عجيب هو هوس الاهتمام بهذه المرأة. إن كل حركة من حركاتها تخضع للتفسير وكل صورة من صورها تدخل إلى مخبر التحليل أو توضع تحت المجهر.
ماذا قال ستيفن بونار، الخبير الفرنسي المتخصص في لغة الجسد، عن الصور الأخيرة لميجان ماركل بجانب زوجها الأمير البريطاني هاري؟
هل فازت الممثلة الأمريكية الخلاسية ميجان ماركل بصفقة العمر حين اختارها الأمير هاري، النجل الأصغر لملك بريطانيا، زوجة له؟ أم أنها سارت بقدميها نحو مصيدة جعلت منها هدفاً للمراقبة والمحاسبة والتعليقات في العالم كله؟
منذ زواجها والشائعات لا تتوقف عن ملاحقتها، ومليارات الأعين تترصدها. كانت البنت الموهوبة والجريئة والمكافحة التي تخطت عتبة الفقر ودخلت عالم القصور والرفاهية من أوسع أبوابه، قبل أن تتحول إلى المرأة الانتهازية التي سيطرت على عقل الأمير الصغير واستغلت براءته وقلة خبراته وراحت تحركه وفق أهوائها حتى انتهى به الأمر إلى هجرة وطنه والابتعاد عن عائلته الملكية.
صورتان متناقضتان لا تتوقفان عن تغذية فضول الجمهور العريض في هذا العالم الذي بات، بالفعل، قرية صغيرة بفضل وسائل التواصل وشاشات الهواتف التي يحملها كل واحد منا في قبضة يده. وقد جاءت آخر الصور منشورة في «انستغرام» للثنائي الأميري المثير للاهتمام، وهي لقطات بعدسة صديق الزوجين المصور ميسان هاريمان.
إن هاريمان بريطاني من أصل نيجيري، ناشط في ميدان حقوق الإنسان وفي حركة «بلاك لايفس ماتر» العالمية التي تدافع عن حقوق السود وتندد بتعرضهم للقتل العشوائي وكأن لا قيمة لحياة الرجل الأسود. إن هذا الفنان ذا الشهرة العالمية كان أول مصور أسود تنشر مجلة «فوج» الأمريكية الشهيرة لقطة من تصويره خلال 104 أعوام من تاريخ المجلة.
المصور ميسان هاريمان
جرى التقاط صور هاري وميجان قبل أيام من وفاة ملكة بريطانيا، أثناء مرورهما بمدينة مانشستر البريطانية لحضور قمة «عام واحد شاب»، لكن الصور لم تظهر للعلن إلا في الثالث من الشهر الجاري. صور عادية لزوجين شابين، المرأة سمراء والرجل أشقر. فما الذي جعل منها مناسبة للتحليل وتسليط العدسات المقربة على كل زاوية فيها؟
إنها شهرة الزوجين، بالتأكيد، اللذين يحملان لقب دوق ودوقة ساسيكس. وهو أيضاً ذلك الهوس بترصد ميجان ومحاولة العثور على ما يمكن تفسيره وفق أهواء المفسرين. ويمكننا القول إن المفسرين مثل المنجمين.. كذبوا ولو صدقوا.
ماذا قال خبير لغة الجسد ستيفن بونار؟
هذه المرة قرر خبير لغة الجسد ستيفن بونار أن يدلي بدلوه بين الدلاء. لقد انكب على دراسة اللقطات الجديدة في محاولة لقراءة ما وراء الصورة، وتفسير كل ملمح قد لا يبدو واضحاً للعيان، وكذلك سبر الوجه الخارجي للنفاذ إلى المزاج والمقاصد والنوازع الخفية، أي باختصار قراءة الروح.
هل يمكن للخبراء قراءة روحك من الخارج؟
لاحظ بونار أن الزوجين يظهران في الصورة اليد في اليد، وهي عادة درجا عليها وكانت فرصة لكارهي ميجان لكي يوجهوا لها انتقاداتهم ولتأكيد تصوراتهم الفعلية أو الوهمية عن الزوجة التي توجه زوجها وتسحبه وراءها وتتشبث به خشية أن يفلت منها. وكانت هذه التعليقات بعض ما قيل عن ظهور هاري وميجان في جنازة إليزابيث الثانية، ففي حين سارت كيت ميدلتون إلى جانب زوجها ولي العهد الأمير وليام، بدون أن تتماسك أيديهما، فإن ميجان تعلقت بذراع هاري وكأنها تحتمي به من منتقديها.
