تانيا فخري على غلاف مجلة كل الأسرة
تتابع الفنانة تانيا فخري مسيرتها الفنية بتألق ونجاح، وتستعد خلال الفترة المقبلة للمشاركة بأعمال جديدة تعكف على دراستها حالياً. فخري التي بدأت مسيرتها الفنية بعمر مبكر تؤكد أنها استفادت إلى حد كبير من تجاربها ومن المخرجين الذين تعاملت معهن، خصوصاً وأنها بدأت بالأدوار المركبة.
كما أوضحت في لقائها في بيروت مع "هيام السيد" أنها تحب أن تعمل في مجال الإنتاج الفني ولكن عشقها الأول هو التمثيل، مع أن تخصصها هو مجال الإخراج:
بعد النجاح الذي حققه عملها الأخير «التحدي»، تكشف لنا تانيا عن تحضيراتها للمشاريع الجديدة ، قائلة "هناك عملان جديدان أعكف على دراستهما، وهما مسلسلان من نوع الدراما العربية المشتركة".
تميز أداء تانيا فخري في مسلسلي "سر" و "التحدي" بالسهل الممتنع، وهي نوعية الأدوار التي برعت فيها بعض الممثلات ، تشرح لنا تانيا سبب براعتها في تأدية مثل هذه الشخصيات ، وتسلط الضوء على الفنانات اللواتي جذبن الأنظار في تقديم هذه الأدوار "من حسن حظي أنني، وبالرغم من صغر سني، بدأت بالأدوار الصعبة. لقد برهنت أنني أستطيع لعب الأدوار التي تسبق عمري، لكن في العامين الأخيرين أحببت أن أقدم نوعاً جديداً من الأدوار في مسلسل «سرّ» والجزء الثاني منه الذي حمل عنوان «التحدي»، وهي الأدوار غير المعقدة جداً وغير السهلة في نفس الوقت.
من أبرز الممثلات اللواتي أحب متابعة أعمالهن هن ورد الخال ورولا حمادة وكارمن لبس، وأتمنى أن تكون مسيرتي الفنية مشابهة لمسيرتهن، خصوصاً وأنهن نجحن في أي مكان تواجدن فيه بتقديم مختلف الأدوار كـ «اللايت» كوميدي والدراما".
نجحت بلفت الانتباه إلى أدواري بصرف النظر عما إذا كنت بطلة العمل أم لا
مرّ على وجود تانيا في مجال التمثيل 12 عاماً، فهل أخذت حقها كممثلة بعد مرور هذه الفترة؟ وهل وصلت إلى ما كانت تطمح إليه؟ تجيب تانيا "أنا دخلت المجال في سن صغيرة وكبرت على الشاشة أمام عيون الناس الذين كانوا يتابعون الأعمال التي كنت أشارك فيها. أنا أسير في طريق حلوة ومثيرة للاهتمام، وأتمنى أن أكمل طريقي على هذا النحو. الفنان يشعر أنه ينال حقه من خلال الأدوار التي يقدمها والأجر الذي يتقاضاه والفرص التي يحصل عليها في المجال. وأنا أحمد الله لأنه منحني الفرصة لأن أطل من خلال أدوار مميزة، ومع أنها لم تكن أدوار البطولة المطلقة ولكنني عرفت كيف ألفت أنظار الناس إليّ، وهذه الناحية شكلت نقطة قوة بالنسبة لي كممثلة ونجحت بلفت الانتباه إلى أدواري بصرف النظر عما إذا كنت بطلة العمل أم لا".
مشهد من مسلسل التحدي
الملفت للنظر أن تانيا لا تظهر بطلة في الأعمال التي تشارك فيها، رغم أنها راضية عنها، الأمر الذي دفع جمهورها للتساؤل عن السبب. وهنا، تؤكد تانيا أنها جاهزة لأدوار البطولة ولكن المسألة لا تتعلق بها "يوجد عدد محدود من شركات الإنتاج في لبنان، كما أن عدد المسلسلات التي تصور سنوياً لا تتجاوز عدد الأصابع، ولا توجد إمكانية لتأمين فرص عمل لكل الممثلين، لكن في نفس الوقت أشعر أنني أستحق الفرصة التي تعطيني حقي كممثلة من بعد 12 سنة في المجال وبعد أن قدمت كماً كبيراً من الأدوار المركبة التي تحتاج إلى تحضير وتعب.
أنا حاضرة لأدوار البطولة ولا ينقصني سوى الفرصة المناسبة. الكل يعرف أن هناك أشياء كثيرة يجب أن تحصل لكي تأتي هذه الفرصة ولكنني أسير على الطريق الصحيح، وعندما أسأل من يساعدك في المجال يكون جوابي «لا أحد سوى الله».. من يسير على الطريق الصحيح يحتاج إلى وقت لكي يصل إلى ما يستحقه".
