9 أكتوبر 2022

د. فرحانة بن لوتاه: أشجع الأطباء على توسيع معارفهم في المجالات التقنية

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

د. فرحانة بن لوتاه: أشجع الأطباء على توسيع معارفهم في المجالات التقنية

لم يشغلها انضمامها لمجال عمل مرهق بقدر ما شغلها الانخراط في مجتمع مختلف عن بيئتها، فعلى مدار 12 عاماً قضتها خارج الدولة بين الدراسة والعمل حولت هذا التحدي إلى فرصة اكتسبت منها كثيراً من الخبرات التي أهلتها لأن تعود إلى وطنها حاملة شهادة الطب من الكلية الملكية للجراحين في جامعة إيرلندا، لتبدأ مسيرتها المهنية.

هي الدكتورة فرحانة محمد حسين بن لوتاه، استشارية الطب الباطني في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري. التقيناها لنلقي الضوء على طبيعة عملها، ونكشف عن جانب من حياتها الشخصية:

د. فرحانة بن لوتاه: أشجع الأطباء على توسيع معارفهم في المجالات التقنية

بدأت مسيرتك المهنية في جمهورية إيرلندا، حدثينا عن هذه المرحلة وأهم الخبرات التي حصلت عليها خلال تجربتك تلك.

عملت في إيرلندا لسنوات طويلة، وحظيت بفرصة دخول ميدان التدريس والرعاية الثالثية في أحد المستشفيات وتحديداً لرعاية مرضى جراحة المخ والأعصاب، وبفضل الحالات المرضية النادرة التي اطلعت عليها خلال تلك الفترة، اكتسبت معارف وخبرات كثيرة في المجال الطبي، واعتدنا حينها على تنظيم اجتماعات دورية لمناقشة حالة كل مريض وفهمها بدقة ووضع الخطط العلاجية المناسبة، والتنبؤ بإمكانية حصول المضاعفات والفترة اللازمة للتعافي من المرض، وبفضل تلك السنوات، ازدادت معارفي في مجال أمراض الغدد الصماء، وجراحة الأعصاب، والطب النفسي العصبي، وعلم أمراض الأعصاب وغير ذلك.

ما أكثر التحديات التي واجهتك خلال دراستك وعملك في الخارج؟

أبرز تحدٍ بالنسبة لي هو تجربة العيش في مجتمع مختلف للغاية عن البيئة التي نشأت فيها، وبعيداً عن وطني، وفي واقع الأمر لم يكن قرار الدراسة في الخارج سهلاً أبداً، إلا أنه جعلني أكثر مرونة وقدرة على التكيف، إذ ساعدتني تلك التجربة في تخطي حدود قدراتي وتعلم مهارات جديدة بت أستخدمها في حياتي اليومية.

أشجع الأطباء على توسيع معارفهم في المجالات التقنية الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي و تطبيقاته الواسعة

حصلت على ماجستير العلوم في السياسات الصحية، هل يمكن أن تخبرينا عما اكتسبته من معارف أضافه إليك هذا التخصص؟

ترشحت للالتحاق بهذا البرنامج في إمبريال كوليدج لندن، في إطار خطة المركز لتعزيز مؤهلات كوادره البشرية، وحصلت على شهادة الماجستير في العام 2017، وتمكنت من صقل مهاراتي القيادية، وتعزيز قدرتي على وضع بصمة في منظومة الرعاية الصحية بالإمارات والمساعدة في زيادة مرونتها، كما زودتني السياسات التي تعلمتها بالمعرفة اللازمة لتحليل الاستراتيجيات وصياغتها، وأدركت بأنه يتعين مراعاة المرونة عند صياغة السياسات لتكون قادرة على مواكبة احتياجات منظومة الرعاية الصحية، التي تلعب دوراً رئيسياً في الاستقرار الاقتصادي، كما أحمل أيضاً شهادة في الذكاء الاصطناعي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

د. فرحانة بن لوتاه: أشجع الأطباء على توسيع معارفهم في المجالات التقنية

بحصولك على شهادة في الذكاء الاصطناعي، ما مزايا هذا المجال في الطب والفائدة منه؟

يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة جديدة نسبياً، إلا أنه ينطوي على أهمية كبيرة نظراً لقدراته العملية الواسعة ومجالات تطبيقه المتنوعة، وقد لمسنا بالفعل فوائد هائلة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في عملية رعاية المرضى، ونعمل على توسيع نطاقه ليشمل جميع مجالات الرعاية الصحية، فتبني الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر يكفل تحقيق أفضل النتائج وترسيخ مكانة ريادية في استخدام تقنياته، وأشجع الأطباء على توسيع معارفهم في المجالات التقنية الصاعدة على غرار الذكاء الاصطناعي وعبر تطبيقاته الواسعة، وبما يقودنا للارتقاء بهذا القطاع إلى آفاق جديدة.

