12 أغسطس 2024

لاروسي: حلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربية مني

محررة متعاونة في مكتب بيروت

لاروسي: حلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربية مني

هند العروسي، فنّانة مغربيّة حقّقت نجاحات عالميّة، واشتهرت من خلال الاسم الفنّي الذي اختارته لنفسها وهو «لاروسي»، حيث كانت انطلاقتها من هولندا، التي نشأت فيها وتحمل جنسيّتها من والدتها..

انطلقت لاروسي من مسابقة «أوروفيزيون العالمية» التي حقّقت فيها أولى أحلامها بالوقوف على خشبة المسرح العملاق، نجحت بجدارة، وعن ذلك تقول «شاركت بصفتي هولنديّة ذات أصول مغربيّة وموسيقاي كانت مزيجاً من الغرب والشرق فتميّزت»، ثم بعد ذلك فازت بجائزة «القرص الذهبي» عن أول ألبوماتها بعنوان «منتصف الطريق إلى البيت» 2005..

وهي لغاية اليوم تحقّق النجاحات من خلال الحفلات والمهرجانات والألبومات المتنوّعة والأغنيّات المنفردة التي أطلقتها تباعاً.. وقد وسّعت لاروسي دائرة اهتماماتها الفنيّة في عمل الإخراج لأغنيّتها التي أطلقتها مؤخّراً بعنوان «bleed the same»..

لاروسي: حلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربية مني

أغنيتك الأخيرة تبدو من عنوانها أنها تحكي عن النزف المتكرّر، فماذا أردت من خلالها؟

أغنيتي الأخيرة تحكي عن الحرب والقتل والاستنزاف الإنساني، أردت من خلالها أن أسجّل موقفاً تجاه السياسة العادلة، الحقيقة أنني كنت خلال السنة الفائتة صامتة عمّا يجري في العالم ضدّ الإنسانيّة، وكنت قد سجّلت أغنيات عربيّة مبهجة وأريد إطلاقها..

لكن عندما بدأت الحرب في فلسطين قرّرت أن أقول ما في داخلي وأطلق أغنيّة جديدة باللغة الإنكليزيّة لتصل إلى كل الناس فكانت «بليد ذا سايم» التي شاركت في كتابتها وتلحينها وإخراجها، بالتعاون مع فريق عمل وأصدقاء من أمريكا وهولندا والهند، فكانت مزيجاً عالميّاً يرفع الصوت عالياً.

هل تخوفت من خوض غمار موضوعات جديدة مغايرة لما اعتدناه من الغناء للحبّ والفراق وما شابه؟

إطلاقاً، شعرت أن ما يخرج من القلب يصل إلى كل القلوب، وكان من المهمّ بالنسبة لي أن أطلق ما في داخلي، لقد شعرت بالمسؤوليّة كوني فنانة عالميّة، و بصفتي سفيرة اللاجئين في هولندا، ومنتسبة منذ زمن إلى جمعيّات خيريّة حول العالم..

لم يكن بإمكاني أن أظلّ صامتة، فأنا لطالما وقفت إلى جانب الناس وكنت صوتهم في هولندا، حتى أنني غنّيت أمام الملكة أغنيّات فيها رسائل إنسانية وتجابه الظلم، وأريد أن أظلّ حاضرة بالطريقة التي ترضيني.

لاروسي: حلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربية مني

بعد أن وصلت أصداء أغنيتك إلى الناس، وحقّقت النجاح، هل تريدين خوض هذا النوع من الأغنيّات من جديد؟

أنا أذهب حيث تأخذني مشاعري، لا أقرّر وفق أجندة عمل مضمون أغنياتي، صحيح أن نوع ما أقدّمه واضح بالنسبة لي ولجمهوري لكن الموضوع يتغيّر حسب حالتي النفسيّة وتجاربي، والفنان يحكي مزاجه من خلال ما يقدّمه.

قرّرت أن أتوسّع في العالم وأنطلق صوب الشرق الأوسط لأن جذوري عربيّة، وحلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربيّة من لاروسي.

