بين الجليد والنجوم وعلى الأنقاض... حفلات زفاف "خارج الصندوق"

يعتبر البعض أن الإقدام على الزواج فكرة مجنونة، ولكن الأكثر جنوناً وغرابة أن البعض ينتهج أنماطاً غير مألوفة في حفلات الزفاف، وطرق الاحتفال به، بعضها يؤطّر ليلة الزواج بتقاليد غريبة بالنسبة إلينا، وآخرون يختارون بعض ألوانٍ غير مألوفة، وبالأخص في الديكور، وفساتين الزفاف.

مع تطور وسائل التواصل وتمازج الثقافات، نرصد كثيراً من حفلات الزفاف حول العالم، والتي تتسم بالابتكار، والجرأة، والخروج عن المألوف"

أماكن غير مألوفة للاحتفال بالزواج

في البداية، نسلّط الضوء على بعض الأماكن الغريبة في اختيار مكان إقامة حفل الزفاف، ومنها:

تنظيم حفل زفاف في الجو: يتم تنظيم بعض حفلات الزفاف عن طريق استئجار طائرات خاصة، أو طائرات الهليكوبتر(المروحيات)، حيث يخوض العروسان، وبرفقة بعض الأصدقاء والضيوف، تجربة فريدة في الهواء الطلق، وتوثيق الحفل بالصورة والفيديو بطريقة استثنائية أثناء الطيران في الجو.

الغابات، والشواطئ، والقلاع التاريخية القديمة، مع ارتداء أزياء تاريخية، وعروض فنية تعكس تاريخ المكان (قلعة في إيطاليا، أو حتى استحضار الزي الفرعوني وسط المعابد الفرعونية والمعالم التاريخية).

ومن الأفكار الاستثنائية مؤخراً، كان أول عرض زواج على سطح مطار في العالم، حيث تحول سقف مطار دبي الدولي إلى منصة تعلن بداية القصة والارتباط، ليسجل بذلك أول عرض زواج على سطح مطار على مستوى العالم، على ارتفاع 39,5 متر، مع إطلالات على أفق دبي، وسحر تلك اللحظات.

وشكلّت هذه المبادرة رسالة من مطار دبي الدولي للعالم بكونه «المكان الذي يجمع الناس، وقصص الحب بجميع أشكالها»، حيث فاز ديمتري وأناستاسيا، بعد إتمام الزواج، بفرصة الإقامة لليلة واحدة في جناح خاص في فندق مطار دبي الدولي.

أعراس تحت الماء: خيار غير تقليدي اعتمده البعض في بعض الأماكن السياحية البحرية، مثل جزر المالديف، وهاواي، ويتم استخدام معدات الغوص المتخصصة، ويتبادل العروسان الخاتمين تحت الماء، ويتم تصويرهما وهما يعقدان القران.

أعراس الثلج: يقوم الأزواج بتنظيم أعراسهم في منتجعات الثلج في المناطق الباردة، ويتم تبادل الوعود على الجليد.

أعراس الفضاء: فكرة تنظيم أعراس في الفضاء واردة، وعرضتها شركة أمريكية بحلول العام الجاري، ولكن بأسعار جد مرتفعة.

حفلات زفاف على الرّكام في غزة

أعراس على الأنقاض: هذه الأعراس شهدناها مؤخراً، في غزة، تعبيراً عن إرادة الحياة، وروح الصمود والتمسك بالأمل. ثمة أعراس نظمت على أنقاض وركام المنازل في غزة، وفي خيام النزوح، وفي مدارس الإيواء، رغم الظروف الصعبة، حيث إن الفلسطيني محمد زعرب، احتفل على أنقاض منزله المدمر وسط أصوات الأغاني، والزغاريد، والدبكة الفلسطينية، وأعراس أخرى أعلنت النهوض من تحت الركام، ومواجهة الآلام، باستحقاق الفرح والإصرار على أنّ «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

حفلات زفاف لمحبي الخيول في نوادي الفروسية: هذه الحفلات تنسجم مع اهتمامات العروسين، أو أحدهما، وتقام على حلبات سباق الخيول (تتوافر بكثرة في دبي)، حيث تصل العروس إلى مكان الحفل بعربة تجرّها الخيول، وسط أجواء استثنائية حافلة بالرفاهية والفرادة.

حفلات الزفاف البحرية على متن السفن: هذه الاحتفالات تكثر في الآونة الأخيرة، حيث البحر هو الملاذ. على سبيل المثال، سفينة كوين إليزابيث 2، في دبي، تحولت إلى فندق عائم، وتستقطب حفلات زفاف خيالية وآسرة، إلى جانب شركات توفر باقة زفاف تتضمن الحفل في عرض البحر، مع كل التجهيزات، أو استئجار يخت، أو قارب، لإتمام الزفاف.

حفلات زفاف بثيمات متنوعة: بعضها يستمد إلهامه من القصور الإمبراطورية للحقبة العثمانية، وبعضها يعيد الضيوف إلى جماليات الريف، والأماكن الأثرية، والمعالم التراثية، والحدائق المورقة، والأكواخ فوق الماء، أو حتى استحضار ثقافات أخرى، وطقوس تتسم بالكثير من البذخ، أو استحضار شخصية سندريلا، وغيرها من شخصيات تحبّذها العروس، ويتميز هذا النوع من الأعراس بالتركيز على موضوع معين، مثل العصور الوسطى، وغيرها، مع تقديم مأكولات من مطابخ متعددة الثقافات، وديكورات مبتكرة.

