29 أغسطس 2023

إنجازات متواصلة للمرأة الإماراتية.. باحثات إماراتيات يساهمن في تقدم علوم الفضاء

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

إنجازات متواصلة للمرأة الإماراتية.. باحثات إماراتيات يساهمن في تقدم علوم الفضاء

يعكس دور المرأة الإماراتية في قطاع الفضاء التزام الإمارات بتمكين نسائها في جميع المجالات، ليصبح لها مساهمات رائدة في الابتكار والتقدم في هذا القطاع الحيوي من خلال الريادة والبحث والتطوير والتعليم، وذلك بفضل ثقة القيادة الرشيدة واستمرارها في تعزيز دور المرأة وتشجيعها على المشاركة الفعالة في قطاع الفضاء، من أجل تعزيز التقدم والازدهار في هذا المجال العلمي، فقد أدركت دولة الإمارات أهمية العمل والبحث في عالم الفضاء، وسعت لتطويره بسواعد شبابه وبناته، ليبرز دور المرأة الإماراتية الرائد في هذا القطاع الذي لفت أنظار العالم إلى ما وصلت له دولة الإمارات من تقدم ورقي.

إنجازات متواصلة للمرأة الإماراتية.. باحثات إماراتيات يساهمن في تقدم علوم الفضاء

الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، وتسليط الضوء على إنجازاتها، يكشف لنا عاماً بعد عام أوجه تطورها ومواكبتها لكل جديد في العلوم المختلفة، خصوصاً قطاع الفضاء الذي تعتبر المرأة الإماراتية شريكاً فعالاً في قيادته وإدارته. فقد شغلت العديد من النساء المراكز القيادية في هذا المجال، وساهمن في صنع القرار ووضع الاستراتيجيات وتنفيذ البرامج الفضائية المبتكرة، ومع ذلك فهي لا تتوقف عن البحث والتطوير، إذ تسعى المرأة الإماراتية إلى المساهمة في مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في قطاع الفضاء، تقوم بإجراء الأبحاث والتجارب المختلفة لتطوير التكنولوجيا الفضائية وتحسين أداء المركبات الفضائية وأنظمة الاتصالات والمراقبة. واليوم برز جيل جديد منهن يشعر بالمسؤولية تجاه هذا الدور المهم من خلال تعزيز التعليم والتدريب، ليعملن على تأهيل وتدريب أنفسهن أولاً، وكذلك الشباب والشابات المهتمين بالفضاء، ويعملن على نشر الوعي والمعرفة حول هذا المجال وتشجيع الشباب على مواصلة تعليمهم وتنمية مهاراتهم في هذا المجال المثير.

فالحديث الذي سنطرحه من خلال هذا التحقيق مع فتيات إماراتيات سيلهم العديد من الشباب للبحث والمعرفة والتخصص في مجال الفضاء الذي يتسع للمزيد من الخبرات والتخصصات العلمية الجديدة والمبتكرة، فالجميع يستشهد بدور نورا المطروشي، مديرة مشروع مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ، التي أدارت وقادت فريقاً من العلماء والمهندسين لتنفيذ هذا المشروع الناجح، كما تعمل على تمكين الشباب والشابات في مجال العلوم والتكنولوجيا. وكذلك شهد النقبي، أصغر رائدة فضاء إماراتية عربية، والتي شاركت في بعثة الأندروميدا الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، وهي تعمل على تشجيع الشباب على اتباع أحلامهم في مجال الفضاء وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.

وبدورنا تسلط «كل الأسرة» الضوء على باحثات ومرشدات ومتخصصات إماراتيات في مجال الفضاء، ليلهمن غيرهن لتوظيف شغفهن بهذا العالم الواسع الكبير.

إنجازات متواصلة للمرأة الإماراتية.. باحثات إماراتيات يساهمن في تقدم علوم الفضاء

نبهر العالم بأبحاثنا في علوم الفضاء

تقول عائشة العويس، محلل باحث في مختبر الذكاء الاصطناعي للفضاء، «بدأت دراستي في علوم الحاسوب، وكنت أطمح من خلاله لاكتساب أدوات تمكني من تطبيقها في مجال الفضاء الذي يستقطب الشباب في الوقت الحالي، لذلك التحقت بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، عندما علمت أنهم بحاجة لدارسين لعلوم الحاسوب ومن خلاله في أبحاث المركز للفضاء والفلك، حيث نطور خوازميات مختلفة لأغراض مختلفة، على سبيل المثال، برنامج للتمييز بين الشهب والأجرام الأخرى، والتمييز بين النيازك والصخور الأخرى التي تسقط من الفضاء.