انطلقت من الخارج، ومن هولندا وأمريكا، ثم عدت إلى الشرق الأوسط، وكأنّ مشوارك ليس وفق السائد؟

صحيح في هولندا كنت ناجحة وقتاً طويلاً، لكن موسيقاي كانت مزيجاً من البوب مع نفحات من الشرق، وشعرت أن هولندا صغيرة على أحلامي، وانتقلت إلى أمريكا واستفدت كثيراً من معلمي في الفن فيليب لورانس..

وهو كاتب ومنتج موسيقي حائز على جائزة غرامي أكثر من مرّة، تعلّمت في أمريكا لمدة خمس سنوات الفنون والرقص والغناء والموسيقى والماسترينغ، وقررت أن أتوسّع في العالم وأنطلق صوب الشرق الأوسط لأن جذوري عربيّة، وحلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربيّة من لاروسي.

لاروسي: حلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربية مني

كيف كانت رحلتك العربية؟

أقمت أولاً في دبي وبدأت من الصفر مجدّداً، تعلّمت العربيّة أكثر، وغنّيت للفنانين العرب متأثرة بموسيقاهم، وأطلقت أغنياتي الخاصّة، التي حققت نجاحاً مدويّاً، ورغم صعوبة العودة إلى نقطة الصفر إلا أنني كنت محاطة بالحبّ والاهتمام وشعرت أن دبي هي بيتي الثاني..

قد التقيت بأناس كثر مثلي لديهم ثقافتان ويحبون المزج بين الشرقي والغربي، وتعاونت معهم لإنجاز أفضل الأغنيات، وغنيت في إكسبو دبي 2020، وسافرت إلى المغرب ومصر والسعودية ولبنان، وأقمت حفلات ناجحة، حيث بات لي جمهور واسع ومحبّ.

اليوم أصبحت متمكّنة أكثر من قبل باللغة العربيّة، فهل تنوين كتابة أغنياتك بالعربيّة؟

ما زلت أتلقّى دروساً باللغة العربيّة وأنا فخورة بها وأجدها فنيّة ومعبّرة جدّاً، وأغنّي بها وقد أكتبها لاحقاً.

لاروسي: حلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربية مني

غنيت لعمالقة الفنّ العربي، فهل أحببت اللحن أم الكلمات؟

أغني لعمالقة الفن العربي وبخاصة للسيدتين الكبيرتين فيروز ووردة، من خلال التأثر باللّحن أولاً ثم حفظ الكلمات، وعموما الأغنية بالنسبة لي هي اللّحن في المرتبة الأولى ثم تكتمل بالكلام والكليب المصوّر.

خلال مشوارك حصدت جوائز عدّة، فأيّهما الأهمّ بالنسبة إليك؟

أكبر جائزة حظيت بها في حياتي هي دعم أمّي وأبي لي، هما موجودان دائماً، في حزني وفرحي وقوّتي وضعفي، أما بالنسبة للجوائز الفنيّة فكانت جائزة «أديسون» مهمّة جداً، مضافاً إليها جائزة حبّ الناس لي.

لاروسي: حلمي النجاح في الشرق الأوسط بالنسخة العربية مني

من الأحبّ إليك من الفنانين وبمن تأثّرت؟

أبي مغربيّ والتراث العربيّ حاضر بقوّة في بيتنا، منذ صغري أسمع للفنانين عبد الحليم حافظ وفيروز ووردة وأم كلثوم، أيضاً مايكل جاكسون، وهذا التنوع أثّر فيّ كثيراً وهو ما صنع لاروسي اليوم، ومن المعاصرين أحب وائل كفوري ونانسي عجرم وأصالة نصري، ومؤخراً حضرت حفلات جورج نعمة وزياد برجي وأحببتهما.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

أنا حالياً في لبنان للاتفاق على تفاصيل حفل سيقام في سبتمبر، ثم أسافر إلى مصر لمدة شهرين للتعاون مع ميشال فاضل وتسجيل أغنيات جديدة، والوقوف على خشبة المسرح هناك، وسأطلق أغنية «كوبرا» التي صورتها مع عادل سرحان في بيروت، وستكون أول أغنية كاملة بالعربية وآمل أن تنال حبّ الجمهور العربي.