حوار حصري مع آن صوفي بيك.. الطاهية الأكثر شهرة في العالم

بين أحضان الطبيعة وعلى وقع «سيجا تيبيك»، تتألق موريشيوس تلك الجنة الاستوائية فرحاً، حيث سيجا، الموسيقى التي يتردد صداها في الروح، تنسج أطياف السعادة والتعبير عن الانطلاق إلى عوالم من البهجة بإيقاعها الإفريقي وخطواتها المتقنة وأهازيج تتردد بالكريول: اللغة الأم لموريشيوس، مع مذاقات آن صوفي بيك، الطاهية الأكثر شهرة في العالم والتي حاكت قصتها بخيوط من إبداع بعد أن حازت عشر نجوم ميشلان خلال مسيرتها على مدار أربعة أجيال بدءاً من الجدة الكبرى صوفي إلى الجد أندريه، والأب جاك، وصولاً إلى آن صوفي التي طورّت تلك المنظومة في عالم من الابتكار والإبداع والعمل بإتقان بالغ.

رحلة استثنائية بكل المقاييس تمتزج فيها المناظر الخلابة مع مذاقات الطعام الموريشي بأطباقه المحلية المطعمّة بنكهات عالمية، والانغماس في الثقافات المتنوعة والفنون والحرف والمناظر الطبيعية التاريخية، وتذوّق الفواكه الاستوائية كالليتشي والمانجو، وفاكهة العاطفة (باشن فروت) التي لا تخلو منها أي مائدة موريشية، حيث يقال إنها غنية بمضادات الأكسدة، والفيتامينات والعناصر المغذية والمركبات النباتية.

تتنوع شرائح الزوار بين العائلات والعشاق صغاراً وكباراً ورجال أعمال، ومن جاء وحيداً ينشد الراحة وتتاح له الفرصة للانخراط في جلسات تأمل عميقة مع مدرب اليوغا، أو الانضمام إلى صفوف اللياقة البدنية، أو حتى التمتع بتجربة علاجات الجمال والعافية التي يقدّمها المنتجع.

تجربة «لا دام دو بيك» في موريشيوس

منذ أكثر من 30 عاماً، أمضت آن صوفي بيك، شهر عسلها في موريشيوس واعتادت على زيارتها دورياً، إلا أنها عادت مؤخراً لتخوض تجربة أخرى مع منتجع «وان أند أونلي لي سان جيران» في الإعلان عن تجربة طهي «لا دام دو بيك» في مطعم برايم، تحت إشرافها، والتي تستمر حتى 4 من مارس 2023.

رصدنا عوالم تلك التجربة عبر ليلة استثنائية للمذاقات المستوحاة من منتجات موريشيوس، ولكن بخبرة ورؤية ثاقبة للشيف بيك، وهي تجربة طعام مستوحاة من البيئة المحلية تُزاوِج فيها «الشيف» آن صوفي بين تقنياتها المتميزة في الطهي، وتحتفي بالمكوّنات المحلية الأصيلة للجزيرة التي تعشقها، بالتعاون مع فريق طهي مذهل في المنتجع.

آن صوفي وتجربة الابتكار والشغف

في حوارها مع «كل الأسرة» تعترف آن صوفي بيك، بأن منتجع «وان آند أونلي لي سان جيران» يشغل حيزاً مميزاً في قلبها، وتقول ضاحكة: «أعود إلى نقطة البداية، إلى ما قبل 30 عاماً، حيث أمضيت مع زوجي ديفيد سينابيان شهر العسل هنا. تعلمت اكتشاف هذا البلد بكل تفاصيله وأحببته أكثر. فعلى مدى 30 عاماً، كنت أتردد إلى موريشيوس دورياً، وكنت أكتشف بعض المكونات فيها. فأنا أعشق التوابل والبهارات المشتركة مع مدغشقر، وهنا الشاي الموريشي الذي أعشقه وجوز الهند، والتوت الوردي، والفواكه والخضراوات والمنتجات الأسماك والأخطبوط، والقريدس والتوتياء».

