د. ليلى تريم على غلاف مجلة كل الأسرة
تكمن أهمية برامج الإقامة والزمالة الإكلينيكية التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في توفير الفرص للطبيبات الإماراتيات لتطوير مهاراتهن ومعرفتهن الطبية من خلال التدريب والتأهيل المستمر، ومساهمته في تحقيق التميز العلمي والتقني في مجال الرعاية الصحية، ورفع الكفاءة وجودة الخدمات الصحية، وبناء جيل من الطبيبات المحترفات والمتخصصات، مما يسهم في تعزيز قدرات النظام الصحي الإماراتي والمساهمة في تحسين حياة المرضى والمجتمع بشكل عام.
ولمعرفة المزيد عن البرنامج التقت محررة «كل الأسرة» وفاق سلمان مجموعة من الكوادر النسائية الطبية المشاركة فيه للتعرف إلى أبعاد مشاركتهن وأهمية وجود المرأة الإماراتية في القطاع الطبي:
د. ليلى تريم: تطوير كفاءة بنات الإمارات في قطاع الرعاية الصحية
يعكس البرنامج مدى التزام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في صقل مهارات المرأة الإماراتية وتعزيز دورها وصولاً إلى أعلى مستويات التميز في المجتمع وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمجتمع. حيث تأتي هذه المبادرة في إطار التطلعات الطموحة لحكومة الإمارات في تحقيق الريادة والتميز وتحقيق الرؤية الصحية المستدامة في مجال الرعاية الصحية. تتحدث الدكتورة ليلى تريم، استشاري أطفال خدج وحديثي الولادة في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، رئيس قسم التعليم الطبي، باعتبارها المشرف العام لبرامج الإقامة والزمالة الإكلينيكية في مركز التدريب والتطوير لدى مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، عن الأبعاد المرجوة من المشروع، قائلة «يهدف البرنامج لتأهيل وتعزيز قدرات الكوادر الصحية النسائية في دولة الإمارات بالمعرفة والمهارات اللازمة، والمساهمة في تعزيز تحقيق المساواة بين الجنسين وتوسيع دور المرأة في القطاع الطبي وتمكينها من الوصول إلى المناصب القيادية، ورفد المؤسسات الطبية بكوادر وطنية مؤهلة في مختلف التخصصات الطبية مثل الطب العام، والأمراض الباطنية، والجراحة، والأطفال، والنسائية والتوليد، والطب النفسي، وغيرها من التخصصات الأخرى، وذلك من خلال التدريب بمنشآت طبية عالية الكفاءة مزودة بأحدث التجهيزات والإمكانات الطبية، ليكتسبن خبرات عملية وأكاديمية بمعايير عالمية رائدة تمكنهن من تقديم أفضل الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين».
نقوم بإعداد برامج تدريبية وتعليمية تحت إشراف أمهر الأطباء الاستشاريين والمتخصصين في المجالات الطبية
تبين د. ليلى دورها كمشرف عام للبرامج «يتلخص دورنا في تحديد احتياجات ومتطلبات الطبيبات الإماراتيات اللواتي يرغبن في تطوير مهاراتهن والمساهمة في مجال الرعاية الصحية بشكل أكبر، إذ نقوم بإعداد برامج تدريبية وتعليمية تحت إشراف أمهر الأطباء الاستشاريين والمتخصصين في المجالات الطبية وذلك في إطار الحرص على تنمية وتطوير كفاءة بنات الإمارات في قطاع الرعاية الصحية، مع الحرص على توفير بيئة تعليمية تشجع على التعلم النشط والمشاركة الفاعلة لتحقيق تجربة تعليمية شاملة وإيجابية، وتدعم الابتكار والبحث العلمي بهدف تحسين جودة الخدمات الطبية وتقديم رعاية صحية أكثر فاعلية وتكيفاً مع احتياجات المجتمع، وبالتالي رفع مستوى الرعاية الصحية في الإمارات إلى أعلى المستويات العالمية».
