الباحثات الخليجيات.. مسيرة متقدمة في طريق إثبات طموحهن العلمي
منح الفرص للباحثات العربيات أتاح لهن المجال لإيجاد الحلول المستدامة للقضايا والأمراض التي تواجه البيئة، من خلال منظور أنثوي جديد ومبتكر، فقد مهّدت إنجازات العالمات الاستثنائية، وتفانيهن في ذلك، الطريق للتقدم في مختلف المجالات في المنطقة، وكان لإنجازاتهن أثر في جميع المجالات العملية التي تعزز استدامة البيئة.
فقد تمكنت باحثات من دول مجلس التعاون الخليجي من إثبات طموحهنّ في مجالات علوم الحياة والفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر، في «برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونيسكو من أجل المرأة في العلم»، التي تعمل على تمكين النساء اللاتي يقدمن تغييرات جذرية في مجالاتهن، وقدمن عدداً من التجارب العلمية المستدامة، تماشياً مع توجهات عام الاستدامة، وتزامناً مع مؤتمر المناخ «COP28»، فقد استحققن التكريم من البرنامج، بالشراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، خلال الاحتفال بمناسبة الذكرى العاشرة لرعاية وتعزيز المساعي العلمية لـ51 باحثة من دول مجلس التعاون الخليجي، مع مِنح تبلغ قيمتها 3.4 مليون درهم إماراتي.
سارة إسحاق الخوري
طاقة خضراء لتعزيز رؤية الاستدامة في الإمارات
وجّهت سارة إسحاق الخوري، من الإمارات، بحثها لفحص ودراسة الوقود الحيوي الصديق للبيئة، للحدّ من انبعاث الكربون ومعالجة تغيّر المناخ لتحقيق فوائد على الصعيد العالمي، وتقديم خيارات آمنة ونظيفة للوقود في قطاع النقل لدى دولة الإمارات، والتخفيف من التأثيرات السلبية في المناخ، وهذا يتماشى مع عام الاستدامة وأهداف مؤتمر «COP28»، وقالت: «تخصصت في الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة، وتلقيت تدريبات في الخارج شملت أحدث تقنيات السنكروترون، والتحليل الطيفي للأشعة السينية، والتحفيز في مفاعل الضغط العالي، وبحثي يقدم حلولاً عملية لمواجهة التغيّر المناخي، فقد عملت على تطوير تكنولوجيا لإنتاج وقود متجدد خالٍ من الكربون، مثل البنزين الأخضر والوقود الأخضر للطائرات، المستخرج من زيت النخيل، وهذا التوجه في البحث يتماشى مع رؤية الإمارات لتعزيز مصادر الطاقة المستدامة في 2050 لزيادة مصادر الطاقة من 25 إلى 50 في المئة».
دانة السليمان
تحديات تشخيص السرطان
درست الباحثة دانة السليمان، من السعودية، التخصصات العلمية في كندا، وتخصصت في الهندسة الطبية في إنجلترا، حيث ركزت على التحديات في تشخيص الإصابة بالسرطان، وقالت «أبحاثي ركزت على تقنية معينة لاستكشاف مرض السرطان من خلال أخذ عيّنة، دم بدلاً من الخزعات التي تؤخذ من الخلايا السرطانية، عبر مادة الهيدروجل المستخلصة من الطحالب البحرية، ومن خلالها عززت مبدأ الاستدامة في أبحاثي باستخدامي مواد من الطبيعة، ووجدت طريقة للكشف المبكر عن الإصابة بالسرطان».
د. فاطمة العوضي
مصادر جديدة للأدوية من البكتيريا البحرية
تقول الدكتورة فاطمة العوضي، من الكويت: «من خلال عملي في مجال الصيدلة، اكتشفت شغفي بالبحث في مصادر الأدوية، وبدأت بالبحث في المنتجات الطبيعية بعد انتقالي للولايات المتحدة الأمريكية. وقد تمكنت من فهم كيمياء وبيولوجيا الطحالب الخضراء المزرقة للأغراض الطبية، وتكمن أهمية هذا البحث في اكتشاف إمكانات علاجية غير مستغلة، مثل مركبات تمنع انتشار الخلايا السرطانية، وكذلك قمت باكتشاف نشاط مضاد للالتهابات، وجميعها مستكشف من البكتيريا البحرية، وأكثرها من سواحل فلوريدا، فالبحر فيه تنوعات بيولوجية كبيرة».
