قدمت مبررات واهية لجريمتها، تارة تؤكد أنها تزوجت رغماً عنها، وتارة أكدت أن أسرتها هي السبب في كل ما وصلت له من خزي وعار، ألقت بأذيال خيانتها على الظروف المحيطة وأسرتها، وكأنها حمل وديع لا تملك من أمرها شيئاً، تفوقت على الشيطان في التخطيط والمكر والخداع، أحبت نجل عمها، وعندما تزوجته رغماً عن الجميع، كان الطلاق هو النتيجة الحتمية بعد كثرة المشكلات والخلافات التي حولت حياتها إلى جحيم لا يطاق، أكدت في اعترافاتها أن كل مشكلتها كانت في أسرتها التي لم تهتم بحبها، وظلت أسرتها في مضايقتها وزوجها وصنع الدسائس حتى تم الطلاق، كان الجميع يظن أن الموضوع أغلق عند هذا الحد، تزوجت بشخص آخر أجبرتها أسرتها على الزواج منه، كانت ترى أن هذا الزواج هو الغطاء الاجتماعي الذي يكفل لها الابتعاد عن قسوة وتحكم أسرتها، لكنها فوجئت بأن جحيم زوجها الثاني لا يُطاق ما دفعها لذبحه انتقاماً منه.
كان وجهها في الظلام مخيفاً وكأنه شبح، كانت تمسك في يدها وقت القبض عليها بسكين يلمع نصله في الظلام، اقتربت من الفراش الذي ينام فيه زوجها، مثلما يفعل الجزار عند قيامه بذبح الشاة، أمسكت بأصابعها بالقصبة الهوائية لزوجها ثم قامت بذبحه بدم بارد، لكن يبدو أن قبضتها عليه لم تكن بالقدر الكافي، لم يلق زوجها مصرعه في الحال، انتفض من نومه بلا صوت فقط الدماء تتفجر من رقبته دفع زوجته بعيداً عنه وحاول الهروب لإنقاذ نفسه لكن دون جدوى، الغريب في الأمر أن الزوجة القاتلة ارتكبت جريمتها بعد 10 أيام فقط من الزواج، وعللت قيامها بالجريمة بعد القبض عليها أن زوجها كان يتعمد إهانتها وفي يوم الحادث قام باغتصابها عنوة دون رغبتها، تفاصيل مثيرة كما سنوضح لاحقاً.
بين الحياة والموت
البداية كانت بلاغاً مثيراً تلقاه قسم شرطة العاصمة، رجل في منتصف العقد الثالث من العمر، يبدو على قسمات وجهه الحزن والقلق والارتباك الشديد، عيناه دامعتان، والغبار يغطي ملامحه، قال الرجل في خوف شديد، "تلقيت مكالمة هاتفية من أحد الجيران المقيمين في نفس العقار الذي يسكن فيه شقيقي، طالبني هذا الشخص بضرورة الحضور فورا لأمر مهم جداً، وعندما حاولت استطلاع الأمر هاتفياً رفض الإجابة، فقط كل ما قاله لي إن شقيقي تعرض لوعكة صحية شديدة وتم نقله إلى المستشفى ويطلب لقائي، كان الكلام غريباً ويبدو أن الأمر أكبر من ذلك خصوصاً أن زوجة شقيقي لم تبادر بالاتصال بنا، ما دفعني للهرولة إلى منزل شقيقي لاستطلاع الأمر وهناك علمت الكارثة، شقيقي تم طعنه بالسكين وهو يرقد الآن بين الحياة والموت في أحد مستشفيات العاصمة ينازع الموت، وعندما ذهبت إلى المستشفى علمت أن زوجة شقيقي هي من طعنته بالسكين ولا يستطيع الكلام نهائياً، ما دفعني لتحرير محضر بقسم الشرطة وتوجيه اتهام مباشر لزوجة شقيقي قبل هروبها واختفائها".
مطعون يركض في الشارع
كانت تفاصيل البلاغ مثيرة جداً، دفعت رئيس مباحث العاصمة إلى التحرك على الفور صوب مستشفى العاصمة برفقة مُقدم البلاغ شقيق المجني عليه، وهناك علم رئيس المباحث التفاصيل كاملة، من الأطباء والأهالي وشهود العيان، أما الزوجة اختفت في ظروف غامضة، حيث أكد الأهالي أنهم فور مشاهدتهم لجارهم وهو يجري في الشارع والدماء تتساقط منه انشغل الجميع بنقله إلى المستشفى دون العلم بالتفاصيل.