د. موزة المعلا: البرنامج طريق للحصول على شهادة التخصص
عن سبب مشاركتها البرنامج، تكشف الدكتورة موزة راشد المعلا، طبيبة أسرة، «حصلت على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من كلية الطب في جامعة الشارقة عام 2021، واخترت طب الأسرة كونه تخصصاً شاملاً وواسعاً يقدم الخدمات الصحية النفسية والبدنية لجميع أفراد الأسرة، بما فيها المساعدة في التوعية بطرق الوقاية من الأمراض والكشف المبكر عنها ورعاية الأمومة والطفولة وعلاج الأمراض الحادة والمزمنة التي تستلزم رعاية مستمرة للمرضى من مختلف الأعمار». تكشف عن دورها كطبيب في برنامج الإقامة «يستمر وجودي ضمن برنامج الإقامة لأربع سنوات، ما زلت في مرحلة التدريب والتعلم لكني أقوم بعملي كأي طبيب آخر في التخصصات الطبية الأخرى من تقديم الرعاية الصحية وعلاج المرضى على أكمل وجه، إلى جانب التزامي بالدراسة وتطوير مهاراتي الإكلينيكية، فهو الطريق للحصول على شهادة التخصص والوصول للنجاح وتحقيق حلمي بأن أكون طبيبة أسرة تتمتع بكافة المؤهلات العلمية والعملية».
تفضل الكثير من النساء الحصول على الرعاية الطبية من قبل طبيبة مواطنة
تعزيزاً لأهمية دور المرأة، حرصت قيادة دولة الإمارات على دعمها للقيام بدورها في تقديم الرعاية الصحية والمساعدة للمرضى في القطاع الصحي الذي أصبح ملحاً بشكل أكبر، تبين د. الملا «إن كانت المرأة نصف المجتمع يجب أن تشكل نصف الكادر الطبي سواء موظفات إداريات، أو ممرضات أو طبيبات»، وتلفت «تمسك المجتمع الإماراتي بالقيم والعادات والتقاليد يؤكد أهمية وجود المرأة في القطاع الطبي بشكل كبير، حيث تفضل الكثير من النساء الحصول على الرعاية الطبية من قبل طبيبة مواطنة عند طلب الاستشارة الطبية».
د. فاطمة آل علي: وجود المرأة في القطاع الطبي عامل محفز للنساء
وظفت شغفها في مساعدة الآخرين للتغلب على مشاكلهم النفسية والعاطفية وتحسين جودة حياتهم، في دراسة الطب النفسي، حصلت على البكالوريوس في الطب العام والجراحة من جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية عام 2019، وأنهت سنة الامتياز ضمن برنامج مشترك بين مستشفى الشيخ خليفة العام في أم القيوين ومستشفى رأس الخيمة التخصصي.. تكشف د. فاطمة يوسف آل علي طبيعة عمل الطبيب النفسي «يتركز عملي على تقييم حالات المرضى وتشخيص المشاكل النفسية المختلفة التي يواجها الأشخاص، كالاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي وغيرها، لأقوم بعد ذلك بوضع خطط علاجية ملائمة مع الفريق النفسي تتضمن العلاج والدعم النفسي للمرضى وأفراد أسرهم، فأنا أؤمن بأهمية الصحة النفسية وتأثيرها الكبير في الجوانب الشخصية والعملية والعلاقات الاجتماعية للأشخاص».
وجود المرأة الإماراتية في القطاع الطبي يساهم في زيادة التنوع
وعن أهمية دورها في المشروع، تشير «يتمثل دوري كطبيبة نفسية مقيمة في تقديم الرعاية والعلاج لمن يعاني أمراضاً نفسية، وذلك من خلال تقييم الحالات وتشخيصها بعناية، وفهم الأسباب المحتملة للمشاكل النفسية التي تواجهها، وبناءً على التشخيص، يتم تنفيذ خطط علاجية لكل مريض، وذلك باستخدام أدوات علاجية متنوعة مثل العلاج النفسي السلوكي والدوائي إن لزم الأمر، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاستشارات للمرضى وأفراد أسرهم، حيث أعمل على توفير الدعم العاطفي والمشورة للتعامل مع التحديات النفسية التي يمرون بها، إلى جانب مهامي الأخرى في التثقيف الصحي وزيادة الوعي بالصحة النفسية، سواء عبر توجيه المرضى للمصادر الموثوقة أو من خلال إجراءات التثقيف العامة».
