26 نوفمبر 2024

لماذا تفضل المرأة أن تكون زوجة ثانية على أن يتزوج زوجها عليها؟

رئيس قسم الشباب في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

«حلال عليّ حرام على غيري»، مثلٌ كانت الجدّات يضربنه ِليُبيّننّ أن الإنسان قد يرضى لنفسه ما لا يرضاه لغيره، فعندما يقرّر الزوج الارتباط بزوجة ثانية، سواء كان محقاً أم لا، تشعر الزوجة بالغيرة، وتجتاحها موجات من الغضب الذي قد يصاحبه تكسير، وصراخ، وقد يؤدي إلى المحاكم، فترفع دعوى طلاق أو خُلع، فهي لا تستطيع أبداً، البقاء مع زوج «يخونها» مع زوجة أخرى! ويرمي بسنوات العمر المشتركة في هاوية النسيان، والجحود.  

في المقابل، قد توافق المرأة على الزواج من رجل لديه زوجة وأسرة، وهي ضاحكة راضية، تشعر بمتعة الانتصار، لأنها ترى أنها ستكون المدلّلة، ذات الكلمة المسموعة، وأنها الجديدة، و«كل جديد مرغوب».

فهل تستمر لذة الانتصار عند اتخاذ القرار بالزواج من رجل متزوج؟ وكيف يمكن للمرأة أن تلغي حياة مشتركة عمرها سنوات مع زوج، لأنه قرّر الزواج بثانية؟

حكاية صفاء

مجلة كل الأسرة

صفاء تزوّجت قريباً لها بعد قصة حب، استمر الزواج في هناء خمسة عشر عاماً، كانت ثمرته ثلاثة أطفال. وعندما ضاقت الظروف المادية، قرّر الزوج السفر للحصول على الرزق ليلبّي احتياجات الأسرة، فأسَرَته الغربة، وما فيها.

في البداية، كان الزوج يرسل المبالغ المالية الكثيرة لأسرته، وكان يَعدُ زوجته بالرجوع إليها بعد انقضاء عامين، وهي مدة العقد مع الشركة التي يعمل فيها. ومرّ العام الأول، وتلاه العام الثاني، وتراجعت المبالغ التي كان يرسلها أحمد لأسرته، بحجة أن إيجارات البيوت في البلد الذي قصده مرتفعة، ثم انقطعت أخباره، ليعود بعد ثلاثة أعوام مع زوجة ثانية! جُنّ جنون صفاء، وطلبت الخلع، فقد رفضت أن تعيش مع ضرّة.

وعندما وجدت صفاء نفسها بلا معيل، ورجل مسؤول عن البيت، والأولاد، ولأن النفقة التي كانت تحصل عليها من زوجها لا تسدّ مصروفات العائلة، فقد راحت تبحث عن الزواج ثانية، والتقت بحازم، رجل متزوّج ولديه أسرة، ارتبطت به على الرغم من كل المشكلات التي رافقت ذلك الزواج، وأولاها كسر قلب زوجته الأولى! فلمَ رفضت صفاء البقاء مع زوجها السابق، وزوجته، ووافقت على أن تكون هي الزوجة الثانية؟

ماذا تعني الزوجة الثانية؟

يرى الخبراء في علم النفس والاجتماع، أن الزواج ثانية بالنسبة إلى الرجل أمر مشروع، خصوصاً إذا كان قادراً على العدل بين الزوجتين، وإذا كانت له أسبابه المنطقية. أما بالنسبة إلى المرأة فاختيار الزواج من رجل متزوج، لا بدّ أن يسبقه تفكير عميق، وحساب لسلبيّاته وإيجابيّاته، فإن طغت الإيجابيّات على السلبيّات، وإن كان الزواج حلّاً للكثير من المشكلات، فلا بأس أن تتزوج المرأة من رجل متزوج، سواء كانت أرملة، مطلّقة، أو فتاة عذراء.

مليكة قلبه المغناج

قد تختار المرأة أن تكون زوجة ثانية لأنها تعلم أنها ستكون مدلّلة، ومسموعة الكلمة، أوامرها تُطاع، وطلباتها تُلبّى، ذلك أنها جديدة، وغالباً ما تكون أصغر سناً، وأكثر شباباً من الزوجة الأولى. وقد تصاب الزوجة الثانية بالغرور، وتشعر بنشوة الانتصار، وقوّة أنوثتها. لأجل ذلك، تفضل المرأة أن تكون الزوجة الثانية على أن تستمر حياتها مع رجل تزوّج عليها.

