بين "سيّد الخواتم" والمسلسلات التركية.. مواقع تصوير الأعمال الفنية وجهة سياحية مفضلة
في عالم يغمرنا فيه سيل من الصور والأفلام، لم تعُد الشاشات الفضيّة مجرد نوافذ للترفيه، بل باتت بوابات ذهبيّة للسّياحة والسفر، فمواقع تصوير الأعمال الدرامية والسينمائية تصبح معالم جذب رئيسية تغري المسافرين بزيارة أماكن لم يروا جمالها إلا في سياق المشاهد المبهرة.
فقد حظيت نيوزيلندا بعدسة «سيّد الخواتم»، بتوافد هائل من الزوار الذين أرادوا أن يحيوا تجربة «الهوبيت» على أرض الواقع، وباتت مدينة «إدنبرة» في اسكتلندا وجهة مفضلة لعشاق «هاري بوتر» بعد تصوير العديد من مشاهد السلسلة الشهيرة فيها.
وخلال استطلاع رأي أجرته «كل الأسرة» مع خبراء السياحة والسفر في سوق السفر العربي، الذي انطلقت فعاليّاته مؤخراً، في مركز دبي التجاري العالمي، وكذلك مع عدد من زوار المعرض، أكدوا أن الرغبة في زيارة مواقع تصوير المسلسلات والأفلام التي حققت شهرة واسعة، تُسهم بشكل كبير في تنشيط الحركة السياحية، وتساعد على تنويع وجهات السفر، وتعزز من جاذبية الدول التي تتيح أراضيها لتصوير الأعمال الفنية.
وقد استضاف جناح تركيا في سوق السفر العربي أبطال المسلسل التركي الذي يحظى بشعبية كبيرة «المؤسس عثمان»، حيث شهد الجناح إقبال العشرات من زوار المعرض لالتقاط الصور معهم، ومشاهدة الأبطال الذين خلقوا لديهم شغفاً بزيارة موقع تصوير المسلسل، حيث أكدت هذه الزيارة من أبطال المسلسل لجناح تركيا في المعرض، تحوّل المناطق التي تم تصوير هذا المسلسل فيها، والعديد من المسلسلات الأخرى، لوجهة سياحة مفضلة لعشاق الأعمال الدرامية بشكل عام، والتاريخية بشكل خاص.
من جهته، أشار محمد سالم، صاحب إحدى شركات السياحة، إلى طلب العديد من الراغبين في السفر خلال الإجازة الصيفية لتنظيم رحلة لموقع تصوير المسلسل المصري «الحشاشين»، الذي تم عرضه خلال شهر رمضان الماضي، حيث دفعت القلاع الكبيرة والديكورات المبهرة الكثير من المشاهدين للسؤال عن الأماكن التي جرى تصوير المسلسل فيها، والتي شملت 3 قارات، وعدداً من الدول، منها مصر، ولبنان، وسوريا، والمغرب، ومالطا، وكازاخستان.
وأوضح سالم في حديثه «لقد ألهمنا عشاق الدراما فكرة تنظيم رحلات خاصة إلى مواقع التصوير كواحدة من عوامل الجذب السياحي، خصوصاً بالنسبة إلى صنّاع المحتوى الذين يبحثون عن أفكار جديدة لتقيم محتوى منافساً يتعلق بالسياحة والسفر».
كذلك شهدت دولة الإمارات إقبالاً سياحياً على المواقع التي تم تصوير فيلمي «المهمة المستحيلة» و«فاست أند فوريوس» فيها، بإماراتي دبي وأبوظبي، ولكن على صعيد آخر كشف لنا عمرو دهشان، مدير قسم التسويق والمبيعات في منتجع «باب الشمس» في دبي، أنهم تلقوا المزيد من طلبات الحجز في المنتجع بعد مشاهدتهم لفيديوهات في مواقع تم اختيارها في المنتجع من قبل صنّاع الموضة والأزياء لتصوير جلسات تصوير الأزياء الخاصة.
