراً، وأكد ضرورة الإحسان إليهن، كما أشار إلى ضرورة عدم تتبع عثرات النساء، لأن توقع العثرة والعوج منهن أمر واقع وطبيعي، فالمستحب دائماً للزوج الصبر، وعدم التسرع في توقيع الطلاق، ولذلك قال سبحانه وتعالى «وعاشروهن بالمعروف» [النساء:19]، كما قال جل وعلا «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف» [البقرة:228].
- تحقيق السكن الروحي، أي المودة والرحمة بين الزوجين، «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون»، ما يؤكد أن المودة والرحمة هما من أهم عوامل استقرار منزل الزوجية والمحافظة على العلاقة بين الطرفين.
- التعاون والصراحة بين الزوجين وسيادة الاحترام والمحبة والبعد عن كافة أساليب العنف والتعامل بشفافية، هذه الأمور تزيد من متانة العلاقة في حال إرساء التفاهم وفتح باب النقاش حول أمور حياتية والابتعاد عن العنف الجسدي واللفظي.
- تركيز كل من الزوجين على هدف الاستقرار الزوجي، أن تكون المحافظة على العلاقة الهدف الأسمى وإنشاء أسرة مستقرة والسهر على تربيتها وتنشئتها.
ما الذي يطفئ جذوة الحب بين الزوجين؟
بيد أن ثمة أسباباً تطفئ جذوة الحب وتكسر عوامل نجاح العلاقة الزوجية، أهمها:
- عدم استعداد الكثير من الأزواج والزوجات لهذه العلاقة وعدم الإلمام الشامل بأبعادها، فبعض الرجال لا يطبقون قول الرسول صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيراً»، والذي أورده في خطبة حجة الوداع بين المسلمين علنا، وفي حشد كبير وهو يوم عرفة، فإن المرأة كما قال صلى الله عليه وسلم، خلقت من ضلع، وفي قول آخر خلقت من ضلع أعوج، فإذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها لم يزل، وكسرها طلاقها.
- عدم تحمل الأزواج بعض سلبيات زوجاتهم وعدم الالتزام بحديث الرسول «لا يفرك مؤمن مؤمنة»، بمعنى ألا يقع من المؤمن البغض الكامل لزوجته، إن سخط منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر، والمقصود هنا هو التعامل بالأخلاق الطيبة مع الزوجة والأبناء، وتحمل بعض النقص منها (من الزوجة) كأمر طبيعي، كونها بشراً.
- رفع سقف التوقعات، كل من الزوجين يتوقع الأفضل من الطرف الآخر، وهذا يكون سبباً لمشكلات كثيرة كون سقف التوقع قد يتجاوز الواقع القائم إلى أفكار قد لا تنطبق مع مستجدات والتغيرات المصاحبة للحياة الزوجية.
- عدم التنازل، فالزوج لا يريد التنازل عن بعض أفكاره لأنه لا يتقبل الرأي الآخر أو يرغب أن تكون زوجته نسخة من شخصيته، دون أن يراعي شخصيتها وطبيعة أفكارها وحتى سلوكها أو يريد أن تكون نسخة عن ووالدته أو نسخة عن شخصية يعتبرها قدوته، وهذا ما ينسحب على زوجات يسعين إلى التغيير أو التعديل في شخصية الزوج، دون مراعاة خصوصيته.
- عدم إفصاح وتعبير الزوجين عن مشاعرهما، فالمشاعر السلبية قد تظهر عند الغضب، أو نتيجة سوء معاملة، فيظهر الزوج كضحية ويصور نفسه أنه يتحمل الكثير ويتوقع الأفضل ولا يجده ويتهم الزوجة بأنها لا تكترث له ولمطالبه واهتماماته. هذا الشعور بالظلم يقابله الشعور نفسه من قبل الزوجة عند نشوب خلاف حيث تراكم داخلها الكثير من المواقف التي لا تلمس فيها تعاوناً من الزوج ويكون العامل الأساس لكل هذه الانفعالات هو عدم التعبير عن المشاعر في وقتها.
- غياب الأمان والسند، إن فقدت المرأة هذا الإحساس في العلاقة، لا تعود تشعر بالانتماء إلى المكان (منزل الزوجية). فالاحتواء العاطفي هو حافز المرأة للعطاء، وهي دوماً تحتوي لأن الله زودها بالقدرة على الاحتواء ولكن عندما تحتاج إلى الاهتمام، على الزوج تلبية ذلك، وجرعة صغيرة كافية لتمدها بالأمان لفترة زمنية طويلة، كما يجب أن يندمج هذا الاحتواء بالقول (الكلام الجميل) والفعل (تلمس الاهتمام فعلياً)، ما يولد لديها الشعور بالأمان.