لماذا تطلب الزوجة الأولى الانفصال؟

غالباً ما يشكّل الزواج الثاني صدمة للزوجة الأولى التي لا تتقبل التعايش مع الوضع الجديد، وترى أن ما فعله زوجها بزواجه ثانية، خيانة لها، وللعِشرة الطويلة بينهما. لذا، تفكر في عدم استمرار العلاقة الزوجية، وتطلب الطلاق، ولكنها مع ذلك لا تنعم بالسكينة والهدوء، فقد تتعرض للكثير من المشكلات النفسية، وقد تصل إلى حد الاكتئاب، خصوصاً أنها تشعر بعدم الثقة بذاتها وأنوثتها، وبإخفاقها في جعل حياتها الزوجية مستقرّة وناجحة.

وقد يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة الذي تشعر بها الزوجة الأولى في تربيتها لأبنائها، وفي نفسيّاتهم، وسلوكهم. وقد تندم بعد اتخاذ قرار الانفصال، وتتمنى لو تعود إلى زوجها، فقد يكون البقاء كزوجة أولى أقلّ إيلاماً على النفس من العيش مع تبِعات الصدمة.

وفي بعض الحالات، تلجأ الزوجة الأولى إلى الانتقام، فتُقرر الارتباط برجل متزوّج، لتشعر بشعور الزوجة الثانية التي سحبت البساط من تحت قدميها، وحرمتها الكثير من لذّة الحياة، ومُتعِها. وبهذا تكون المرأة قد انتقمت من زوجها السابق، وانتقمت لأنوثتها، ودمّرت أسرة كانت مطمئنة ومستقرة بتعريض الزوجة الأولى لما عانته هي من يأس، وإحباط.

مجلة كل الأسرة

لا تقدّميه لزوجة أخرى على طبق من فضة

عندما يرغب الرجل في الزواج ثانية، يضع لنفسه الكثير من المسوِّغات كي يقنع نفسه أولاً بوجوب الارتباط بامرأة تفهمه، وتقدّره. وهناك علامات تظهر على الرجل عند رغبته في الزواج ثانية، على الزوجة الأولى أن تفتح عينيها عليها، كي لا تتعرض لصدمة شديدة تنهار بعدها، وتطلب الطلاق.

صحيح أنه لا يمكن منع الرجل من اتّخاذ قرار بالزواج ثانية، ولكن يمكن معرفة الدوافع، ومحاولة إصلاح الأوضاع قبل أن تقع الفأس في الرأس.

مجلة كل الأسرة

علامات رغبة الرجل في الزواج ثانية

إذا ظهرت على زوجك العلامات التالية، فحاولي علاجها قبل فوات الأوان:

1- إذا كان يتحدث باستمرار عن الزواج: أظهري أنوثتك قدر المستطاع، وأسِرِيه بكلماتك العذبة، والجميلة، ولا تفتعلي المشكلات، أو تطيلي فترة الخصام.

2- إذا لاحظت زيادة اهتمامه بمظهره: لا تدعيه يخرج كثيراً وحده، رافقيه في كل النزهات، وحاولي أن تهتمي أنت أيضاً بمظهرك، كأن تغيّري تسريحة شعرك، ولونه، وأسلوب لباسك، وطريقة كلامك.

3- يبدأ بالابتعاد عنك عاطفياً: إذا بدا أقلّ اهتماماً بك عاطفياً عمّا كان عليه، ولاحظت أنه يمسك بهاتفه معظم الوقت، ويتراسل مع من قد يدّعي أنهم أصدقاؤه، أبعدي هاتفه عن يده بلطف، تدلّلي، وامسحي بيدك بمحبة على رأسه، من دون أن تقولي له كلمات قد تجعله أكثر ابتعاداً عنك.

4- إذا كان يبدي رغبة في السفر وحده: قد يحاول الزوج الاحتجاج بالسفر، سواء للعمل أو غير ذلك، بمفرده، لا تدعيه يسافر من دونك، وقولي له «حتى لو كان السفر من أجل العمل فسأذهب معك».

5- لاحظت أنه يتحدث عن فلانة بإيجابية: قد يُعجب الرجل بشخصية زميلته في العمل، أو بامرأة على مواقع التواصل، فيتحدّث عن جمالها، ورقّتها، وثقافتها، في هذه الحالة، اطلبي منه أن يعرّفك بالمرأة لترَي مواصفاتها التي أعجبته، ثم أظهري له تفوّقك في مجالات قد لا تعرفها هي.

6- يتحدث كثيراً بالأمور المالية، ويخطط للمستقبل بشكل منفرد: إذا لاحظت أن زوجك يخفف عنك بعض النفقات، ويحاول أن يقتصد أكثر من السابق، أو يبحث عن مصادر دخل إضافية، فقد يكون راغباً في الزواج من أخرى، وبناء أسرة جديدة معها. في هذه الحالة، قولي له إنك من سيساعده على ذلك بتوفير المال في جيبك، أو في حسابك المصرفي، لأنك أكثر قدرة على التوفير.