10 يونيو 2024

علياء الياسي: تأسيس متحف وطني للإعلام ترسيخ لهويتنا

محررة في مجلة كل الأسرة

لقاؤها مع الشيخ زايد حُفر في ذاكرتها.. علياء الياسي: تأسيس متحف وطني للإعلام ترسيخ لهويتنا

رسم الشغف طريقها إلى الإعلام، حيث كانت في السادسة من عمرها عندما كانت تقرأ العناوين الرئيسية لصحيفة الخليج في الإذاعة المدرسية، لتحلم بأن تخوض مجال الإعلام.

تتوقف علياء حسن الياسي، إعلامية وباحثة في مجال الاتصال الاستراتيجي، عند محطات مثمرة في مسيرتها، وتستعيد موقفاً حُفر في ذاكرتها، ولا يغادرها، حيث التقت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وقدمت له مظروفاً تضمن آلاف الرسائل جمعتها من المواطنين والمقيمين، الذين أحبّوا أن يوصلوا تقديرهم، وتهانيهم، وحبّهم للشيخ زايد بكلمات من القلب إلى القلب، وأهدته إليه شخصياً.

الياسي تواكب المسيرة الإعلامية للدولة، وسبق ودَعت إلى تأسيس متحف وطني للإعلام، كما أصدرت كتاب «هويتنا الإعلامية» الذي يرصد تاريخ الإعلام الإماراتي منذ 1927..
لقاء يلقي الضوء على جوانب عدة من مسيرة علياء الياسي.

لقاؤها مع الشيخ زايد حُفر في ذاكرتها.. علياء الياسي: تأسيس متحف وطني للإعلام ترسيخ لهويتنا

كيف بدأت مسيرتك في مجال الإعلام؟

يمكنني القول إن موهبتي وشغفي بالإعلام رسما مساري العلمي والوظيفي. منذ السادسة من عمري، كنت أقرأ بعض العناوين الرئيسية التي كانت تنشر في جريدة الخليج، في الإذاعة المدرسية يومياً، وبدأت بالكتابة وإعداد المجلات المدرسية شهرياً، وتدرّبت في نادي دبي للصحافة في عمر الـ14 سنة، ومجلة «كل الأسرة»، كما كانت تنشر لي مساهمات في صحيفة الخليج «شباب الخليج»، ومقالات أخرى باللغتين العربية والانجليزية، تنشر محلياً وخليجياً.


أهديت الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مظروفاً تضمن آلاف رسائل التقدير والحب، من المواطنين والمقيمين، ولقائي معه عزّز رؤيتي للقيادة واحتضانها الأبوي لأبناء الإمارات

لك قصة مع الشيخ زايد وتصميمك لمظروف بريدي أهديته إليه.. كيف تستعيدين تفاصيل تلك اللحظة؟

في عمر الـ14عاماً، بادرت إلى اقتراح وتنفيذ فكرة تصميم أكبر مظروف في العالم، وأهديته إلى الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وقد جمعت فيه آلاف الرسائل، من المواطنين والمقيمين، الذين أحبّوا أن يوصلوا تقديرهم، وتهانيهم، وحبهم لزايد الأسطورة الخالدة، بكلمات من القلب إلى القلب، وتسنّى لي شرف إهدائه هذا المظروف شخصياً. فقد عزّز دعم الوالد المؤسس لبناته وأبنائه والتواصل الشخصي معهم واحتضانه الأبوي لهم، شخصياتنا، وثقتنا بأنفسنا، وبقدراتنا.

وعلى الصعيد الشخصي، لا أنسى هذا الموقف، وأكاد أتذكّره يومياً، لأنها كانت أول رسالة مباشرة لي مفادها أن قيادتنا الرشيدة تدعم أبناءها، وتفخر بإنجازاتهم، وتحتفي بهم، وتنتظر المزيد منهم لتحقيق النهضة التنموية المستدامة، لنكون خير من يمثل دولتنا الحبيبة، وهذا ما شجعني على مواصلة ما بدأته لخدمة مجتمعي، والمساهمة في إبراز سمعته عالمياً.

وتواصل قيادتنا الرشيدة السير على نهج الوالد المؤسس، طيّب الله ثراه، من خلال الجهود الملموسة في دعم الشباب، والمواهب، والمبدعين، وزيادة نسبة الإبداعات والصناعات الثقافية، والمحتويات الإعلامية، الهادفة والرصينة، والتي تسهم في رواية قصص نجاح الإمارات، محلياً وعالمياً.