تم تشكيل فريق بحث على الفور، وإعداد مأمورية أمنية لسرعة القبض على الزوجة الهاربة حيث أكد معظم الشواهد والقرائن أنها تقف وراء الحادث خصوصاً مع هروبها واختفائها عن المشهد، حيث تم إلقاء القبض عليها مختبئة في منزل إحدى صديقاتها، بعد الجريمة ببضعة ساعات، كانت الزوجة لا تزال آثار الدماء عليها وبحوزتها السكين المستخدم في الحادث، وأمام جهات التحقيق أدلت المتهمة باعترافات كاملة حول ملابسات وظروف الجريمة البشعة..
مبررات واهية تسوقها القاتلة
بدأت المتهمة كلامها قائلة «عمري 28 عاماً، عشت قصة حب كبيرة من نجل عمي منذ الصغر، لكن الخلافات بين عمي ووالدي كانت كبيرة جداً بسبب الميراث وبعض الأمور العائلية، وبطبيعة الحال كنت أنا ونجل عمي وحبيبي الضحية، رفض الجميع أمر زواجنا، ما دفعنا لأن نتزوج رغماً عن الجميع، وابتعدنا كثيراً عن المشكلات ومنزل العائلة الذي يحمل الخلافات والمضايقات، وأثمر الزواج عن وجود طفل جميل، لكن مع كثرة المشاحنات والمضايقات بين الأسرتين اتسعت هوة الخلافات بيني وبين زوجي ما تسبب في وقوع الطلاق بيننا في نهاية الأمر».
وتواصل المتهمة اعترافها «عدت إلى منزل أسرتي وأنا أحمل أذيال الخيبة والحسرة والخذلان، كان الجميع يعاملني بشكل سيئ، إلى أن تعرفت إلى زوجي الحالي (المجني عليه)، ورغم فارق السن بيننا حوالي (13 سنة)، لكن كنت أعتقد أن فكرة الزواج برغبة أسرتي أهون كثيراً من البقاء معهم في نفس المكان، كما أن أمر عودتي لزوجي وحبيبي الأول أصبحت مستحيلة، رضيت أن أكون زوجة ثانية لزوجي الجديد في مقابل أن أتحرر من منزل الأسرة بكل قيوده، لكن منذ اليوم الأول للزواج اكتشفت أن زوجي ليس إنساناً طبيعياً، وإنما وحش متجسد في صورة إنسان، تفنن في تعذيبي والتهام جسدي وكأنني فتاة ليل، وعندما كنت أرفض كان مصيري علقة ساخنة تترك آثارها في جسدي، حتى شعرت أنني لست زوجته وإنما فتاة ليل بورقة زواج رسمية».
وقائع يوم الحادث؟
صمتت المتهمة قليلاً، بكت بشدة أمام جهات التحقيق، ثم استكملت كلامها «يوم الحادث عاد زوجي من عمله، طلبني للقائه لكني كنت متعبة جداً فرفضت، فقام بسبي وإهانتي وأكد لي أنني خادمة ليس أكثر، وتمادى في إهانتي مؤكداً أنه تزوجني لمزاجه فقط، كان كلامه مهيناً بشدة، ما جعلني أصر على موقفي الرافض له ولحقوقه الشرعية، لكنه لم يتركني لحالي، وإنما قام بتوثيقي بالحبال واغتصبني بوحشية وكأنني فتاة ليل ثم تركني ألملم جروحي وكبريائي وتركني وخلد للنوم».
وتستطرد المتهمة «تولدت لدي رغبة كبير للانتقام، حيث توجهت إلى المطبخ وأحضرت سكيناً حاداً وانتظرت حتى ذهب في ثبات عميق، كان نائماً على ظهره، وقمت بحمل وسادة السرير ووضعتها على فمه حتى لا يستغيث ثم ذبحته مثل الشاة، لكنه شعر بي وانتفض من مكانه ودفعني بقوة ثم هرول خارج المنزل والدماء تنزف منه لكنه لم يقوى على الصراخ أو الاستغاثة لأنني قطعت له القصبة الهوائية، وفررت هاربة ولا أعلم إذا كان على قيد الحياة أم لا حتى تم إلقاء القبض علي بتهمة الشروع في القتل».
انتهت اعترافات الزوجة المتهمة بالشروع في قتل زوجها في شهر العسل، حيث تمت إحالتها للنيابة العامة التي أمرت بحبسها 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معها لحين معرفة الموقف النهائي لحالة الزوج، خصوصاً بعدما أكد الأطباء أن حالته حرجة جداً واحتمالات بقائه على قيد الحياة محل شك كبير، ماذا سيحدث؟ هل تصبح الجريمة شروعاً في قتل، أم قتلاً مع سبق الإصرار والترصد؟ سؤال ربما تجيب عنه الأيام المُقبلة.