وما يميز العمل الذي نقوم به هو تعزيز الشغف داخلنا كفتيات إماراتيات، لنشعر بالطمأنينة كي نستمر في العمل من أجل رد المعروف للبلاد من خلال الأبحاث التي نقدمها باسم الإمارات في المؤتمرات الدولية، كي يرى العالم إلى أين وصلت المرأة الإماراتية، ومدى الدعم الذي تقدمه لها القيادة الرشيدة للدولة، والفكر الذي يطبقه من خلال شبابه، وقد لمسنا رد فعل العالم تجاه المرأة الإماراتية وما وصلت له، من خلال الاحترام والتقدير الزائد لمجهودنا والأبحاث التي نلهم بها العالم».

إنجازات متواصلة للمرأة الإماراتية.. باحثات إماراتيات يساهمن في تقدم علوم الفضاء

نبني طاقات من داخل الدولة

وتبين نورة الأميري، المحللة والباحثة في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، «أتاحت لنا الدولة الفرصة كي نتعلم ونتخصص في العلوم الدقيقة التي تجعلنا نكتفي بأنفسنا كإماراتيين من دون الحاجة للاستعانة بخبراء من الخارج، فقد دخلت هذا المجال العلمي ولم أتردد أبداً، ليس بسبب قلة الفرص، ولا حتى من فكرة تفضيل فئة الرجال عن النساء، بل كنت متأكدة أنني قادرة على خدمة دولة الإمارات في المجال البحثي، وتخصصي كباحثة فيزيائية ومتخصصة في الطاقة، أن أزود قطاع الفضاء في الإمارات بالعلوم والأبحاث، وكذلك الفرص المتاحة في المجال، وهي كثيرة جداً، ولا تعد ولا تحصى، وكافية لبناء طاقات شبابية من داخل الدولة».

إنجازات متواصلة للمرأة الإماراتية.. باحثات إماراتيات يساهمن في تقدم علوم الفضاء

دوري كمرشد يستقطب الشباب لدراسة الفضاء

كما التقينا خلال تواجدنا في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، أسماء حتاوي التي تعمل كمرشدة علمية في القبة الفلكية بالأكاديمية، وهي حاصلة على ماجستير في فيزياء الفلك، وأوضحت لنا «منذ الصغر وأنا لدي شغف بعلوم الفضاء، وقررت السفر إلى كندا لدراسة تخصص فيزياء الفلك، حيث حصلت على الكثير من العلم الذي قررت أن أخدم به بلدي بالعمل كمرشدة علمية للإجابة عن الأسئلة المتعددة والذكية عن الفضاء، إذ لابد أن تكون الإجابات مبنية على أساس علمي، لأنها قد تكون بداية طريق لأطفال وشباب يرغبون في دراسة الفضاء والعمل به، فالأمر ليس ترفيهياً كما يظن البعض، فالقبة الفلكية خلقت شغفاً لدى العديد من الأطفال والشباب للتخصص والعمل في مجال الفضاء، خصوصاً أننا نجيب عن تساؤلاتهم بطريقة علمية وعملية».

إنجازات متواصلة للمرأة الإماراتية.. باحثات إماراتيات يساهمن في تقدم علوم الفضاء

رسالتنا أن نكمل أدوار بعضنا البعض

تعمل عائشة الملا على جانب توعية الجمهور من خلال تنسيق المقابلات بين السماء والأرض، حيث يتحدث رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى جمهوره من مختلف الفئات العمرية، «من خلال منصبي كمدير قسم الفعاليات والمشاريع في مركز محمد بن راشد للفضاء، أقوم بتنسيق اللقاءات مع رائد الفضاء سلطان النيادي، للتعريف بقيمته المهمة. إذ يقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بتنظيم سلسلة «لقاء من الفضاء» لمنح الجمهور في دولة الإمارات، لاسيما النشء والشباب، فرصة التواصل المباشر مع النيادي عبر تقنية الاتصال المرئي، للتعرف منه شخصياً إلى تفاصيل مهمته التاريخية، والتجارب التي يقوم بها والفوائد المرجوة منها، الأمر الذي يحفزهم ويعرفهم أكثر عن المهام التي تقوم بها دولة الإمارات في الفضاء. فتوعية الجمهور من الأهداف التي نحرص على تحقيقها في مركز محمد بن راشد للفضاء، ونواجه في سبيل ذلك العديد من التحديات التقنية أو التنظيمية، لكننا نتجاوز الأمر من أجل حرصنا على إيصال المعلومات لكل فئات المجتمع، فنحن في المركز نكمل أدوار بعضنا البعض، فلا يمكن معرفة ما يقوم به المهندس أو رائد الفضاء من دون هذه الفعاليات التوعوية التي ننظمها من حين لآخر».

 

مقالات ذات صلة