بوستر مسلسل التحدي
وترى تانيا أن هناك وجوهاً تتكرر باستمرار من عمل إلى آخر ، إلى الحد الذي أصبحت تحتكر الظهور على الشاشة ، وتضيف "وهذا الكلام يجب أن يوجه إلى شركات الإنتاج أو إلى المسؤولين الذين يشرفون على عملية الكاستينغ. في الدراما التركية مثلا يوجد تنوع في الوجوه كي لا يصاب المشاهد بالملل".
كما تتطرق إلى ما يحصل على هذا الصعيد في الدراما اللبنانية والأعمال العربية المشتركة "هم يعتمدون معادلة معينة ومستمرون فيها. المنتجون يقولون دائماً «هذا ما يريده الناس أو محطات التلفزة»، ولكن هذا التبرير غير حقيقي لأن الجمهور المتلقي يتابع ما تقدمه شركات الإنتاج".
ثم تأخذنا تانيا للحديث عن المخرجين الذين تعاملت معهم ، وتخص بالذكر فيليب عرقتنجي الذي تقول أنها تعلمت الكثير منه "عندما تعاونت مع فيليب عرقتنجي كنت أتابع كيفية كتابته للنص وتعامله مع الناس للاستثمار في فيلمه. أنا تعاونت معه في كل المجالات التي تسبق التصوير وتعلمت منه كيف يكون الإنسان شغوفاً بمهنته وكيف يبذل مجهوداً كبيراً جداً لكي يقدم مادة جميلة للجمهور. فيليب عرقتنجي ليس مجرد مخرج بل هو يتدخل في كل تفاصيل العمل، وأنا تعلمت منه كل هذه الأمور ولكنني لم أكن معه خلال التصوير".
تخصصت بالإخراج لكن أفضّل العمل في مجال الإنتاج مستقبلا
رغم أن تخصص تانيا فخري هو الإخراج ، إلا أنها ابتعدت عنه واتجهت نحو التمثيل، وهي في الوقت الراهن تفكر في مجال آخر يستهويها يمكن أن تعمل فيه مستقبلاً "أفضل العمل في مجال الإنتاج. مهنة الإخراج جميلة جداً والمخرج الموهوب يستلم النص وينقله إلى مكان آخر، لكن التمثيل هو شغفي الأول ويليه الإنتاج، ويستهويني عمل المنتج الفني الذي يساعد في تنفيذ المشروع الفني، وأنا أملك خبرة في هذا المجال بسبب تواجدي في المهنة وأعرف جيداً ما هي متطلبات المسلسل الجيد".
مع ذلك، تشير تانيا إلى أنها ستظل قريبة من الإخراج ، بل هي تشارك فيه أحياناً، وتوضح ذلك "الإخراج ليس بعيداً عن تفكيري ، أبداً، وأنا أتواجد دائماً إلى جانب "المونيتور" والمخرج وأراقب كيف يعمل. بالمناسبة، أنا حصلت على أعلى علامة خلال دراستي للإخراج عن فيلم وثائقي قام بتمثيله الفنان فادي إبراهيم، ولكي أقدم على خطوة مماثلة فإنني بحاجة إلى قصة جميلة جداً وعمل يرضيني، وأنا أتخيل نفسي مخرجة لاحقاً وتوجد لدي رؤية معينة، وكما أن المخرج لديه رؤية خاصة به فكذلك الممثل، وعندما أقرأ نصاً أعرف كيف يمكن أن يتطور الدور ولا أكتفي بتخيل كيفية تمثيله فقط. أنا أحب جداً أن أخرج ما أقرأه لأن إحساسي يتواصل مع خيالي مباشرة".
وفي نهاية الحوار، تستعيد تانيا فخري ذكرياتها مع عدد من المخرجين ، مؤكدة أن كل تجربة خاضتها كانت مع المخرج المناسب لها "في تجربتي التمثيلية الثانية مع مسلسل "جذور" فإن الناس ما كانوا انتبهوا إلى المشاهد التي ظهرت فيها لولا مساعدة المخرج فيليب أسمر لي الذي منحني الحرية المطلقة، حتى أننا صورنا مشاهد خارج السكريبت لكي نخدم الشخصية.
أما في مسلسل "ثواني" فان المخرج سمير حبشي أمسك بيدي وقال لي "مثّلي شخصية "دعاء" بالطريقة التي ترينها مناسبة وأنا إلى جانبك"، بينما كان المخرج مروان بركات في "سر" و"التحدي" مناسباً جداً لأدوار السهل الممتنع التي أعشقها لأنه كان حريصاً على أن أكون مرتاحة خلال التصوير كما أنه ساعدني لكي أثبت ثقتي بنفسي وكان يقول لي «أنتِ تعرفين ماذا تفعلين»".
* نشر الحوار كاملاً في (العدد 1526) بتاريخ 10 يناير 2023