موزة الشامسي: المسابقات التفاعلية وسيلة لتشجيع الفتيات لممارسة الألعاب الفردية
يتمحور دورها في دعم مسيرة المرأة وتعزيزها في المحافل الرياضية والمناسبات الإقليمية والعالمية، سجلها الحافل بالإنجازات أهّلها لأن تنال وسام العطاء المستمر «رفيع المستوى» نظير ما قدمته للارتقاء بهذا القطاع في إمارة الشارقة..
هي موزة محمد الشامسي، مديرة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، والتي تم تعيينها مؤخراً من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، التقينا موزة الشامسي لنتعرف إلى مسار مشوارها المهني وجانب من حياتها الشخصية:
نهنئك على التكليف الجديد وإسناد منصب مدير مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة لك، ونود معرفة كيف كان استقبالك للخبر وأول ما خطر بذهنك؟
تلقيت خبر تعييني من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، بفرحة عارمة كونه قراراً مرتبطاً بثقة سموها في شخصي، فقد كنت عضواً في اللجنة التنفيذية للمؤسسة منذ العام 2021..
ومنذ هذا التاريخ ونحن نعمل على وضع الخطط الاستراتيجية وتحسينها وتطوير العمل بهدف دعم مسيرة التطور في رياضة المرأة بالإمارات عامة، وإمارة الشارقة بشكل خاص، والحقيقة أنني شعرت بمسؤولية كبيرة تقع على عاتقي بهذا التكليف، والذي يستلزم بذل مزيد من الجهد والمثابرة كي أكون جديرة بالثقة التي وكّلت لي.
تدرجت في العمل بجهات لها صلة بالرياضة، فهل ذلك نابع من حب هذا المجال منذ الصغر؟
منذ الصغر وأنا أحب رياضة الجري وكنت أمارسها من خلال مسابقات مدرسية محدودة، وظللت مرتبطة بها، لإدراكي بأهميتها على الصحة النفسية والجسدية والعقلية، وكانت بدايتي وأولى نافذتي نحو الرياضة من خلال مجلس الشارقة الرياضي والذي ترأست فيه منصب رئيس القسم المالي..
ثم أصبحت عضواً في لجنة الحوكمة المالية في اتحاد كرة القدم بدبي، بجانب عضويتي ضمن لجان رياضية مختلفة على المستوى المحلي والآسيوي.
نحرص من خلال مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة على توعية اللاعبات لممارسة الألعاب الفردية
هناك رياضات يقل الإقبال عليها من جانب المرأة، فما دوركم تحديداً لإزالة العقبات التي تحول دون ذلك؟
نحرص من خلال مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة على توعية اللاعبات لممارسة الألعاب الفردية لقلة الإقبال عليها، ونطلق كثيراً من المسابقات التفاعلية والمبادرات التي تصب في هذا الجانب..
فهناك مثلاً البطولات المدرسية وألعاب القوى والقوس والسهم والمبارزة وبطولات أخرى نشجع على إقامتها، لتعزيز تلك الرياضات وجعلها أسلوب حياة، حتى تنشأ الطالبات وهن محبات لممارسة الرياضة وكل ذلك يصب في مصلحتهن.
وما أكثر الرياضات التي تلقى قبولاً واستحساناً لدى المرأة بشكل عام؟
نلاحظ إقبالاً كبيراً على الرياضات الجماعية مثل كرة السلة، والطائرة، فبجانب فوائدها البدنية تساعد أيضاً على بناء صداقات وعلاقات اجتماعية وتزيد من قيم التنافس والتخطيط والتعاون مع الآخرين، وكلها أمور تتماشى مع طبيعة وروح المرأة.
من خلال تماسُّك مع المجتمع، هل هناك وعي بأهمية الرياضة في الوسط النسائي؟
بكل تأكيد أصبح هناك وعي كبير بأهمية ممارسة المرأة للرياضة وتخصيص وقت لها، فكثير من النساء يقبلن على ممارسة ولو نشاط بدني واحد يومين أو ثلاثة في الأسبوع، وذلك بناء على نتائج إحصائيات نعتمد عليها في قياس مدى وعي المرأة بقيمة الرياضة ونقلها من ممارستها كهواية إلى التمثيل الرياضي الاحترافي.