- وقوع الزوجين تحت ضغوط الحياة ودوامة الروتين اليومي والأعباء المادية والمهنية المالية، هذه الأسباب تجعل من بيوتنا عرضة لانهيار المودة لتبدأ العلاقة بالانطفاء.
آليات لاستعادة ألق الحب
تؤكد الكوتش دياب «بعد مرور سنوات على الزواج وتحمل مسؤوليات شتى من أعباء الأطفال، قد تخمد المشاعر وينطفئ بعض ألق الحب الذي يجمع بين الزوجين مع ركود الأحاسيس، في ظل الضغوط».
عند هذا الواقع، لا بد من التنبه واستعادة العلاقة الطيبة وإحياء المودة بين الطرفين، فكيف نعيد ألق الحب؟
في هذه الحالة، تلفت دياب إلى ضرورة المبادرة إلى تجديد الحب بطرق مختلفة:
- المبادرة من الزوجين وعدم السماح للشيطان أن يتربص في قلبيهما، فلا تنتظر الزوجة من الزوج أن يبادر، أو العكس، تمسكاً بالكرامة وعزة النفس، فالمطلوب من كلا الزوجين المبادرة لترميم شوائب العلاقة ولكن الزوجة الذكية هي من تبادر لرغبتها في استقرار منزلها وأسرتها ولا تسمح لأمور الحياة الطبيعية أن تهدم بيتها.
- دعوة لإحياء المشاعر الخامدة وإعادتها إلى ألق البدايات، إحياء الحب الذي انطفأ يرتكز على تفعيل روح المودة والرحمة لأن أكبر طاعة نقدمها لله تعالى هي إبقاء البيوت قائمة على الحب والرحمة، وآية «وجعلنا بينكم مودة ورحمة» تحتاج إلى التفكر والتدبر وتذكير النفس بها دوماً.
- إصلاح ذات البين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أخبركم بأفضل من الصلاة والصيام والصدقة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال إصلاح ذات البين» (العداوة والبغضاء)، وإفساد ذات البين هي الحلقة. فلنصلح أنفسنا وزوجاتنا وأزواجنا من أي شيء أفسده الزمان وغير من أطباعنا ونعود إلى فطرتنا السليمة- فطرة الحب والسلام.
- الاجتهاد في الحفاظ على أكبر ميثاق ورابطة بينكم، أقول للأزواج «لا تقنطوا من رحمة الله وتقولوا لا مجال للإصلاح، بل ضعوا النية وثقوا بالله سبحانه وتعالى إذ» يحيي العظام وهي رميم»، وهو قادر على أن يرمم قلوبنا.
- أعيدوا الصداقة بينكم عبر استعادة اللحظات الجميلة والحديث عن تاريخ الحب الذي جمعكم ومشاهدة صوركم لكون العين هي مرسال القلب وهي تحرك القلب وتنعش الأفئدة ومحاولة المشاركة في أنشطة مشتركة.
- الدعاء لله تعالى بأن ينبت ما في قلوبكم من الحب الباقي، قال تعالى «وترى الأرض هامدة» أي خاشعة مغبرة لا نبات فيها ولا خضرة، «فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت»، أي: تحركت بالنبات و«وربت»، أي ارتفعت بعد خشوعها وذلك لزيادة نباتها، و«وأنبتت من كل زوج»، أي صنف من أصناف النبات «بهيج»، أي يبهج الناظرين ويسر المتأملين كذلك القلب مثل الأرض البور والله قادر على إحيائه مرة أخرى.
- التعبير عن احتياجاتكم، كل من الزوجين مطالب بالحديث وفتح حوار إيجابي عن احتياجاته والتعبير بأمان وأريحية وتقبل حتى لو 50% من كلام الآخر وعدم اتباع مقولة «إما الكل أو لا شيء».
- الأخذ بالاعتبار انعكاسات وارتدادات التغيير في الحياة، تذكروا أنكم تستحقوا أن تعيشوا قصة حب جميلة وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا».
- النظر إلى الزواج كنعمة من نعم الله تعالى، لما في الزواج من السكن والراحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «النساء شقائق الرجال» وأمرنا الله تعالى أن نتقي الله في أزواجنا وزوجاتنا ومراعاة هذه الوحدة في الأصل عند تعامل الرجال والنساء فقال سبحانه «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء».