مجلة كل الأسرة
13 مارس 2024

أوّل شيف إماراتية... خلود عتيق: لا أقارن نفسي بأحد وبركة أمي تضيء نجاحاتي

محررة في مجلة كل الأسرة

أوّل شيف إماراتية... خلود عتيق: لا أقارن نفسي بأحد وبركة أمي تضيء نجاحاتي

منذ 17 عاما وهي تواكب شغفها في المطبخ الإماراتي ولا تغفل عن تطويره حيث ابتكرت نحو 300 طبق إماراتي "فيوجن",مع الحفاظ على نكهته التقليدية.

من تطوير قوائم الطعام الإماراتية بأفخم الفنادق، إلى تمثيل الدولة في مؤتمرات بالخارج.. تجسّد خلود عتيق، أوّل شيف إماراتية، وأخصائية تطوير تجربة الطهي مهمة وطنية في نشر المطبخ الإماراتي عالمياً.

أنت أوّل شيف إماراتية، ماذا يعزز هذا الشيء لديك؟

لم يكن في حسابي أن أكون أوّل شيف إماراتية، لأنّ وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن رائجة آنذاك، وكان هدفي يتركز على نشر المطبخ الإماراتي في المنشآت الفندقية. عرفت بالصدفة أنني أوّل إماراتية تخوض مجال الطهو. وأول ظهور لي كان في إكسبو شنغهاي- الصين، وكانت ثيمة الإكسبو (فكرته الأساسية)، تتمحور حول أول إنسان في مجاله، وظهرت بالأبعاد الثلاثية، وتكلّمت بلغات عدّة، للتعريف بنفسي وبعملي، وبدأ الناس ينتبهون لي، ولتبدأ مسيرتي أيضاً في مجال السياحة بالدولة، كمدرّبة واستشارية فنادق أخصائية تطوير تجربة الطهي.

أوّل شيف إماراتية... خلود عتيق: لا أقارن نفسي بأحد وبركة أمي تضيء نجاحاتي

لو لم تكوني شيف، ما كان المسار الذي ستختارينه؟

كنت تزوّجت واستقررت في المنزل كزوجة وأم. فلم أجد نفسي في مجال آخر، فقد دخلت كلية إدارة الأعمال ولم أكمل. كانت مقابلة العمل في جميرا - ميناء السلام، ولم يقبلوني من المرة الأولى وعندما كنت أمسك بسماعة الهاتف وهم يبلغونني بالرفض، كنت أمام قرارين: إما أحارب وأخوض الميدان، وإما أستسلم وأنكفئ.

هذه الثواني التي وقفت فيها مع نفسي قادتني إلى الإصرار على التوظيف، وإثبات كفاءتي بعد رفضي بشكل تعسّفي، وتقييم الأطباق من قبل شخص غير إماراتي، وغير مطّلع على المطبخ الإماراتي، وعدت إلى مجموعة جميرا، وبدأت بتسويق مطبخنا الإماراتي.

ومن عزّز هذا الشغف لديك؟

أهلي وبالأخص شقيقي سعيد. فالفكرة الأساسية تركزت على عدم وجود مطاعم إماراتية في الدولة وكانت مقتصرة على المطابخ الشعبية الخاصة بإعداد الولائم في الأفراح والمناسبات والأعياد.

كان شقيقي سعيد يعيش في بريطانيا لدى عائلة وعندما عاد إلى الإمارات إستضاف تلك العائلة التي رغبت أن تتذوق الطعام الإماراتي لكن صادف عدم وجود مطاعم إماراتية متخصصة في ذاك الوقت، ومن بعدها اقترح عليّ خوض هذا المجال وشجعني على صقل موهبتي بالدراسة ,و هو أكثر إنسان سعى إلى توظيفي في هذا المجال.

ورغم كل الاستنكار الذي وجدته من محيطي كون المجال لم يكن مطروقا من قبل المواطنين, فإنّ أهلي شجعوني على خوض المجال وبينهم أبي الذي شرحت له هدفي في نشر المطبخ الإماراتي وشجعني ولم يعترض، وأذكر إنه قال لي "طالما أنت بحشمتك وحجابك, لا مشكلة لديّ، وطالما تحملين رسالة تخدمين فيها الوطن" .

يمكن القول أن أهلي آمنوا بي وافتخروا بي وشجعوني وإخوتي فرحوا بقراري وحثوني على استكمال المسار وكانوا داعمين لي في هذا القرار ، والحمد لله, عندما نلت الشهرة الكافية ,بات الكل يردد "هذه ابنتنا ، هذه جارتنا، هذه أختنا", وبدأوا يعربون عن فخرهم واعتبروني مثالًا مشرفًا لهم.

أوّل شيف إماراتية... خلود عتيق: لا أقارن نفسي بأحد وبركة أمي تضيء نجاحاتي

مع ظهور الكثير من الطهاة الإماراتيين، هل زاد الشغف أم شعرت بأنك في حالة منافسة؟

لا، فأنا استطعت أن أضع بصمتي كخلود في هذا المجال. لقد بدأت من العدم، حيث لم يكن المطبخ الإماراتي معروفاً آنذاك، وظهرت في وسائل الإعلام، وفي الفنادق، والمؤتمرات، ومثلت الدولة في أحداث دولية. لا أضع نفسي في مقارنة مع أحد، ليس من باب الغرور، وإنما لقدرتي على فهم ما قمت به، وما أرسيته من أساس متين في مسيرتي.

تُعتبرين رائدة المطبخ الإماراتي الحديث، هل حافظت على أصالة المطبخ أم أدخلت طرقاً مبتكرة إبداعية في هذا المجال؟

مجال الطبخ شبيه بمجال الطب. فهناك تقنيات جديدة، ومكونات جديدة، وأجهزة، ويجب الاطلاع الدوري عليها. استطعت تحقيق التوازن بين الحفاظ على أصالة الأطباق الإماراتية، والابتكار فيها، حيث باشرت بـ7 أطباق فيوجن، وتخطّيت اليوم 300 طبق، وأبرزها تارت لقيمات، لقيمات باليقطين، ووضعت عليها حلوى بدل الدبس، بيتزا الجشيد، كروكيت جشيد، وطابات العرسية.

أنفّس عن غضبي بالطبخ والأطباق تكون ألّذ وأنا "زعلانة"

هل تطبخين حسب المزاج؟

بالتأكيد وعندما أكون "زعلانة"، يمكن تذوق أطيب الأطباق من يدّي لدرجة أني أنفس عن غضبي بالمطبخ.

وفي رمضان؟

أطبخ لبيت العائلة. أطهو الأطباق التقليدية وأهمها الثريد والهريس واللقيمات بإتقان، وعندما يشعرون بالملل، ألجأ إلى إعداد الفطائر واللفائف وأتفنن ببعض الأطباق المختلفة.

أوّل شيف إماراتية... خلود عتيق: لا أقارن نفسي بأحد وبركة أمي تضيء نجاحاتي

هل تشعرين بأنك تؤدّين مهمة وطنية؟

وما زلت. كان بإمكاني، بعد أن صنعت اسمي، أن أفتح سلسلة مطاعم باسمي، ولكني فضلت التعليم، ونشر المطبخ الإماراتي، لأنّه مصدر فخر لي، في حين أن أغلب طهاة اليوم يعملون من «أجل لقطة»، وأغلب من دخل المجال كانت غايته مادية بحتة.

أنت أم لولدين، ماذا تعلما منك ؟

كلاهما عبدالله (13 عاما) ولطيفة (11 عاما) يهويان الطبخ . علمت طفلي منذ الصغر مذاقات الطعام . خلال «كورونا» كنا نشترك في إعداد الأطباق التي يحبونها. عبدالله يمتلك نفس شغفي، في حين لطيفة تحب شخصيتي وترغب أن تكون "خلود جونيور".

 

أرغب أن أعيش أمومتي التي لم أعشها تحت وطأة الضغط والعمل

شهر مارس يواكب يوم الأم، ماذا تقولين بهذه المناسبة؟

للصدفة، أنا مولودة في هذا التاريخ وعيد الأم مرتبط بأمي. ففي إحدى السنوات ,مرضت والدتي وذهبت إلى كوريا للعلاج، فكان أول عيد أم بعيداً عنها، لأهاتفها في توقيت متأخر وأنا أبكي وأقول لها :اليوم الذي لا أحتفل بيوم الأم معك يعني أن أحدنا قد مات. فالبركة التي أعيشها هي نتيجة رضا والديّ . فوالدي توفي وهو راضٍ عني وأمي تدعو لي يومياً.

أوّل شيف إماراتية... خلود عتيق: لا أقارن نفسي بأحد وبركة أمي تضيء نجاحاتي

ما هو الحلم الذي تسعين لتحقيقه بعد كل هذه المسيرة؟

يوجه لي السؤال: متى تتركين المجال؟ أتمنى ذلك، حيث إن بداية شهرتي تزامنت مع إنجابي لطفليّ اللذين لم أعرفهما إلا وقت «كورونا». أتمنى أن أعود لأعيش إنسانة طبيعية، كأمّ، وأخت، وصديقة، وأعيش الأيام الباقية من حياة أمّي، أمدّها الله بالعمر الطويل. سأترك عندما أشعر بأنني أوصلت رسالتي، وعند وجود شخصية على قدر المسؤولية تستطيع استكمال الرسالة.

* تصوير: السيد رمضان