التناغم المثالي في نكهات البيئة المحلية

استقت آن صوفي إلهامها لابتكار قائمة تعجّ بالنكهات التي تعكس البيئة المحلية، حيث اختبرت الوضع ميدانياً وكانت تقصد الشاطئ مع فريق عملها لتذوق جوز الهند، واختبار الفاكهة وتذوق العصير لخوض تجربة كيميائية في الطهي تعادل فيها النكهات بالمنطق العلمي والحس المذاقي، مستخدمة مكوّنات مثل جوز الهند، والكركديّة، وقلوب النخيل والكاري والبوراتا، نتجت عنها فرادة في النكهات والأطباق، منها الأخطبوط المشوي وكبد الأوز، وهلام بويابيس مع سلطة قلوب النخيل، وحساء بيسك الكركند الذي يُقدّم في فاكهة جوز الهند المشبّعة بمشروب فاخر، وكونفيت ساق الضأن مع الباذنجان المشوي وهلام الزعفران، وطماطم «كور دو بوف» المتبّلة، والبوراتا، وكريمة شانتيلي بنكهة الفانيلا المدخّنة.

تقول لـ«كل الأسرة»: «والدي هو من رسخّ عندي المذاقات والروائح؛ كونه طاهياً. كنت طفلة أعيش وسط المطبخ وأعايش الروائح العطرة، والإحساس بالمذاقات ورؤية الزبائن والصخب. أن أكون بالقرب من المطبخ وأن أعيش في مطعم، كان أمراً لا يصدق. كل هذه العوامل ساعدتني على ما أنا عليه اليوم».

فالمذاق والتناغم والبحث عن الكمال، والتوازن تشكّل تقنياتها الطهوية: «استقيت من والدي الكثير من تقنيات الطبخ، من طريقة إعداده لبعض الأطباق والصوصات والخلطات. أعشق والدي، وكذلك والدتي علمتني الكثير».

صحيح أن العائلة مهّدت لها طريق النجاح، إلا أنها عصامية وفضولية كما تصف نفسها: «في كل الأحوال، كنت أحاول الحفاظ على التقاليد التي استقيتها من عائلتي، وفي الوقت نفسه البحث عن طريقي الخاص دون محظورات وبحس الاستكشاف. فليس هناك ما يحدّني لاكتشاف مكونات جديدة، والوجود في منطقة عدم الراحة. لقد اعتدت العيش بهذا التحدي».

تمتلك «آن» منهجاً إبداعياً في إعداد الأطباق بطريقة مبتكرة ودراسة تركز على التناغم بين المكونات «لا بد لكل طبق أن يحاكي الحواس بنكهاته المختلفة. فالتناغم المثالي في النكهات هو الهدف، وكل طبق هو تحدٍ بالنسبة لي، حيث أعيد الكرّة لمرات عدّة وقد أتخلى عن بعض التجارب بغية الوصول إلى المذاق المطلوب»، دون أن تغفل أهمية الأشخاص من حولها ودور كل منهم في تلك التجربة.

تترك آن صوفي بيك وفريق عملها بصمتها على منتجع «ون آند أونلي لي سان جيران» بأجوائه الحالمة، حيث تحيط بك الطبيعة من كل ناحية فترسم مشهدية تزاوج بين جماليات البانوراما حولك، ودفء الاستقبال في جو من الفخامة.

يوفر لك منتجع «ون آند أونلي لي سان جيران» الإقامة على شبه جزيرة خاصة مع طاقم من الأفراد المهنيين الذين يجمعون بين الخبرة واللطافة والقدرة على تلبية متطلبات الزائر، ويتاح لك الفطور باكراً على متن يخت فاخر وخيوط الشمس تتسلّل على الرمال الذهبية وسط أشجار المانجروف، أو الصعود على متن قارب الكاياك والتجديف وحيداً، في مغامرة مباشرة مع الطبيعة، بدءاً من مياه الجزيرة والشعاب المرجانية والنباتات الاستوائية، وأشجار جوز الهند الشاهقة وأشجار النخيل.

يعلن المنتجع، وهو ملاذ شهير في جزيرة موريشيوس من مجموعة منتجعات «ون آند أونلي الفخمة»، عن قدوم الضيف بقرع الطبل احتفاء به، ليدخل عالماً من الرفاهية والأناقة والهدوء الاستثنائي بكل المقاييس؛ إذ يستجيب تصميمه لتجربة إقامة استثنائية مستقاة من الحضارة المحلية مطعمة بلمسات عصرية عالمية، تواكب متطلبات المقيم في أجمل الوجهات السياحية في العالم، حيث يعتبر وجهة لمشاهير ورؤساء من جميع أنحاء العالم، منهم نيلسون مانديلا، وجاك شيراك، وجوني هاليداي، وإيف مونتان، وروجيه فديرير، وأوبرا وينفري وغيرهم.