تكمل د. آل علي «وجود المرأة الإماراتية في القطاع الطبي له أهمية كبيرة، فهو يساهم في زيادة التنوع والتمثيل في القطاع الطبي حيث يعد هذا الأمر مهماً لتلبية احتياجات وتوقعات المرضى، كما يشكل عاملاً محفزاً للنساء الأخريات اللواتي يرين فيها نموذجاً يلهمهن ويشجعهن على اتباع مسار مهني في المجال الطبي».
د. شيماء البلوشي: فخر وطمأنينة على وجوه المرضى عند معرفتهم أن الطبيبة من بنات الدولة
بعد إنهاء دراستها الجامعية بالحصول على البكالوريوس في الطب والجراحة العامة من جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية عام 2017 ومرورها على الكثير من التخصصات كالطوارئ، والطب العام، والأنف والأذن والحنجرة، قررت الدكتورة شيماء طالب البلوشي اختيار طب الأسرة، تقول «وجدته الأنسب والأفضل كونه ينظر للمريض من عدة جوانب، فقد قال أحد الأطباء الكبار: «إن الطبيب العظيم ليس الذي يعالج المرض ولكن يعالج الشخص الذي به المرض»، هذا بالإضافة إلى ميزته في علاج المريض وأفراد أسرته حيث يمر معهم بمختلف مراحل حياتهم من الولادة إلى الشيخوخة، يعالج أمراضهم الشائعة والمزمنة، ويساعدهم بالحصول على التطعيمات وفحوص المدارس والجامعات والعمل والزواج والوقاية من الأمراض».
أتلمس فاعلية حضور المرأة من خلال مشاعر العز والفخر والطمأنينة على وجوه المرضى
ترصد د. البلوشي أبعاد دورها «كطبيب مقيم أسعى لإكمال وإتمام المهام المطلوبة مني بممارسة المهنة، عملياً في عدة مستشفيات ومراكز صحية، وعلمياً بالدراسة بما يؤهلني لاحقاً لتأدية الامتحانات المقررة والمعتمدة إقليمياً وعالمياً لممارسة الاختصاص»، يرسي التدريب في برنامج الإقامة أبعاد مختلفة على الصعيدين الشخصي والمهني، تكشفها البلوشي «تكمن الفائدة في تأهيل أطباء بكفاءات عالية يملكون من الخبرة ما يمكنهم لمواجهة كل ما يمكن أن يصادفهم في ميدان العمل كما حدث في جائحة «كوفيد-19».. وعلى الصعيد الشخصي أطمح بالحصول على شهادة تؤهلني لاحقاً للحصول درجة استشاري».
تتلمس د. البلوشي واقع وجود المرأة الإماراتية في القطاع الصحي «أتلمس فاعلية حضور المرأة من خلال مشاعر العز والفخر والطمأنينة على وجوه المرضى عند معرفتهم أن الطبيبة المعالجة هي من بنات الدولة ما يشكل أكبر دافع لاستمرارنا، فاللغة هي أحد أسباب بناء جسور الثقة بين المريض وطبيبه».
د. نجوى المدفع: القطاع الطبي محوراً رئيسياً في التنمية التي تشهدها الدولة
في طب الطوارئ يكون الطبيب على تماس كبير مع أصعب الحالات كالصدمات والنوبات القلبية وضيق التنفس وغيرها من الحالات الخطرة المهددة للحياة في أحرج اللحظات، تبين الدكتورة نجوى حمد المدفع، طبيبة الطوارئ الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الشارقة، «إنقاذ حياة شخص قريب في مواجهة الموت ومشاهدة أثر العلاج في المريض مباشرةً وبشكل سريع، أهم ميزة في طب الطوارئ، أفخر بأني جزء من المنظومة الصحية التي تم تأهيلها للحصول على الخبرات بمستويات تدريب ذات معايير عالمية لألبي الواجب الإنساني والمهني من أجل أن يحظى المواطن والمقيم برعاية صحية وفق أعلى المعايير الطبية».