وجذبت المئات من المتابعين لتلك المواقع والمجلات لزيارة الإمارات، خصوصاً أن المنتجع أبرز تصوير تعرّجات الكثبان الرملية الذهبية في قلب الصحراء بضواحي دبي، حيث يلتقى الجمال الريفي مع الضيافة الاستثنائية في تجربة بدوية أصيلة لضيوفه، إضافة إلى تجربة ركوب الخيل، والتنزه بين أحضان الصحراء على ظهر الإبل، والصيد بالصقور، والقيادة على الطرق الصحراوية الوعرة، هذه التجارب، وأكثر، تجذب السياح من خلال المحتوى الذي نقوم بتصويره فيها.
كما تحدث أحمد الحمود، مدير التسويق في هيئة تنشيط السياحة الأردنية، عن استمرار تدفق السياح لزيارة مواقع التصوير لأعمال سينمائية قديمة، مثل لورانس العرب، ويقول «أصبحت منطقة وادي رم ضمن مواقع التصوير المفضّلة لدى المخرجين والمنتجين، خصوصاً عند اختيار موقع بديل لكوكب المريخ، في فيلم المريخي.
وقد بدأ الجذب السياحي لهذه المنطقة منذ تصوير فيلم «لورانس العرب» الذي صدر في عام 1962، وفاز بـ 7 جوائز أوسكار، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الأردن تستقطب المزيد من السياح الذين قادهم الفضول والشغف للتجول في وادي رمل، ومنطقة البترا كذلك، وعادة نروّج للسياحة في الأردن من خلال التعريف بأن أبرز الأفلام العالمية تم تصويرها في صحراء بلدنا، مثل «حرب النجوم»، «علاء الدين»، «ثراشولد»، والفيلم الهندي العالمي «Indiana Jones and the Last Crusade»، وغيرها».
وخلال جولتنا في الجناح المصري طرحنا السؤال نفسه على عمرو القاضي، رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، خصوصاً أن مصر مثال بارز على ذلك، حيث ساهمت أفلام مثل «وادي الملوك»، و«سيريانا» و«المومياء» و«أبو الهول» في جذب السياح إلى مواقع التصوير في الأهرام، وخان الخليلي، وأشار إلى نجاح الأعمال السينمائية والدرامية على مر السنين في استقطاب ملايين السياح لمصر، واليوم، أصبح هناك إقبال على المدن الريفية التي تم تصوير العديد من الأعمال الدرامية فيها، مثل قرية تونس في محافظة الفيوم، وغيرها من المعالم التي أصبحت جاذبة لعشاق التصوير».
ويذكر جورج إبراهيم، أحد زوار «سوق السفر» من سوريا، الحالة التي صنعها مسلسل «ضيعة ضايعة»، ومسلسل «باب الحارة»، من «تحويل سكان البيوت القديمة لفنادق إقامة المئات من السياح الذين تدفقوا لزيارة سوريا لتجربة العيش في بيت سوري قديم، والتجول «بالقبقاب» الخشبي داخل هذه البيوت، والعديد من الطقوس التي روّجت لها المسلسلات السورية التراثية، حتى أن هنالك العديد من القرى التي كانت مواقع تصوير هذه المسلسلات، تم تحويلها قبل الحرب لمزار للسياح من كل دول العالم».
أما آمنة علي فقد خططت لزيارة كوريا الجنوبية بسبب رغبتها في التقاط الصور في جزيرة «نودل»، حيث تم تصوير مسلسل «صندوق الرمل» (ساند بوكس)، كذلك حديقة «سونتشونمان» الوطنية، التي تم تصوير العديد من المسلسلات والأغاني فيها، والكثير من القرى والمدن الكورية باتت زيارتها حلماً لعشاق السفر والسياحة، على حدّ قولها.
اقرأ أيضاً: اكتشفوا أجمل 4 مواقع للتصوير يُقبل عليها المشاهير والسيّاح في المدن التركية