4 أغسطس 2024

مريم السويدي: تصاميمي تجمع بين الأسلوبين التقليدي والعصري بشكل مثاليّ

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

مريم السويدي: تصاميمي تجمع بين الأسلوبين التقليدي والعصري بشكل مثاليّ

رؤيتها المتجدّدة وشغفها الّلافت في عالم التصميم الداخلي قادها للحصول على البكالوريوس في التصميم والديكور، ومن ثمّ على درجة الماجستير من جامعة ولاية يوتا في الولايات المتحدة الأمريكيّة، لتتفرّد في إعداد تصاميم تدمج بين الطابع العربي الإسلامي والتصاميم الحديثة وتنفذ مشاريع تجمع بين الجمالية والوظائفيّة وتعكس روح الثقافة بأسلوب معاصر مبدع؛ لتكون من ضمن قائمة فناني التصميم الداخلي الأكثر تأثيراً في مؤتمر «ديزاين مينا» العالمي..

هي المصمّمة والفنانة مريم السويدي، التي في حوارنا معها أطلّت بنا على الكثير من تفاصيل حياتها، وزودتنا ببعض النصائح التي يمكن أن تساعدنا على تصميم المساحات الخاصة:

مريم السويدي: تصاميمي تجمع بين الأسلوبين التقليدي والعصري بشكل مثاليّ

بم تحدثنا المهندسة مريم السويدي عن نشأتها، واختيارها دراسة هندسة الديكور الداخلي تحديداً؟

ولادتي وسط عائلة محبّة للفنون والثقافة داعمة للتعليم واكتشاف مجالات مختلفة؛ حفزني على متابعة تعليمي في الخارج وتحقيق أحلامي، حيث كان والدي وعماتي من أوائل الإماراتيين الذين تلقوا تعليمهم الجامعي خارج الإمارات..

ومن خلال إحدى البرامج التي نظمها قسم الهندسة المعني بتصميم المدارس والمساجد والمستشفيات في دائرة الأشغال والبلدية في أبوظبي، لطلبة المدارس أثناء الإجازة الصيفية اكتشفت شغفي للتصميم الداخلي وتعلمت الكثير من المعلومات.

ما بين الكلاسيكي والتقليدي والمودرن، ما هو الأسلوب الذي تفضلين العمل به؟

تتميز تصاميمي بالجمع بين الأسلوبين التقليدي والعصري المعروف بـ«المودرن» بشكل مثاليّ، حيث أجد المتعة في تصميم المشاريع ذات الطابع العربي الإسلامي بطريقة عصرية باعتماد التفاصيل الدقيقة واستخدام الألوان الهادئة لتبدو أكثر تميّزاً وجمالاً.

مريم السويدي: تصاميمي تجمع بين الأسلوبين التقليدي والعصري بشكل مثاليّ

تتميّز تصميماتك بالفرادة، ما هي المصادر التي تستلهمين منها أفكارك؟

يمكن القول إن مصدر إلهامي الرئيسي هو السفر والطبيعة، ففي السفر أكتشف وأستمتع بتجارب جديدة تفتح أمامي أفقاً واسعاً من الأفكار الإبداعية، بينما تلعب الطبيعة دوراً كبيراً في تصاميمي..

حيث تشّكل عناصرها نسيجاً يجمع بين الجمال الطبيعي والابتكار، هذا الدمج ساعدني على تغيير رؤيتي للديكور وأتاح لي تطوير تصاميم جديدة ومبتكرة ومنحني منظوراً فريداً لابتكار أفكار مميّزة لكل مشروع.

ما هي طبيعة المشاريع التي تفضلين العمل عليها أو تنفيذها؟

منذ بدء عملي في التصميم عام 2010 اتجه شغفي نحو المشاريع التجارية، المجال الذي منحني مجالاً أوسع للإبداع والاستفادة من الجمع بين التصميم المعماري والهندسة الداخلية؛ لتقديم ابتكارات فريدة، تدمج بين جوانب متعدّدة أثّرت في قدرتي على تطوير حلول إبداعيّة وجماليّة تلبّي احتياجات السوق المتنوّعة.

كيف تتمكنين من تحديد احتياجات العملاء وتطلعاتهم في تصميم المساحات الداخلية؟

في عالم التصميم يلعب التوجيه دوراً حاسماً في تحويل الأفكار المتعدّدة والمختلفة إلى واقع متناسق وجميل، وفي الغالب يأتي العملاء لمشاريعهم سواء كانت تجاريّة أو سكنيّة برؤى متنوعة وأحيانًا غير متناسقة..

وهنا يبرز دور المهندس في تنظيم وتوجيه هذه الأفكار بطريقة تضفي على التصميم رونقاً وجمالاً من حيث وضع بعض اللمسات والألوان، التي تتماشى مع التصميم أو الفكرة التي تلبي متطلبات العميل واحتياجاته مع الحفاظ على أسلوبي الخاص.

الموازنة بين رغبات العميل والميزانية المرصودة من أكبر التحديّات التي يواجها مصمّم الديكور

ما هي أكثر التحديّات التي تواجهك في العمل، وكيف تتعاملين معها؟

إدارة الميزانية وضبطها بما يتماشى مع توقعات العملاء واحتياجات المشروع، أكبر تحدي يمكن أن يواجه أي مهندس طموح يرغب بالتفرد في عمله، وتكمن الصعوبة في التوفيق بين رغبات العميل وطموحاته العالية وبين حدود الميزانية المالية للمشروع، فغالباً ما يختار العميل تصاميم غنيّة بتنوع الخامات وبعض التفاصيل والمزايا الإضافية التي تزيد من حجم التكاليف والميزانية المرصودة للعمل..

