ربما كنت تعيش حالة حب لا شائبة فيها مع شريك حياتك، أو ربما كانت هي العادة، بيد أن التعاطي في الحياة اليومية لا يزال صعباً بعض الشيء. فما السبيل، بالتالي، إلى رفع حظوظ استدامة الحياة المشتركة إلى أبعد حد، لا سيّما وأن حالات الطلاق كثيرة؟
نظراً إلى أهمية الحياة الزوجية المشتركة في حياة البشر، كان لا بد على الباحثين في مجال علم النفس الاهتمام بهذا الموضوع، وقد تفحصوا بعناية حالات الحب المستدام، وتلك التي لا تحظى بهذا الحظ السعيد. وقد ذهبوا إلى تفحّص دماغ المغرمين بواسطة آلات الرنين المغنطيسي لمراقبة طريقة عمله، واستكشاف ما إذا كان الأزواج المستدامون يفعلون هذا بقوة الحب، أو بقوة العادة.
جاءت الملاحظة الأولى مفرحة للرومانسيين، حيث تفيد بأن الأغلبية العظمى من الزيجات التي تستمر تفعل هذا في مناخ من الحب العميق، حتى بعد مرور ثلاثين سنة على الزواج، على الأقل في البلدان حيث الطلاق شائع ومقبول من المجتمع، كما في الولايات المتحدة، حيث أجري هذا النوع من الدراسات.
ويكون الحب عميقاً إلى درجة أن مجرد رؤية الشريك يثير شعوراً بالمتعة والفرح، بحسب الصورة الدماغية. وكلما كان حب المشاركين في التجربة شديداً تجاه الشريك، تسبب رؤية صورته بتحريك مراكز المكافأة والتحفيز في الدماغ والتي تفرز هرمون الدوبامين.
ويبقى السؤال قائماً: ما العمل حتى يظل الشركاء في حالة حب حتى بعد مرور عشرين سنة على الزواج ؟ هل هي مسألة أشخاص، أم هي مسألة ممارسات سليمة؟
الاثنان بالتأكيد. يجب أولاً أن تجدوا الشخص الذي يناسبكم. وقد أكد علماء النفس أن حظوظ استمرار الزواج تكون أكبر إذا ما كان الشريكان متشابهين، من حيث مستوى الجمال الخارجي، والسن، والاهتمامات الثقافية والفنية.
فهذا المشترك بين الزوجين يسهل عملية مشاركة مختلف النشاطات والانفعالات، ويصون شعلة الحب. يبقى أن قضاء وقت معاً أمر مهم، وأساسي، فالنشاطات المشتركة تساعد على ديمومة الحب، لذا حذارِ من إغراق الحياة اليومية بالعمل، والأطفال، والهوايات الشخصية، ما ينسي الزوجين المحافظة على بعض الوقت للشريك.
شروط المحافظة على الزواج
وبشكل عام، أبرزَ علماء النفس أربعة مستويات يمكن العمل عليها للحفاظ على زواج يدوم، وهي:
1- حسّ المسؤولية
إن قيام الفرد بمسؤولياته، من دون التذرع بحجج واهية، يساعد على استقرار حياة الشريكين. وقد وجد علماء النفس أن من يتمتع بالحس بالمسؤولية يتمتع أيضاً بالقدرة على الإصغاء إلى الشريك، والسعي إلى الحوار حينما تقوم مشكلة زوجية ما.
2- الحب-الصداقة
ثمة نواحٍ في الحياة الزوجية تأتي من ضمن عناصر ازدهارها، وتشبه مكوّنات الصداقات الجميلة. وقد أشارت الدراسات إلى أن اعتبار المشاركين فيها زواجهم سعيداً بقدر ما يقيمون نقاشات مع شريكهم، ويعتبرونه كصديق لهم، وهؤلاء الأشخاص يرون في الشريك الشخص الذي يوفر لهم الدعم اليومي.وهذا يعني أن واحداً من مفاتيح النجاح في الحياة الزوجية هو النظر إلى الشريك كصديق حميم، ومخلص، قادر على الإصغاء، وعلى المساعدة، واتّباع السلوك ذاته معه.
3- التعبير عن الامتنان
تقديم الشكر بوتيرة مقبولة إلى الشريك يزيد من حظوظ الاستمرار، كما تؤكد الأبحاث النفسية التي أجريت على أزواج في نحو الخمسين من العمر متزوجين منذ عشرين عاماً، كرقم وسطي. وكان على المشاركين أن يدوّنوا لمدة أسبوعين ما أذا كانوا قد تلقوا شكراً، أو علامة امتنان من الشريك، وقد بيّنت النتيجة أن هذا العامل مرتبط، بشكل وثيق، بإحساس الرضى في الحياة الزوجية.
4- العلاقة الجنسية
يشير عدد من الدراسات إلى أهمية الحياة الجنسية، التي كلما كانت نشطة بين الزوجين، بشكل عام، كان الحب شديداً، وكان الزواج مستقراً ومُرْضياً. بالطبع يكون التأثير متبادلاً بين الحياة المُرْضية والحياة الجنسية، فكلما قوي أحدهما قوي الثاني، بشكل تلقائي.
اقرأ أيضاً: أسرار الحب الدائم.. 7 ركائز أساسية لبناء علاقة زوجية سعيدة