ما الجهود التي تبذلها الإمارات للتصدي لمرض السكري؟

نشهد ارتفاعاً في معدلات الإصابة بمرض السكري حول العالم، وهنالك العديد من أفراد المجتمع المعرضين لمخاطر البدانة أو مرض السكري، لذلك سارعت الجهات الحكومية المعنية لوضع عدد من الإجراءات لدعم مرضى السكري أو الأفراد في مرحلة ما قبل السكري خلال حياتهم، ومن خلال نشر الوعي بشكل مكثف لخطورة هذا المرض، والمبادرات الواسعة التي تعزز من الحد منه بجانب تقديم الرعاية المتميزة لمن يحتاجها، وبما يجعلنا نمضي قدماً للقضاء عليه.

ما الذي يجعل أفراد المجتمع أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري؟

تعتبر أنماط الحياة السيئة من أسباب الإصابة بالسكري من النوع 2، إلى جانب الوزن الزائد والعمر والتاريخ العائلي وعادات ممارسة الرياضة وغير ذلك، إذ تحدد هذه العوامل مدى احتمال إصابة الشخص بالنوع 2 من مرض السكري. إلا أنه بالحصول على المشورة الطبية المناسبة، والعلاج الملائم، يمكن إدارة هذا المرض بسهولة بل يمكن الشفاء منه.

يجب على أولياء الأمور ضمان حصول أطفالهم على قسط كافٍ من النوم، بين 9 و12 ساعة يومياً

تعتبر بدانة الأطفال حالة صحية منتشرة على نطاق واسع، كيف يمكن لأولياء الأمور تشجيع أبنائهم على تبني أنماط حياة صحية؟

تقع على عاتق العائلات مسؤولية مساعدة أطفالهم في الاعتياد على خيارات غذائية وحياتية صحية، ومع نهاية موسم الصيف والعطلة المدرسية من الأهمية بمكان تعويد أطفالنا على عادات صحية تمنحهم قدراً متوازناً من النشاط البدني والغذاء الصحي، إذ يُوصى بتشجيعهم على ممارسة الرياضة يومياً لتجنب الإصابة بالبدانة، مع تناول 5 إلى 7 حصص من الخضراوات والفواكه، وقيام أولياء الأمور أنفسهم بتبني عادات صحية لأنهم قدوة، وبما أن الحلويات والوجبات السريعة خياراً يحبه الأطفال يمكن لذويهم مكافأتهم بها بين الحين والآخر، مع الحرص على دفعهم لتناول الخيارات الغنية بالمغذيات والتي تساعد في استقرار معدلات سكر الدم، ولا نغفل أهمية النوم كونه عنصراً مهماً لنمو الأطفال الصحي، لذلك يجب على أولياء الأمور ضمان حصول فلذات أكبادهم على قسط كافٍ من النوم، بين 9 و12 ساعة يومياً.

ما رأيك فيما حققته المرأة الإماراتية من مكانة في مختلف القطاعات، وهل مكنك الدعم الذي تلقيته من تحقيق طموحاتك؟

أؤمن بأن الإماراتية تمثل الحاضر المزدهر والمستقبل المملوء بالأمل المشرق، وسيكون دورها رئيسياً في تحقيق طموحات الدولة للخمسين عاماً المقبلة وما بعدها، ولا شك أن بنات الإمارات ساهمن بكفاءة في المكانة العالمية المرموقة التي وصلت إليها دولتنا اليوم، وبالنسبة لي أشعر بالامتنان والعرفان لقيادة دولتنا الرشيدة، التي منحتني فرصة الحصول على أفضل المؤهلات التعليمية والالتحاق بمثل هذه المهنة النبيلة وتحقيق طموحاتي.

هل تحصلين على فرص الانخراط في الأعمال التطوعية أو المبادرات المجتمعية؟

عندما تسنح لي الفرصة لا أتردد، فبفضل الله سبحانه وتعالى حظيت بالمشاركة في بعثة الحج لعام 2022، وساعدت العديد من المرضى من خلال تلك المهنة النبيلة بتجاوز أي وعكة صحية ولو بسيطة حتى يتمكنوا من أداء مناسكهم دون تعب.

أين ترين نفسك في المستقبل؟

الاستمرار بالقيام بالواجب الذي أحبه، وهو مساعدة المرضى في معالجة البدانة والسكري، فقد بات هذا الأمر محط اهتمامي الرئيسي في الحياة، وأتطلع لإثراء معارف مزيد من أفراد المجتمع حول سبل عيش حياة أكثر صحة، كما أنني مستمرة بالتعاون مع الجهات الحكومية في صياغة استراتيجيات وخطط سعياً لتعزيز الصحة ومساعدة المعرضين لمخاطر السكري.

*تصوير: محمد السماني

 

مقالات ذات صلة