ليلى الدخيل
استخدام البكتيريا لإعادة تدوير البلاستك
ارتبطت الباحثة ليلى الدخيل، من السعودية، بأشجار القرم التي تشتهر بها الجزيرة التي تعيش فيها، وخافت أن تموت في المستقبل بسبب تلوث البيئة، وأوضحت «أقوم في بحثي بتحديد مجموعات الكائنات الحية الدقيقة التي يمكنها تفكيك البلاستيك وتحويله إلى نفايات، وأدرس التراكمات للميكرو بلاستيك من البيئة، من خلال استخراجها ومعرفة مصدرها، ونوعها، وتأثيرها في البيئة، لمعرفة كيف نحد من استخدامها بسبب التأثير السلبي لها، كما أدرس طرق التخلص منها بطريقة إيجابية، وقد وجدت الحل في البكتيريا الموجودة في الطبيعة، فهناك نوع من البكتريا التي تتغذى على البلاستيك وتحوله إلى أجزاء بسيطة، وهذا الدور للبكتيريا يسهم في عملية إعادة تدوير البلاستيك، وبهذه الطريق لا نحتاج إلى أي طاقة أو تكاليف باهظة منه».
نادين ناجي
تسهيل الفحص الطبي لمرض النوروفيروس
أما نادين ناجي، من قطر، فقد بحثت في طريقة سريعة للكشف عن المرض الذي لا يعلم عنه الكثير من الناس، واشارت إلى أن «هدفي تعريف الناس بمرض النوروفيروس (NoV)، الذي يتسبب في وفاة 50 ألف طفل سنوياً في العالم، وهو سريع الانتشار والتفشي، خصوصاً إذا أصاب شخصاً مناعته ضعيفة، والاختبار الوحيد له عبر «بي سي آر»، وهو فحص غال وغير متوفر للجميع، وقد طورت اختبارات منخفضة الكلفة وسهلة الاستخدام (LFA) للكشف المبكر والسريع، عن النوروفيروس (NoV) والتهاب الكبد الوبائي (HEV)، وهذا الكشف يمكن تطبيقه في المدارس والأماكن التي تشهد تجمعات كبيرة، للحد من انتشاره، إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة من الإصابة بالمرض».
نهى مسعد
الكشف المبكر عن سرطان الثدي
تعمل الباحثة نهى مسعد، من الإمارات، على تطوير المؤشرات الحيوية المبكرة لسرطان الثدي، لتحقيق معدلات بقاء أفضل للمرضى، وقالت «علم المؤشرات الحيوية يسهم في الكشف عن الإصابة بمرض سرطان الثدي من دون ظهور أي أعراض على المريضة، إذا تم التعامل مع التقنية كروتين دوري، واكتشفت أن هذا المؤشر الحيوي موجود بنسبة عالية في عيّنات للمصابات بسرطان الثدي، ونهدف في المرحلة الحالية لتطوير البحث لتحاشي تطور المرض، وعلاجه في فترة مبكرة من الإصابة».
سارة الأميري
زيادة نسبة الباحثات والعالمات
تقول سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، إن المبادرات الشبيهة بمبادرة «لوريال»، تمهد الطريق نحو التنوع وتمنح أساساً ضرورياً في السعي لتحقيق التقدم العلمي والابتكار ومجتمع أكثر شمولية، فقد مثلت النساء 27% من الباحثين في جميع أنحاء العالم، في نهاية التسعينات، وارتفعت هذه النسبة إلى 30% في عام 2014. وإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من وجود زيادة تدريجية في عدد النساء اللاتي يسعين إلى الحصول على مهن علمية، لكن تمثيلهن في مجال البحث لا يزال غير كاف.
اكتشاف المواهب في دول مجلس التعاون الخليجي
من جهته، أكد لوران دوفيه، المدير الإداري لشركة «لوريال الشرق الأوسط»: «لقد كان برنامج «لوريال-اليونيسكو من أجل المرأة في العلم» بمثابة شهادة على المواهب الاستثنائية وفكر وعزيمة العالمات في دول مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه منذ 10 سنوات».