أثناء الجنازة
ظهرت ميجان بشعر مربوط بهيئة ذيل حصان ومرتدية بدلة مؤلفة من قميص حريري أحمر صارخ، بدون ياقة، وسروال منسدل من اللون نفسه من متجر «أناذر تومورو»، وقد لفت حول عنقها وشاحاً طويلاً أحمر أيضاً وتزينت بقرطين ذهبيينز
أما هاري فقد وقف بجانبها مرتدياً بدلة كحلية رسمية ليس فيها ما يميزها. وعن هذه الصورة يخبرنا خبير لغة الجسد أن الزوجين، رغم تلاصقهما، فإن اللقطة تشير إلى قدرة كل منهما على العيش منفصلاً عن الآخر.
كيف توصل ستيفن بونار إلى هذا الاستنتاج؟ وهنا لابد من أن نفتح قوساً للإشارة إلى أن بونار هو صاحب كتاب «حركاتك تقول بالصوت العالي كل ما تفكر فيه همساً»، وهو يرى أن ميجان، على طريقة كيم كارداشيان، تجرأت واختارت هذه الدرجة من اللون الأحمر المسمى «فيراري» والذي يرمز للحيوية، لكي تلفت كل الأنظار إليها. ويلاحظ الخبير، أيضاً، أنها تميل برأسها نحو اليمين قليلاً، وهو ما يعني التزامها بالحذر، مع ابتسامة خفيفة في طرف الفم، وهي علامة عن رضاها الخفي عن نفسها. إن وقفتها مدروسة تماماً وهي نتاج تحكّم بكل شاردة وواردة.
صورتان متناقضتان
ما دور هاري في هذه المعمعة؟ يقول الخبير الفرنسي إن الأمير يبدو أكثر استرخاء من زوجته. وهو يكشف عن الجانب الأيسر من وجهه ويبتسم أيضاً. لكن شتان ما بين الابتسامتين! إن ابتسامة الأمير طبيعية لأن عينيه تبتسمان كذلك، وهو ما يسمى في علم النفس بـ «ابتسامة دوشين»، أي الصادقة التي تعكس شعوراً عفوياً بالسعادة، حين يرتفع الخدان وتبرق العينان وتظهر تجعيدات عند طرفيهما، وهي تختلف عن الابتسامة الاجتماعية التي يعلقها المرء على وجهه بشكل آلي عند التقاط الصور. ونتيجة لهذه القراءة، يؤكد بونار «أن الصور الجديدة تفرض بشكل واضح طابع ميجان ماركل وشخصيتها، فهي لا تقدم لنا ثنائياً حقيقياً لأننا لا نرى سوى المرأة التي تخطف الضوء. إن ميجان هي النجمة وهاري هو التابع حتى لو كان أميراً».
ويضيف «يتخذ هاري وضعاً مسيطراً لوقوفه إلى يسارها، فاليسار هو ما يجذب النظر عادة، ومع هذا يبدو وكأنه قطعة جلبت من الخارج. وحتى حين نرى ميجان تتعلق به وتستند إليه فإنه استناد المرء إلى أي شيء بجانبه، منضدة مثلاً».
يخلص الخبير إلى القول إنه العالم بالمقلوب، وهو الصراع الحديدي بين النمط الفاقع للممثلة الأمريكية وبين التقاليد المرهفة للأرستقراطية الإنجليزية، وهو صراع تكسبه ميجان، من منظور الصورة.
وهي ليست اللقطة الوحيدة، لأن المصور النيجيري الأصل نشر صورة ثانية تم التقاطها في الوقت ذاته، قبل افتتاح قمة «عالم واحد شاب»، وهذه المرة جاءت اللقطة بالأبيض والأسود، ويبدو فيها الزوجان من منظور جانبي، اليد باليد كالعادة، لكن نزع اللون عن الصورة حرم ميجان من سطوة الأحمر الفاقع. فكيف يقرأ خبير لغة الجسد هذه الصورة الثانية؟
تصوير ميسان هاريمان
يقول إن من يتطلع إليها يتصور أنه يرى ملك بريطانيا المقبل مع زوجته. إن ميجان هنا تتراجع عن حضورها حتى ولو بقيت في المقدمة، وهي تبدو زوجة فلان، لا أكثر. ووجودها أكثر تكتماً. بالمقابل فإنها تبدو في هذه اللقطة مرتاحة أكثر من هاري. أما هو فتبدو عليه إمارات الانشغال بأمر ما. والخلاصة أن اللقطتين متناقضتان.
فالصورة الملونة تعطي الانطباع بأن شخصية ميجان تصلح للعيش معتمدة على نفسها، أما اللقطة التي بالأبيض والأسود تكشف عن شخصية مطواع أي مطاطة، وهي قادرة على أن تكون الزوجة الكاملة، وأن تنضوي تحت جناح زوجها على طريقة كيت ميدلتون.
بقي أن نقول إن المصور ميسان هاريمان هو من مصوري الثنائي الأميري المفضلين، وقد التقط للزوجين العديد من الأوضاع الشهيرة، في الماضي، ومنها الصورة التي تبدو فيها ميجان مستلقية على العشب وهي حامل بطفلها الثاني بينما يتأملها هاري بحب.