لقاؤها مع الشيخ زايد حُفر في ذاكرتها.. علياء الياسي: تأسيس متحف وطني للإعلام ترسيخ لهويتنا
سمو الشيخ عبدالله بن زايد يكرّم علياء الياسي

كإعلامية، ما الموقف الإنساني الذي ما زال راسخاً في ذاكرتك، وما القضايا التي تلمسك شخصياً للكتابة عنها؟

زيارتي لمخيم اللاجئين السوريين في مريجيب الفهود الإماراتي - الأردني، كان الموقف الأكثر إنسانية الذي عايشته خلال مسيرتي. فأنا أرى أن كل الجهود التي تقوم بها حكومة الإمارات وفرق العمل يجب أن يتم إبرازها، ونشرها، وتوعية أفراد المجتمع بها، لأنهم جزء محوري في تطبيقها، وإتمامها، ومنها الاستراتيجيات والمفاهيم الحكومية، والمبادرات والمشاريع الوطنية، والجهود الدولية التي تقوم بها الإمارات لاستدامة التنمية البشرية وتحقيق الرخاء والرفاهية لكل الشعوب.

كما أحاول إيراد أي شيء أسمعه، أو أتعلّمه من الدورات التدريبية والبرامج التعليمية التخصصية، في مقال يفيد الباحثين، والكتّاب، والقرّاء، لإيماني بأهمية نقل المعرفة.

أعددت دراسة بحثية بشأن تأسيس المتحف الوطني للإعلام في الإمارات. ما الهدف الذي ترتكز إليه الفكرة وأهميتها؟

فكرة إنشاء متحف وطني للإعلام جاءت بعد اطّلاعي على أفضل الممارسات في عدد من الدول المتقدمة في هذا المجال، والهدف من الفكرة يتماهى مع رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ الهوية الوطنية، ودعم لمكانة الدولة الرائدة والسبّاقة في مختلف المجالات، وإبراز الإنجازات التي حققتها الدولة، أسوة بالمتحف الوطني للإعلام البريطاني، الذي يؤرّخ لمختلف وسائل الإعلام.

قمت بتسجيل فكرة الدراسة في إدارة حقوق النشر بوزارة الاقتصاد، وترصد الفكرة توثيق تاريخ الإعلام الإماراتي منذ بداياته، وتعريف الأجيال الشابة والمهتمين به، والتعريف بنشأة المؤسسات الإعلامية، الاتحادية والمحلية، والترويج للفعاليات والجوائز الإعلامية.

والمتحف يشكّل واجهة تعليمية لطلاب العلم، ويعدّ مرجعاً ومصدراً لطلبة الإعلام، والباحثين، والمهتمين، سواء الإماراتيين، أو المقيمين، أو السائحين.

لقاؤها مع الشيخ زايد حُفر في ذاكرتها.. علياء الياسي: تأسيس متحف وطني للإعلام ترسيخ لهويتنا

كتاب «هويتنا الإعلامية» يرصد تاريخ الإعلام الإماراتي منذ 1927، ما أبرز ملامح هذه الهوية وكيف تطورت مع الوقت؟

يسرد الكتاب نشأة وسائل الإعلام في الدولة، ويرصد التطورات التي مرّ بها الإعلام في الإمارات، واعتمدت فيه على المعلومات الشفهية من رواد الإعلام، والرعيل الأول من الإعلاميين، والمؤسسين، وعلى البحث في الكتب والزيارات الميدانية للمؤسسات الإعلامية في الدولة. وفي فصوله التسعة، تناول كشفاً بالصحف الشعبية، ومؤسسيها، والصحف والمجلات التخصصية باللغتين العربية والإنجليزية، قبل وبعد قيام الاتحاد والمؤسسات الإعلامية، إلى الإعلام المرئي والمسموع، والمناطق الإعلامية الحرة، والفعاليات الإعلامية، ورعاية الإعلاميين، وتكريمهم، وحمايتهم القانونية، وميثاق الشرف الصحفي، وأخلاقيات المهنة. كما تطرقت في فصل آخر، لجيل الرواد ولمحاتهم الشخصية، إضافة إلى الوثائق الإعلامية، بخاصة قانون المطبوعات والنشر وقانون جرائم تقنية المعلومات، بغرض تسهيل آلية البحث ومعرفة الشروط والمعايير الخاصة بالتراخيص الإعلامية.

ويعتبر إطلاق استراتيجيات المؤسسات الإعلامية المحلية والاتحادية، لتطوير قطاع الإعلام الوطني، مرحلة جديدة لازدهار صناعة الإعلام الإماراتي، لما تتطلبه من تأهيل واستقطاب كوادر وطنية متخصصة، ومواصلة الإنتاج الإعلامي بجودة ومحتوى هادف ورصين، يعكس مبادئ الإمارات في احترام التعددية الثقافية، والتعايش بتسامح، ويتوافق مع معايير المحتوى الإعلامي، ورواية قصة نجاح الوطن في كل المجالات، ونقلها إلى العالم أجمع.

