برلمانات الأطفال.. هذه المنابر الحيويّة التي تمنح هذه الفئة فرصة فريدة للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم ومقترحاتهم حول القضايا التي تؤثّر عليهم مباشرة، نجحت أخيراً في تمكينهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة للمشاركة الفعّالة في مجتمعاتهم، من أجل بناء أجيال قادرة على صنع التغيير.
فقد ناقش أعضاء البرلمان العربي للطفل في دورته الثالثة، التحديّات التي تواجه ملايين الأطفال في العالم العربي، خاصة الذين لا يتمتّعون بحقوقهم الأساسيّة في التعليم والصحة والرعاية، وذلك بمقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، بحضور رئيسة البرلمان العربي للطفل، جنان الشريف، والأمين العام للبرلمان، أيمن عثمان الباروت.
حاورت «كل الأسرة» عدداً من الأطفال المشاركين، للحديث عن تجربتهم الديموقراطيّة المبكّرة، وكيف ساهمت في تطوير شخصيّتهم، وما أبرز القضايا التي ناقشوها، التي أدّت إلى صياغة أكثر من 55 توصية.
تهدف إلى تعزيز التفاعل بين البرلمانيين ومجتمعاتهم في دولهم العربيّة، من خلال مداخلات متنوّعة ومتميّزة، شارك بها 54 عضواً من أصل 64 عضواً حضورا من أعضاء البرلمان من 16 دولة عربية، ناقشوا موضوع المسؤوليّة المجتمعيّة للعضو البرلماني.
حماية التراث الثقافي
فمن جهتها قالت ياسمينة من لبنان: «برلمان الطفل مدرسة حقيقيّة للتدريب على الممارسات الديمقراطيّة، حيث تعلّمنا فنّ الحوار والنقاش، وأهميّة التعاون والاحترام المتبادل، الأهم من ذلك التعريف بهويّتنا وثقافتنا من خلال الالتقاء والتجمّع في البرلمان العربي، الذي يجمع الأطفال البرلمانيين من كل الدول العربيّة.
فقد قرّرت الحضور بزيٍّ تراثيٍّ، لا تعلم العديد من الشعوب أنه لبناني، وهذه فرصة للتعريف عن مسؤوليتنا المجتمعيّة نحو تراثنا وثقافتنا وأهميّة حملها ونقلها للأجيال القادمة»، أما إيلينا البزري، فقد دعت إلى تعزيز ثقافة المسؤوليّة المجتمعيّة بين الأسر وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
حماية حقوق الطفل
ومن فلسطين، تحدّثت حلا داوود، عن دور البرلمان في حماية حقوق الطفل وتعزيزها من خلال مناقشة القضايا التي تؤثّر على حياتهم اليوميّة، حيث يساهم الأطفال في صياغة سياسات أفضل تحمي مصالحهم وتضمن لهم مستقبلاً مشرقاً.
وأضافت: «إن الأطفال هم من عانوا ويلات الحرب في فلسطين، ولابد من أن يتجاوز الأمر حالة «الترند» التي نراها في الـ«سوشيال ميديا»، وأن يشعر العالم بالمسؤوليّة تجاه الأطفال الذين تتعرّض دولهم لحصار وحروب وظروف اقتصاديّة».
التعريف بحقوق الطفل
استعرض الوفد الإماراتي من خلال سيف المزروعي دور الطفل البرلماني في تعزيز الوعي البيئي والمشاركة في المبادرات البيئيّة، مشيرًا إلى الجوائز التي تشجّع على الحفاظ على البيئة، كما دعت سلامة الطنيجي إلى مكافحة التنمّر وتوعية الأطفال بالحفاظ على البيئة.
أما فاطمة الغص فقد أوضحت في حديثها لـ«كل الأسرة» أن هنالك ملايين الأطفال لا يعرفون ما هي حقوقهم المشروعة، ولا واجباتهم التي عليهم الالتزام بها، وهذه المسؤوليّة المجتمعيّة التي تقع على عاتقنا كأعضاء في برلمان الطفل.
خلق مبادرات لصالح الأطفال
أما الوفد السعودي الذي شمل محمد الماجد، عبد العزيز القحطاني، و العنود العمرو، فقد أكدوا على أهميّة إنشاء مجالس للمسؤوليّة المجتمعيّة في المملكة، كما استعرضوا رؤية المملكة 2030 لتنمية حس المواطنة بين الأطفال، ودورهم كأعضاء في خلق ودعم المبادرات التي تعزّز المسؤوليّة المجتمعيّة وتعليم الأطفال القيم الإنسانيّة.
كما تحدّث سعود العيسى عن تعزيز الشعور بالمسؤوليّة لدى الأطفال وتفعيل دور العمل التطوعي في المدارس.
توعية الأطفال وتدريبهم
من جهته استعرض أحمد الفرماوي من مصر، مبادرة (فرصتي) التي أطلقها مع فريق من الأطفال الأعضاء في البرلمان المصري، وقال: «لابد من تمكين البرلمانيين للقيام بدورهم في توعية الأطفال وتدريبهم ليكونوا أشخاصاً فعالين في المجتمع».
وشاركت شكران حسين دورها في المبادرة، التي تشمل تقديم محاضرات للأطفال وورش تدريب تحفّز المهارات والهوايات التي يتمتعون بها، أما ساجد محمد، فقد شدّد على أهميّة تمكين ذوي الإعاقة ودعم دور البرلماني كسفير مجتمعي.
دعم ذوي الاحتياجات الخاصة
أما إبراهيم قيثار من العراق، فقد دعا لبناء مجتمع متماسك ومستدام.. ومن الوفد ذاته طالب طه عمر بتطوير القيادات المستقبليّة وتوفير الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة.
تفعيل دور البرلمان
من جهتها، طرحت ساره يوسف، من البحرين، أهميّة نقل الخبرات المكتسبة في البرلمان إلى المجتمعات العربيّة وتوسيع دور الأطفال البرلمانيين في الخدمة العامة.
تعزيز الاستدامة
وأشار العضو عبد الله المنصوري، من الكويت، إلى أن نجاح المشهد الديموقراطي في دولة الكويت هو الذي دفعه للانضمام لبرلمان الطفل، وأن دورهم نقل الصورة الحقيقيّة عن أطفال الكويت الطموحين الجادين الحريصين على بناء وطنهم.
كما سلّط سعود المطوطح الضوء على أهميّة التنميّة المستدامة وتحسين جودة الحياة من خلال المبادرات الصحيّة والتعليميّة.
* تصوير: السيد رمضان