مطابخ متنوعة ونكهات جريئة

كانت التجربة استثنائية بكل المقاييس، تتذوق فيها أصنافاً من الطعام بحواسك وتختبر مذاقات مبتكرة، ولكن متناغمة إلى حد بعيد.

تتكامل التجربة مع تجارب مذاقات أخرى في مطاعم «لا تراس» المواجه للبحر والذي يتيح خيارات متنوعة للفطور، ويقدم المذاقات الفرنسية والهندية في قلب المنتجع، ويحتفي بفن الطهي بطريقة تقديم مبهرة مفعمة بالألفة، حيث يرحّب طهاة المنتجع بالضيوف في مطبخهم لينغمسوا في تجربة تفاعلية بامتياز، بينما يُحضّـرون أشهى الأطباق المستوحاة من مطابخ جزيرة موريشيوس، والهند والصين، والبحر الأبيض المتوسط.

ويتربّع مطعم «لي تاباساكي» على حافة البحيرة الآسرة، حيث الشيف النيبالي رام راي، يقدم أطباقاً آسيوية على طريقة التاباس بنكهات تزاوج بين المطبخ الياباني واللمسة الإسبانية الفريدة، والتمتع بمنظر الغروب المبهر، إلى مطعم «لا بادامييه» وهو مطعم راقٍ في الهواء الطلق يقع تحت شجرة بادامييه كبيرة يحتضنها المنتجع، وقائمة الطعام فيه مستوحاة من أفضل ما يقدّمه المطبخ الإيطالي ومن أشهى أطباق جنوب فرنسا.

فالشيف التنفيذي دواين تشير، هو من يتولى دفّة القيادة لتجربة الطهي الكاملة في المنتجع، وهو يمتلك خبرة واسعة في عالم الطهي اكتسبها من المطاعم الأكثر تميزاً في أوروبا وآسيا، يستثمرها في منتجع «ون آند أونلي لي سان جيران» لابتكار أطباق موسميّة نابضة بالحيوية، مستعيناً بنكهات جريئة وبتقنيات تجريبية اكتشفها أثناء رحلاته.

أنشطة وفعاليات براً وبحراً في منتجعات موريشيوس

يتسم المنتجع بطابع عائلي، حيث الأسر يمكنها قضاء أيام عدة حافلة في ظل نشاطات متنوعة للأطفال من موسيقى، وطهي ورسم ورياضة، إلى جانب إتاحة الفرصة للاستمتاع بالحصول على أفضل الماركات العالمية في متجر للأزياء إلى رحلات بيئية وثقافية، وزيارة أفضل الأماكن والمحميات الطبيعية، ومنها سوق الفلاك التجاري الذي تجد فيه الفواكه والخضراوات المحلية، والمنسوجات والتحف والصناعات اليدوية المحلية، وكثير من أصناف البخور وشاي الأعشاب والفانيليا والمشروبات الموريشية المعروفة، ومنها «ألودا تيكوماريا»، وهو عبارة عن حليب وثلج ونكهة تختارها (فانيليا أو فراولة أو لوز) وبذور التوكماريا.

ولا نغفل تجارب الغوص والغطس في المحيط، والرياضات البحرية المختلفة، وسهرات الشاطئ وحفلات الشواء وغيرها.

فالمنتجع لا يقف عند حد الدهشة؛ بل ينقلك إلى تجارب حية تتماهى مع احتياجاتك سواء كنت من عشاق الإثارة أو من محبي الشمس، أو تفضل الاسترخاء في السبا، يأخذك في جولة لاكتشاف أشجار القرم على متن قارب الكاياك في منظومة حفاظ مثالية على البيئة، تستكشف خلالها تنوع الحيوانات والنباتات والأسماك والطيور والمحميات الطبيعية. ولا يمكن أن تطوي من ذاكرتك خوض مغامرة الاستمتاع ببزوغ الشمس، والتماس مع الطبيعة بكامل حواسك، إلى تجارب اكتشاف أخرى.

تترك موريشيوس وتترك منتجع «ون آند أونلي لو سان جيران»، الفندق المتكامل الخدمات والرفاهية، بذاكرة متخمة بالفرح وبالمذاقات العبقة لـ«دو بيك» وبتجربة إقامة استثنائية على تماس مع الروح وشغف الطبيعة.