مؤخرا، أقام عروسان هنديان حفل زفافهما في الحرم المكي ومن أمام الكعبة داخل صحن الطواف وهما يرتديان ملابس الإحرام البيضاء وتم الاحتفال بهما مع مشاركة المعتمرين مؤكدين أن "حلمهما تحقق بعقد قرانهما في هذه البقعة الطاهرة"، في حين فضلّ بعض الأزواج قضاء شهر العسل في أداء العمرة.

أعراس المغامرة: هذا النوع يتضمن تنظيم الحفلات في أماكن طبيعية غير مألوفة، مثل قمم الجبال، أو الصحارى الواسعة، وتشوبها أحداث «غير تقليدية».

ومن الأمثلة أيضاً على هذا النوع من الأعراس:

الزفاف في تابوت: الزواج هو بداية حياة، إلا أن عريساً بريطانيا حضر إلى مراسم زواجه بتابوت خشبي، ونزل منه لاستكمال مراسم العرس، ثم عاد وجلس فيه بعد انتهاء المراسم، واصفاً الفكرة بـ«اللامعة».

عروسان احتفلا بالكوشة داخل عربة معلقة في سقف قاعة أفراح ما أدّى إلى سقوط العربة ومصرع العريس وإصابة العروس بجروح.

عروسان قرّرا عقد قرانهما في منجم على عمق 500 متر تحت سطح الأرض، وارتدى الضيوف زيّ عمال المناجم وبلغ عددهم 15 ضيفاً، وارتدت العروس فستان زفاف، والعريس بدلة داكنة، وفوقهما بدلة عمال المناجم.

في قاعة غارقة بالأمطار، صمّم عروسان من الفلبين أن يتمما زفافهما رغم الإعصار، واستكمال إجراءات زواجهما، وغرقت أرجلهما حتى الكاحل في الماء، وابتلت ملابسهما.

الزفاف لشريك ميت: عرس غير مألوف شهدته الصين، إذ تحولت جنازة إلى عرس، حيث أصر صيني على الزواج من حبيبته التي فقدها بعد أن خسرت معركتها مع سرطان الثدي، ولتحقيق حلم خطيبته في أن تكون عروساً ترتدي ثوب الزفاف الأبيض، وتحيطها الورود.

جلسة تصوير لعروس في الصحراء بعدسة عزة زعتر

تتوقف المصورة عزة زعتر عند الكثير من التقاليد الغريبة بالنسبة لها والتي ترافق بعض حفلات الزفاف . صورت زعتر أعراساً من مختلف الجنسيات وعايشت عوالم زفاف صاخبة بالألوان والموسيقى والفخامة وأخرى تتسم بالكثير من البساطة والهدوء.

تقول «الأعراس في الصحراء باتت رائجة مؤخراً، حيث المواقع الطبيعية الخلّابة، والتّماس مع الطبيعة والعادات البدوية الأصيلة، محمّلة بإرث الصحراء، وبعض العرائس يفضّلن تخصيص جلسة تصوير لهن بفستان الزفاف في الصحراء».

في كلتا الحالتين، هي ثقافات تطلع عليها عزة، كما تطّل على عادات ترافق حفلات الزفاف قد تكون «غريبة» ولكن يكمن وراءها الكثير في السياق التاريخي والاجتماعي سواء من خلال زي العروس، الزينة والطقوس التي ترافق حفلات الزفاف.

من تصوير عزة زعتر

تتوقف مصورة الأعراس عزة زعتر عند بعض الأمور «غير التقليدية» في الأعراس، حيث تقول «عايشت الكثير من طقوس الزفاف الغريبة التي ترتبط بجنسيات عدّة وقد تبدو غريبة بالنسبة لنا ولكنها جزء من تقاليدهم خلال مراسم الزفاف».

ففي حفلات الزفاف للجاليات الإيرانية,درجت العادة على أن تدخل العروس إلى منزلها مع ابريق فضي يوضع فيه ماء الورد من باب دخول منزلها برائحة طيبة، ويتم توثيق تلك المراسم بالصور حيث ماء الورد الذي يرّش على العروسين يرمز إلى تعطير حياتهما المستقبلية.

في ليبيا، تجلس العروس في مكان مخصص لها باتجاه القبلة أمام مرآة ويكون المصحف مفتوحا على سورة يس وتغطي وجهها بوشاح أحمر.

كما عايشت المصورة زعتر بعض المراسم الخاصة بالأعراس السودانية «بعض حفلات الزفاف تغيب عنها الكوشة حيث من العادات أن تشارك العروس في الرقص الشعبي التقليدي إلى جانب العريس الذي يجب أن يكون على أهبة الاستعداد للإمساك بها وهي تدعي الوقوع أرضاً، وهذا دليل على كون العريس جديراً بها وسيدعمها ويساندها ويحتويها في كل الأحوال».

للهنود والباكستانيين عادات جميلة ترصدها عزة «تتسم ليلة الحنة الهندية بألوان فاقعة وديكورات مستوحاة من التراث الهندي، وتختلف تلك الطقوس من منطقة إلى أخرى، وتختلف ثياب العروس من الملابس الحمراء إلى الساري أو تنورة حمراء مزخرفة وحجاب، كما تحفل ليلة الزفاف الباكستاني بالألوان الزاهية وبالكثير من المجوهرات والملابس التقليدية إلى الحناء والأغاني والرقصات».