15 يناير 2023

إنعام كجه جي تكتب: رأي في الأنوثة

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

إنعام كجه جي تكتب: رأي في الأنوثة

والكلام هذه المرة للممثلة العالمية كيت ونسليت. لقد بلغت السابعة والأربعين وصار من حقها أن تدلي بآراء في مفهوم الأنوثة والغواية وتدشين النصف الثاني من العمر.

والنجمة البريطانية بدأت حياتها في التلفزيون. ولما انتقلت إلى السينما حازت «الأوسكار». لقد أحبها الملايين في العالم كله بعد تأديتها لدور روز في فيلم «تايتانيك» أمام ليوناردو دي كابريو. كانت في الثانية والعشرين. وردة متفتحة. بل تفاحة شهية. وسرعان ما جمعت الممثلة أكبر عدد من الترشيحات لجوائز «الأوسكار».

تمر السنوات وتكبر كيت مثل كل خلق الله. تكتسب وزناً وتبتعد عن أدوار المعشوقة الصغيرة. لكن النضج منحها ما لم تكن تملك في صباها. وها هي في تسجيل لإذاعة «بي بي سي» تدعو النساء اللواتي تجاوزن الأربعين إلى الاحتفاء بسنواتهن المتراكمة. إن في ثنايا كل عام أنواعاً من التجارب والخبرات واكتشافات جديدة للبشر ولدروس الحياة.

حين زاد وزنها انهالت عليها التعليقات اللئيمة من هنا وهناك. هذا ما كشفت عنه في مقال نشرته صحيفة «الصنداي تايمز» مؤخراً. قالت ما معناه إن هناك دكتاتورية ذكورية تفرض على المرأة أن تبقى شابة ورشيقة في كل وقت. ولهذا فإنها تشجع النساء على تقبل أعمارهن وعدم الخضوع لتلك النظرة الرجالية السائدة في أوساط السينما والتلفزيون والغناء والموضة.

لا تقلقي من تغيرات جسدك. ولا تهتمي لما يقال عنك. إن الأربعين ليست نهاية العمر. وهي ليست بداية التدهور نحو الشيخوخة. هذا بعض ما تدعو إليه كيت ونسليت. وتضيف أنها قررت أن تقول «لا» لتلك الهواجس. إن الحياة قصيرة وهي تشجع غيرها من النساء على التمرد ضد عبودية المظهر والحبس وراء قضبان المقاييس.

في العام الماضي كانت الممثلة القديرة تؤدي دوراً في مسلسل بوليسي حين انتقدتها بعض الصحف لأنها لم تتزين وتركت وجهها نظيفاً من الأصباغ، وهي قد رفضت طلب المخرج بأن تعيد تصوير أحد المشاهد لأن بطنها كان يبدو ممتلئاً قليلاً. أراد منها أن تشفط كرشها أمام الكاميرا فلم توافق. كما اعترضت على ملصق المسلسل لأن «الفوتوشوب» تلاعب بصورتها، قالت للمصمم: «أرجوك أن تعيد لي التجعيدات التي في زوايا العينين».

تعترف كيت ونسليت بأنها ترى نفسها أكثر أنوثة وجاذبية وهي في سنها الحالية منها عندما كانت في العشرين.. تقول: «اليوم أصبحت امرأة».