لقاؤها مع الشيخ زايد حُفر في ذاكرتها.. علياء الياسي: تأسيس متحف وطني للإعلام ترسيخ لهويتنا

في سياق عملك، ما أبرز التحديات التي واجهتك؟

في دولة الإمارات، لا يوجد فرق بين المرأة والرجل، فكلاهما سواء ويكمل أحدهما الآخر، ودورهما محوري في عملية النهضة والتنمية المستدامة، وللإمارات جهود بارزة في ملف التوازن بين الجنسين، وتمكين المرأة. فما حققته المرأة الإماراتية في 50 عاماً، لم تحققه نساء العالم في قرن، وهذا بفضل من الله، وحكمة قيادتنا الرشيدة، وقد برزت في كل القطاعات.
وعلى صعيدي الشخصي، أعتبر كل التحديات التي واجهتها بمثابة الفرص التي استطعت من خلالها إيصال أفكاري، وصقل مهاراتي.

سبق وترشحت للمجلس الاستشاري بإمارة الشارقة.. في معادلة السياسة والصحافة، أي من المجالين ترينه الأقوى؟

كلاهما يكمل الآخر. فالبرلمان يجسد دعم المجتمع وإيصال رسائل ومبادرات الحكومة إلى المستحقين، ومساندة صناع القرار من خلال تقديم الاستشارات حول موضوعات معينة، من شأنها خدمة المجتمع وتحقيق جودة حياتهم ورفاهيتهم.

وللإعلام دور مساند وداعم لكل عمليات التنمية المستدامة، من خلال التوعية، والنشر، وسرد قصص نجاح الإمارات وأبنائها، في كل المحافل والمجالات، ويكفيني شرفاً إتاحة الفرصة لي للمشاركة وخوض التجربة البرلمانية، والتعرف إلى خطواتها.

لقاؤها مع الشيخ زايد حُفر في ذاكرتها.. علياء الياسي: تأسيس متحف وطني للإعلام ترسيخ لهويتنا

بخصوص إدارة الاتصال الحكومي، إلى أي مدى هذا الدور يسهل عمل الصحفي أو يعيقه، وإلى أي مدى يسهم في تعزيز القطاع الإعلامي؟

للاتصال الحكومي دور بارز ومكمّل لتعزيز جهود القطاع الإعلامي، فهو من يرسل الرسائل الإعلامية والاستراتيجية للفئات المستهدفة، وباستخدام قنوات الإعلام، التقليدي والحديث، وهو من يقوم بصناعة المحتوى الإعلامي الذي يحمل قيم التسامح والتواصل الحضاري من أجل التنمية البشرية المستدامة، وينقل المنجزات الإماراتية التي نشهدها، ونفتخر بها، وبسواعد أبناء الإمارات المخلصين، وهو من يضع الخطط الإعلامية والاتصالية، ويعزز من الشراكات الإعلامية الاستراتيجية، وهو من ينظم ويشرف على إدارة الفعاليات والمعارض والمناسبات.

وتميزت الإمارات بجودة هويتها الإعلامية التي أسهمت في نشر قصتها ورواية مسيرة نجاحها منذ التأسيس وتحديد خط سيرها لمستقبل أكثر إشراقاً، وإبراز هويتها الوطنية الأصيلة، وترسيخ مكانتها، باعتبارها مدينة الفرص الجاذبة للمال والأعمال والعقول المبتكرة والمواهب.

إن التجربة الإماراتية النموذجية في مجال الاتصال الحكومي دفعت عدداً من الدول للاستفادة من هذه التجربة بنقلها وتطبيقها في مجتمعاتها، من خلال إجراء المقارنات المعيارية، أو تنفيذ البرامج التدريبية المشتركة للاستفادة والمساهمة الإيجابية في تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي، والتواصل البنّاء بين الحكومات وأفراد المجتمع وتوعيتهم وتثقيفهم بكل ما يخدم أهداف التنمية المستدامة والازدهار الإنساني.

ماذا تحدثيننا عن أسرتك؟ وكيف تواكبين المهام ضمن محيطك الصغير؟

الأسرة هي سرّ النجاح والازدهار والنمو المتوازن وتحديداً الأم لأنها المدرسة والمعلمة والمربية، ودعم أفراد أسرتي لي وثقتهم بي يعنيان لي الكثير. فأسرتي هي دافع لتطوري وحافز لأكون عضواً فعالاً في المجتمع.

* تصوير: السيد رمضان