كما يعدّ التأخر عن الجداول الزمنيّة المحدّدة للعمل أحد تحديّات العمل الشائعة في مجال التصميم والهندسة بشكل عام وهو في الغالب يعود لأسباب متنوعة، منها ظهور مشكلات غير متوقّعة أثناء التنفيذ أو توقّف العمل بسبب ظروف معيّنة تتطلّب المزيد من الوقت.

برفقة معالي نورة الكعبي خلال عرض إحدى أعمالها
برفقة معالي نورة الكعبي خلال عرض إحدى أعمالها

ما هو أبرز مشروع عملتِ عليه حتى الآن، وما الذي يميزه؟

لكلّ تصميم جماليّته الخاصة، وكل مشروع من المشاريع التي عملت عليها بمثابة تجربة تحمل رؤية فنية خاصة، فشغف العمل يجعل من كل تصميم فريدًا متميزاً بلمساته وأسلوبه الخاص، ففي تصميم إحدى المقاهي في جزيرة السعديات تمكنت أن أعكس جمال الشاطئ من خلال اختيار الألوان والمواد التي تشعر الفرد وكأنه على شاطئ البحر..

ليشعر الزوار بالراحة والهدوء المستوحيين من الطبيعة، كما استمتعت بتصميم مقهى آخر دمجت فيه بعض عناصر العمارة الإماراتية التي أضفت على المكان روحًا تقليديّة بأسلوب عصريّ حديث.

ما هي أهم الخطوات التي تتبعينها في تصميم المساحات الداخلية؟

تبدأ رحلة التصميم الداخلي لأي مشروع سواء كان تجارياً أو سكنياً بطريقة منظمة، من توزيع المساحات الداخلية وتستمرّ حتى التصاميم ثلاثيّة الأبعاد، ما يضمن أن تكون كل خطوة في العمل منظمة وموجّهة نحو تحقيق نتائج ناجحة، مع الحرص على معرفة رغبات الزبون وتوجهاته التي يرغب بها سواء كانت تقليدية أو عصرية أو تجمع بين الاثنين.

مريم السويدي: تصاميمي تجمع بين الأسلوبين التقليدي والعصري بشكل مثاليّ

كيف تتمكنين من الجمع بين الجماليّة والوظائفيّة عند تصميم مشروع ما؟

يعد الاستخدام الأمثل للمساحة والتأكيد من تلبيتها لاحتياجات العميل المنطلق الأساسي في عمل تصميماتي، هذه الطريقة في العمل تضمن أن تكون المساحات المصمّمة تجمع بين الراحة والأناقة بالإضافة إلى جاذبيتها من الناحية الجماليّة وهو ما يطمح الوصول له كل عميل.

ما هي النصيحة التي يمكن أن تقدميها إلى شخص يرغب في تجديد منزله أو مكتبه بنفسه؟

أصبح بإمكان أي شخص ومن خلال الكثير من البرامج المتخصّصة أن يصمّم مساحاته الخاصة، سواء كانت منزلاً أو مكتباً وبنتائج فعّالة في حال تمكّن من معرفة المساحة وكيفية التعامل معها بشكل دقيق، ليتمكن من اختيار الأثاث المناسب بما يحافظ على التناسق والرّاحة..

ويُعد البدء بقطعة واحدة بمثابة قاعدة للانطلاق في تحديد نمط التصميم واختيار الألوان، كما أن اختيار التصميم العصري يجنب الوقوع في الأخطاء الكبيرة ويمنح مساحة مرنة للتعديل والإضافة حسب الرغبة.

مريم السويدي: تصاميمي تجمع بين الأسلوبين التقليدي والعصري بشكل مثاليّ

لاحظنا انشغالك الدائم بالعمل، كيف تتمكن مريم السويدي من التوفيق بين العمل والأسرة خاصةً أنك أمّ لخمسة أبناء؟

بدأت رحلتي مع توازن المسؤوليات منذ أن تزوّجت بعمر 21 عاماً وسافرت برفقة زوجي للعيش خارج الإمارات، وبشكل خاص بعد إنجابي لطفلي الأول..

خلال دراسة الماجستير تمكّنت من إدارة الوقت والتكيّف مع الحياة ما بين الدراسة وتربية الأبناء، وهو ما ساعدني على إدارة حياتي في ما بعد، بالإضافة إلى الاعتماد على فريق عمل مدرّب يمكنه إنجاز الكثير من المهام خلال فترة غيابي أو انشغالي.

من أين تستمدين قوتك وطموحك للعمل، وما هو دور الزوج؟

دعم الأسرة والزوج هو المفتاح الرئيسي في نجاحي في العمل، فمنذ البداية حصلت على تشجيع والدي ووالدتي في تجربة أشياء مختلفة والعمل في الصيف لأتمكن من بناء أساس مهني قوي، ليأتي زوجي بعد ذلك لإكمال هذه المسيرة، من خلال وجوده معي في كل خطوة، والدعم المالي والمعنوي؛ لأتمكن من تحويل أفكاري إلى واقع ملموس وتأسيس شركتي في مجال التصميم الداخلي.

* تصوير: محمد السماني

 

مقالات ذات صلة