تنظرون للرياضة كونها أكثر من مجرد نشاط بدني، حدثينا عن ذلك..
الرياضة وسيلة للوقاية من الأمراض المختلفة، وداعم قوي لتنمية التطور الذهني للإنسان، فعلى سبيل المثال أثبتت دراسات حديثة أن تنس الطاولة من الرياضات التي تنمي العقل بشكل كبير، خاصة إذا تمت ممارستها في سن صغيرة..
كما تلعب رياضة المشي دوراً لا يقل أهمية في تحسين الحالة الصحية والمزاجية لمن يمارسها، وغيرها الكثير من الأدوار التي لا حصر لها ويجب علينا كأفراد مجتمع استغلالها لتحسين جودة حياتنا.
لديك عضوية في لجان رياضية مختلفة على المستوى المحلي والقاري، كيف توفقين بين تلك المهام المتعددة؟
تنظيم الوقت وترتيب الأولويات من أهم أساسيات العمل الجاد، بجانب وجود الدعم الذي أتلقاه من فريق عملي، كل ذلك يساعدني لأن أتخطى أي صعاب تواجهني أثناء مباشرة مهامي المختلفة.
في ظل زخم المسؤوليات، هل تأثرت جوانب أخرى في حياتك وأفقدتك القدرة على الوفاء بحقها؟
إذا طرح علي هذا السؤال قبل سنوات، لكان ردي أنني بالفعل أشعر بالتقصير في حق نفسي كوني أسعى دائماً لأن أكون الزوجة المثالية والأم المثالية والابنة المثالية، ولكن بعد مرور السنوات واعتياد الوجود وسط زخم المسؤوليات ومع الخبرة التي اكتسبتها والتمكن من توزيع المهام بشكل عادل، استطعت أن أعطي نفسي حقها دون المساس بحقوق الآخرين.
بعيداً عن المجال الرياضي، هل هناك اهتمامات أخرى تحتل جزءاً من وقتك؟
أحب الرسم كثيراً ولدي متابعون عبر حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي ودائماً ما أحرص على مشاركتهم أعمالي، كما أحب القراءة ولا ينقضي أسبوع دون قراءة أجزاء من كتاب في موضوعات مختلفة.
ما الرياضة التي تفضلين ممارستها؟
المشي والجري وأمارسهما بصفة مستمرة، كذلك السباحة تعد من الرياضات التي أفضلها وإن كنت لا أمارسها بشكل دائم.
هل لك أن تطلعينا على مثلك الأعلى في الحياة؟
نحظى ولله الحمد، بوجود القيادة الرشيدة التي نهتدي من خلالها إلى الطريق السليم، وأود أن أتوجه بالشكر إلى قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، لثقتها الغالية التي أهلتني لأن أخدم وطني من خلال منصبي الجديد.
حدثينا عن أسرتك، وأهم ما اكتسبته منها..
الأسرة هي العمود الذي يتكئ عليه الإنسان في حياته، فيظل يستمد منها القوة والعزيمة في مشواره، فقد كان لوالدي «رحمه الله» بالغ الأثر في رسم ملامح مشواري العملي، فمنه تعلمت الاجتهاد وحب العمل والمثابرة حتى الوصول إلى الهدف المنشود..
كما كان لوالدتي وإخوتي دور لا يقل أهمية في تشجيعي على مواصلة دوري وأن أؤديه على النحو المطلوب.
ما طموحاتك على المستويين الشخصي والعملي؟
أطمح وفريق عملي لأن نجتهد سوياً من أجل الارتقاء برياضات المرأة في إمارة الشارقة، وأن نمحو أي عقبات تحول دون إعطائها الفرصة لأن تمارس رياضتها بأريحية، أما طموحي على المستوى الشخصي، فقد اجتزت امتحاناً يؤهلني للعمل كمستشارة مالية معتمدة، وهدفي بعد التقاعد أن أعمل مستثمرة مالية وأن تكون لي بصمة في هذا العالم الشاسع.