30 مارس 2024

"مؤذن الفريج".. مبادرة تكشف مواهب الأطفال وتعزز القيم الدينية

محررة في مجلة كل الأسرة

في رحاب شهر الخير، تبرز مبادرة «مؤذن الفريج» الأولى من نوعها، بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري ومؤسسة «فرجان دبي» الاجتماعية، وبمشاركة أكثر من 300 طفل وشاب إماراتي، بهدف توثيق الصّلة بين الأسرة والمسجد، وتعزيز القيم الدينية والوازع الديني بين الشباب والأطفال، بأخذ دور المؤذن في الأحياء والفرجان المحلية.

ومن النماذج المشاركة في مبادرة مؤذن الفريج، الطفل حمد خالد الريس، 13 عاماً، الذي كان لالتزامه بالالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن وتشجيع الأسرة دور رئيسي لمشاركته في المبادرة، وتكشف والدته فاطمة عبد الله الركن «من بين أربعة من أبنائي اختار حمد وعمر، من دون تردّد، المشاركة في المبادرة لحظة سماعنا عنها مباشرة، وكمواطنة، أجد أن تدريب الأطفال على أداء الأذان والصلاة في مساجد الفرجان، يحفز، ويحبب إلى الأطفال الالتزام بالصلاة، ومشاركة حلقات حفظ القرآن، وغيرها من العبادات».

عوامل كثيرة ساعدت كلاً من حمد وأخوه عمر، على النجاح في خوض هذه التجربة، تشير الركن «لم يستغرق التدريب على أداء الأذان أكثر من ساعة، وجود منزلنا بالقرب من المسجد، ومشاركتهما في حلقات ومسابقات قرأة القرآن في المدرسة كانت كلها أدوات ساعدت على التغلب على مخاوفهما والنجاح في الاختبارات الأولية».

فيما جاءت مشاركة المؤذن الطفل محمد علي محمد عباس، 9 أعوام، في المبادرة بدافع من والده الذي يطمح إلى أن يكون مؤذناً للفريج حيث يسكنون، إلى جانب حفظه للقرآن وتلاوته، يقول والده علي محمد عباس «لا يمكن أن أخفي تردّد ولدي في المشاركة في المبادرة بداية، وهو أمر طبيعي ووارد أن يتعرّض له أي طفل، لكن الدعم والتشجيع اللذين حصل عليهما منّي ومن والدته، كانا دافعاً لترحيبه وتقبّله للأمر، إلى جانب حرصنا الدائم والمستمر على مشاركته دروس حفظ القرآن، وتلاوته، وأداء الصلاة في وقتها، وتعليمه قواعد الدين».

يوضح علي محمد عباس دور العامل التحفيزي في دعم الأطفال على أداء الصلاة، والالتزام بقيم الدين «مشاركة ابن عمه الذي سبقه للالتحاق بالمبادرة، ومشاركته الأذان مع الشيخ مشاري العفاسي، منح محمد دافعاً أكبر للمشاركة، كما ساهم منحه فرصة إمامتنا في الصلاة وترديد الأذان، وحضوره ومشاركته من الأمور المهمة، في بناء شخصية متزنة مسؤولة عن نفسها، وغيرها من المحيطين».

تبرز قصة المؤذن عبد الله سليمان عبد الله، 8 سنوات، كمثال على دعم الأهل لأبنائهم وتشجيعهم على التميز، يوضح والده سليمان عبد الله سليمان «شخصية عبد الله المتميزة، وملازمته الصلاة له في المسجد، وحفظه للقرآن، وإجادته قراءته، ومشاركته المجالس الدينية، جميعها أسباب ساعدتنا على ضمه للمبادرة من دون تردد».

وفي إشارة منه إلى التدريبات التي يحتاج إليها الأطفال المشاركون في المبادرة، يكشف سليمان «لم يكن عبد الله بحاجة إلى الكثير من التدريب حتى أنه تلقى فترة تدريبية لا تتعدى الساعة ونصف الساعة، لمعرفة الطريقة الصحيحة للأذان في المرحلة التي أعقبت التسجيل، ليكون مستعداً للمشاركة. والتزام المسجد وإمامته زملاءه في الصلاة بالمدرسة ساعداه بشكل كبير على إجادة ترديد الأذان بالطريقة الصحيحة»، ويلفت إلى أن «على القائمين التركيز بشكل أكبر على قنوات الإعلان عن المبادرة، وكيفية المشاركة، والتسجيل، وضرورة منح الفرصة لجميع الأطفال المشاركين في تخصيص وقت لكل طفل لرفع الأذان في الفريج حيث يسكن، دعماً وتشجيعاً لاستمرارهم في تطوير أدائهم».

من جهته، يكشف جاسم محمد الخزرجي، مدير إدارة مراكز مكتوم للقرآن الكريم وعلومه «في إطار حملة رمضان في دبي، أطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، مبادرة «مؤذن الفريج»، الأولى من نوعها، والتي تهدف إلى اختيار أفضل مؤذن في فريج أو أحياء مدينة دبي في إطار تعزيز الهوية الإماراتية، وتعزيز الوازع الديني لدى الصغار».

يلفت الخزرجي «حصلت المبادرة، التي شارك فيها أكثر من 300 طفل وشاب إماراتي، على إشادة وتقدير من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، خلال رفع أحد المؤذنين المشاركين أذان المغرب خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للمهنئين في شهر رمضان المبارك. وتحرص المبادرة على تأهيل الشباب لتأدية الأذان بالطريقة الصحيحة، وتعزيز العلاقة بين الأسرة والمسجد، حيث تتضمن تدريب الأطفال والشبان على أداء الأذان بالشكل المثالي، كما يتم اختيار الفائز من خلال التصويت عبر منصات التواصل الاجتماعي».