8 مارس 2023

الأميرة أوجيني.. حياة عائلية هادئة بانتظار طفلها الثاني

كاتبة صحافية

كاتبة صحافية

الأميرة أوجيني.. حياة عائلية هادئة بانتظار طفلها الثاني

عاشت طويلاً في الظل ولم تطاردها الصحافة مثلما لاحقت الكاميرات ابنيْ عمها الأميرين وليام وهاري. فهي ليست بنت ديانا أميرة القلوب؛ بل ابنة الأم المتمردة سارة فيرجسون، والأمير أندرو الهارب من فضيحة لم تنته فصولها بعد. كيف عاشت أوجيني وشقيقتها الأميرة بياتريس وكبرتا في وسط مملوء بالمطبّات؟

الأميرة أوجيني.. حياة عائلية هادئة بانتظار طفلها الثاني

كان يمكن لها أو لشقيقتها بياتريس، أن تتزوج من ابن عمها الأمير وليام الذي أصبح ولياً للعهد، وأن ترى نفسها ملكة متربعة على عرش بريطانيا ذات يوم. لكن الفرصة أو الحلم الوردي الذي داعب مخيلتها، تبخّر يوم وقع الأمير الوسيم في غرام زميلته في الجامعة، كيت ميدلتون. إن كيت من أسرة ثرية لكنها من عامة الشعب، لا تحمل لقباً نبيلاً، ومع هذا فقد عرفت كيف تفوز بالعريس «اللقطة» وتترك في قلب بنت عمه، الأميرة أوجيني، حسرة تتجدد مع كل حدث ملكي جديد تعيشه أسرة وندسور. وما أكثر أحداث العائلة من أعراس وولادات وجنازات وحفلات صيد وخيول ومراسم تتويج.

ثم كان الرهان الثاني على ابن العم الثاني الأمير هاري، لكن هذا أيضاً كان عصفوراً فالتاً، دخل في مغامرات كثيرة ثم وقع في شباك ميجان ماركل، الممثلة الخلاسية المطلقة التي استأثرت بقلبه وفازت به زوجاً.

الأميرة أوجيني.. حياة عائلية هادئة بانتظار طفلها الثاني

حظ غادر.. مرتين

والحقيقة أن ظروف الأميرة أوجيني لم تخدمها كثيراً، وإذا قارنا بينها وبين كيت ميدلتون، أو ميجان ماركل، من ناحية الشكل وحسن المظهر، فإنها تخرج من المنافسة خاسرة، لكن متى كان الجمال شرطاً للمصاهرات في العائلات النبيلة؟

كان الملوك الأوروبيون في السابق، يتزوجون ملكات، والأمراء يقترنون بأميرات، ثم تبدّل الزمن وتغيرت العقليات وتراجعت التقاليد الصارمة واختلط الحابل بالنابل. وها هي ابنة عم ولي العهد تتوارى في دكان لبيع الأعمال الفنية في لندن، تمارس حياة طبيعية وتحب وتنجب بدون أن تطاردها الكاميرات أو تتطفل على أسرتها.

والدتها سارة أحبت الحياة وخسرت اللقب النبيل
والدتها سارة أحبت الحياة وخسرت اللقب النبيل

وعدا عن حظها من الجمال، فإن أوجيني لا تفتقد للألقاب النبيلة، فهي بنت أمير وحفيدة ملكة البلاد، وتحمل ـ علاوة على ذلك ـ لقب أميرة يورك، وبهذا فإنها تحل في المرتبة التاسعة في تسلسل ولاية العهد، لكن شاء لها القدر أن تكون ثمرة لزواج بدأ سعيداً ثم انتهى بالفشل. لقد طلق والدها الأمير أندرو، ثاني الأنجال الذكور لملكة بريطانيا، والدتها سارة فيرجسون المرأة ذات الشعر الأحمر التي رزقت منه بابنتين قبل أن تتورّط في فضيحة عاطفية مع صديق لها. وكانت نتيجة الطلاق أن غادرت سارة قصور آل وندسور، وأخذت طفلتيها معها وعاشت على الذكريات وأمجاد العزّ الملكي والثراء السابق. وبهذا فإن الحظ غدر بالأميرة أوجيني مرتين، لكنها عرفت كيف تواصل حياتها والتقت بالرجل الذي يحبها وأنجبت منه طفلاً سمّته أوجست.