برهنت المرأة الإماراتية كفاءة وتميزاً في جميع التخصصات والقطاعات الطبية
تشير د. المدفع لأهمية وجود المرأة الإماراتية في قطاع الصحة والقطاعات الأخرى ودعم الحكومة وأثره في نجاحها «تتناصف المرأة الإماراتية مع الرجال دورها الإنساني في حماية المجتمع ممثلاً في الوطن بكافة شرائحه، وتشارك القيادة الرشيدة في تمكين المرأة الإماراتية في جميع القطاعات بما فيها القطاع الصحي حتى أصبح هذا القطاع محوراً رئيسياً مهماً في التنمية المستمرة التي تشهدها الدولة، حيث برهنت المرأة الإماراتية كفاءة وتميزاً في جميع التخصصات والقطاعات الطبية، غير عابئة بكم المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقها في سبيل الحفاظ على المكتسبات في المجال الطبي، وما وصلت إليه في هذا القطاع ما هو إلا شاهد على الإنجازات التي حققتها في المجالات الأخرى حرصاً منها على الريادة والتمكين الذي قطعت فيه أشواطاً عديدة بفضل دعم القيادة الرشيدة».
د. بشرى الغفلي: شريكة وعضوة أساسية في المجتمع
قبل التحاقها ببرنامج الإقامة لتأهيل الطبيبات المواطنات، أتمت طبيب الأسرة الدكتورة بشرى علي الغفلي، سنة الامتياز في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، بعد أن أنهت دراستها وحصلت على درجة البكالوريوس في كلية الطب بجامعة الشارقة عام 2020، توضح «طب الأسرة تخصص إنساني كبقية أنواع التخصصات الطبية الأخرى، تبرز أهميته في تقديم العلاج المناسب للمرضى إضافة للتوعية بأهمية الوقاية من الأمراض المزمنة».
المرأة الإماراتية اليوم مؤثرة في المجتمع كما نراها أيضاً في تخصصات طبية مختلفة
لم تتوقف د. الغفلي عند أداء دورها كطبيبة أسرة في تقديم الرعاية والتوعية بأهمية الوقاية، تكشف «إضافة لدوري في التوعية بخطورة بعض الأمراض المزمنة وأهمية إجراء الفحوص الشاملة، أساهم بإلقاء محاضرات وعقد ندوات صحية ومشاركة زملائي في المخيمات الطبية، وممارسة عملي الروتيني في تشخيص وعلاج الأمراض الحديثة والمزمنة، ومساعدة الأطباء الأخصائيين في استقبال المرضى وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم».
على صعيدها الشخصي تطمح د. الغفلي إلى «اكتساب المزيد من الخبرات والمهارات في مجال عملها منها القدرة على تحمل الضغوط، وعلاج مختلف الحالات المرضية، ومهارة إدارة الوقت والدقة في العمل، وتشخيص وعلاج الأمراض الحديثة والمزمنة ووقاية المرضى من المضاعفات التي تصاحبها». توضح د. الغفلي أهمية وجودها كامرأة إماراتية في القطاع الطبي «للمرأة الإماراتية دور وإسهامات كثيرة في قطاعات مختلفة، حيث نرى المرأة الإماراتية اليوم مؤثرة في المجتمع كما نراها أيضاً في تخصصات طبية مختلفة منها تخصص طب الأطفال وطب النساء والولادة وطب الطوارئ إلى جانب التخصصات الجراحية كتخصص جراحة العيون وجراحة الأنف والأذن والحنجرة وغيرها من التخصصات، إذ أصبحت شريكة وعضوة أساسية في المجتمع».
* تصوير: السيد رمضان