مع شريك حياتها جاك بروكسبانك
مع شريك حياتها جاك بروكسبانك

قبل فترة قصيرة أعلنت الأميرة أوجيني عبر حساب للتواصل، أنها تنتظر طفلاً ثانياً من شريك حياتها المقاول والمستثمر في حقل العقارات جاك بروكسبانك. لقد تعرّفت إليه أثناء إجازة شتوية في جبال سويسرا وتزوجته في الكنيسة الصغيرة الملحقة بقصر وندسور في خريف 2018، وتم العرس بمباركة الملكة إليزابيث.. إنها تبلغ 32 عاماً، وبهذا فإنها تمضي لتستعيد حياة عائلية هادئة تشبه تلك التي عرفتها في طفولتها مع شقيقتها الكبيرة بياتريس، قبل طلاق والديها. إن آلبوم الصور مملوء بلقطات المرح والبهجة في حدائق القصر أو في منتجعات سويسرا أو حلبات ركوب الخيل في الريف الإنجليزي.

الأميرة أوجيني.. حياة عائلية هادئة بانتظار طفلها الثاني

الأميرتان أوجيني وبياتريس.. العيش من عرق الجبين

حلم جميل لم يعمّر طويلاً.. ففي عام 1992 أعلن القصر الملكي طلاق الأمير أندرو من زوجته سارة بعد سلسلة من المناوشات ما بين التصريحات التلفزيونية وشائعات الخيانة. راحت صحف لندن الشعبية تخوض في سيرة الطليقة ذات الشعر الأحمر والشخصية المندفعة، بحيث صارت أخبارها الخبز اليومي لجرائد «التابلويد». وفي خضم الطلاق وما أعقبه من تصدّع الأسرة، كانت أوجيني، أميرة يورك، هي المراهقة المنسية في السلالة الملكية، وكذلك شقيقتها بياتريس. فلم يُعهد إليهما بواجبات بروتوكولية ذات قيمة، بعكس ابنيْ عمهما الأميرين وليام وهاري.

ولتعويض ذلك النقص راحت أوجيني ترتاد المهرجانات السينمائية وحفلات توزيع الجوائز الفنية. إنها تسير على السجادة الحمراء وتتلقى الأضواء باعتبارها أميرة لا تقل بريقاً عن الممثلات. وقد نشرت الصحف صوراً لها مع النجم ليوناردو دي كابريو، أو مع الممثل الكندي كيانو ريفز، مع صور أخرى لسهراتها مع صديقتها المقربة كريسيدا بوناس؛ إحدى الحبيبات السابقات للأمير هاري.

الأميرة أوجيني.. حياة عائلية هادئة بانتظار طفلها الثاني

بدأت الصحف تنتقد أوجيني بسبب بذخها على ثيابها ذات الطابع الفاقع، ثم لم يعد لها أي دور في النشاط البروتوكولي لأفراد العائلة المالكة. ومنذ ذلك الحين قررت أن تتناسى كونها أميرة، وأن تكسب عيشها بعرق جبينها. راحت سليلة الملوك تدير صالة «هاوزر أند ويرث» لعرض الأعمال الفنية في لندن، وهي حين تعرفت إلى زوجها الثري فإن ذلك أعاد لها شيئاً من الاعتبار، وكان بمثابة الانتقام من سنوات النسيان والإهمال الذي قوبلت به.

مع طفلها الأول أوجست
مع طفلها الأول أوجست

وها هو القصر الملكي يعلن، بشكل رسمي، أن الأميرة أوجيني تنتظر حدثاً سعيداً وأن هناك مولوداً في الطريق من المؤمل أن يرى النور في الصيف المقبل. وجاء في الإعلان أن العائلة مبتهجة وأن الصغير أوجست فيليب هاوك بروكسبانك متلهف لأن يكون الشقيق الأكبر للمولود الجديد. وكان أوجست قد رأى النور بعد سنتين من زواج والديه. وفي حال ولادة الطفل، فإنه سيكون الثاني عشر في ترتيب ولاية عرش بريطانيا. وبعد بيان القصر تولّت أوجيني تأكيد الخبر عبر حسابها في «إنستغرام»، ونشرت صورة لطفلها أوجست وهو يقبل بطنها.

 

مقالات ذات صلة